بايرن ميونيخ مع فليك.. من "لم نكن نلعب كرة القدم" إلى التتويج بالدوري الألماني

الأربعاء، 17 يونيو 2020 - 16:26

كتب : إسلام أحمد

هانز فليك - بايرن ميونيخ

ما أحدثه هانز فليك في بايرن ميونيخ بمثابة انفجار بعدما كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من فقدان هويته المحلية مع تراجع النتائج وفقر الأداء تحت قيادة نيكو كوفاتش.

"كنا نبقى في الخلف ونستعيد الكرة بالقرب من منطقة جزاءنا ولكن بعد ذلك كان لدينا 80 مترا للذهاب لمرمى الخصم، لم نكن نلعب كرة القدم"، لاعب بايرن ميونيخ لم يُذكر اسمه لـ "The Athletic”.

الألماني لم يكن يحلم بتلك الفرصة وانتهزها فأحيا بايرن ميونيخ من جديد، تحول الفريق من "لم يعد مخيفا" كما قال لوثر ماتيوس، لوحش كاسر عاد لينافس على كافة ألقاب الموسم.

بايرن ميونيخ أعاد إحياء أفكار بيب جوارديولا في صفوف الفريق مجددا، عن طريق بناء اللعب من الخلف والضغط بكل قوة والاستفادة العظمى من الأطراف هجوميا.

فيليب كوتينيو أوضح جزءا من أفكار مدربه في تصريح سابق: "يركز كثيرا على الضغط الصغير والمنسق والضغط العالي في بعض الأحيان حتى لا يتمكن الخصم تطبيق أسلوبه على الإطلاق".

ما فعله فليك هو السيطرة على غرفة الملابس وكسب احترام اللاعبين فحصل على ما أراد بـ 100% من الأداء والذي أعاد البافاري لمكانته الطبيعية في أشهر قليلة.

ما يميز لاعب البافاري السابق المرونة الخططية، فهو يعتمد بشكل أكبر على خطة 4-2-3-1 والتي تتغير بشكل دائم حسب ما يجري على أرضية الميدان.

يبدأ بايرن اللعب من قلبي الدفاع وتوزيع الكرات، هنا يعود يوزوا كيميتش للعودة بين الثنائي من أجل فتح الباب للظهيرين بالزيادة الهجومية فتتحول الخطة إلى 3-5-2 وأحيانا 3-2-5 مع مزيد من الضغط الأمامي.

الزيادة العددية لبايرن أمام الخصم تمنح الفريق الفرصة لاختراق الدفاع مباشرة أو تبديل اللعب وفتح مساحات على الجانب الآخر من الملعب.

ليون جورتيزيكا يبدأ في التحرك بعمق منتصف الملعب لتحقيق مزيدا من السيطرة بعد عودة كيميتش للخلف والذي ترك مقعده كظهير أيمن للاستفادة من رؤيته وكذلك قدراته على التمرير لبناء الهجمات وخلق كثافة عددية في منتصف الميدان، بينما يبدأ الظهيرين عملها بتوزيع الكرات العرضية وخلق الكثافة الهجومية في ظل ضغط هجومي أكبر من الجناحين أثناء دخولهم للعمق.

فليك أشاد بأداء كيميتش عبر حواره لـ "FR" الألمانية قائلا : "يقدم 100% في كل تدريب. وهذا يجعل قلبك ينبض أسرع كمدرب. لأنه يمكنك أن ترى إنه لا يفعل ذلك لنفسه فقط. يمكنه حمل زملائه معه".

في نفس الخطة يبرز أيضا دور روبرت ليفاندوفسكي الذي يخرج من منطقة الجزاء ليفسح المجال لسيرجي جنابري أو كينجسلي كومان فيتحول الجناح إلى مهاجم داخل منطقة الجزاء وتزداد فرص تسجيل الأهداف.

فعلى سبيل المثال زادت قدرات جنابري التهديفية إلى 0.73 مع فليك بدلا من 0.27 مع كوفاتش خلال 90 دقيقة.

خسر فليك أمام باير ليفركوزن وبوروسيا مونشنجلادباخ بنفس النتيجة 2-1 في الدور الأول فعرف كيف يطور من أفكاره بشكل أسرع.

أدرك الألماني أمام تشيلسي الإنجليزي في دوري الأبطال كيفية التفوق على مشاكل الفريق والتي تسببها المرتدات في ظل الضغط الكبير وعدم وجود تأمين كافي بعد زيادة الظهيرين.

تياجو ألكانتارا بجوار يوزوا كيميتش في خط الوسط منحت الفريق التحول لثلاثي في الخط الخلفي مع عودة الألماني ومزيدا من السيطرة في منتصف الملعب من الإسباني بتمريراته قبل تحويل الكرة للأطراف مع حرية كاملة لـ توماس مولر الذي يجيد التمركز بين الخطوط.

عودة يوزوا للتغطية الدفاعية زادت من قوة الفريق إذ استقبلت شباكه 1.5 هدفا في الدوري ودوري الأبطال بدلا من 2.9 تحت قيادة كوفاتش أي أن الفرق بات يستقبل نصف عدد الأهداف.

وعلى المستوى الهجومي زادت الفعالية إذ أصبح يسجل الفريق 3.2 بدلا من 2.9 هدفا في المباراة.

كل ذلك سمح لبايرن بمزيد من الاستحواذ في منتصف الملعب وتحويل الكرات للأطراف والاستفادة من السرعات مع دخول الجناح إلى العمق، فظهر ديفيز أمام تشيلسي مثل الطوفان الذي لا يمكن إيقافه.

أيضا الضغط في مساحة أقل على حامل الكرة من الخصم أعطى عدد أكبر من الاعتراضات وكذلك منع الخصم من بناء الهجمات بسهولة وبالتالي الحصول على الكرة بأسرع وقت ممكن.

دور توماس مولر شهد تحول كبير بعدما صنع 20 هدفا في الدوري الألماني (رقم قياسي) بالإضافة لتسجيله الأهداف، الألماني يتحرك في أنصاف المساحات ليجبر الخصم لترك مركزه وفتح مجال لزملائه سواء ليفاندوفسكي أو الأجنحة للزيادة والتحرك بحرية.

*مولر يتحرك في المساحة بين الظهير والمدافع ليحصل على الكرة ويرسل عرضية انتهت بهدف.

فليك تحدث عن الفارق بين توماس مولر الشاب والآن: "لا أعتقد أنه يمكن مقارنة الشاب توماس مولر والشخص الذي نراه الآن، يعتمد على حدسه في كثير من الأحيان وذهب إلى حيث لا يذهب أحد عادة".

"الآن ثروته الكبيرة هي خبرته. لا يزال يقدم مرونة جيدة لنا جميعا. وفوق كل شيء، يجلب الجودة لكل حصة تدريبية".

وفي الوقت الذي يجد فيه بايرن ميونيخ يعاني على المستوى الهجومي يبدأ تبادل المراكز بين اللاعبين ومن ثم الاعتماد على الكرات البينية أو الطولية من الخط الخلفي مستفيدا من قدرات ألابا وكيميتش في التمريرات الطولية.

على عكس كوفاتش يعتمد فليك على الضغط في مساحات صغيرة لاستخلاص الكرة عن طريق أكبر عدد لمنع الخصم من التمرير الصحيح وبالتالي استعادة الكرة بشكل أسرع.

وبطبيعة الحال مع الزيادة العددية للاعبي البافاري من خط الوسط والهجوم فأن فرص استعادة الكرة أكبر من ذي قبل.

والاعتماد أيضا على الرقابة واحد ضد واحد، البداية تكون من ليفا الذي يضغط على مدافع تاركا الآخر لمولر أو لمنع التمرير للأحد لاعبي وسط الملعب، لذلك يكون دور لاعب الوسط الثاني (بعد كيميتش) هو قطع الكرات الثانية والضغط على الخصم أيضا.

إذا الخصم قد يفكر في لعب كرات طولية من أجل ضرب دفاع بايرن، لكن تواجد ألابا في مركز قلب الدفاع وبجوار ديفيز يمنح النمساوي الاستفادة من سرعاته في التغطية الخلفية ومواكبة سرعات الخصم.

النتيجة الفريق عادل رقم يوب هاينكس بتحقيق 10 انتصارات متتالية في الدوري الألماني، وحقق فليك أفضل معدل نقاط لمدرب مع البافاري بـ 2.60 نقطة للمباراة في الدوري متفوقا على يوب هاينكس في موسمه الأخير مع بايرن.

كما فاز في 17 من أول 20 مباراة له بالـ بوندسليجا ليصبح خلف بيب جوارديولا كصاحب أفضل بداية لمدرب مع بايرن والذي فاز بـ 18 من أول 20 مباراة.

والأهم حصد لقب الدوري الألماني والاقتراب من لقب الكأس في بداية مبشرة دون تغييرات كبيرة بل بالاستفادة القصوى من طاقات لاعبيه بأقل المتطلبات وتحسن واضح.

اقرأ أيضا:

موعد استكمال دوري أبطال إفريقيا

عبد الله السعيد يتحدث عن ضم فتحي وإكرامي لـ بيراميدز

أكرم توفيق يتحدث عن عودته للأهلي

الإجراءات الطبية لعودة الدوري المصري

برشلونة يرسل أجيري إلى الموت الإكلينيكي

لماذا يضع بايرن ميونيخ 4 نجوم على قميصه

التعليقات