حلم إفريقيا - فيتا كلوب.. البحث عن الضربة القاضية

الثلاثاء، 08 أكتوبر 2019 - 14:09

كتب : FilGoal

فيتا كلوب

عندما قرر المُبشِّر البلجيكي الكاثوليجي، القس رافاييل، جمْع مجموعة من الشبان في كنشاسا عام 1935 وتأسيس فريق كرة قدم، لم يدر أنه قد دشّن لقوة رياضية عظمى في الكونغو الديمقراطية: فيتا كلوب.

مساء الأربعاء، تُسحَب قرعة دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا، وفيتا كلوب سيكون واحدا من 16 فريقا يترقبون مصيرهم.

النادي الذي يعد القطب الثاني للكرة في بلاده، رفقة مازيمبي، حمل اسم "عصر النهضة" وقت تأسيسه، قبل أن يكتسب اسم "الشياطين الحمر"، ثم "فيكتوريا كلوب"، وأخيرا فيتا كلوب عام 1972.

الفريق الذي حقق عدة نجاحات محلية وقارية، كان سببا رئيسا في تدعيم منتخب زائير الذهبي في السبعينيات.

فالقائمة التي شاركت في مونديال 1974، والتي مثّلت الظهور العالمي الأول لمنتخب جنوب الصحراء عن قارة إفريقيا، شهدت وجود 8 لاعبين من فيتا كلوب.

أشهرهم بالطبع نداي مولامبا المُلقّب بـ"القاتل"، صاحب الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في نسخة واحدة من كأس الأمم الإفريقية، حدث ذلك وقت التتويج على أرض مصر عام 1974 بتسجيله 9 أهداف.

مولامبا يعد االرمز الأبرز في تاريخ فيتا كلوب، إذ لعب للفريق 16 موسما، وساهم في تتويجه بدوري أبطال إفريقيا الوحيد في تاريخه عام 1973، ووصوله نهائي 1981.

تاريخ مدفون أُعيد استخراجه

إنجلبير، أو تي بي مازيمبي في مسماه الحالي، هو النادي الأكثر نجاحا وشهرة في الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا)، لكنه ليس النادي الوحيد الذي رفع راية بلاده قاريا.

فيتا كلوب الذي يملك في رصيده 14 بطولة دوري محلي (آخرها الموسم قبل الماضي)، و9 ألقاب كأس، حقق إنجازه الأعظم عام 1973 بفوزه بدوري أبطال إفريقيا الوحيدة في تاريخه.

وقتها حقق فيتا كلوب عودة مجنونة في النهائي بعد هزيمته ذهابا 2-4 على أرض أشانتي كوتوكو، ليسجل 3 أهداف في الشوط الثاني للإياب، منها ثنائية خالدة لمهاجمهم الأسطوري مايانجا ماكو.

الإنجاز كاد أن يتكرر عام 1981 عندما لعب الفريق النهائي الثاني في تاريخه، لكنه سقط بفداحة 0-5 في مجموع المباراتين أمام شبيبة القبائل.

هزيمة ندمت عليها جماهيره أشد الندم، خصوصا أنهم اضطروا إلى الانتظار 33 عاما حتى يلعبوا النهائي الثالث أمام فريق جزائري آخر، هو وفاق سطيف.

خسر فيتا كلوب حينها مجددا، لكن ليس بفارق 5 أهداف، وإنما بأفضلية الأهداف المسجلة خارج الأرض بعد تعادله 2-2 على ملعبه، وتعادله 1-1 خارج ملعبه.

بعدها أُجبِر فيتا كلوب على تجرع هزيمة قارية جديدة، في كأس الكونفدرالية 2018، وفي سيناريو مثير أمام الرجاء البيضاوي.

فيتا كلوب أخرج المصري من نصف نهائي تلك النسخة بعد أن هزمه 4-0 في مجموع المباراتين، قبل أن يُصدَم بخسارة قاسية 0-3 في ذهاب النهائي على مركب محمد الخامس.

في الإياب تلقى فيتا كلوب صفعة إضافية، وتأخر بهدف، ليرد لاعبوه بـ3 أهداف متتالية أشعلت ملعب الشهداء، لكنها لم تكن كافية للعودة المستحيلة.

هذه العودة المفاجئة للساحة القارية في السنوات الأخيرة، تحققت بفضل رجل يُدعى فلوران إبينجي.

إبينجي

في ماذا فكّر جابرييل أميسي كومبا مالك رئيس نادي فيتا كلوب عندما قرر تعيين فلوران إبينجي مدربا للفريق في فبراير 2014؟

لا ندري، لكنه كان محقا أيا كانت أسبابه.

لأن إبينجي سيحتاج عدة أشهر بعدها فقط حتى يصل بالفريق لنهائي قاري غاب 33 عاما، وسيحتاج 4 سنوات حتى يأخذ الفريق إلى نهائي الكونفدرالية الأول في تاريخه.

إبينجي (57 عاما) هو الرجل المهيمن في هذه الأثناء، يقود فيتا كلوب منذ 5 سنوات، ويتمتع بسلطة كبيرة، امتدت حتى لتولي مهمة تدريب الكونغو الديمقراطية بشكل موازٍ منذ 2014 حتى 2019 وتوديع كأس الأمم الإفريقية على أرض مصر من دور الـ16.

لم يكن لاعبا كبيرا، فآمال والده منعته من الوصول لمستوى عالٍ.

يقول إبينجي: "كنت لاعبا هاويا، قدراتي كانت تسمح لي باللعب في مستوى أعلى، لكن والدي الذي كان طبيبا أراد مني التركيز على دراستي للاقتصاد".

حصل إبينجي على شهادة جامعية في الاقتصاد، لكنه لم يتخل عن طموحه بشكل كامل، وبحث عن شغفه الكروي في مجال التدريب.

في 2017 اشتكى إبينجي من الضغط الهائل الواقع على كاهله جراء مهمته المزدوجة:

"تدريب منتخب الكونغو وفيتا كلوب يتطلب الكثير من العمل. تدريب فيتا كلوب تحديدا يُسبب ضغوطا أكثر من تدريب مرسيليا بـ10 مرات".

"لم أنم جيدا لأكثر من 3 سنوات، أرتحل كثيرا، لا أستطيع الحصول على إجازات، هذا نسق رهيب، يمكنه أن يتسبب لك بسكتة دماغية".

إبينجي لم يسحب فيتا كلوب إلى القمة فحسب، بل سحب البلد بأكمله.

المدرب المغمور قاد منتخب الكونغو الديمقراطية لنيل المركز الثالث في كأس الأمم الإفريقية 2015، معيدا أمجاد السبعينيات، كما كان قريبا من الصعود إلى نهائيات مونديال 2018، بالإضافة إلى الفوز بكأس الأمم الإفريقية 2016.

إبينجي تخلّص من ضغط تدريب الكونغو الديمقراطية، وبات بإمكانه النوم أخيرا لفترة أطول، ونجا من سكتة دماغية محتملة.

بداية متخبطة

لم ينطلق فيتا كلوب في الدوري الكونغولي بأفضل صورة ممكنة هذا الموسم، إذ خاض 5 مباريات، فاز فيها واحدة فقط، تعادل 3 مرات، وخسر مرة، ليقبع في لمركز التاسع.

لكنه يمتلك الكثير من المباريات المؤجلة بالطبع، إذ لعب فريق لوبومباشي سبورت المتصدر على سبيل المثال 11 مباراة.

أما في دوري أبطال إفريقيا، فقد واجه فيتا كلوب صعوبات كبيرة في تخطي دور الـ64.

تعادل 0-0 على أرض لوم الكاميروني، واحتاج إلى 64 دقيقة في الإياب ليسجل هدف التأهل الوحيد.

وفي دور الـ32 تكرر السيناريو أمام فريق آخر متواضع، هو كارا التوجولي.

0-0 في الذهاب خارج أرضه، وهدف وحيد من ركلة جزاء في الثواني الأخيرة من الشوط الثاني بالإياب كان مفتاح العبور إلى دور المجموعات.

قُرعة نارية منتظرة

يتواجد فيتا كلوب في التصنيف الثالث بقرعة دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا 2019\2020.

فيتا كلوب قد يقع في مجموعة واحدة مع غريمه مازيمبي، بل قد تضم مجموعته الأهلي والزمالك –حال اعتماد تأهله- معا.

أو قد تضم مجموعته دربي شرس آخر يجمع الرجاء والوداد من المغرب، أو الترجي والنجم الساحلي التونسيين.

ماميلودي صن داونز خيار صعب آخر قد ينتظر فيتا كلوب.

أهم اللاعبين

قبل عدة أشهر انتصر فيتا كلوب على ضيفه الأهلي المصري بهدف دون رد من توقيع تويسيلا كيسيندا.

كيسيندا الجناح الأيمن الشاب صاحب الـ19 عاما سيعود ليكون ضمن أبرز اللاعبين الذين يعوّل عليهم فيتا كلوب في النسخة الحالية.

كما يبرز المهاجم الإيفواري المنتدَب حديثا، أحمد تراوري، الذي أحضره فيتا كلوب من صفوف أسيك ميموزا في فترة الانتقالات الصيفية.

ويتواجد في خط الدفاع يانيك بانجالا الذي اعتمد عليه إبينجي دوليًا في منتخب الكونغو الديمقراطية أحيانا.

بالإضافة إلى المهاجم جان مارك ماكوسو مهاجم وادي دجلة السابق.

والغاني زكريا موموني الجناح الأيسر الشاب صاحب الـ22 عاما.

ملعب الشهداء

يخوض فيتا كلوب مباريات على ملعب الشهداء في العاصمة كنشاسا.

ملعب عملاق يتسع لـ80 ألف متفرج، وقد تصل سعته أحيانا إلى 100 ألف أو أكثر من الحضور.

الملعب حديث، إذ تم افتتاحه عام 1994، ويحمل اسم "الشهداء" تكريما لـ4 وزراء أعدمهم مبوتو سيسيسيكو الديكتاتور الأسبق لـ زائير.

أما سابقا، فقد لعب فيتا كلوب مبارياته وحقق أغلب إنجازاته على ملعب تاتا رافاييل الذي حمل اسم الملك البلجيكي بودوان عند افتتاحه سنة 1952، ثم تحوّل اسمه ليكون 20 مايو.

هذا الملعب يشتهر بحدث تاريخي غير مرتبط بكرة القدم، إذ احتضن مباراة الملاكمة الأسطورية بين محمد علي، وجورج فورمان الذي سقط بالقاضية قبل نهاية الجولة الثامنة.

فهل يتقمص فيتا كلوب دور علي في دوري الأبطال 2020، أم فورمان؟

اقرأ أيضا:

فان دايك: صلاح سيكون جاهزا لمباراة يونايتد

الخطيب يعتذر عن عدم حضور اجتماع تحديد مصير الزمالك

فايلر يمنح اللاعبين راحة سلبية لمدة 48 ساعة.. وتحسن حالة السولية

حلم إفريقيا – حوار في الجول.. مدرب أول أغسطس: النهائي هدفنا بعد إنجاز 2018

حلم إفريقيا - شبيبة القبائل.. لقد عدنا

التعليقات