سيب ماير.. القط المهرج الذي ألهم أوليفر كان ونوير

الخميس، 28 فبراير 2019 - 21:36

كتب : لؤي هشام

سيب ماير

كان يبدو مختلفا من النظرة الأولى وكأن هالة تحيط به لتجذب الأنظار، يدخل إلى أرض الميدان بذاك السروال القصير الذي اُشتهر به وهذين القفازين اللذين يصحبانه في أي مكان، وخطواته رسمت ملامح شخصية واثقة.

ولكنه لم يكن أبدا من ذاك النوع الجاد جامد الملامح بل كان على النقيض تماما.. مهرج لا يتوقف عن المزاح. الفكاهة أهم شيء في حياته، حتى في بعض تلك اللحظات التي تظن أن الوضع يبدو فيها صعبا، وجوزيف اعتبر أنه يرى الحياة بشكل إيجابي.

على الصعيد الآخر وفي أرض الميدان كان لا يكل ولا يمل ولا يتوقف عن الحركة، تارة يقفز بشكل أكروباتي ليتصدى لكرة صعبة، وتارة يصرخ في زملائه موجها إياهم، وتارة يخرج من مرماه في مجازفة خطيرة ليقطع الكرة.

ربما نستطيع أن نصفه بأنه الرجل الذي صنع إرهاصات ما قبل عهد أوليفر كان والتصديات الخرافية والشخصية القوية، ومانويل نوير والكرة الحديثة التي يساهم فيها الحارس في بناء اللعب والاعتماد على قدميه بشكل أكبر.

قد لا يكون مشابها لهذا أو ذاك، ولكنه بالتأكيد رسم ملامح مرحلة هامة في تاريخ الكرة الألمانية وألهم الحراس الألمان ليظهر لنا أوليفر كان ومانويل نوير.

سيب ماير الحارس الأسطوري لبايرن ميونيخ والمنتخب الألماني يحتفل بعيد ميلاده الـ75، وFilGoal.com يصحبكم في رحلة للتعرف على "القط المهرج".

خلال السبعينيات كانت الكرة الألمانية تعيش واحدة من أزهى عصورها الكروية. ألمانيا الغربية تتوج بلقب مونديال 74، وبايرن ميونيخ يسيطر على الكؤوس الأوروبية لثلاث سنوات متتالية في 74 و75 و76.

وبعض اللاعبين كانوا يمثلون القاسم المشترك في إنجازات البافاري والمانشافت.. وجوزيف ديتر ماير أو سيب كان علامة بارزة في كلتا الناحيتين.

شكل ماير رفقة فرانتس بيكنباور وجيرد مولر وبول برايتنر وغيرهم العمود الفقري للكرة الألمانية خلال تلك الفترة من أواخر الستينيات وحتى منتصف السبعينيات.

وعُرف بأسلوبه الرائد في ذلك الوقت بين القائمين وتحت العارضة في التحرك بسرعة كبيرة والتصديات ذات الشكل الجمالي إضافة إلى برودة الأعصاب، ولذلك أطلق عليه "القط من أنزينج".

بينما خارج الملعب - أو حتى داخله - لم يكن يكف عن المزاح والظهور في البرامج الإعلامية الكوميدية مُظهرا كاريزما كبيرة بين أقرانه.

ويقول عن ذلك: "أرى الحياة بجانب إيجابي، فالبهجة والفكاهة هما أهم شيء لي في الحياة. أحاول دائما أن أتخلص من الغضب".

ولد سيب في منطقة ميتن بإقليم بافاريا في أعقاب الحرب التي قسمت ألمانيا إلى نصفين، وككل الأطفال كان مرتبطا بكرة القدم بشكل كبير حتى انضم إلى نادي تي إس في هار في عمر الـ8 سنوات، حيث بدأ كمهاجم قبل أن يتحول إلى حارس مرمى.

والمصادفة أن المباراة التي شهدت الاعتماد عليه كحارس كانت أمام بايرن ميونيخ. الحارس الأساسي تعرض لإصابة وسيب وقف بدلا منه.. لا تظن أنه تألق من الوهلة الأولى فقد زار لاعبو بايرن شباكه في 8 مناسبات ولكنه تصدى لضعف عدد تلك الكرات.

وأداؤه جذب أنظار مسؤولي الفريق البافاري لينضم إلى صفوف الفريق في عمر 15 عاما، ليبدأ معه رحلة ستستمر لأكثر من 30 عاما كلاعب ومدرب للحراس.

خلال مسيرته التي امتدت 18 عاما كلاعب مع فريقه نجح ماير في تحقيق كل شيء: لقب الدوري الألماني (1967- 1974- 1976) وكأس الاتحاد الألماني (1966 – 1967 – 1969 – 1971) وكأس الاتحاد الأوروبي (1975 – 1974 – 1976) و كأس العالم للأندية (1976).

وكان أفضل إنجاز له عندما فاز بكأس العالم في 1974 بعد تغلب ألمانيا الغربية على هولندا، بجانب كأس الأمم الأوروبية 1972.. ماير حقق كل البطولات الممكنة في كرة القدم.

بدأ ماير مسيرته وتألقه معا بشكل متسارع وملحوظ، في عمر الـ16 والـ17 كان يُمثل المنتخب الألماني للشباب وفي عام 62 كان الحارس الأول مع بايرن، ليمتد ذلك حتى 79 حينما تعرض لإصابة خطيرة في حادث سير ليعتزال في عمر 35 عاما.

ومع المنتخب شارك في 4 نسخ متتالية من المونديال بدءا من 66 وحتى 78، إضافة لوصوله نهائي الأمم الأوروبية 76، ولم يكتف بذلك إذ ساهم في التتويج بمونديال 1990 أيضا كمدرب للحراس رفقة زميل الملاعب بيكنباور.

ماير حصد أيضاً لقب أفضل لاعب ألماني أعوام 1975 و1977 و1978، كما أصبح حارس القرن العشرين في تاريخ ألمانيا.

لم يفكر ماير أبدا في ترك بايرن، ويبرر ذلك "كنا فريقا قويا للغاية، ربما أقوى فريق للبايرن على الإطلاق، فلماذا أفكر في الرحيل؟ نحن البافاريون جذورنا راسخة هنا وليس سهلا وضعنا في أي مكان آخر".

وإجمالا كان قد شارك مع بايرن في 631 مباراة كأكثر الحراس مشاركة في تاريخ النادي قبل أن يحطم كان هذا الرقم، وكذلك في المنتخب الألماني الذي وصل برفقته إلى 96 مباراة دولية.

واقعة طريفة

تنعكس الروح الفكاهية لماير في جميع تصرفاته، ولكن أن يصل الحد إلى مطاردة بطة خلال إحدى المباريات الرسمية! هذا ما وصل إليه الأمر في الواقع.

خلال مواجهة للفريق البافاري على ملعب برلين الأولمبي، كان يبدو أن المنافس ضعيف للغاية للحد الذي لم يستطع فيه تهديد مرماه، وماير تصرف بشكل مختلف.

بطة دخلت إلى أرض الملعب وماير ترك مرماه وبدأ في مطاردتها محاولا الإمساك به، للحد الذي انفجر معه الجمهور ضحكا في مدرجات الملعب من المشهد.. ومهمته لم تكن ناجحة :D

خلال مسيرته كمدرب للحراس أظهر ماير تمسكا كبيرا وإعجابا أكبر بالثنائي الذي مر على حراسة بايرن والمنتخب الألماني: أوليفر كان ومانويل نوير.

وفي بطولة أمم أوروبا 2004 دخل ماير في خلاف حاد مع المدرب يورجن كلينسمان بعدما صرح الأول علانية أن كان أفضل من ينس ليمان الذي كان يُفضله كلينسمان.

التصريح اعتبره كلينسمان يفتقر للاحترام سواء لليمان أو له شخصيا ليقرر إبعاد سيب عن منصبه، وسط خلاف كبير بين الطرفين، ليقول ماير بعدها "منذ أن أتى كلينسمان وليس أمام أوليفر سوى الخسارة".

وقبل مونديال روسيا الأخير، شدد ماير مرارا وتكرارا على أن نوير يجب أن يكون الحارس الأول للماكينات ويشارك في البطولة، مبررا ذلك "لا يوجد شك، إن كان جاهزا فعليه اللعب حتى لو لم يلعب منذ 7 أو 8 أشهر. أنا لم أنس كيفية قيادة الدراجة حتى الآن".

لم يكن ماير مجرد حارس أسطوري حقق كل البطولات كلاعب، ممتلكا كاريزما وشخصية كبيرة، ولكنه تأثيره امتد لما بعد ذلك وكان الرجل الذي ألهم أوليفر كان ومانويل نوير والعديد من الحراس حول العالم.

اقرأ أيضا:

مصطفى فتحي يغيب من 8 لـ 12 أسبوعا عن الزمالك

الأهلي لـ في الجول: إكرامي يعاني من مزق في عضلة السمانة

خبر في الجول - كواليس تحقيق الزمالك مع كهربا

مصدر في الزمالك لـ في الجول: كهربا قد لا يلحق بمواجهة بترو أتليتكو

إكرامي: أغيب عن الأهلي من 4 لـ 6 أسابيع.. الإصابة في توقيت صعب

بالفيديو – ما لم تشاهده من قبل.. مراوغات وأهداف عبد الستار صبري مع باوك

التعليقات