دورة حياة كانتي في تشيلسي.. أكثر من مجرد ارتكاز

الجمعة، 16 أغسطس 2019 - 11:03

كتب : محمد يسري

نجولو كانتي

سابقا تمثلت مهمته في قطع الكرة ليمررها لأقرب زميل ليتكفل ببناء الهجمة إلا أن الأمور تغيرت الآن وأصبح يستخلص الكرة ليصنع فرصة لتسجيل هدفا.

كانت هذه دورة حياة نجولو كانتي مع تشيلسي، الذي تحول من ارتكاز دفاعي بحت للاعب متعدد المهام، وهو ما ظهر بوضوح في مباراة الفريق ضد ليفربول في السوبر الأوروبي والتي فاز بها الحُمر بركلات الترجيح بعد نهاية الوقت الأصلي والإضافي 2-2.

حين انتقل كانتي إلى تشيلسي في صيف 2016 كانت مهامه دفاعيه وحسب، والقصد بالدفاعية ليس التمركز أمام ثلاثي قلب الدفاع الذي اعتمد عليه الإيطالي أنطونيو كونتي في خطة 3-4-3.

زميله نيمانيا ماتيتش كان يبقى خلفه في وسط الملعب، على أن ينتشر كانتي في كل أرجاء الملعب طولا وعرضا ليضغط على حامل الكرة وينجح في استخلاصها؛ ثم ينتهي دوره عند هذا الحد.

النتيجة كانت أن كانتي توج بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا لموسم 2016-2017 بعد معدل بلغ 3.6 استخلاص ناجح في المباراة و2.4 اعتراض للكرة.

كانتي كان بمقدوره أن يستخلص الكرة من الخصم في منطقة جزاء المنافس، لكنه لم يمتلك الرؤية لصناعة الفرص، وربما أماكن استخلاصه للكرة جعلت الأغلبية تتغاضى عن عدم فاعليته الهجومية، بعدما أسهم بشكل واضح في فوز تشيلسي بلقب الدوري الإنجليزي.

0.6 فرصة للتسجيل في المباراة. كان هذا معدل كانتي في صناعة الفرص، وهي نسبة لا تذكر، أقل من نسبته مع ليستر سيتي موسم 2015-2016 بـ0.8 فرصة للتسجيل في المباراة، مع دقة تمرير تصل إلى 88.8% في كل مباراة.

لكن كونتي أراد أن يتطور كانتي أكثر في الشق الهجومي، ليعمل الثنائي سويا على هذا الجانب.

في بداية موسم 2017-2018 صرح كونتي، وقال: "إنه لاعب رائع، الآن أصبح جيد جدا في مسألة الاحتفاظ بالكرة، في الماضي كان يُقال إنه يركض كثيرا دون الكرة لكن حاليا تحسن والسبب أنه يعمل كثيرا على أن يتطور".

وأضاف "سعيد من أجله، عملنا سويا من أجل أن يتطور والآن أعتقد أنه وصل للقمة".

في هذا الموسم أدوار كانتي الدفاعية لم تتغير، ولم يتأثر برحيل ماتيتش ومجيئ تيموي باكايوكو. حقق نفس معدلاته في الموسم السابق تقريبا، 3.3 عرقلة ناجحة و2.5 اعتراض للكرة، إلا أن أصبح يساعد بشكل أكبر في الهجوم.

من 0.6 فرصة للتسجيل في المباراة لصناعة 1.2 فرصة للتسجيل في المباراة الواحدة، كانتي حقق ضعف الرقم. مع زيادة دقة تمريراته إلى 89.3%.

بنهاية الموسم رحل كونتي وآتى إيطاليًا أخر: ماوريسيو ساري.

حمل ساري أفكارا مختلفة عن التي نشأ عليها تشيلسي، لن ندافع عن طريق ركن الحافلة، لن نلعب على الهجمات المرتدة، سنبادر بالهجوم ونستحوذ، سنمرر كثيرا ولن نلعب كرات طولية.

ثورة ساري جاءت وجاء معها جورجينيو من نابولي؛ لتتغير المسافة التي كان يقطعها كانتي في الملعب.

مع كونتي كان يتحرك في كل مكان، يمينا ويسارا، في الخلف والأمام، لكن مع ساري أصبح كانتي مقيدا نوعا ما باللعب في الجانب الأيمن.

اقتبس ساري فكرة كارلو أنشيلوتي مع ميلان حين كان يتواجد أندريا بيرلو على دائرة منتصف الملعب وأمامه الثنائي جينارو جاتوزو وكلارنس سيدورف؛ ليتكون وسط ملعب تشيلسي من: جورجينيو أمامه كانتي يمينا وماتيو كوفاسيتش يسارا.

ساري فسر ذلك وقال: "أريد لاعبا يستطيع تمرير الكرة بشكل سريع في هذا المركز".

وأوضح "هذه الأمور ليست من مميزات (نجولو) كانتي، هو مفيد لنا للغاية ولكن ليست من مميزاته. سيلعب معنا لكن بنظام أخر".

وبعدها وضح جيانفرانكو زولا مساعد ساري بشكل أعمق "هناك سببان، الأول: هو أسلوب ساري، حيث يفضل أن يكون اللاعب رقم 6 هو أكثر من يمرر في الفريق بأكمله، جورجينيو في نابولي كان يلمس الكرةة 140 أو 160 مرة أو أكثر، وهذا ما رغب به ساري".

وأضاف "يحتاج لاعبا لديه الثقة في الاستلام والتسلم".

وأكمل "أما السبب الثاني: فإن كانتي ليس ارتكازا، وكان يلعب كلاعب وسط ثان في ليستر ومع تشيلسي في أول موسمين، وكان يتحرك بحرية".

وتابع "لعب بهذا الشكل مع دانيال درينكوتر في ليستر سيتي ومع ماتيتش في تشيلسي".

مع تقليل المساحة التي يركض بها كانتي، انفخض معدل استخلاص واعتراضه للكرة، 2.1 استخلاص و1.2 اعتراض للكرة في المباراة

لكن كانتي تأثر ثورة ساري وأصبح أفضل في عملية تسليم الكرة واستلامها والخروج بها تحت الضغط وهي أمور لا تقاس بأرقام وأصبح أفضل في صناعة اللعب.

انتهى موسم 2018-2019 بصناعة كانتي لـ4 أهداف في الدوري الإنجليزي بعدما صنع هدفين في موسمين مع كونتي.

عملية التطور لم تكن لتتم إلا برغبة من كانتي والشعور بالرضا للعب في مركز جديد، وهو ما أكده لاعب الوسط الفرنسي.

وقال كانتي: "اعتدت على اللعب لسنوات في نظام مكون من ثنائي فقط في وسط الملعب، لكن فجأة وجدت لاعبا في مركز (بوكس-تو-بوكس) في نظام يتواجد به لاعبا في مركز 6 وثنائي في مركز 8".

وأضاف "مع تكرار التدريب وكثرة المباريات ومع نصائح المدرب أعتقد أنني نجحت في التأقلم في هذا المركز".

وأكمل "أحببت هذا المركز لأنه أتاح لي أن أتقدم للهجوم وأن يكون لي أدوار هجومية مع الفريق، ورغم وجود نوعا أكثر من الضغط إلا أني استمتع بالأمر على أرض الملعب".

وأتم "أحيانا تحتاج لأن تلعب بظهرك (للمرمى) ويكون لديك وقتا أقل مع الكرة في هذا المركز مقارنة باللعب في مركز 6، وعليك أن تتمركز بالطريقة الصحيحة وأن تكون مستعدا للتعامل مع الكرة بشكل تقني. أحببت هذا التحدي وأحببت هذا المركز".

ورغم حب كانتي للمركز الجديد مع ساري إلا أنه لم يتلق العديد من الإشادات بالحجم الذي كان يتلقاه مع كونتي.

ومع رحيل ساري وقدوم فرانك لامبارد لتدريب الفريق توقع الجميع أن يعود كانتي لمركزه القديم وبالتعبية سيعود الاحتفاء به بالقدر الذي يستحقه.

لامبارد بدوره أشاد بكانتي بمجرد تعيينه مديرا فنيا لتشيلسي "قلت سابقا أنه واحدا من أفضل لاعبي الوسط في العالم، لقد قدم أداء لا يصدق في السنوات الأخيرة".

وتابع "دوري هو أن أجد المركز الأفضل له لكي يقدم أفضل ما لديه للفريق".

وأتم عن كانتي "محظوظ لأني أمتلك لاعبا مثله في فريقي، أعرف إمكانياته جيدا لذا سنعمل سويا لكي يظهر بأفضل نسخة له".

ورغم أن تجربة لامبارد في تشيلسي لم تتخط أكثر من مباراتين بالطابع الرسمي، إلا أن كانتي ظهر بنسخة مختلفة تماما ضد ليفربول في السوبر الأوروبي.

كونتي كان مخطئا حين قال إن كانتي وصل للقمة، لأن قمة مستوى كانت -دفاعيا وهجوميا- كانت ضد ليفربول.

بدا كانتي وكأنه وصل إلى الكمال في السوبر الأوروبي.

تحرك كانتي في كل أرجاء الملعب ليدافع ويهاجم. تواجد بجوار أولفييه جيرو للضغط على لاعبي ليفربول أثناء تحضير الهجمة، ويتمركز بجوار جورجينيو لاستخلاص الكرة، كما تميز في تدوير الكرة.

كانتي تحرك في هذه الأماكن لاستخلاص أو اعتراض الكرة

ويعترض الكرة من هنا ويبدأ هجمة لتشيلسي

ويستخلص الكرة من فيرمينو ويمنعه من صناعة فرصة لليفربول، لاحظ أفضلية محمد صلاح وساديو ماني على مدافعي ليفربول

ولاحظ أيضا كان تعامل كانتي مع الضغط بعدما استخلاص الكرة من على حدود منطقة جزاء تشيلسي

كما توغل كثيرا كجناح أيمن وأرسل كرات عرضية، صنع من واحدة فرصة للتسجيل لزميله بيدرو

وهنا بجوار جيرو يقود

الطبيعي أن يكون كانتي الأفضل دفاعيا، لكنه كان من أفضل لاعبي المباراة في الشق الهجومي.

صنع 4 فرص للتسجيل ليكون بعد بيدرو مباشرة الذي صنع 5 فرص.

وأكمل 9 مراوغات من أصل 13 محاولة ليكون أكثر لاعبي المباراة مراوغة.

الأداء الذي ظهر به كانتي ضد ليفربول يُبشر عن توهج وتألق قد يكون غير عاديا له مع لامبارد هذا الموسم، بعد فترة من التطور تمت تحت قيادة ساري.

ما يقدمه كانتي ينبئ عن أنه سيكون أكثر من مجرد ارتكاز مع تشيلسي في الموسم الحالي.

اقرأ أيضا

تقرير برازيلي: ساو باولو يتجاهل عرض أهلي جدة لضم ظهيره الأيسر

كهربا يُسجل لأول مرة بقميص أفيش البرتغالي

كرة يد – ناشئو مصر يصنعون التاريخ في مقدونيا.. إلى نصف نهائي كأس العالم

خبر في الجول – المصري يقترب من استعارة لاعب الإسماعيلي

كرة سلة – سيدات مصر يخسرن من موزمبيق.. وحلم الأولمبياد مستمر

"رهاني هو المونديال".. رسميا – خليلوزيتش مديرا فنيا للمنتخب المغربي

نتائج أليكساندر ستانويفيتش مدرب الزمالك الجديد أمام المدربين الكبار

التعليقات