مدرب الأهلي - من الاستحواذ والضغط إلى الدفاع السداسي.. كيف يلعب ريكاردو سواريش

الأحد، 26 يونيو 2022 - 18:26

كتب : أحمد أباظة

ريكاردو سواريس

يقترب البرتغالي ريكاردو سواريش مدرب جيل فيسنتي من قيادة الأهلي خلفا للجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، وبالطبع سيتعين عليه فعل الكثير لاجتياز ما حققه المدرب الفائز بدوري أبطال إفريقيا مرتين من أصل 3 نهائيات متتالية.

ما حققه سواريش قبل أن يصل إلى القاهرة يبدو مبشرا، إذ كتب المدرب البرتغالي تاريخا مع نادي جيل فيسنتي، محققا المركز الخامس في الدوري البرتغالي ليعادل أفضل إنجازاته، وهذه المرة يوفر هذا المركز مقعدا أوروبيا في دوري المؤتمر.

بالاستعانة بتقريري Total Football Analysis و IScout، سنحاول التعرف على أبرز الملامح الفنية لمدرب الأهلي المنتظر.

اعتمد سواريش مع جيل فيسينتي على استراتيجية استحواذ واضحة، فهو فريق لا يمانع الصبر على الكرة انتظارا للفرصة، أو الاحتفاظ بها لمنع الخصم من تهديده.

جيل فيسنتي هو خامس أكثر الفرق في متوسط الاستحواذ بالمباراة في الدوري البرتغالي، بعد بورتو وبنفيكا وسبورتينج لشبونة وبراجا.

بدون الكرة، يضغط الفريق من الأمام وبصورة منظمة للغاية، ولكن في الوقت ذاته يملك القدرة على تشكيل جدار دفاعي منخفض لمنع الخصم من التهديد، ثم إيجاد المساحات بين الخطوط المهاجمة.

مدرب الأهلي - ريكاردو سواريش.. الأفضل في البرتغال لحل المشاكل بأسرع وقت ومورينيو مثله الأعلى

يفضل سواريش بدء شكله الهجومي بأربعة مدافعين من الخلف يتناقلون الكرة، معتمدا على الأطراف للدعم والدفع للأمام تمهيدا لمحاولة الاختراق من العمق.

ويلجأ المدرب البرتغالي لحيلة "الرجل الثالث" كثيرا، حتى وإن ركض باتجاه منطقة داخل إطار التسلل، فالهدف منه هو خلخلة تناسق خط دفاع الخصم، بحثا عن المساحة المنتظرة.

مدرب الأهلي - ريكاردو سواريش.. الأفضل في البرتغال لحل المشاكل بأسرع وقت ومورينيو مثله الأعلى

هذا التحرك ينفذه المهاجم "رقم 9 على الورق" عدة مرات، فدوره لا يتوقف عند تسجيل الأهداف، وإذا فشلت المحاولة يحتفظ الفريق بالكرة عن طريق مثلث يتم تشكيله سريعا على أحد جانبي الملعب، ثم تعود الكرة إلى خط الوسط، الذي يكفل عدة خيارات تمرير لحامل الكرة.

مدرب الأهلي - اعتراضات التحكيم وإشادة بالجماهير.. كيف يتعامل سواريش مع الإعلام؟

هذا لا يعني أن كل ما يجيده فريق سواريش هو التمرير والاستحواذ، فمواجهة الضغط المتقدم على حدود الثلث الأخير يمكنه التعامل معها بتمريرات عمودية سريعة للأمام.

تتنوع أشكاله الهجومية بين 4-3-3 وأحيانا 4-4-2 وبنسبة أقل 4-4-1-1 وأيضا 4-2-3-1، والأخيرة تحديدا إذا كان الفريق بحاجة لتواجد ثنائي محور الوسط في منطقة أكثر تراجعا، ليدفع الأجنحة الخط الثالث رفقة صانع الألعاب.

ورغم تنوع الأشكال، إلا أن المرونة التكتيكية –على طول الخط- لم تكن أكثر ما يميزه، إذ كان بحاجة لتنظيم أكثر صرامة في الغالبية العظمى من المباريات، بالنظر لطبيعة أسلوبه وتضاربها مع طبيعة الفرق غير المرشحة للمنافسة.

وصل ذلك إلى درجة أنه لم يغير طريقة لعبه المفضلة ضد بورتو وبنفيكا وسبورتينج لشبونة، مثلث الكرة البرتغالية الأكبر، فاللاعبون يفهمون أدوارهم وينفذونها بشكل جيد، وهو ما سيحتاج لفرضه في الأهلي بأسرع وقت ممكن.

مدرب الأهلي - اعتراضات التحكيم وإشادة بالجماهير.. كيف يتعامل سواريش مع الإعلام؟

على الصعيد الدفاعي يضغط فيسنتي من الأمام بنية استرجاع الكرة سريعا، وبحساب المتوسط، فإن الفريق يسمح لخصمه بـ10 تمريرات فقط في المتوسط قبل أن يتخذ خطوة دفاعية، ويملك هذا الرقم علاقة عكسية مع قوة الضغط وانتظامه، إذ كلما زاد الأخير قل عدد التمريرات المسموح بها.

وفي شكل 4-4-2 بحالة الضغط من الأمام، يلعب الثنائي الهجومي والجناحين في شكل أشبه بالمعارك الفردية ضد قلبي الدفاع والأظهرة، بينما يبقى لاعبي الوسط خلفهم للدعم، بتعليمات واضحة بعدم الدخول في معركة الرقابة الفردية، والتمسك بدفاع المنطقة، حتى يتراجع أحد ثنائي الهجوم لإغلاق زاوية التمرير على ارتكاز الخصم، الذي حين ستصل الكرة إليه سيندفع أقرب لاعبي الوسط لمراقبته الآن..

عملية تضمن فرصة جيدة لاستعادة الكرة، وتستهدف إجبار الخصم على توسيع رقعة اللعب، ليتسنى لفيسنتي استخدام خط التماس كمدافع إضافي، كما جرت العادة في اللعبة مؤخرا، ولكن إذا فشلت، فإن عملية تقدم اللعب للأمام بواسطة ارتكاز الخصم تصبح أسهل كثيرا.

وهنا يأتي دور الخط الخلفي، الذي يملك تعليمات بالتواجد على خط مرتفع لاكتساح أي مساحة يمكن تشكيلها بين الخطوط، ونتيجة لذلك، فإن الفريق يفوز بأغلب صراعاته الدفاعية على الأطراف وفي أنصاف المساحات.

ولكن ماذا يحدث إذا تم كسر هذا الضغط؟ لا يوجد مكان للتكاسل، فالكل يتراجع بسرعة لتشكيل بنيان دفاعي مترابط، يستهدف تصعيب مهمة اللعب في العمق، وإغراء الخصم للاتجاه ناحية الأطراف، حيث سيستخدم الخط كمدافع إضافي مرة أخرى.

ينبع كل ذلك من عقيدة بدائية في كرة القدم: المساحات في المنتصف هي الأفضل والأمثل لتشكيل الخطورة، ومهما كانت الخطورة من الأطراف فهي لا تقارن بالعمق، ولذلك يسعى الجميع لإغلاقه.. ولكن هذا يعني السماح بلعب العرضيات، الأمر الذي يتطلب جودة دفاعية في التعامل مع هذه المواقف، سواء من الظهيرين والجناحين الداعمين بجعل المهمة أصعب على مرسليها، أو ممن داخل المنطقة حين تصل في المواقف الهوائية.

وفي بعض الأوقات للتعامل مع ذلك، وفي مواجهة فريق يستحوذ بخمسة مهاجمين (تحديدا بظهيري طرف في خط دفاع ثلاثي يتقدمون للأمام لمساندة الهجوم)، يسحب سواريش جناحيه من الأمام إلى الخط الدفاعي ليصبح –عمليا- خط دفاعه مكونا من 6 أفراد.

للتوضيح، اعتمد بالميراس البرازيلي على نموذج مشابه في مواجهة تشيلسي خلال كأس العالم للأندية، ومن المعروف عن فريق توماس توخيل أنه يدفع بظهيري الطرف إلى أقصى الأمام في العملية الهجومية، ولذلك لجأ مدرب بالميراس أبيل فيريرا، البرتغالي أيضا، إلى هذه الفكرة لتغطية عرض الملعب وأنصاف المساحات، أو بالأحرى منطقتي نفوذ تشيلسي.

كانت هذه هي الملامح الرئيسية التي صنع بها ريكاردو سواريش موسما سيبقى خالدا في تاريخ جيل فيسنتي، والقادم الآن لتدريب الأهلي من بلاد أهدته سابقا مانويل جوزيه.

اقرأ أيضا

الأهلي يستقر على مدربه الجديد

الإسماعيلي يهدد بالتصعيد ضد اتحاد الكرة

بايرن يحدد سعر ليفاندوفسكي

منصب جديد لمؤمن زكريا

التعليقات