جمهورية محمد صلاح

الإثنين، 09 أكتوبر 2017 - 21:01

كتب : فادي أشرف

محمد صلاح احتفال بالهدف

"المستقبل مازال أمامكم لتحقيق الحلم". اختار محمد أبو تريكة، محمد النني ومحمود عبد المنعم "كهربا" ورامي ربيعة ومحمد صلاح لتوجيه تلك الرسالة بعد فضيحة كوماسي في 2013.

محمد صلاح

النادي : ليفربول

بين بكاء صلاح أمام أبو تريكة في كوماسي، وبين تلك اللحظة الأسطورية التي سجلتها كاميرات On Sport بعد هدف الكونغو. في 4 سنوات، قرر محمد صلاح أنه ذاهب إلى كأس العالم مهما كانت المعوقات. قرر صلاح أنه سيأخذ مصر إلى كأس العالم.

لم يعد صلاح اللاعب الشاب الذي يتألق في أوروبا ويبهرنا بسرعته غير الحاسمة أحيانا كثيرة في مباريات المنتخب، بل أصبح محمد صلاح.. أيقونة الكرة المصرية الجديدة.

طوال تاريخ منتخب مصر، دائما يوجد أيقونات وأساطير ينطوي تحت ظلها المنتخب بأكمله. محمود الجوهري، حسام حسن، محمد أبو تريكة، حسن شحاتة. دائما هناك بطل أسطوري. الأمر المختلف أن صلاح ليس مجرد أسطورة للمنتخب، بل هو أسطورة للبلاد كلها ولجميع المصريين.

مرحبا بكم في جمهورية محمد صلاح. لماذا صلاح؟

بالتحديد بعد ثورة 2011 وكارثتي بورسعيد والدفاع الجوي، قل مستوى الدوري المصري كثيرا وصار الخروج للاحتراف هو الهدف الأسمى للجيل الذي بناه المدرب ضياء السيد. أسماء عديدة من ذلك المنتخب تلعب في أوروبا والخليج العربي، ولكن كلهم خرجوا إما من الأهلي أو الزمالك أو لعبوا له في وقت ما، باستثناء محمد صلاح.

مع عودة الاهتمام بكرة القدم بشكل أساسي، بعد أن تأخرت في قائمة الاهتمامات بعد 2011، صار تشجيع اللاعبين المحترفين جزء لا يتجزأ من تشجيع ناديك المفضل.

في معظم الحالات، صار تشجيع رمضان صبحي في مباريات ستوك سيتي أمر لا يتجزأ من تشجيع الأهلي والأمر نفسه بالنسبة لعمر جابر في بازل. التقليل مما يحققه المحترف الذي لعب في الأهلي أمر سيفعله مشجع الزمالك الطبيعي والأمر نفسه بالعكس.

ولكن صلاح ليس أهلي ولا زمالك، لن تكتسي إنجازاته باللون الأحمر أو الأبيض. ليس "ابن النادي" بالنسبة لأي من المشجعين.

الأمر لم يكن في صالحه في البداية لكن مع الوقت صار الأمر مناسبا له.

صلاح هو أيقونة هذا الجيل وليس أيقونة لمشجعي ناد واحد. صلاح هو أيقونة مصر بأكملها.

لكن كيف تحول صلاح من مجرد محترف جيد، إلى الأسطورة التي ذهبت بنا إلى كأس العالم؟

صلاح لا يتحدث كثيرا. وجوده في الإعلام أمر نادر. لن يقول تصريحا ليدغدغ مشاعر المشجعين أو يتسبب في غضبهم. صلاح يلعب كرة القدم فقط وعلى مستويات لم تطأها أقدام مصرية من قبل. صلاح أصبح فكرة، وليس مجرد لاعب.

ما حدث في الجولة الأولى لمباريات دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا يوضح الأمر. صلاح صار فكرة لدى المصريين، مبدأ لديهم وأيقونة لا تقبل النقاش.

سجل صلاح هدفا في مرمى إشبيلية بمساندة مدافع الفريق الإسباني. ليفربول لم يفز لكن صلاح حصل على جائزة أفضل لاعب في الجولة. كيف ذلك؟ صلاح أصبح موضوعا وطنيا، انتصار صلاح هو انتصار مصر وخسارة صلاح هي خسارة مصر.

وللحق، لم يقصر صلاح أبدا مع المنتخب. 32 هدفا في 56 مباراة دولية بعمر الـ25، وأخر هدفين منحا مصر ما لم يحدث منذ 28 عاما ومنح المصريين لحظات سيحكونها لأحفادهم.

بين دموع صلاح في كوماسي، وغضبه الذي انفجر متحولا إلى ليلة لا تنسى بعد هدف الكونغو قصة كفاح حقيقية.

بعمر الـ18، كان صلاح لاعبا في المقاولون العرب الذي يشارك في دوري ألغي بعد ذلك. الكرة المصرية في أسوأ مستوياتها. ولكن صلاح كان يعمل من أجل تلك اللحظة في برج العرب.

مباراة ودية بين المنتخب الأوليمبي وبازل، سجل هدفين بعد المشاركة في الشوط الثاني وقاد الفراعنة للفوز 4-3، وقاده الفوز إلى أوروبا من بوابة سويسرا.

ربما أخطأ صلاح باختيار تشيلسي بعد بازل. لكن هل تعلم عدد اللاعبين الذين سيقولون لا لجوزيه مورينيو؟ ربما يزيد الرقم عن الصفر بعدد لا يفوق أصابع اليد الواحدة.

رغم فترة لم تكن رائعة في تشيلسي، ساهمت في تشكيل من هو صلاح الآن. عرف أن الأمور لن تكون سهلة أبدا، وأن الوجود في ذلك المستوى يتطلب منه الكثير.

إذا كان الأمر صافرات استهجان في تل أبيب أو أهم ركلة جزاء في تاريخ مصر، صلاح لا يكترث. كرة القدم مهنته وسيقدمها دائما كما يجب أن تقدم.

مشاهدة صلاح منفردا بمرمى الخصوم لم يكن أبدا مشهدا يحب المصريون مشاهدته. لكن هدفه الأول في شباك الكونغو يظهر إنهاء رائع للكرة أمام المرمى.

الانبراء لتسديد ركلة جزاء في الدقيقة 95 للوصول إلى كأس العالم بعد غياب 28 عاما، أمر يحتاج أعصاب حديدية.

بعد التأهل، يحتفل صلاح بعقلانية ويمزح بهدوء ويتحدث بحكمة.

الجمهور احتفل بأيقونته الذي شجعوا من أجله أندية لم يشجعوها من قبل وتوقفوا عن تشجيعها بمجرد رحيل صلاح.

ثم حصل صلاح على ختم التحول إلى أسطورة. الصورة الأسطورية التي التقطتها ناريمان المفتي مصورة وكالة "أسوشيتد برس".

في 2005، أنهى ديدييه دروجبا حربا أهلية استمرت 5 أعوام في كوت ديفوار بتدخل منه بعد قيادته للأفيال إلى كأس العالم. ويوم الأحد، قال دروجبا إن صلاح يذكره بنفسه، "قائدا للأمة".

لن ينه كأس العالم – أو صلاح – مشاكل مصر الاقتصادية أو مشاكل شباب هذه البلاد العديدة، لكنه سيمنح مصر كل طاقته وكل ما تعلمه واختبره في أوروبا. في وقت كان لاعبي المنتخب في أقصى درجات التوتر يلعب صلاح كرة القدم بشكل طبيعي.

احتسب باكاري جاساما ركلة جزاء لمنتخب مصر في الدقيقة 95، لاعبو المنتخب احتفلوا مع تريزيجيه. أين كان صلاح؟ يتحضر لدخول التاريخ.

تخلص صلاح تباعا من كل ما أخرنا من الوصول إلى كأس العالم. الاحتفال قبل الأوان، الضغط العصبي، الرعونة أمام المرمى، كل ذلك تخلص صلاح منه.

صار صلاح هو المرادف لكلمة مصر في كرة القدم، مثلما دروجبا هو مرادف كلمة كوت ديفوار ورونالدو يساوي البرتغال. الآن لدينا صلاح.

أصبح صلاح الرمز في وقت تتساقط فيه الرموز تباعا ويصبح فيه الجميع مرمى مفتوح لهجمات أي شخص يمتلك حسابا على موقع للتواصل.

مرحبا بك يا صلاح في مصاف الأساطير، وروسيا تنتظر جمهورية محمد صلاح.

اقرأ أيضا

المنتخب يوضح الفارق في القوة بين الكونغو وأوغندا

المنتخب يفسر لماذا دفع بكوكا أساسيا أمام الكونغو

قائمة الشرف في منتخب مصر خلال رحلة التصفيات

فايز يرد على من يتهم كوبر بإفساد منتخب مصر

ماذا قالت الصحف العالمية بعد تأهل مصر لكأس العالم

عبد الرحمن فوزي.. بطل مصر في أول مشاركة بكأس العالم

كيف تغير كأس العالم منذ أخر مشاركة لمصر

دروجبا: فخور بأخي صلاح الذي ذكرني بـ2006

ميدو: أرفض رحيل كوبر

كريم حافظ: سنتأهل كل مرة إلى كأس العالم

إكرامي: سنكسر كل التوقعات في كأس العالم

اتحاد الكرة يوضح موقف البطولات المحلية بعد تأهل المنتخب

السعيد: أكون هادئا في الملعب عكس ما حدث اليوم

كهربا: تحولنا إلى مشجعين ومدربين أمام الكونغو

عمر جابر: رأسي برأس لاعبي بازل الآن

الحضري: كنت أقصد 2022 عندما قلت سألعب في المونديال

الشناوي: تمنيت تمزيق صلاح لشباك الكونغو في ركلة الجزاء

استمع إلى كل الأغنيات الخاصة بتأهل المنتخب

"صلاح تدرب على ركلة الجزاء 20 مرة"

كوبر: سأقود مصر في المونديال إلا لو تعاقدتم مع جوارديولا

أسامة نبيه: وعدت أبو ريدة منذ اليوم الأول بأننا سنصل إلى كأس العالم

حسن شحاتة: الحضري عقلية لابد أن تدرس

صلاح: حضرت نفسي لركلة الجزاء منذ يومين

حجازي: لو لم نلاعب أحدا لكان لقاء صعبا أيضا

الحضري.. متعة تحطيم الأرقام

صلاح.. عندما احتاجت مصر بطلا

كيف تابعت الأرجنتين بلد كوبر تأهل مصر

7 مشاهد حاسمة رسمت تأهل مصر للمونديال

منتخب مصر يضمن على الأقل 212 مليون جنيه بعد التأهل

التعليقات