أيسلندا.. البركان الذي قد يثور في روسيا

الأربعاء، 16 مايو 2018 - 18:26

كتب : إسلام مجدي

ايسلندا‎

يمكننا التحدث عن الكثير بالنظر إلى جزيرة صغيرة مثل أيسلندا. تاريخ كبير، وأزمات اقتصادية ثم ازدهار كبير. التاج النرويجي.

عدد السكان لا يتجاوز 320 ألف نسمة والنشاط الأكبر هناك للبراكين. انجلوفر ارنارسون الأول الزعيم النرويجي كان أول من استوطن أيسلندا بشكل دائم في 874. وفي القرون الوسطى استقر هناك المهاجرون استمرت تحت سيطرة التاج النرويجي حتى عام 1918، وفي عام 1944 تم إعلانها جمهورية.

في عام 1949 دخلت أيسلندا في أعمال شغب واعتراضات كبيرة وفي 1951 تم التوقيع على اتفاقية دفاع مع الولايات المتحدة، لتظل القوات الأمريكية هناك كقوة دفاعة طيلة الحرب الباردة لترحل في 2006 فقط عنها.

ما بعد الحرب نمت أيسلندا اقتصاديا بشكل كبير، صيد الأسماك وغيرها من الصناعات الحرة كانت الركائز الأساسية. وتطورت مع الوقت لتصبح دولة تقدم خدمات مالية متطورة لكنها تأثرت بشدة بسبب الأزمة المالية العالمية عام 2008 وحتى 2009 أدت إلى أكبر أزمة منذ عام 1887.

المجموعة الثانية.. (إسبانيا.. التحرر من سطوة الجيل الذهبي)

المجموعة الثانية.. (المغرب.. أسود الأطلس في روسيا بذكريات "صلاح الدين يفتتح اسكتلندا")

المجموعة الثانية.. (البرتغال.. منتخب النجم الأوحد يعود إليكم بشكل مختلف)

المجموعة الثانية.. (إيران.. لتحقيق ما هو أكبر من هزم "الشيطان الأكبر")

المجموعة الثالثة.. (فرنسا.. هل حان الوقت للخروج من عباءة زيدان؟)

المجموعة الثالثة.. (أستراليا.. شكرا للطائرات التي منحت كرة القدم تاريخا)

المجموعة الثالثة).. بيرو.. آمال وتطلعات طموحة رفقة الرجل الذي قتلهم قبل 32 عاما

المجموعة الثالثة.. الدنمارك.. العائدون من الموت يحولون اتجاه إبحار سفينتهم لإعادة غزوتهم

المجموعة الرابعة.. الأرجنتين.. ميسي ورفاقه في محاولة لفك العقدة والتخلص من ذنب "يد" مارادونا

تطور كل شيء في أيسلندا، وبالتحديد في كرة القدم، ما حدث للكرة الأيسلندية كانت ثورة سريعة منذ 5 أو 6 أعوام. كان تصنيف المنتخب الـ133 حول العالم، أما في شهر سبتمبر الماضي فأصبح في المركز الـ22.

The vast majority of pitches in Iceland were once turf and gravel. Today, indoor soccer houses make training possible all year round.

لم تحظ أيسلندا بأي ملعب عشبي حتى أواخر عام 1957 عبر أول نادي كرة قدم هناك هو فايكينجور ريكيفيك والذي تم إنشاؤه عام 1908. فما الذي حدث وجعل منها منتخبا يتأهل لليورو ويفاجئ إنجلترا والعالم، ثم المونديال في العام التالي؟

بطبيعة الحال بالنسبة للشعب الأيسلندي فإنهم حينما يقررون فعل شيء ما فهم يستمرون فيه حتى يصلون إلى مرادهم، وهذا ليس هوسا.

في بطولة يورو 2016 فاجأ المنتخب الأيسلندي العالم أجمع بعدما كان أصغر أمة تصل إلى بطولة كبيرة في التاريخ، بعد تأهله إلى دور الـ16 ثم إقصائه لإنجلترا ولكن مغامرته انتهت أمام البلد المضيف في ربع النهائي والخسارة بنتيجة 5-2.

منذ 16 عاما بدأ الهوس بكرة القدم في أيسلندا يزداد خاصة مع مشاريع أجراها كل من الحكومة واتحاد الكرة وحتى المدارس والمستثمرين هناك، استمر الإنتاج ومحاولة بناء جيل ينافس بقوة وسط أوروبا من أمة صغيرة للغاية في تعداد يصل إلى 300 ألف نسمة.

في عام 2009 سافرت مجموعة من مدربي كرة القدم الأيسلنديين الشباب إلى إنجلترا من أجل الدراسة للحصول على رخصهم التدريبية، وتضمنت تلك الرحلة مشاهدة لفتى صغير أيسلندي يدعى جيلفي سيجوردسون في الـ18 من عمره يدعونه بـ"جوهرة وسط الملعب" ينضم إلى ريدينج. ويعد سيجوردسون هو أفضل مثال على مدى تطور التجربة الأيسلندية بعد أن بدأها إيدور جوديونسون، حاليا هو أغلى لاعب في تاريخ إيفرتون.

مجموعة المدربين هؤلاء كانوا جزء كبيرا من نجاح أيسلندا، تعلموا جيدا في إنجلترا لمدة 6 أو 7 أعوام ثم نقلوا ثقافة كبيرة إلى الدولة ساهمت في تحقيق النجاحات.

قامت الحكومة بالتعاون مع اتحاد الكرة ومدارس الكرة بتقديم تسهيلات لكي يكون هناك العديد من المدربين ليطوروا جيلا جديدا من الأطفال يصبح فيما بعد لاعبين يقودون المنتخب لعدد من النجاحات.

لدى الاتحاد الأوروبي قاعدة محددة وهي أن يكون لديك رخص A وB لكي تصبح قادرا على التدريب في نادي محترف والشباب على الترتيب، وكلما كان لدى الدولة عدد من المدربين المؤهلين كلما كانت أفضل.

قال هيمير هالجريمسون مدرب أيسلندا :"لا أعتقد أن هناك مكان أخر في العالم لديه عدد من المدربين المؤهلين مثلما نمتلك نحن ولديهم رخص A وB".

وصرح عضو بالاتحاد الأيسلندي إن لديهم 563 مدربا يمتلك الرخصة B و165 مدربا يمتلكون الرخصة A من الاتحاد الأوروبي وكان ذلك في نهاية عام 2013 وبالطبع زادت تلك النسبة كثيرا.

إضافة إلى ذلك تتم معاملة جميع المدربين بطريقة متساوية ويتم تقديم الدعم لهم بصورة عادلة دون التفرقة بين أحدهم، بجانب الطموح لدى كل قرية أيسلندية أن يكون لديها مدرب جيد يذكر اسمه دائما في وسائل الإعلام.

قال هيمير :"هنا في أيسلندا لا يهم إن كانت قريتك صغيرة أو كبيرة هناك مدربون مؤهلون وتتم معاملتهم بطريقة متساوية مع أنديتهم في الدوري الممتاز".

وأضاف "جميعهم يحصل على نفس الدعم والتعليم أيا كان المكان الذي يعيشون فيه، وأعتقد أن ذلك يعود بمنفعة كبيرة على الكرة الأيسلندية، بجانب تواجد طموح لدى كل قرية بأن تمتلك مدربا جيدا وأن يكون لديها أماكن للتدرب وأطفال قادرين على لعب الكرة، لذا كل قرية هنا فخورة بإنتاج لاعبين جيدين".

وأردف "حتى منتصف التسعينات عانت أيسلندا في مجال كرة القدم، لم تمتلك الدولة أماكن للتدرب ولعب كرة القدم هناك كان أمرا صعبا للغاية".

وتحدث هيمير في هذا الصدد قائلا :"اليوم أماكن التدريبات أفضل بكثير عما كانت عليه في الماضي، كنت أعاني في فترتي كلاعب".

ثم قررت أيسلندا بمساعدة الحكومة أن تستعمل الأموال التي تحصل عليها من عوائد كرة القدم لفعل شيء مختلف، ودخلت الأندية في شراكة مع السلطات المحلية وبنوا ملاعب كرة قدم جديدة في كل أنحاء الدولة.

علاوة على ذلك قرر الاتحاد الأيسلندي لكرة القدم بمساعدة مدارس الكرة وشراء الأراضي المحيطة بها وتحويلها إلى ملاعب كرة قدم لتسهيل عملية التعليم.

ولم يعتمد الاتحاد الأيسلندي على التصميمات الخرافية في البناء أو صرف الكثير من الأموال بل استرشد وبنى ملاعب تصلح للعب كرة القدم وليس الاستعراض.

لا يوجد شيء وليد الصدفة ونجاح أيسلندا لم يكن كذلك، بل كانت خطوات مدروسة بمساعدة الجميع ليتحقق النجاح في النهايةِ.

مشوار قوي بالتصفيات

أيسلندا كانت ضمن مجموعة قوية بالنسبة لها ضمت كرواتيا وأوكرانيا وتركيا وفنلندا وأخيرا كوسوفو.

التوقعات كانت تشير إلى تأهل كرواتيا كأول مجموعة بجانب تأهل إما أوكرانيا أو تركيا. لكن أيسلندا قدمت بيانا قويا في مطلع التصفيات.

البداية كانت بالتعادل مع أوكرانيا بنتيجة 1-1 ثم جاءت مواجهة فنلندا التي شهدت قتالا وفوزا رائعا في اللحظات الأخيرة.

تقدم تيمو بوكي لفنلندا ثم تعادل كاري آرناسون ثم أضاف روبين لود الهدف الثاني، حتى الدقيقة 90 كانت هناك الكثير من المحاولات دون طائل حتى تعادل ألفريد فينبوجاسون وأضاف راجنار سيجوردسون الهدف الثالث في الدقيقة 69.

من 10 مباريات فاز أيسلندا في 7 مواجهات، انتصار ضد فنلندا في الوقت القاتل، ثم ضد تركيا بنتيجة 2-0 ثم كوسوفو 2-1 والمفاجأة ضد كرواتيا بهدف وحيد سجله بيورجيفن ماجنوسن، والخسارتان كانتا ضد كرواتيا وتركيا.

أيسلندا فاجأت العالم وحصلت على انتقامها من كرواتيا بعد أن فشلت في التأهل لبطولة 2014 بعد الخسارة منها في المباراة الإقصائية المؤهلة للبطولة.

تاريخ قصير في كأس العالم

تعد هذه هي المرة الأولى لأيسلندا باللعب في كأس العالم، والإنجاز الأكبر في تاريخ الدولة كان ما حدث في يورو 2016 والتأهل إلى ربع نهائي البطولة.

هيمير هالجريمسون

لا يوجد أفضل منه لقيادة المنتخب في هذا الحدث الكبير، عمل كمساعد في الفترة من 2011 وحتى 2013 قبل أن يتولى قيادة المنتخب فنيا منذ ذلك الحين.

لم يتول قيادة المنتخب فنيا وحده سوى في عام 2016، إذ أنه ظل مدربا للمنتخب بمساندة لارس لاغرباك لمدة 3 أعوام، وبعد ذلك قاد المنتخب في 19 مباراة فاز في 10 وخسر 7 وتعادل مباراتين.

يلعب منتخب أيسلندا عادة بطريقة 4-1-2-1-2، ويتمتع المنتخب بمرونة تكتيكية تجاه خصمه الذي يواجهه، مثلا حينما واجه هولندا سابقا لعب بطريقة 4-2-3-1 بوضع لاعبين أكثر في وسط الملعب تمكنه من التحول بطريقة 4-1-2-1-2 إلى 4-2-3-1. وتمكنت أيسلندا من الضغط أكبر على خصمها نظرا للقدرات البدنية المتميزة التي يتمتع بها المنتخب.

نقطة القوة المثالية لأيسلندا تكمن في خط الوسط وقوة الضغط الذي يشكله المنتخب في هذه المنطقة، إضافة على ذلك فهو يعتمد على كتلة الفريق ككل والنظام لأنه لا يمتلك نجوما وأسماء لامعة في أوروبا مقارنة بالمنتخبات الأخرى.

يفتقر المنتخب الأيسلندي للثبات على مستواه، بجانب ذلك يفترق للنجم الهداف الذي يمكنه قلب دفة المباراة لصالحه، فينبوجاسون لا يمتلك ذلك الثبات الذي يؤهله لهذا الدور.

لا يوجد نجم أوحد

ربما يكون جيلفي سيجوردسون هو الاسم الأشهر في تشكيل منتخب أيسلندا، لكنه ليس النجم الأوحد للمنتخب، شارك سيجوردسون في 55 مباراة دولية وسجل 18 هدفا، ويمتلك منتخب أيسلندا عددا من اللاعبين المتميزين في خط الوسط مثل آرون جونارسون وبيكير بيارناسون ويوهان بيرج جودوموندسون وإيميل هالفريدسون وروريك جيسلاسون وألافور سكولاسون وآرنور تراوستاسون.

توقع FilGoal.com لمشوار المنتخب في المونديال

منتخب أيسلندا يفتقر لخبرة تلك المحافل، ربما كان على وشك التأهل لنسخة 2014 لكن كرواتيا خطف التذكرة بدلا منه. بإمكانه أن يكون مفاجأة لأنه لا يلعب بأي ضغوط مثل بطولة يورو 2016 وبالتالي ليس مطلوبا منه أكثر من المستوى الجيد. يتوقع الكثيرين أن يكون مفاجأة البطولة، ربما أبعد ما سيصل إليه هو دور الـ16.

التعليقات