رحلة إلى ملعب دورتموند.. الجدار الأصفر "جوهرة تاج الكرة الألمانية"

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2019 - 17:17

كتب : إسلام مجدي

المدرج الجنوبي - الجدار الأصفر

وصفت صحيفة "جارديان" فريق بوروسيا دورتموند بـ"الفريق الثاني للجميع" لأن له مكانة خاصة في قلب كل مشجع إن لم يكن بسبب الأداء واللاعبين فبسبب جماهيره في المدرج الجنوبي.. الجدار الأصفر.

خلال عام 2009 نشرت صحيفة "تايمز" البريطانية تقريرا وصفت فيه ملعب "سيجنال إدونا بارك" بأنه الاستاد رقم 1 في العالم.

فما الذي يجعل "الملعب الفيستفالي" مميزا للغاية؟

قال رومان فايدينفيلر حارس مرمى الفريق السابق: "إن كنت العدو، فهذا الملعب سيحطمك، لكن إن كان الجدار الأصفر خلفك؟ فالأمر مختلف".

وواصل "كنت محظوظا لأنني كنت حارس دورتموند والجدار الأصفر يدعمني، لكن حينما يكون حارس الخصم مكاني؟ فسيتحطم تماما".

طالما ستزور ملعب دورتموند فأنت لست ضيفا بالنسبة للجدار الأصفر، لكنك عدوا له.

صحيفة ماركا الإسبانية كتبت عنوانا يقول: بي بي سي سيواجه الجدار الأصفر، بنزيمة ورونالدو وبيل في مهمة صعبة". كان ذلك أثناء مواجهة ريال مدريد ضد دورتموند في سبتمبر 2016.

جلس أولي هيس في مكتب يورجن كلوب مدرب بوروسيا دورتموند السابق ليحاوره حول الملعب، لكي ينشر ذلك الحوار في كتابه: "بناء الجدار الأصفر".

"هل تقصد أول مرة على الإطلاق لاحظ الجميع قوة وأهمية الجدار الأصفر؟ المدرج الجنوبي؟". كلوب.

"نعم بالطبع". هيس

"كان ذلك منذ وقت طويل، الأندية من إسبانيا وإيطاليا وأمريكا الجنوبية وإنجلترا، جميعهم لاحظوا ذلك".

دورتموند امتلك خلال عام 2004 مجموعة مشجعين أطلقوا على أنفسهم اسم "الوحدة" وهؤلاء خلال شهر ديسمبر قاموا برفع "تيفو" جماهيري كتب عليه جملة لأوسكار وايلد تقول: "الكثيرون ساروا في الدرب المظلم، لكن القليل فقط من نظر إلى النجوم".

كانت تلك الفترة هي قمة المعاناة بالنسبة لنادي دورتموند، الفريق كان على وشك الإفلاس وكانت هناك احتمالية كبيرة قائمة أن ينتهي النادي للأبد، لذا فضلت الجماهير أن تتحدث عن الدرب المظلم المنتظر.

دورتموند خلال مايو 2005 كان على موعد لمواجهة هانزا روستوك في آخر مباراة من الموسم في شهر مايو، بعد اقتراب النادي من نهايته.

قامت الجماهير بتوزيع الكثير من الأعلام الصفراء في المدرج الجنوبي ليس فقط في المنطقة خلف المرمى التي تواجد فيها أعضاء مجموعة "الوحدة" لكن في كامل أنحاء المدرج، كان الأمر أشبه بـ"الجدار".

دانييل لوركر الذي قام بتوزيع تلك الرايات الصفراء قال: "كلفنا ذلك الكثير لننتج 4 آلاف علما أصفر، قمنا باستئجار الماكينات وعملنا لأسابيع، كان عملا شاقا، لكننا استمتعنا كثيرا".

ثم ظهرت لافتة كبيرة تقول: "في نهاية الدرب المظلم سيلمع الجدار الأصفر".

ينتمي الملعب الفيستفالي إلى مدينة دورتموند، وبعد ذلك باعه النادي إلى شركة عقارات في عام 2002 أثناء فترة احتدام المشاكل المالية، قبل أن يتم بيعه مجددا إلى شركة عقارية مع وجود نية كبيرة من النادي لشرائه مرة أخرى لكن في عام 2017.

خلال عام 2005 وبالتحديد في شهري مارس وأبريل بدأ النادي يتعافى من الأزمة شيئا فشيء، ونجح في تجنب الإفلاس وتم تأمين الملعب الفيستفالي.

وفي عام 2006 تمكن بوروسيا دورتموند من شراء الملعب مرة أخرى، بمساعدة قرض حصل عليه من مورجان ستانلي، ولكي يقلل الدين، قام ببيع حقوق تسمية الملعب إلى شركة "سيجنال إدونا"، حتى عام 2021.

كل ذلك وأكثر حدث للأسود ورغم هذا، جماهير المدرج الجنوبي كانت تقف صامدة تدعم فريقها وتطالبه بألا يفقد الأمل مهما حدث.

"المدرج الجنوبي يمتلك قوة لا تصدق، هناك العديد من لاعبي الخصوم يخشونهم وتلك ضوضاء كبيرة، حينما تبدأ المباراة ويبدأ المدرج الجنوبي في الغناء، فهو شيء خاص للغاية، إنه بكل تأكيد قلب بوروسيا دورتموند". نوربيرت ديكيل لاعب الفريق السابق والمذيع الداخلي للاستاد.

وصف موقع رابطة الدوري الألماني الملعب بأنه "الأكبر في أوروبا" ليس هذا فقط، وإنما ستشعر وكأن الأرض تتحرك من أسفل قدمك حينما يهتف الجدار الأصفر.

وصف يورجن كلوب بطريقته الحماسية شعوره ولاعبيه حينما يخرجون لجماهير دورتموند: "الخروج من النفق المظلم إلى داخل الملعب، وكأنك ولدت من جديد".

وأضاف "تخرج ثم ينفجر الملعب، من الظلام إلى النور، تنظر إلى يسارك وتجد ما يقرب من 150 ألف شخصا يقفون ويجن جنونهم".

مصطلح "الجدار" الأصفر ظهر لأول مرة عام 2005، ومنذ ذلك الحين لم يختف قط بل أصبح أشبه بدعاية للنادي، فجماهير الجدار الأصفر قوة لا يستهان بها.

قيمة الملعب

تم بناء الملعب الفيستفالي قبل كأس العالم 1974، ومنذ ذلك الحين تمت توسعته أكثر من مرة ليصبح أكبر ملعب في ألمانيا حتى يومنا هذا، ويتسع لـ81 ألف مشجعا، المدرج الجنوبي كان يتسع لـ12 ألف مشجعا، تمت مضاعفته بعد تتويج الفريق بلقب دوري الأبطال عام 1997.

حاولت صحيفة "دير شبيجل" الألمانية أن تصف أبعاد الملعب فكتبت: "أمام الجزء السفلي من المدرج يمكنك تقريبا أن تلمس حارس المرمى في ظهره".

ولعل أبرز وأكثر اللحظات المعبرة كانت مقابلة يجريها باستيان شفاينشتايجر نجم بايرن ميونيخ قبل مواجهة دورتموند، وقتها كان السؤال كالتالي: "ما أكثر شيء تخشاه يورجن كلوب أم أحد اللاعبي".

ليأتي الرد: "الجدار الأصفر، هو أكثر ما أخشاه في هذا الملعب".

شفاينشتايجر فاز 5 مرات فقط في الملعب الفيستفالي من أصل 14 مباراة لعبها وتعادل 3 مرات.

تم تعديل المدرج مرة أخرى بسبب قواعد الاتحاد الأوروبي للمشاركة في مسابقاته، لكي يتمكن كل مشجع متواجد من إيجاد مقعد ولا يكتفي بالوقوف فقط.

موقع رابطة الدوري الألماني وصف الملعب بـ"جوهرة تاج الكرة الألمانية".

لعل واحدة من أبرز مباريات دورتموند على ذلك الملعب في دوري الأبطال، كانت ضد مالاجا في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2013، حينما قدم الفريق واحدة من أفضل مبارياته وحول تأخره بنتيجة 2-1 إلى انتصار بنتيجة 3-2، بعدما سجل ماركو رويس وفيليبي سانتانا هدفين في دقيقة وبالتحديد في الدقيقتين 91 و92.

كتبت صحيفة "تايمز": "هذا المكان تم بناؤه من أجل أن تعبر الجماهير عن أنفسها، ولا يوجد أفضل من جماهير دورتموند لكي تكون ذلك النموذج".

وواصلت "كل نهائي أوروبي يجب أن يلعب في سيجنال إدونا بارك".

أما كارستين كرامر رئيس قسم المبيعات والتسويق في دورتموند فقال: "هذا هو بوروسيا دورتموند، تلك نقطة قوتنا في البيع، هذا ما يجعلنا جذابون في الخارج، المدرج الجنوبي وجماهيرنا".

لنغني معا

قبل ضربة البداية تقف الجماهير بالأصفر والأبيض، كتفها سويا تغني معا، وإن سجل دورتموند؟ فهذا يعني أنك ستشاهد في المدرج الجنوبي احتفالات جنونية.

المدرج الأصفر هو الشغف والنموذج المثالي لتوضيح كيف كانت الجماهير ترى النور في نهاية الدرب المظلم، كيف ساندوا الفريق وساروا معه للنهاية.

هي ظاهرة بدأت منذ 14 عاما يتغنى بها الجميع، مصدر فخر لمشجعي دورتموند، وبالطبع مصدر خوف كبير لخصومه.

المصادر:

http://bit.ly/2lYyZ4A

http://bit.ly/2meLNnB

http://bit.ly/2lYNBAW

طالع أيضا

تخفيض عقوبة نيمار في دوري الأبطال

الزمالك يطرح تذاكر مبارياته عبر تذكرتي

الغندور: السوبر قد يديره مصري

خالد جلال: الزمالك أقرب للسوبر من الأهلي

مواعيد مباريات الثلاثاء

مدرب الزمالك الأسبق: طلبت ضم أنتوي

التعليقات