حلم إفريقيا - شبيبة القبائل.. لقد عدنا

الثلاثاء، 08 أكتوبر 2019 - 10:56

كتب : نادر عيد

شبيبة القبائل

تعادل في القاهرة وفوز في الإسماعيلية. انتصاران في ملعبه على بطل ووصيف مصر، مهدا طريقه لنصف النهائي، لكن مازيمبي كان بالمرصاد، أقصاه قبل أن يقهر الترجي في النهائي. كان بطل الجزائر مرشحا فوق العادة لاستعادة مجد الماضي، والآن، يعود بعد غياب طويل، يعود إلى بطولة كان سابقا أحد ساداتها.

9 سنوات كاملة غاب فيها عملاق مدينة تيزي وزو عن دوري أبطال إفريقيا، شبيبة القبائل، سيد أندية الجزائر.

عاد بشق الأنفس، كان طريقه وعرا جدا، لكنه دون شك، سيكون ندا صعبا للمتنافسين على عرش القارة.

نجاة

لم يكن سبيل شبيبة القبائل إلى دور المجموعات مفروشا بالورود مثل كان الحال للأهلي وماميلودي صن داونز وأندية أخرى، عانى كثيرا وكان قاب قوسين أو أدنى من مشاركة مخجلة تنتهي سريعا جدا.

أوقعته القرعة في صدام عنيف مع المريخ السوداني بدور الـ64، انتصر بصعوبة في الجزائر بهدف، وفي أم درمان، وحتى الدقيقة 84 كان خارج البطولة، إلى أن سجل قائده توفيق عدادي من ركلة جزاء لتصبح النتيجة 3-2 ويهرب بتأهل عسير جدا.

ثم وقع في طريق هورويا الغيني، فريق ذو تاريخ قاري فقير وحاضر مبشر، فاز شبيبة القبائل بهدفين في ملعبه ثم سقط في كوناكري بنفس النتيجة، قبل أن تختاره ركلات الترجيح ليكمل عقد المتأهلين لدور المجموعات.

عبور شاق جعل فرحة اللاعبين هستيرية بعد التوجه إلى غرف الملابس.

رغم أن شبيبة القبائل في التصنيف الرابع بين المتأهلين إلا أن الجميع يخشى مواجهته، فريق صعب المراس في ملعبه، وإرثه التاريخي الثقيل يجعله منافسا شرسا لكل عمالقة القارة.

تنتظره مجموعة صعبة بالنظر إلى تصنيفه، سيتجنب مواجهة بلاتينوم بطل زيمبابوي وبترو دي لواندا الأنجولي، وبريميرو دي أوجوستو الأنجولي أو جينيراسيون فوت السنغالي. يتمسك الأخير بالأمل ليمنحه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" تذكرة مشاركة في دوري الأبطال على حساب الزمالك.

الثمانينيات

كان العقد قبل الأخير من القرن العشرين حقبة ذهبية لكرة القدم الجزائرية، ليس فقط لتأهل المنتخب مرتين متتاليتين إلى كأس العالم، ولكن لأن أنديتها تسيدت إفريقيا 3 مرات من أصل 5 ألقاب حققها الجزائريون في دوري الأبطال.

في 1988 فاز وفاق سطيف بلقبه الأول، وكان شبيبة القبائل زعيم إفريقيا في 1981 و1990، لطالما الفريق المكنى بأسود جرجرة ضم لاعبين دوليين قادوه للمجد، على غرار جمال مناد ومحيي الدين مفتاح وموسى صايب.

7 ألقاب قارية في جعبة الشبيبة، سيد الدوري الجزائري كأكثر المتوجين به برصيد 14 لقبا.

معاناة

ظهور الفريق الكناري مرارا في بطولات إفريقيا جعله أكثر جزائري يواجه المصريين على المستوى القاري، 12 مباراة عبر التاريخ. وله الغلبة على الأندية المصرية، فاز 5 مرات وخسر فقط في 3 مناسبات.

كل فريق مصري زار شبيبة القبائل تكبد الهزيمة، باستثناء مرة وحيدة خرج فيها النادي المصري بتعادل من الجزائر، كان عملاق القارة الأهلي في دوري الأبطال 2006، البطولة التي انتزعها من أنياب الصفاقسي برصاصة القاتل المبتسم محمد أبو تريكة.

أول نزال بين شبيبة القبائل وأندية مصر كان في 1984، وقع أمام الفارس الأبيض في الدور نصف النهائي لدوري الأبطال. فاز في الجزائر 3-1 لكن جحيم القاهرة أسقطه بثلاثية إيمانويل كوارشي وجمال عبد الحميد ونصر إبراهيم. الزمالك كان بطل إفريقيا بعد ذلك.

نهائي وحيد بين شبيبة القبائل والأندية المصرية كان ناريا ولم يحسم إلا بقاعدة الهدف خارج الأرض باثنين. توج الجزائريون بكأس الاتحاد الإفريقي 2000 على حساب الإسماعيلي بعد تعادلهم في مصر بهدف لمثله وانتهاء مباراة الإياب بدون أهداف.

في تلك الفترة هيمن شبيبة القبائل على كأس الاتحاد الإفريقي، البطولة التي دمجت لاحقا مع كأس الكؤوس الإفريقية لتصبح مسابقة واحدة هي الكونفدرالية، حافظ على اللقب في 2001 وتوج مرة ثالثة على التوالي في 2002 وكان المصري أحد الفرق التي تخطاها في الطريق نحو اللقب، خسر في بورسعيد بالدور نصف النهائي بهدف إبراهيم المصري لكنه رد في الجزائر بهدفين دون مقابل.

اصطدم شبيبة القبائل بالأهلي أول مرة في دور المجموعات لدوري الأبطال 2006، حظه العاثر أوقعه ضد المارد الأحمر خلال إحدى أفضل مواسم بطل مصر على الإطلاق. كاد يفوز في الجزائر لولا هدف أبو تريكة القاتل لتنتهي المباراة 2-2 وخسر في مصر بهدفي أحمد صديق وأسامة حسني.

ثأر شبيبة القبائل من هذه الهزيمة بعد 4 سنوات، في 2010 وقع في مجموعة واحدة بدوري الأبطال مع الأهلي والإسماعيلي، جمع 10 نقاط من المواجهات الأربع، هزم الدراويش ذهابا وإيابا وفاز على الأهلي ولم يخسر في القاهرة. تصدر المجموعة وتبعه الأهلي قبل أن يودعا في الدور نصف النهائي على حساب مازيمبي والترجي.

جريمة

رغم صغر ملعب 1 نوفمبر 1954 إلا أن أجواءه الجماهيرية تمنح أصحاب الأرض حماسا منقطع النظير حين يستضيف منافسيه في ميدانه المغطى بالعشب الصناعي.

يبلغ عدد مقاعد الملعب 20 ألفا تقريبا. ميدان حُرم شبيبة القبائل من اللعب فيه لفترة بعدما لقى اللاعب الكاميروني البير ايبوسي حتفه متأثرا بإصابة في الرأس إثر آلة حادة قذفها عليه شخص مجهول بعد انتهاء مباراة الفريق أمام ضيفه اتحاد الجزائر في أغسطس 2014.

قررت السلطات الجزائرية وقتها إغلاق الملعب وعاقب كاف الفريق بحرمانه من المشاركة في بطولات قارية لمدة عامين، القرار الذي طعن عليه شبيبة القبائل وأنصفته محكمة التحكيم الرياضي في مارس 2015. لكن بسبب تأخر رفع الإيقاف غاب النادي عن المشاركة في دوري أبطال إفريقيا 2015 وحل محله مولودية شباب العلمة.

شغف المناصرين كثيرا ما يكلف الشبيبة، بسبب أحداث شغب في آخر مباراة محلية ضد شباب بلوزداد، والتي لم تكتمل وخسرها الفريق في ملعبه بنتيجة 3-صفر، عاقبه الاتحاد الجزائري بغرامة واللعب 4 مواجهات دون مشجعيه.

وهي أحداث على إثرها نال 4 أشخاص أحكام بالسجن.

خبير

يقود كتيبة الشبيبة رجل عالم بكرة القدم الجزائرية والإفريقية هو الفرنسي هوبير فيلو البالغ عمره 61 عاما. بطل سابق للجزائر مع وفاق سطيف واتحاد الجزائر وتوج بالكونفدرالية 2016 مع مازيمبي.

سلسلة طويلة من الفرق الإفريقية تملأ سيرته الذاتية، وكان شاهدا على المجزرة التي تعرض لها منتخب توجو قبل كأس إفريقيا 2010 والتي راح ضحيتها 3 أشخاص وأصيب فيها كثيرون. كان من بينهم فيلو الذي أصيب في ذراعه.

فقد وقتها مساعده التوجولي أميليتي أبالو.

أزمة

ما تقوله المباريات الثماني التي خاضها الفريق حتى الآن في الموسم الحالي هو أن دفاع فيلو نقطة الضعف الأبرز، تلقى 10 أهداف، 5 في الدوري و5 في دوري الأبطال.

نتائج متذبذبة على الصعيدين المحلي والقاري، فالفريق خسر في ملعبه 3-0 أمام شباب بلوزداد في الدوري وسقط بهدفين أمام هورويا قبل أن يفوز بركلات الترجيح في دوري الأبطال.

نال الهزيمة في آخر مباراتين لعبهما.

يقود الفريق لاعب الوسط توفيق عدادي، المسدد البارع والذي سجل في الموسم الحالي هدفين وأرسل تمريرتين حاسمتين.

ورأس الحربة هو اللاعب القوي حمزة بانوح، الذي يجيد استلام الكرة تحت ضغط المنافس ويتحرك بدونها بكثرة وبسرعة. حمزة هو هداف الفريق في الموسم الحالي برصيد 4 أهداف.

استعاد عافيته بعد إصابة وجاهز يوم الأحد لمقارعة فريقه السابق.

عدادي وبانوح انتقلا حديثا إلى النادي، الأول رحل عن أولمبي المدية والثاني انتقل من وفاق سطيف.

وصيف الجزائر ليس مرشحا قويا لنيل اللقب القاري، لكنه عاد إلى البطولة بطموح كبير وفريق عنيد، سيزعج كل كبار إفريقيا حتى وإن كان طريقه صعبا لاعتلاء منصة التتويج.

التعليقات