عبد الحليم علي.. أسطورة العندليب

الخميس، 24 أكتوبر 2019 - 15:41

كتب : إسلام مجدي

عبد الحليم علي

"ابن النادي". يقولون إنه لقب من ينشأ داخل جدرانه، أو إنه اللاعب الذي يستمر معهم لفترة طويلة، والمؤكد أن الإخلاص لابد أن يكون صفة حاضرة فيمن يستحق شرف هذا اللقب، وأن هذا اللقب وجد خصيصا ليصف أمثال عبد الحليم علي.

نعم أنه لم ينشأ داخل نادي الزمالك، لكنه ومنذ اللحظة الأولى أدرك قيمة ما يحمل قميصه. أخلص له وبذل جهده، فكانت النتيجة أن رفعته الجماهير لمكانة الأساطير.

"مكانة الزمالك. في الدوري أو في إفريقيا. كلها أمور لن تهم، لأن جماهير الزمالك تحب كيان الزمالك. تعشقه وتؤازره أيا كانت حالته".

"حين وضعت قميص الزمالك على جسدي بعد عودتي كمدرب، لم أتمالك نفسي. قلت للاعبين لابد أن تعلموا قيمة هذا القميص".

تصريحان يفسران علاقة عبد الحليم علي بالزمالك. الهداف التاريخي للنادي العريق، يعرف تماما قيمة الزمالك، وجماهيره. فوصوله لهذه المرتبة لم يكن وليد الصدفة أبدا.

حينما تسأل جماهير الزمالك، لماذا تحب عبد الحليم علي، ستجد الكثير من الشغف والحماس في الإجابات، إما لهدفه ضد الوداد وقيامه بالكشف عن مشاركته وهو مصاب بكسر في الضلوع، أو للتاريخ الذي كتبه وعشقه الذي لا ينتهي للقلعة البيضاء وأكثر.

التمريرات تأتي من الأطراف أو العمق إما حازم إمام أو أحمد صالح أو محمد عبد الواحد أو جمال حمزة، عجلة الأهداف لم تتوقف.

  • 1999 انتقل إلى الزمالك من الشرقية للدخان، 26 سنة.
  • خلال 10 أعوام أصبح الهداف التاريخي لنادي الزمالك 134 هدف.
  • الهداف التاريخي للزمالك إفريقيا برصيد 24 هدفا.
  • الهداف التاريخي للزمالك في الدوري.
  • ثاني الهدافين التاريخيين للزمالك في كأس مصر.
  • فاز بـ12 لقبا مع الفارس الأبيض، تحديدا كافة الألقاب الممكنة، ومع المنتخب لم يفوت فرصة التتويج بكأس الأمم الإفريقية 2006.

كيف بدأ ذلك التاريخ؟ ما الذي صنع أسطورة العندليب؟ وأصبح معشوقا للجماهير..

"لم يصل أحد إلى مكانة أو تاريخ بدون تعب وجهد وتضحيات، على مدار تاريخك ومشوارك بالكامل، مثل أي بداية بدأت الكرة باللعب في الشارع ثم مركز شباب العمرانية". عبد الحليم علي.

"انضممت إلى الشرقية للدخان، ولعبت معه حينما كنت 18 عاما، كانت هناك عدة مواقف مثل أنني أذهب وأرحل، كان من الممكن ألا أستمر في اللعبة، بسبب ظروف كثيرة، لم تكن تسمح بأن استمر في مشواري".

حكاية العندليب بدأت منذ ذاع صيت الفتى القصير ابن مركز شباب العمرانية خاصة مع الدورات الرمضانية، قبل أن ينضم للشرقية للدخان ووقتها يبدأ في بناء مسيرته بشكل أفضل.

العندليب تألق بجانب حسام عبد المنعم وأحمد كشري تحت إمرة الراحل محمود السايس، ومن هنا كانت الانطلاقة مع متابعة من مزارع دينا والمقاولون.

بدأ كجناح أيمن نظرا لامتلاكه سرعة وقدرة على الالتحام، لكنه كان يتجه دوما ناحية المرمى.

"مع مرور الوقت اكتسبت الخبرات، مع السرعة والقوة، أصبحت مستقرا في مركز المهاجم، لم أستمر كثيرا في مركز الجناح".

أصبح صيته كبيرا في دوري الدرجة الثانية مع تسجيله للكثير من الأهداف، لم يكن الأمر دارجا أن ينضم لاعبا ويتألق من الدرجة الثانية إلى الممتاز، ومع تألقه كل موسم أصبح محمود الجوهري أسطورة الكرة المصرية التدريبية يتابعه عن كثب.

أتت عدة عروض من المصري والمقاولون والإسماعيلي، 6 أو 7 أندية من ضمنها بالطبع الزمالك.

لم يعد العندليب شابا، لكنه لاعب متميز صاحب خبرة، يحلم بالانضمام إلى أحد أندية الدوري الممتاز.

عقد عبد الحليم علي جلسة مع فاروق جعفر مدرب الفريق لكن لم تصل المفاوضات لمرحلة حاسمة، قبل أن يتمكن إبراهيم يوسف أسطورة الفارس الأبيض ومدير الكرة وقتها من حسم الصفقة عام 1999، لينضم صاحب الـ26 عاما إلى الزمالك ويحقق حلمه.

"كنت قريبا من المصري، لكن الزمالك ناد كبير وحلم، نعم هناك شعبية واسم كبير للمصري، لكن الزمالك؟ بالنسبة لي كان حلما وتحقق، في مرحلة ما لم أستوعب ما حدث".

حينما أصبح الحلم حقيقة، لم يدخر عبد الحليم أي جهد ليسعد أعين جماهير الزمالك ويطرب آذانهم بأفضل ألحان الأهداف والانتصارات.

قال محمد علي كلاي الملاكم الأسطوري: "ليست هناك متعة في القتال، لكن المتعة تكمن في الفوز".

ما إن ارتدى العندليب قميص الزمالك إلا وهو يقاتل في كل مباراة من أجل هز الشباك وتحقيق المكسب، الأهداف تلو الأخرى، التواجد وسط 4 مدافعين ومع ذلك لن يوقفه هذا عن البحث عن الفوز، مهاجم مزعج يفكر ويتحرك ويصنع ويسجل.

"يااااه ع العظمة يااااه ع الفكر يا عبد الحليم". ميمي الشربيني تعليقا على هدف رائع سجله عبد الحليم في القمة في أبريل 2003 في انتصار الزمالك بنتيجة 3-1.

الأهداف توالت، إما متابعات أو رأسيات أو تسديدات، المهم أن الكرة في الشباك والزمالك ينتصر. بعد أقل من موسم على انضمامه للزمالك حصد لقب الدوري وكأس السوبر الإفريقية، وبعد 3 أعوام حصد دوري الأبطال والدوري مرة أخرى وكأس مصر.

من الصفات التي ربما كانت عائقا نوعا ما هي قلة كلماته، لم يحب الحديث مطلقا سوى في الملعب، حتى أنه اشتكى عام 2004 مما وصفه بـ"قلة التقدير".

"أشعر بالظلم، فما المطلوب مني أكثر من الإجادة وحسم المباريات لصالح فريقي حتى أحصل على حقوقي الضائعة؟ فكرت كثيرا ولم أصل إلى حل".

"ظُلمت إعلاميا لأنني حتى الآن أشعر أنهم لم يمنحوني حقي، رغم أنني ملتزم ولم أثر مشكلة وحيدة مع الزمالك منذ قدومي منذ 5 أعوام، أما على مستوى الجماهير فحبي معهم متبادل".

ربما كانت هناك بعض الأزمات الطفيفة مثل أزمة المستحقات في تلك الفترة وما تلاها، ربما شعر بالظلم الإعلامي، أو حاجته لتمثيل منتخب مصر أكثر، لكن طيلة الوقت كانت هناك حالة من الحب غير المشروط بين جماهير الزمالك والعندليب، يطربهم في الملعب ويطربونه بهتافات الحب، حتى حينما يقابلون بطلهم في الشارع، الأمر ذاته.

الجماهير أطلقت عليه لقب العندليب، ربما لتشابه اسمه مع عبد الحليم حافظ، ربما يعاني الكثير من اللاعبين من ناحية بناء العلاقة بهذا الشكل مع الجماهير، لكن لم يشكل ذلك مشكلة ولو بنسبة 1% بالنسبة له.

"أدائي مع الزمالك خير ما يمثلني لدى الرأي العام".

لم يرغب في التحدث، ربما تجده لا يبتسم كثيرا كذلك، لكن في الملعب؟ لغته الوحيدة كانت الأهداف والقتال لتحقيق الفوز.

حتى بعد اعتزاله كرة القدم ظل يتحدث عن العلاقة مع الجماهير، حتى أنه قالها أثناء تحليله لأحد مباريات الزمالك في موسم 2017-2018.

"لاعبو الزمالك الحاليين لم يشاهدوا الجماهير، لا بد وأن تكون هناك غيرة على القميص".

قد يظهر الأمر هجوما، لكن كان ذلك ما يحفزه دوما، يقاتل من أجل فريقه المفضل، مشجع بقميص الفريق الذي يشجعه في الملعب وليس في المدرجات، لا يلعب ضد الخصوم، تلك كانت الحالة معه دوما، ذلك الصمت والتركيز والعزيمة، كل ذلك للفوز والفوز فقط.

طيلة الوقت يتحدث عن الجماهير.. "لو كان تغيير اسم النادي ممكنا، لأصبح نادي جماهير الزمالك".

حينما جدد عبد الحليم علي عقده عام 2004، حصل على عقد مادي أقل بكثير مما كان سيحصل عليه لو قرر الاحتراف خارجيا خاصة وأنه هداف الدوري وقتها.

"شعرت بالضعف أمام القميص الأبيض، لطالما كان ومازال بوصلة قرارتي".

"هل كان من الأفضل أن أوضح كل الأمور أولا بأول أم أصمت خوفاً على الزمالك؟ دائما كانت إجابتي هي الثانية.. فالزمالك أهم".

بعيدا عن لقطة الوداد في مباراة السوبر الإفريقي وما ظهر بها من شغف وتفاني من عبد الحليم، إلى لقطة أخرى في مسيرته لم يتخطها قط.

أكثر ما يجعله عصبيا وخارج شعوره هو إهداره للفرص، هذا ما جعل منه هدافا، لم يكن له ذات الحظ الكبير مع الزمالك، مع منتخب مصر، إذ أنه لعب 43 مباراة دولية سجل خلالها 10 أهداف.

سجل هدفا في كأس الأمم 2000 ضد بوركيان فاسو في دور المجموعات، لم يلعب سوى 40 دقيقة في 3 مباريات، وتواجد على مقاعد البدلاء في نسخة 2004، حتى جاءت النسخة الحاسمة التي قررت أن تترك له بصمة مع منتخب مصر.

مع كتيبة حسن شحاتة الأسطورية شارك عبد الحليم علي في مباراتين بواقع 24 دقيقة، أهمها 7 دقائق ضد كوت ديفوار.

لما هي مهمة؟

"كنت متمرساً في تسديد ضربات الجزاء وكنت معتاداً على التنفيذ بشكل معين ولكن كثرة الندى بأرضية الملعب أدى لانحراف الكرة فضاعت واسودت الحياة بعيني".

"كيف يمكن أن أكون سبباً في حزن كل هؤلاء الملايين.. آلاف بالملعب وملايين خارجه.. ثقة زملائي والمدرب الأسطورة حسن شحاته في عبد الحليم.. هل اخذلهم؟ مستحيل.. دعوت الله ان ينصرنا فاستجاب بأقدام عمرو زكي وابو تريكة وأيدي عصام الحضري".

وضع يده خلف رأسه في ندم شديد، ربما لم يدرك ما حدث بعد ذلك في باقي الضربات، ابتعدت الكرة، ظل يصرخ في غضب وعبد الظاهر السقا ومحمد شوقي يحاولان تهدئته، ظلت الكاميرا ترصده قبل أن تعود إلى باكاري كونيه الذي تصدى له عصام الحضري.

حينما تقدم به العمر، وبالتحديد في 2009 كان الزمالك يحاول بناء فريق جديد، قرر الاعتزال، لم يرغب قط في ارتداء أي قميص آخر سوى الفارس الأبيض.

حتى حينما عمل كمساعد مدرب، لديه تجربة وحيدة مع اتحاد الشرطة لعامين، ثم 3 تجارب مع الزمالك.

"حصلت على شهادات كثيرة وأسير ببطء ولكن بثقة وطموح تجاه حلمي بقيادة الجهاز الفني للزمالك".

"ليس مجرد التمثيل المشرف وليست مجرد تجرب عابرة بل أطمح لأكون هناك لسنوات يحصل فيها الزمالك على بطولات ويحقق إنجازات محلية وقارية بل ويشارك أيضا عالميا في كاس العالم للأندية بالشكل الذي يليق بالزمالك".

"هي احلام ولكن من يدري فلقب الهداف التاريخي للزمالك نفسه كان يوماً حلم".

بدأ الأمر بحلم تمثيل الزمالك ثم الهداف ثم الهداف التاريخي وحاليا تدريب الفريق وقيادته للألقاب، عبد الحليم علي لطالما كانت لديه علاقة فريدة مع الزمالك وجماهيره، وستظل قائمة أبد الدهر لأن تلك العلاقات شرطها الأساسي هو الانتماء ولا يوجد أفضل منه ليتحدث عنه.

"الانتماء مهم للغاية، فإن كنت منتميا للقميص الذي ترتديه ستقاتل ولا تيأس أبدا".

"جمهور الزمالك يقول لك إنه لا يريد نتيجة بل يريدك أن تقاتل وتؤدي ما عليك.. وتأكد أنك إذا قاتلت ستتحسن النتائج".

المصادر:

http://bit.ly/2WcqTni

http://bit.ly/2NchXtE

http://bit.ly/366e7eC

طالع أيضا

بالفيديو - صلاح يصنع ويسجل في فوز ليفربول الرباعي على جينك

بالفيديو – الصدارة في أمان.. النيران الصديقة تهدي برشلونة فوزا صعبا على براج

لاعبون عادوا أقوى من تكرر إصابات الصليبي.. حلم نستلروي تأجل وعبد ربه تألق بعده

نادر شوقي لـ في الجول: اشتباه في إصابة محمد محمود بالصليبي.. وخطوة للتأكد من ألمانيا

الخطيب يشكر وزير الرياضة بعد تأجيل الدوري ويكشف عن 10 طلبات

التعليقات