حسام حسن والأهلي.. حكايات الحب والثأر

الإثنين، 23 سبتمبر 2019 - 12:35

كتب : فادي أشرف

حسام حسن

ضغط عال. ربما هي طريقة حسام حسن في لعب كرة القدم، وكذلك هي الوصف الأمثل لمبارياته –وعلاقته– بالنادي الذي تربى فيه وصنع الجزء الأكبر من أسطورته بقميصه، الأهلي.

23 مباراة جمعت بين حسام حسن المدرب والأهلي، خسر حسام 12 مرة ولكن العميد فاز 5 مرات وتعادل 6 مرات. أرقام مميزة بالنظر للأندية التي حقق معها حسام تلك النتائج.

حسام فاز على الأهلي مع المصري –في أول مواجهة تدريبية له على الإطلاق ضد الأحمر في 2008– ومع الاتحاد السكندري بنتيجة 4-1، ومع بيراميدز في الدور الأول من الدوري الموسم الماضي، بجانب انتصارين إضافيين مع أبناء بورسعيد.

حتى المباريات التي فاز بها الأهلي على حسام حسن، كانت بشق الأنفس، وآخرها الفوز على سموحة بفضل آخر تسديدات المباراة من الأنجولي جيرالدو الموسم الماضي.

ولكن، ما الذي يجعل مواجهات حسام والأهلي بتلك السخونة والضغط العالي؟

"المعرفة العميقة هي أساس أقوى الصداقات، وأسخن العداوات". هكذا قال الأديب الفرنسي أنطوان دي ريفارول في القرن الـ18.

تلك المقولة كانت أساسا لتفسير واحد من أصعب المشاعر التي يمر بها أي شخص، شعور الحب/الكره أو Love/Hate.

يحب حسام حسن الأهلي كثيرا، لدرجة أنه يكرهه كثيرا.

الحكاية كما أوردها الطرفين

"أنا حسام حسن، هداف منتخب مصر وقائده في كأس أمم إفريقيا 1998. في 1999 اختارني الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لأنضم إلى فريق العالم في حفل على شرف نيلسون مانديلا في جنوب إفريقيا. ما أود قوله إني كنت في أفضل مراحلي. لم أكن عجوزا، 32 سنة لكني أعطي كل ما لدي في الملعب. أقود الفريق والمنتخب وأفوز بـ7 دوري وأحصل على الهداف".

"حسنا. الأهلي كان في 99 غريبا معنا، رفض سفرنا إلى ألمانيا للانضمام لفريق العالم بعد دعوة الفيفا من أجل مانديلا! الرفض كان دون سبب حقيقي. لأن الأهلي كان في معسكر استعداد للموسم الجديد ولم يكن هناك ارتباطات للفريق. لا مبرر للرفض".

"بعدها بعض رموز الأهلي منحوا أصواتهم لمصطفى حجي في اختيارات أفضل لاعبي إفريقيا على حسابي، في 2000 فهمت أن المسؤولين يرغبون في إجبارنا على الاعتزال".

"هذا هو المبرر الوحيد. وإلا كيف يبررون أننا والمنحنى متصاعد في مستوانا قرروا ألا يجددوا عقدنا، بالمناسبة هذا العقد لم يتغير ماليا منذ سنة 1992 وحتى 2000. وجدنا النادي يتحدث مع لاعبين صغار للتجديد لهم ونحن لا. وجدنا تسوبيل يضعنا على الدكة رغم أننا عدنا للتو من المشاركة مع المنتخب وكنا نجوما، حتى الآن لا نعلم المبرر. لماذا لم يجدد الأهلي عقدنا، لكن ما نعلمه أن النادي عليه تبرير ذلك. عليه أن يتحدث حتى يفهم جمهور الأهلي الذي لدينا حق عنده أننا قاتلنا وضحينا بالكثر من أجل القلعة الحمراء".

"نحن كنا من كباتن الأهلي، عدد الكباتن ليس كثيرا بالمناسبة، وبالتالي حين تدفع الكابتن للرحيل عليك تفسير الأمر. لكن معنا لم ينطق أحد من النادي".

"فقط حسنا، من حق الأهلي ألا يجدد لنا. لكن كنا فقط ننتظر شكرا لكم".

كان هذا حديث صاحب الـ137 هدفا وتوأمه في 2015، بعد 15 عاما من ربما أهم انتقال في تاريخ الكرة المصرية.

"كنت فعلا أتمنى اعتزال حسام وإبراهيم حسن في النادي الأهلي، لكن هذا لم يحدث. الثنائي كان قد وصل عرض له من تركيا قبل انتهاء عقده وحسام حسن أخطرنا بأنه سيحترف في أوروبا. وقتها حاول حسام حسن أن يجس نبض ثابت البطل بأن سأله عن رأيه في إمكانية خروجه للاحتراف في أوروبا".

"هذه كانت طريقة حسام وبحسب ما فهمت منه في الحوار الصحفي لم يشعر بأن النادي تمسك به. هذه وجهة نظره. كل ما أعرفه أن حسام أخطر النادي بنيته في الاحتراف الخارجي، وبناء على هذا لم يصل أي تكليفات تخص التجديد لأحد منهما. لم يطلب مني أحد التفاوض مع حسام فقط أو إبراهيم. الكل يعلم أن الثنائي لا ينفصل أبدا".

بعد 15 عاما أيضا، رد عدلي القيعي مستشار التعاقدات الحالي في الأهلي في تفسير واقعة عاصرها تاريخيا.

فقط هكذا، قطع حسام وتوأمه المسافة من الجزيرة إلى ميت عقبة، القصيرة جغرافيا والكبيرة جدا كرويا وجماهيريا.

حقق حسام ما حققه بقميص الزمالك –تاريخ عريض آخر بالمناسبة– لكن دائما ظلت علاقته بالأهلي ذات طابع خاص.

"كل مكان عملنا فيه، رُد إلينا الجميل بشكل مؤسف"

مثلما رحل حسام حسن عن الأهلي لاعبا، لم يكن رحيله عن الزمالك والمصري وبيراميدز مدربا هادئا أو هينا بل دائما مليء بالتصريحات النارية والاتهامات المتبادلة. جزء لا يتجزأ من شخصية يصعب السيطرة عليها.

تصريح حسام حسن حول رد الجميل كان في مايو 2019، عقب خسارة فريقه الحالي من الأهلي بهدف جيرالدو. مؤتمر صحفي عاطفي للغاية من العميد. عاطفي بالنسبة لحسام حسن تعني غاضبا بشدة.

"في الأهلي لعبنا 22 عاما وحققنا بطولات وأدخلنا أموالا للأهلي أكثر من أي أحد، ما يفعله محمد صلاح اليوم كنا سنقوم به لكننا تركنا الاحتراف وعدنا للأهلي! هل تعلمون من هو هداف الأهلي إلى يوم القيامة؟ إنه أنا. قالوا إن محمود الخطيب سجّل 101 هدفا، ثم قالوا إنه سجل 103 هدفا".

يملك حسام حسن المصداقية الكافية –كلاعب كرة– أن يتهم الأهلي بزيادة أهداف الخطيب في الدوري لتتخطى أهدافه.

هذا المؤتمر الناري جاء بعد عامين فقط من واقعة –ربما هي التي أظهرت حب حسام حسن الشديد للأهلي.

المصري بقيادة حسام حسن ضد الزمالك، وفجأة يرفع العميد قميصين أخضر وأحمر في وجه جماهير الزمالك التي تهاجمه.

"جماهير الزمالك هي من اختارت ابتعادي عنها وانتمائي لها، أنا بيتي هو الأهلي".

ربما كان هذا أول اعتراف حقيقي من حسام حسن بأهلاويته بعد سنوات صنع فيها تاريخا عريضا مع الزمالك.

من أجل إثبات شيء ما

يحاول حسام حسن دائما ضد الأهلي إثبات شيء ما. ربما أنه احتاج "شكرا"، أو تقدير أكثر.

ربما يحاول إثبات أنه جزء كبير للغاية من تاريخ الأهلي، لدرجة اتهام البعض بزيادة أهداف الخطيب لتتخطاه.

وربما يحاول منح مسيرته التدريبية – الخالية من البطولات حتى الآن – انتصارا دائما على الفريق الذي تسبب في خسارته لـ5 بطولات بشكل مباشر.

دائما يحاول حسام حسن الثأر من الأهلي، ولكنه ثأر مدفوع بحب، مثل أي علاقة حب/كره شديد.

مباراة نارية أخرى تنتظر جمهور الكرة المصرية بين حسام حسن والأهلي، مزيد من الإثارة والسخونة ربما؟

اقرأ أيضا

مورينيو يعلق على أداء صلاح ضد تشيلسي ويوجه نصيحة لليفربول

كلوب يتغنى بما فعله صلاح في هدف ليفربول الأول ضد تشيلسي

تشكيل الأهلي المتوقع - مفاضلة بين القائد والوافد أمام سموحة

تشكيل الزمالك المتوقع – ميتشو يوظف لاعبه العائد بشكل مختلف لحل أزمة الوسط

إنفانتينو يشكر الخطيب بعد مشاركته في اجتماع العمل الأول لتنظيم مسابقات إفريقيا

الحضري يرد عبر في الجول على طلب حارس إنبي ويوجه له رسالة

التعليقات