تحقيق في الجول - الممر الشرفي.. قصة الاحترام والإذلال التي أرّقت إسبانيا

الجمعة، 06 مايو 2022 - 11:14

كتب : زكي السعيد

ممر شرفي برشلونة لـ ريال مدريد

عندما باغت ألفارو جارسيا نظيره مارك أندري تير شتيجن بهدفٍ مبكر يوم 24 أبريل الماضي، ركض مشجعو ريال مدريد بشكل مفاجئ لمتابعة مباراة لم تنل اهتمامًا كبيرًا عند بدايتها.

في الـ 83 دقيقة اللاحقة، سيساند المنتمون لـ ريال مدريد الفريق العاصمي الصغير، رايو فايكانو، أمام برشلونة المغلوب على أمره، والسبب ليس لسرعة حصد لقب الدوري، لأنه كان محسومًا بالفعل في انتظار الإعلان الرسمي.

الممر الشرفي، كان ذلك أول ما تبادر إلى الأذهان عندما تقدّم رايو على برشلونة وجعل إمكانية تتويج ريال مدريد بلقب الدوري الإسباني قبل جولة على زيارة أتليتكو مدريد في واندا متروبوليتانو، ممكنة حسابيًا.

خسر برشلونة، وأكمل مارسيلو ورفاقه المهمة بعد أسبوع وحصدوا لقبهم الخامس والثلاثين تاريخيًا، ولم تمر إلا ساعات قليلة وبدأ الجدل الذي هز الشارع الرياضي الإسباني لأيام.

خوسيه ماريا خيمينيز مدافع أتليتكو مدريد خرج مباشرةً بعد الخسارة أمام أتليتك بلباو وأشعل الأجواء: "أبارك لـ ريال مدريد على اللقب الذي حققوه، لكننا نحترم جماهيرنا كثيرًا".

البداية

للمصادفة، فـ أتليتكو مدريد نفسه كان أول فريق يتلقى الممر الشرفي في تاريخ الكرة الإسباني، كان ذلك عام 1970 بعد تتويجه بلقب الدوري، وبواسطة أتليتك بلباو، نفس الفريق الذي واجهه أتليتكو قبل أن يخرج خيمينيز بتصريحه الجدلي.

الغرض من الممر الشرفي كان إظهار الاحترام للبطل، وتعبير عن الروح الرياضية، لكنه أبدًا لم يكن نصًا قانونيًا إجباريًا في أي لحظة، بل أشبه بالعُرف والتقاليد.

مع مرور السنوات، تبدّلت فكرة الممر الشرفي تدريجيًا، فبات صانعوه يرونه انبطاحا، ومستقبلوه يرونه إذلالًا لخصمهم.

ويكثر الحديث ويشتد عن الممرات الشرفية عندما يصادف مباراة كلاسيكو أو دربي، ببساطة فالفريق الذي يصطف يكون عادةً منافسًا على اللقب، ووقوفه خاضعًا ليس فقط إعلان عن تتويج الآخر، بل عن خسارته شخصيًا.

أتليتكو مدريد بدوره كان حاسمًا جدًا، وأصدر بيانًا مطولًا عبر صحيفة "ماركا" شرح خلاله أسباب رفضه تقديم تلك اللافتة التكريمية لغريمه التقليدي في المباراة التي ستجمع الفريقين مساء الأحد 8 مايو:

"البعض يريد تحويل فكرة وُلدت للاعتراف بأحقية البطل، إلى ثمن يُسدَد علنًا بواسطة المنافسين ممزوجًا برائحة الإذلال.

تحت أي ظرف، أتليتكو مدريد لن يتعاون في تنفيذ هذه السخافة التي يُتناسى فيها بالكامل القيم الحقيقية للرياضة، وتُشجّع على التوتر والتشاحن بين الجماهير.

كنا أبطالًا لمواقف مشابهة في السنوات الأخيرة بعد التتويج بألقاب مختلفة، من بينها لقب الدوري مرتين، وفي بعض المرات تم تنظيم مراسم تكريمية بواسطة الفريق المنافس لفريقنا البطل، وفي البعض الآخر لا. ولكن في أي لحظة لم تكن هناك تطلعات أو جدل مُبالغ فيه ومُصطنع كالذي نعيشه في الأسابيع الأخيرة.

أتليتكو مدريد هو آخر بطل للدوري الإسباني، هل يتذكر أحد أي جدل بشأن ضرورة أن يتلقى ممرًا شرفيًا بواسطة غريمه التقليدي بعد الفوز باللقب؟ لا، لأن النقاش لم يكن موجودًا. في أول مباراة هذا الموسم قرر سيلتا فيجو ألا يقوم بالممر الشرفي، وقد كان قرارًا صحيحًا، لأنه لافتة الغرض منها تلقي التصفيقات من الجمهور، ولهذا يجب أن تتم هذه المراسم أمام جمهور الفريق البطل.

لا يمكن أن يكون الهدف الرئيسي خلق توتر وخلخلة الأجواء، نحن تلقينا ممرًا شرفيًا في أول مباراة لعبناها على ملعبنا بواسطة إلتشي. الأمر حدث بشكل طبيعي ونحن شعرنا بالامتنان دون أي مطالبات زائدة.

من المهم أن تعرف كيف تخسر كما أن تعرف كيف تفوز. وفي أتليتكو مدريد لا ننوي أبدًا فرض أي شيء على الآخرين. من الجلي أننا لدينا طريقة أخرى لفهم الحياة".

مصادفة أخرى عرفتها الجولة 34 للدوري الإسباني، عندما وقف لاعبو خيتافي ممرًا شرفيًا لتحية ريال بيتيس المتوج مؤخرًا بكأس ملك إسبانيا.

كيكي سانشيز فلوريس، أحد أهم مدربي أتليتكو مدريد في العصر الحديث والظهير الأيمن السابق لـ ريال مدريد والمدير الفني الحالي لـ خيتافي، كان له رأي في ذلك الجدل خلال المؤتمر الصحفي بعد اللقاء:

"الأفعال هي في الأساس مشاعر، ما تشعر به هو ما يجب أن تفعله. الممر الشرفي فرصة جيدة للغاية لإثبات أن الرياضة لا تزال مكانًا للتحابي، وليس مكانًا للتصادم. إنها لحظة مميزة لنثبت أننا تنافسيون ونتحلى بالحماس، ولكن عندما يجب أن نعترف بأحقية فريق بطل، فإننا نفعل ذلك".

على لسان أصحابها

الشارع الكروي المصري يعرف خوان خوسيه ماكيدا بصفته مديرًا فنيًا سابقًا للاتحاد السكندري والمصري، ولكنه يتميّز بشيء لا يشاركه فيه إلا قلائل، لقد حصل على ممر شرفي في الكلاسيكو، وكذلك قام بتقديمه بعد سنوات.

ماكيدا كان شابًا في التاسعة عشر من عمره عندما مر مرفوع الرأس وسط عمالقة على شاكلة أندوني زوبيزاريتا وجاري لينيكر ولوبو كاراسكو وبيرند شوستر وخوسيه رامون أليكسانكو نهاية أبريل 1988 على ملعب كامب نو.

الطريف أن ثوانٍ معدودات بعد نهاية الممر الشرفي، وربما من فرط الغيظ، تقدم برشلونة بواسطة كاراسكو، قبل أن يتبعه لينيكر بهدفٍ ثانٍ في الشوط الثاني ويخرج برشلونة فائزًا على الأبطال.

يقول ماكيدا في حديثه لـ FilGoal.com:

"الممر الشرفي هو رمز للاحترام والروح الرياضية تجاه البطل، هذا هو الواقع، لقد تم عمله دائمًا، ليس هناك إلزام به، لكن تقريبًا كل الأندية قامت بعمله عندما تواجه فريقًا فاز لتوه بلقب".

"لاعبو أتليتكو مدريد قالوا إنهم لا يريدون الممر. أتليتكو وأوساسونا هما الفريقان الوحيدان اللذان لم يهنِئا ريال مدريد بلقب الدوري الإسباني، وهو شيء فعله ريال مدريد الموسم الماضي عندما تُوج أتليتكو باللقب".

"إنه رمز للاحترام والروح الرياضية، لو لم تفعله… حسنًا، إنها صدفة أن أتليتكو لن يقدّم الممر الشرفي تحديدًا أمام ريال مدريد، لا أعتقد أن أتليتكو يتشارك نفس القيم مع ريال مدريد وهذا ما تم إثباته مؤخرًا".

في كلاسيكو 1991 انقلبت الآية ووقف ماكيدا رفقة زملائه في ريال مدريد لتحية برشلونة الفائز بالدوري الإسباني، ويبدو أن الفريق الذي يقدّم الممر الشرفي، خصوصًا لو كان أمام جماهيره كما هي الحالة هنا، يكتسب دافعًا هائلًا في المباراة، وهو ما حدث يومها عندما فاز ريال مدريد 1-0.

يواصل ماكيدا حديثه لـ FilGoal.com:

"عندما كنت لاعبًا تلقيت دائمًا الممر الشرفي بعد الفوز بالألقاب، وكذلك قمنا بعمله عندما كان يفوز فريق آخر مثلما حدث مع برشلونة".

"لو لم يفعل أتليتكو مدريد، فهذا رأيهم وقرارهم. صحيح أنها لافتة غير إجبارية، لكنها تقول الكثير عن اللاعبين، وفوق ذلك عن النادي. لو لم يكن النادي قادرًا على إلزام اللاعبين بعمل الممر الشرفي، فهذا يعطي صورة سلبية جدًا بشأن القيم والروح الرياضية"

لاعب آخر شارك ماكيدا في التصفيق للاعبي برشلونة عام 1991، هو فيرناندو هييرو أحد القادة التاريخيين لـ ريال مدريد.

وحصل FilGoal.com على فرصة استطلاع رأي هييرو بشكلٍ مباشر في قضية الممر الشرفي خلال حديث مفتوح مع وسائل الإعلام نظمته رابطة الدوري الإسباني "لاليجا".

هييرو كان واضحًا في رده:

"أعتقد أن الممر الشرفي تعبير عن الاحترام والروح الرياضية، لقد قمت بعمل الممر الشرفي كلاعب، وتلقيته كذلك، إنه وسيلة للاعتراف بأحقية منافسيك الذين توجوا باللقب. أعتقد أن كل ذلك الجدل ليس له قيمة. ولكني أرى أن البطل يجب أن يُكرَم، لو كان الأمر في يدي لقمت بعمل الممر الشرفي للبطل".

"إنها وسيلة للاعتراف بما حققوه، لأنهم في النهاية زملاء، هي طريقة للتهنئة على العمل الجيد الذي قمت به في آخر 10 أشهر. لكن في النهاية يجب ألا نلتفت كثيرًا لما تردده وسائل الإعلام".

رأي هييرو يخالف بوضوح ما قاله خيمينيز وأفسد به الحفلة المدريدية المنتظرة، مدافع أوروجواي الدولي يرى أن ممرًا مماثلًا سيعد تقليلًا من الاحترام لجماهيره، فما رأي الجمهور نفسه؟

خوليا مارين، مُشجعة منذ الطفولة لـ أتليتكو مدريد، كانت صريحة في حديثها لـ FilGoal.com: "ممر شرفي لـ ريال مدريد؟ لا أعتقد ذلك".

"مبروك للفريق الفائز ولا أكثر، لماذا سينتظر ممرًا من فريق آخر؟ فليحتفل الفريق الفائز مع جماهيره، ذلك سيكون كافيًا".

من أجل الممر أم من أجل اللقب؟

في 2008 خاض ريال مدريد موسمًا مشابهًا لنظيره الحالي، ففي غياب منافس حقيقي على اللقب، استطاع لاعبو شوستر الابتعاد في الصدارة بفارق مريح.

وعندما ارتحل ريال مدريد إلى أقصى الشمال لمواجهة أوساسونا في الجولة 35، كانوا يمتلكون هامشًا للخطأ مع احتياجهم لـ 3 نقاط فقط من 4 مباريات من أجل حصد اللقب رسميًا.

لكنها لم تكن مباراة طبيعية، فلعب ريال مدريد بعشرة لاعبين منذ الدقيقة الأولى للشوط الثاني بعد طرد فابيو كانافارو، قبل أن يتأخر في النتيجة بالدقيقة 83.

وبشكل إعجازي وغير مفهوم، وتحت الأمطار الغزيرة، والدماء التي سالت من ذراع جابرييل هاينتسه وبدّلت بوضوح لون قميصه الأبيض، سجّل ريال مدريد هدفين متتاليين في الدقيقتين 87 و89 بواسطة آرين روبين وجونزالو إيجوايين.

ليحصد ريال مدريد اللقب الـ 31 في تلك الليلة، أو بمعنى أصح، يكتسب حق الممر الشرفي في الجولة التالية أمام غريمه التاريخي برشلونة.

وبعد سنوات باتت الريمونتادا المجنونة أمام أوساسونا مرتبطة أكثر بتسببها في ذلك الممر الشرفي، وليس الدوري الإسباني بشكل مباشر.

"كمُشجع لـ برشلونة لا أحب ذلك، ولكن كشخص يتحلى بالروح الرياضية، يجب أن نعترف بالبطل وهذا تحديدًا ما سنفعله، لقد فازوا بهذا اللقب في الملعب".. هكذا صرّح كارليس بويول قائد برشلونة وقتها.

بل حتى عندما حانت اللحظة بعد 3 أيام ووقف لاعبو برشلونة لملاقاة مصيرهم، اكتسبت تلك اللقطات شعبية أكبر بكثير مما حدث في المباراة نفسها.

هذه المباراة لم ينتفض الفريق الذي قام بعمل الممر الشرفي مثل المرتين السابقتين، بل واصل ريال مدريد بطشه وانتصر برباعية وأمتع سانتياجو برنابيو.

لكن لو سألت أي مشجع مدريدي، كم مرة شاهد مقطع الممر الشرفي، وكم مرة شاهد الأهداف الأربعة، فعلى الأرجح ستميل الكفة للاختيار الأول.

ممر شرفي تجنبه صامويل إيتو عندما حصل على بطاقة صفراء في المباراة السابقة ليغيب عن الكلاسيكو.

والجميع سيخبرونك إنها لافتة للتعبير عن الروح الرياضية، لكنها أبدًا لم تكن لحظات سعيدة على بعض لاعبي برشلونة، فـ تشافي هيرنانديز بدا في عالم آخر بنظرات شاردة، وإيريك أبيدال قرر ألا يصفق لمنافسيه، بينما استمتع فيرناندو جاجو لاعب الميرنجي باللحظة لأقصى درجة ومر دون مصافحة أي من لاعبي برشلونة، بل رمق مواطنه -وصديقه- ليونيل ميسي بنظرة ساخرة عند العبور من أمامه.

والسؤال، هل قاتل لاعبو ريال مدريد حقًا من أجل اللقب أم من أجل الممر الشرفي؟

خوسيه ماريا جوتي أحد أفراد الفريق الذي تلقى تحية برشلونة، أجاب بدوره على سؤال FilGoal.com أثناء نفس المقابلة التي نظمتها رابطة الدوري الإسباني:

"في الحقيقة لم نتحدث عن الأمر في غرفة خلع الملابس، شعرنا بالفخر صحيح ولكن لفوزنا بالدوري الإسباني، 2008 كان موسمًا صعبًا وأتذكر الممر الشرفي الآن بصفته لافتة طيبة لا أكثر، لم نكن مهتمين للغاية بشأن إقامته من عدمها".

"الممر الشرفي طريقة لإظهار الاحترام تجاه العمل الذي قدّمناه، يعطي صورة مميزة عن البطل وبالطبع عن الفريق الذي يقدّم له التحية، ولذلك أنا دائمًا مع إقامته".

العين بالعين

بعض الأندية تبرر عدم قيامها بممر شرفي بوقائع سابقة غاب فيها الممر عندما كانت الآية معكوسة.

في أتليتكو مدريد على سبيل المثال يتذكرون كيف حصدوا الدوري الإسباني 2014 وفي المباراة التالية لم يقف لهم منافسهم ريال مدريد ممرًا شرفيًا.. حتى لو كانت تلك المباراة هي نهائي دوري أبطال أوروبا، أو المباراة الأهم في تاريخ الفريقين بعبارة أخرى.

جدل مشابه حدث بين ريال مدريد وبرشلونة في موسم 2017\2018 عندما توج الميرنجي بلقب كأس العالم للأندية.

وبعد أيام من العودة من اليابان، رفض برشلونة الإقدام على ممر شرفي، وقتها برر جييرمو آمور مدير العلاقات المؤسسية لـ برشلونة أن ناديه "لا يقدّم ممرات شرفية لفرق متوجة ببطولات هو غير مشارك فيها، مثلما هو الحال مع مونديال الأندية".

الرد كان جاهزًا بالطبع من جماهير الغريم التي ذكّرت برشلونة بتقديمه ممرًا شرفيًا لـ إشبيلية بعد تتويجه بالدوري الأوروبي (كأس الاتحاد الأوروبي وقتها) عام 2006 رغم عدم مشاركته في البطولة.

أمّا كريستيانو رونالدو، فلم يخف رغبته في تلقي ممر شرفي بعد التتويج بمونديال الأندية: "سيكون ذلك جميلًا، أتمنى أن يحدث".

ورئيسه فلورنتينو بيريز كان أكثر اتزانًا: "لو لم يقدّموا ممرًا شرفيًا، فذلك لن ينتقص من اللقب الذي حققناه".

بينما عارض إرنستو فالفيردي، مدرب برشلونة وقتها، الفكرة بوضوح: "لن نقف ممرًا شرفيًا لأي فريق آخر، ولا أرغب في أن تفعله الفرق الأخرى لنا، لقد فقد قيمته التي امتلكها قبل سنوات.

وهنا أيضًا كانت جماهير الغريم جاهزة بالرد، لأن فياريال قدّم ممرًا شرفيًا لـ برشلونة بعد تتويج الأخير بمونديال الأندية 2009، ومن كان مدرب الغواصات الصفراء؟ فالفيردي.

ذلك كان الفصل الأول من جدلية 2018، أمًا الفصل الثاني فتحقق بعد أشهر قليلة عندما حصد برشلونة لقب الدوري الإسباني في الجولة السابقة للكلاسيكو، وليس سرًا أن ريال مدريد رفض الوقوف ممرًا شرفيًا.

زين الدين زيدان المدير الفني للفريق صرّح بملامح وجه عابثة: "بعد كأس العالم للأندية لم نتلق ممرًا شرفيًا، قالوا إنهم غير مشاركين في البطولة، أتفهم أنهم لم يرونه وقتها أمرًا مهمًا، لكنهم كانوا مشاركين في دوري الأبطال. في النهاية نحن ومع كامل الاحترام، لن نقوم بعمل الممر الشرفي لأنهم هم لم يفعلوه. نحترم فوزهم بالدوري الإسباني، لكني اتخذت القرار بالفعل".

وقائده سيرخيو راموس دعمه: "سنفعل ما يمليه علينا زيدان، لو قال إنه لن يكون هناك ممر شرفي، فهذا ما سيتم. هُم فازوا باللقب بالفعل، والممر الشرفي لن يشكل فارقًا بالنسبة لهم. فليستمتعوا بلقبهم، ونحن سنركز على لقبنا (يقصد دوري أبطال أوروبا الذي مضى ريال مدريد ليحصده في النهاية)".

وفالفيردي نفسه لم يختلف معياره في تلك الحالة: "هناك الكثير من الحديث عن الممر الشرفي، الأمر نفسه حدث قبل مباراة الدور الأول. هناك مشاعر غريبة تحيط بمباريات برشلونة وريال مدريد، الآن المنشود لم يعد التكريم، وإنما إذلال الفريق الآخر".

ممر الخاسرين

واحدة من العادات التي برزت بشكل متزايد في السنوات الأخيرة هي الممر الشرفي، ولكن للفريق الخاسر، بعد أي مباراة نهائية.

فـ ريال مدريد لم يقف ممرًا شرفيًا للاعبي أتليتكو مدريد الفائزين قبل نهائي دوري أبطال أوروبا 2014، لكنه وقف ممرًا شرفيًا بعد 3 ساعات تقريبًا للاعبي أتليتكو مدريد الخاسرين.

وصحيح، من الجميل أن تعرف كيف تفوز، لكن من الأفضل أن تعرف كيف تخسر. ولهذا هذه الممرات التي يقدمها الفريق الفائز قبل لحظات من تسلمه الكأس لا تحمل في طياتها أي صعوبة أو تحدٍ لإظهار الروح الرياضية.

لأنها إسبانيا

هل تعلم أن الممرات الشرفية قبل مباريات كرة القدم تُقام في العديد من دول العالم، ولكن الفارق عن إسبانيا أن الحديث عنها لا يستغرق أكثر من 30 ثانية هي مدة إقامتها.

في إنجلترا على سبيل المثال بدأت الممرات الشرفية قبل إسبانيا نفسها، تحديدًا عندما فاز تشيلسي بأول لقب دوري إنجليزي في تاريخه، فأمر مات بابسي المدرب الأسطوري لـ مانشستر يونايتد لاعبيه بتقديم التحية للبلوز قبل مباراة الجولة التالية.

بل ومنذ عامين، وفي ذروة المنافسة بين مانشستر سيتي وليفربول، حرص بيب جوارديولا على وقوف لاعبيه لممر شرفي، ولكنه حرص أيضًا على تحطيم الريدز برباعية انتقامية ربما.

تلك هي إسبانيا إذًا، وتلك هي قصة الممر الشرفي، في النهاية دعونا نتفق على استنتاج واضح: سيكون الممر أمرًا رائعًا ومحببًا عندما يتلقاه فريقك، وسيكون خارج السياق وغير ذي فائدة عندما يضطر فريقك لتقديمه.

طالع أيضًا:

شديد قناوي يفسخ عقده مع المصري

صلاح: حان وقت الانتقام من ريال مدريد

لاعب وحيد يغيب عن الأهلي أمام سطيف

نهائي ألماني اسكتلندي في الدوري الأوروبي

مورينيو يسعى لكتابة تاريخ جديد مع روما

التعليقات