ما الذي مَيز روبير بيريز

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2019 - 13:09

كتب : إسلام مجدي

روبير بيريز

روبير بيريز انضم إلى أرسنال كلاعب موهوب لتعويض رحيل مارك أوفرمارس إلى برشلونة، مجرد لاعب في الـ26 من عمره لم يفز قط سوى مرة وحيدة مع ميتز حينما كان شابا ببطولة كأس محلية، ثم أصبح أسطورة مع أرسين فينجر.

في موسمه الأخير مع مارسيليا متوسط تسجيله للأهداف كان 0.25 هدفا ونفس الرقم للصناعة في المباراة الواحدة في الدوري الفرنسي، وفريقه احتل المركز الـ15، لكن فينجر عرف جيدا حجم موهبته خاصة وأنه كان يتابعه عن كثب في ميتز، لذا ضمه بمبلغ 6 ملايين جنيه إسترليني، بعد رحيل أوفرمارس إلى برشلونة بـ25 مليون.

بدايته كانت جيدة نوعا ما، على الرغم من أنه كان كبير السن وينتظر منه أن يصبح نجما مباشرة وليس موهبة صاعدة تحتاج للوقت.

امتلك قدرة رائعة على المراوغة وسرعة لا بأس بها، جعلته يجبر الخصوم على ارتكاب العديد من الأخطاء.

اتهم داني ميلز لاعب مانشستر سيتي السابق ومحلل سكاي بيريز بالتمثيل للحصول على الأخطاء، بل وقال إنه قدم الأمر لأول مرة في الدوري الإنجليزي بهذا الشكل عام 2005.

"بالنسبة لداني ميلز من الصعب له أن يفهم أنه من الممكن أن تحصل على ركلة جزاء مثل هذه، ربما لا يعلم حتى أن الأمر ممكن".

"لم أجلب التمثيل للحصول على أخطاء إلى إنجلترا، كانت هناك حالة جدل وحيدة فقط لي ضد بورتسموث لكن هذه فقط".

بداية متعثرة

لم تكن بداية بيريز الكروية تلمح لأي نجومية كبيرة لديه، قضى أول موسمين كاملين يتكيف على الأجواء في ميتز، وبمجرد أن فعل أصبح واحدا من أفضل وأخطر المهاجمين في القارة، ومنذ ذلك الحين لم يسجل أهدافا أقل من 10 في الدوري.

فور تألقه تحسن أداء الفريق وفي ثاني موسم كامل شارك به، قاد ميتز للمركز الثامن في الدوري وساعده بعد ذلك على احتلال المركز الرابع في 1995-1996، وسجل 13 هدفا في 49 مباراة وتوج معه بلقب كأس الرابطة على حساب أولمبيك ليون بركلات الترجيح.

قضى بيريز عامين فقط مع مارسيليا، عامه الأول كان جيدا، سجل 6 أهداف وبمساعدة لوران بلان وأندرياس كوبكه للمركز الثاني على بعد نقطة من بوردو.

الموسم الثاني كان سيئا للغاية ورغم أحلامه بالفوز بالدوري مع انتهى الأمر بالمزيد من الإحباط، رحل بلان وكوبكه والمدرب رولان كوربيه في صيف 1999، ومارسيليا لم يتمكن من استبدالهم بشكل صحيح، ليحتل الفريق المركز الـ15، وأصيب اللاعب بإحباط كبير حتى أنه قاطع النادي.

"خسارة ذلك الدوري ضد بوردو كانت صعبة للغاية، ثم خسرنا نهائي الدوري الأوروبي في موسكو ضد روما، يمكنك أن تفوز بكل شيء أو تخسر كل شيء، ونحن خسرنا، تلك هي كرة القدم، ثم في الجولة التحضيرية قبل الموسم الثاني أجرينا العديد من التغييرات التي أثرت علينا بشكل سيء كبير".

"لماذا قد أقاطع؟ لماذا قد نقاطع كلاعبين، لا الأمر مستحيلا، لم تكن مقاطعة كما هو معروف".

حاولت عدة أندية ضمه في صيف 2000، أبرزها ريال مدريد، التوقعات كانت تشير إلى اختياره النادي الملكي لكنه ذهب إلى لندن.

"ريال مدريد أرادني لكنني اخترت لندن، بسبب فينجر، تحدثت معه كثيرا، علمت أنه أرادني وأنا علمت أنني سأشارك، ريال مدريد فريق كبير بالطبع، لكن الاستقرار به ضعيف، الجميع اعتقد أنني في طريقي إليه لكنني لم أرغب في ذلك".

"أتذكر ما قاله لي فينجر قبل أول مباراة خارج ملعبنا ضد سندرلاند، سأجلسك على مقاعد البدلاء وستشاهد كيف هي الكرة الإنجليزية، بعد 20 دقيقة كنت أفكر، ما الذي أفعله هنا، الأمر صعب للغاية ومختلف تماما عن فرنسا، في النهاية اعتدت على كل شيء".

"لن أقول إنني كنت خائفا، لكن في إنجلترا يركلونك بقوة كبيرة".

"شعرت بالكثير من الضغط لاستبدال أوفرمارس، الجماهير كانت تحبه وأرادت مني أن أفعل كل شيء مثله، خلال الأشهر القليلة الأولى شعرت أنني يجب أن أفعل شيئا ما في كل مرة ألعب".

"خطوة بخطوة، رأيت أنني بإمكاني فعل بعض الأشياء أيضا بدوري، حينما سجلت هدفي الأول، الذي انتظرته كثيرا والجماهير كذلك، وقتها علمت أنني سأفعل الكثير، الجماهير شاهدوني أسجل مع ميتز ومارسيليا وسجلت ضد لاتسيو، منذ تلك اللحظة تنفست الصعداء".

ما الذي يجعل بيريز مميزا للغاية

حينما ينضم مهاجم إلى أي فريق يكون السؤال المطروح دوما، متى يسجل هذا اللاعب؟

إجابة ذلك السؤال انتظرت حتى 17 أكتوبر 2000 في دوري أبطال أوروبا ضد لاتسيو في دور المجموعات يوم 17 أكتوبر قبل عيد ميلاده بـ12 يوما. تقدم بافيل نيدفيد في الدقيقة 23 من عمر اللقاء لصالح لاتسيو، ثم سجل البديل بيريز التعادل في الدقيقة 88.

في فترة فريق اللا هزيمة وتحديدا مع بدايات بيريز كان أرسنال يلعب بطريقة 4-4-2، بتواجد الثنائي بيركامب وهنري في المقدمة، بيريز في وسط الملعب لكن أقرب للطرف الأيسر وخلفه آشلي كول، خلق ذلك جبهة يسارية نارية للمدفعجية.

حينما كان أرسنال يهاجم كان يتحول إلى 4-2-3-1، بيريز يصبح جناحا أيسرا وبيركامب يلعب كرقم 10 وهنري مهاجم وحيد، والهدف الرئيسي لهجمات أرسنال لم يكن المرتدات، لكن إعادة التشكيل بشكل سريع بتمريرات قليلة قدر الإمكان، ما بين 3 إلى 4 تمريرات.

يتحقق ذلك الأمر بتحركات لاعبين بعينهم مع أو بدون الكرة، وينتهي المطاف بأرسنال يمتلك أعدادا هجومية أكثر من مدافعي الخصم.

لعل أبزر الأهداف التي توضح قوة هجمات أرسنال كان ضد أستون فيلا، مدى قوة المدفعجية خاصة طريقة التحول من الدفاع للهجوم وموهبة بيريز الكبيرة.

بيريز كان عنصرا حيويا لتألق هنري والعكس، قدرة تيري كان ينطلق لليسار ثم بيريز إلى العمق أو العكس، بيريز كان أشبه بإضافة هجومية داخل منطقة الجزاء بتواجد هنري وفييرا وبيركامب وآشلي كول على الطرف الأيسر.

"علمنا أن روبير كان موهوبا، لكن الدوري الإنجليزي جعله يتخذ أبعادا جديدة، لقد كان الأمر مشابها، لي، وصلت إلى إنجلترا وتساءلت مثله ما الذي أفعله هنا". – تيري هنري

"روبير أظهر دليلا على ذكائه الكبير، وقدراته الفنية التي لطالما كانت موجودة، أصبحت اللعب مباشرة أكثر من الماضي، تشعر وكأنك أكثر حرية في الملعب، وهو يمنح أقصى ما لديه، حينما تمتلك تقنية مثل تلك، تعلم أن الأشياء ستصبح أفضل في أي مكان بالملعب".

انفجر مستوى بيريز في موسم 2001-2002 مع أرسنال، صنع 15 هدفا وساعد فريقه للتتويج بلقب الدوري للمرة الثانية في عهد أرسين فينجر، وأصبح أكثر لاعب يصنع أهدافا في الفريق، وتيري هنري فاز بالحذاء الذهبي بعد تسجيل 24 هدفا، وفاز فينجر بجائزة أفضل مدرب في الموسم للمرة الثانية، واختير فريدي ليونبرج الجناح الأيمن للمدفعجية كأفضل لاعب.

في عام 2003 سجل بيريز الهاتريك الوحيد له في انتصار أرسنال بنتيجة 6-1 ضد ساوثامبتون منها هدفا لا يُنسى من خارج منطقة الجزاء، لكن جهوده لم تثمر نظرا لتتويج مانشستر يونايتد بلقب الدوري وقتها، لكنه توج بلقب كأس الاتحاد بعدما سجل هدف الفوز ضد ساوثامبتون مجددا في النهائي.

ثم بعد ذلك خاض أعظم موسم لأرسنال في حقبة البريميرليج، بعدما سجل 14 هدفا في موسم اللاهزيمة، حينما سجل 14 هدفا وصنع 11 في 36 مباراة، ثاني أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف في ذلك الموسم بعد هنري الذي سجل 30 هدفا.

صاحب الـ30 عاما استمر في التألق في الموسم التالي، وسجل 14 هدفا وصنع هدفين في 33 مباراة بالدوري.

موسم 2005-2006 كان الأخير لبيريز مع أرسنال واختتم بانكسار كبير بعد خسارة دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة، ليس ذلك فقط بل وخروجه من المباراة كبديل لإشراك مانويل ألمونيا بعد طرد ينز ليمان.

"كان يتبقى 18 دقيقة، لن أنسى ذلك، علمت أن فياريال أراد ضمي في ذلك الصيف، لكنني لم أكن قد اتخذت قراري بعد، ما حدث في ذلك النهائي جعلني أشعر بسوء كبير، كانت النهاية وأنا خارج من الملعب قررت وقتها الرحيل".

"علمت أنه كان يجب أن يخرج لاعبا بسبب الطرد، لكنني لم أعلم قط أنه أنا، حينما رأيت رقمي قتلني الأمر، لم أرغب في قتل فينجر، لكن ينز ليمان؟ بالطبع كنت سأقتله، الوغد، كانت أسوأ لحظة في مسيرتي، حينما رأيت رقمي، قلت لا لا لا يعقل".

بعد ذلك كانت هناك مغامرة في فياريال استمرت 4 سنوات، خلالها واجه أرسنال في ربع نهائي الأبطال 2009، ولعب 20 دقيقة في لندن في خسارة الغواصات بنتيجة 4-1، واستقبلته الجماهير استقبالا كبيرا حتى أنها غنت له ذهابا وإيابا.

لم يتبقى الكثير في رحلة بيريز مع الكرة خاصة بعد الإصابات وتقدمه في السن، ليلعب موسم وحيد مع أستون فيلا دون نجاح يذكر ثم فترة قصيرة في 2014-2015 مع جوا الهندي قبل أن يعتزل اللعبة.

"بيريز أفضل صانع ألعاب أيسر في العالم بعيدا عن إصابته في الركبة، معنا كان يطير فقط، حتى حينما خسر سرعته بعد تقدمه في السن مازال ذكيا". – أرسين فينجر.

بيريز كان ضمن منتخب فرنسا الفائز بكأس العالم 1998 وكذلك يورو 2000 بل هو من صنع هدف الفوز ضد إيطاليا في النهائي الذي سجله ديفيد تريزيجيه وكذلك لعب وتألق في كأس القارات 2001 وتوج بها، لكنه لم ينضم إلى المنتخب في 2002، ولعب في كأس القارات 2003 وتوج بها بعد تسجيله 3 أهداف وصناعته هدفا حتى أنه ارتدى شارة القيادة ضد اليابان.

آخر مشاركاته في البطولات الكبرى مع فرنسا كان في يورو 2004 والتي صنع خلالها هدفا في دور المجموعات ضد سويسرا، ثم الخسارة بنتيجة 1-0 من اليونان في ربع النهائي، وبعد ذلك تصفيات كأس العالم 2006 قبل أن يغيب تماما عن المنتخب عام 2004 بعد مشاركته لشوط ضد قبرص.

اختار الموقع الرسمي لأرسنال بعد استفتاء جماهيره روبير بيريز كسادس أفضل لاعب في تاريخ النادي، وكتب: "امتلك أسلوب ركض غير اعتيادي ومهارة لا توصف كانت ترسا هاما للغاية في ماكينة أرسنال في فترة بداية الألفية".

حقق بيريز 4 ألقاب لا تُنسى مع أرسنال وترك إرثا تاريخيا، موسم لا خسارة فيه، وعدد كبير من الأهداف، 6 أعوام كلها نجاح كبير، منذ شهر أكتوبر 2000 وحتى نهاية موسم 2005-2006 كان واضحا أن بيريز سيترك إرثا في أرسنال وقلوب جماهيره، وقد فعل.

"وصلت إلى أرسنال بطريقة لعب لم تكن مناسبة أبدا للكرة الإنجليزية، وكنت متعبا قليلا بعد موسم صعب للغاية في مارسيليا، كان الأمر صعبا، لكن بعد 5 أو 6 أشهر، بدأت في التكيف، وتحول كل شيء للأفضل".

المصادر:

http://bit.ly/2JvuKqe

http://bit.ly/36gJQty

http://bit.ly/348OnfC

http://bit.ly/2BTR74A

http://bit.ly/2WlN4au

اقرأ أيضا

الحلقة الأولى من حكايات ملك النص

محمد هاني يفجر مفاجأة

آل الشيخ يتحدث عن الأهلي ويجيب عن "هل يدعم الزمالك؟"

مرتضى: أريد فتح صفحة جديدة مع الخطيب

ميلنر: لأول مرة أشعر بتوتر جمهور ليفربول

التعليقات