فيران توريس.. جناح لا يمكن توقعه مستعد للإبهار مع كتيبة جوارديولا

الثلاثاء، 04 أغسطس 2020 - 21:21

كتب : زكي السعيد

فيران توريس

بعد 10 سنوات، خطف مانشستر سيتي موهبة إسبانية جديدة من ملعب المستايا، هذه المرة الاسم ليس دافيد سيلفا، وإنما فيرّان تورّيس.

الجناح الإسباني البالغ 20 عاما، انضم إلى كتيبة بيب جوارديولا بعقد يمتد لخمس سنوات مقابل 25 مليون يورو بالإضافة إلى حوافز تبلغ 12 مليون يورو طبقا للتقارير الصحفية.

عقده مع الخفافيش كان ينتهي في صيف 2021، مما وضع فالنسيا أمام حتمية بيعه هذا العام من أجل الاستفادة بالقدر الأدنى من المقابل المادي.

فيرّان (بتشديد الراء) كان أول لاعب مواليد القرن 21 مشاركةً في الدوري الإسباني.

تماما كما كان أصغر لاعب يمثّل فالنسيا في دوري أبطال أوروبا على الإطلاق، وأصغر لاعب يخوض 50 مباراة بقميص الخفافيش طواله تاريخه.

إجمالا، وقبل أن يبلغ 21 عاما، لعب فيران بالفعل 97 مباراة مع فالنسيا، وكان عنصرا أساسيا في صفوف الفريق بموسمه الأخير قبل أن يبدأ مغامرته في الملاعب الإنجليزية.

قبل عامين، خطف فيران الأضواء عندما سجل هدفي انتصار بلاده إسبانيا على البرتغال في نهائي بطولة أوروبا للشباب تحت 19 عاما، لينال حينها اهتماما من ريال مدريد وبرشلونة، إلا أن مانشستر سيتي سيكون الطرف الذي يستفيد من خدماته في نهاية المطاف.

ورغم الموسم الجماعي السيئ لـ فالنسيا في 2019\2020، لكن فيران كان أشبه بنقطة مضيئة في ظلمات الخفافيش، وأثبت نفسه كواحد من أهم مواهب الكرة الإسبانية.

الصبي الذي انضم إلى فالنسيا في عمر السادسة، يمتلك العديد من المميزات الفنية والتكتيكية، فدعونا نستعرضها في هذا التقرير.

مراوغ خارق

في اللقطة التالية أمام أتليتكو مدريد، يظهر فيران في موقف مستحيل على أي جناح تقريبا، ثنائي دفاعي ينقض عليه، وخط الملعب يضيّق عليه الخيارات.

بشكل إعجازي، تمكّن فيران من استدراك مراقبيه، وراوغهم بخفة مُبهرة ليمر من خلالهما وكأنهما شبحين.

هذا الموقف تكرر كثيرا مع فيران خلال الموسم، وأوضح أنه يجيد التفوق في موقف 1 على 2 في أكثر من مناسبة.

فيران في تلك المباراة –الأهم له في الموسم ربما- أمام أتليتكو، قام بـ8 مراوغات ناجحة من 54 مراوغة إجمالية له في ليجا 2020.

يجيد استخدام زملائه

في اللقطة السابقة، استغل فيران خلو ظهيره الأيمن (دانييل فاس) من الرقابة، ليموّه أنه سيمرر إليه، ومن ثم قرر المضي قدما والمراوغة بشكل فردي.

وفيران يجيد الاستفادة من تمركز زملائه، فيترك المساحة على الطرف لينطلق الظهير الهجومي، كما يربط بجماعية يُحسَد عليها من رفاقه في العمق.

لتعويض ساني

وصحيح أن فيرّان يلعب في الأساس كجناح أيمن، وبالتالي لا يمكنه أن يعوّض لوروا ساني حرفيًا؛ لكنه يمكنه أن يعوضه في التوظيف والمهام.

لعب فيران بقدمه اليمنى يمكّنه من مط عرض الملعب إلى أقصى درجة، أمر يحبه بيب جوارديولا، ونجح سابقا في تنفيذه بمثالية بيدرو رودريجيز في برشلونة.

فيران لا يمتلك سرعة بيدرو بالكرة أو دون كرة بالطبع، فالجناح الكناري السابق لـ برشلونة يعد أحد أسرع الأجنحة الإسبانية في الألفية الثالثة.

لكن فيران يمتلك قدرة انفجارية مذهلة، إذ ينطلق من الثبات ويصل إلى السرعة القصوى في زمنٍ قصير للغاية.

كما أن فيران يجيد للغاية الركض بالكرة والسيطرة عليها تحت ضغط المدافعين.

يمكن تشبيهه بـ خواكين سانشيز قائد ريال بيتيس، لكنه نسخة أكثر حداثة من الجناح الأندلسي المخضرم.

لا يمكن توقعه

أما الميزة الأهم في فيران توريس، فهي أنه غير قابل للتوقع، منذ اللمسة الأولى وحتى لمسته الأخيرة.

المدافعون يجدون عادةً صعوبات جمة في توقع كيف ستكون لمسته الأولى للكرة، فتمركزه يعطيه دائما الكثير من الخيارات، ويفتح أمامه العديد من زوايا المراوغة والتمرير.

كما أن تمريراته الحاسمة ماكرة للغاية، في اللقطة التالية من مباراة أياكس أمستردام الحاسمة بدوري أبطال أوروبا، نجده يستعد للتسديد.

لكن دون سابق إنذار، نُفاجأ بتمريرة أرضية بينية نحو المهاجم رودريجو مورينو، ضربت الخط الدفاعي الهولندي بالكامل.

وهدف!

وهو بذلك جناح غير نمطي، فهو مثلا ليس رياض محرز الأعسر الذي يلعب على الجهة اليمنى ويراوغ بمهارة وانسيابية كل من يقابله.

هذا حقيقي، فـ فيران أيمن القدم ولا يمتلك الملعب مفتوحا على مصرعيه أمامه حتى يراوغ دون قيود.

لكنه في الوقت نفسه ليس "لوكاس فاسكيز" جناح، فـ لوكاس في بداياته كان سلاحا سريعا رائعا لـ ريال مدريد.

لكن مع مرور السنوات، تبيّن أنه لا يمتلك سوى قدرا ضئيلا من الخدع الفردية، وبات يسهل توقع خطوته التالية، فتحوّل إلى موظّف.

أما فيران، فيمتلك في جعبته عددا مهولا من الحيل بعمر العشرين، قبل حتى أن يتدرب مع بيب جوارديولا المعروف بتطويره الهائل للأجنحة.

لا يحتاج إلى مساحات

في سنوات سابقة، امتلك مانشستر سيتي جناحا إسبانيًا آخر، هو خيسوس نافاس قائد إشبيلية الحالي.

ونافاس لا يُضاهَى في السرعة بالطبع، لكنه احتاج إلى مساحات حتى يُبرِز سرعته، لكن يكون فيران في حاجة إليها تماما.

فيران قادر على صنع الخطر أثناء استحواذ كامل لـ مانشستر سيتي، فهو يجيد العمل أمام التكتلات الدفاعية، ولا يحتاج إلى مساحات شاسعة بالضرورة حتى يُبرِز قدراته.

خطير دون كرة

لا تظهر خطورة فيران عندما يمتلك الكرة بين قدميه فحسب، وإنما يجيد بدوره جذب أنظار الرقابة الدفاعية نحوه لفتح مساحة للظهير المنطلق.

نلاحظ في اللقطة التالية كيف تحرّك فيران أثناء بناء الهجمة إلى العمق، جذب معه الظهير الأيسر لـ إشبيلية، وترك الخط بأكمله فارغا لـ فاس حتى ينطلق دون مضايقة.

وهذا لأن فيران يجيد قراءة اللعب وكشف الملعب بشكل جيد، ولديه فكرة مسبقة عما ستؤول إليه الهجمة أثناء تواجد الكرة في قدم زميله.

عيب دفاعي

امتلأ التقرير بالإشادات، فحان وقت الكشف عن نقطة الضعف البارزة لدى فيران: الجانب الدفاعي.

في طريقة 4-4-2 مع فالنسيا، لم يجد فيران تغطية المساحات خلفه بشكل كبيرة ومساندة الظهير الأيمن.

ولذا سيحتاج فيران إلى تطوير كبير على الجانب الدفاعي في مانشستر سيتي ليتماشى مع حدة الكرة الإنجليزية.

لكن نقطة مهمة قد تكون في صالحه، هي اعتماد جوارديولا دائما على طريقة 4-3-3، وفيها يكون الجناح ملزما بمهام دفاعية أقل من 4-4-2.

*بعض نقاط التحليل استندت على تقرير لصحيفة "ماركا" الإسبانية.

اقرأ أيضا

تطور كبير في صفقة انتقال رمضان لـ الأهلي

أول تأجيل في الدوري بسبب كورونا

سلبية مسحة حمدي فتحي

غضب في الدرجة الثانية بسبب المسحات

هل يرحل ديانج أو كهربا؟

التعليقات