خلف كواليس ليفربول – لماذا ستستمر سيطرة الريدز على كرة القدم في إنجلترا وأوروبا

الجمعة، 26 يونيو 2020 - 17:17

كتب : فادي أشرف

محمد صلاح وماني وفان دايك وفيرمينو وأليسون يحتفلون بقلب الدوري لليفربول

بعد تسجيله لركلة ترجيحية أخيرة في الزاوية العليا لمرمى مانشستر سيتي، أذن المهاجم بول جلاتزيل لجمهور ليفربول الموجود بالاحتفال بلقب الكأس.

جلاتزيل هو أحد لاعبي أكاديمية ليفربول، والكأس هو كأس إنجلترا للشباب، والانتصار هو الرابع في تاريخ ليفربول العريض بالبطولة التي تجمع أفضل شباب لاعبي كرة القدم في إنجلترا، والذين يقفون على بعد خطوات من الفريق الأول.

خلف كواليس ليفربول، سلسلة يقدمها FilGoal.com بمناسبة تتويج الريدز بلقب الدوري الإنجليزي، وفيها نستعرض ما يحدث داخل كواليس النادي العريق، والنظام الذي أنتج لكرة القدم ذلك الفريق الرائع.

بين آخر وصول لليفربول لنهائي البطولة، وحصوله عليها العام الماضي، 10 أعوام، تغيرت فيها الأجواء كثيرا في أكاديمية النادي في كيركبي. تلك التغييرات تسببت في وصول ترينت أليكساندر أرنولد ابن مدينة ليفربول إلى مصاف نجوم الفريق الأول، بعد أن دخل النادي بعمر السادسة.

الفكرة العامة في أكاديمية ليفربول تغيرت، الفوز ليس الهدف الأول، بل تطوير اللاعبين في تلك المرحلة صار الأولوية.

أليكس إنجلثورب تولى مسؤولية فريق تحت 21 عاما في 2012 قادما من توتنام، ثم أصبح مديرا للأكاديمية في 2014. من ضمن القرارات الهامة التي اتخذها هو تقليل عدد اللاعبين في كل مرحلة سنية بنسبة 15% على الأقل للتركيز على الجودة أكثر من العدد، والبحث عن التنوع في اللاعبين المنضمين للأكاديمية كل عام لتكون انعكاس لمدينة ليفربول، بحسب ما أورد تقرير موقع ليفربول إيكو.

طريقة إنجلثورب كانت التركيز مع كل لاعب على حدة لتطويره فنيا وبدنيا ونفسيا وشخصيا، والنتائج؟ أليكساندر أرنولد، ريان بريوستر، كي يانا هوفر، كيرتيس جونز، الذين أصبحوا لاعبين في الفريق الأول.

بالتعاون مع يورجن كلوب، وضع إنجلثورب حاجز الـ40 ألف جنيه إسترليني سنويا كأكبر راتب للاعبي السنة الأولى في المراحل النهائية من الأكاديمية، في محاولة لإعادة اللاعبين الذين يقتربون من التدريب في ميلوود مع الكبار إلى أرض الواقع قليلا.

التطور استمر، ففي عام 2018 أعلن ليفربول عن بناء مجمع تدريبي جديد في كيركبي، يجمع بين الفريق الأول والشباب لأول مرة في تاريخ النادي، وكان من المفترض أن ينتهي المشروع الذي كلف ليفربول 50 مليون جنيه إسترليني بصيف العام الجاري، لكن أزمة كورونا عطلت الأمور.

نظرية كلوب هي جعل الشباب يتدربون بجانب الكبار، ليحاول الشباب الحصول على إعجاب الكبار أبطال ليفربول، ونظريته في الجمع بين الصغار والكبار في ملعب تدريبي واحد نجحت كثيرا مع أليكساندر أرنولد، الذي استغل الإصابة الطويلة لناثانييل كلاين ليصبح عنصرا أساسيا لا غنى غنه.

مايكل بيل، المدرب السابق في الأكاديمية يقول لـ ليفربول إيكو: "ليفربول فريق له أسلوب محدد في طريقة اللعب، والأمر يصل للأكاديمية. الخطة الآن هي التركيز على الفرد ومنحه خدمة بلاتينية. هذه فلسفة النادي الآن".

بيل، العضو الحالي في فريق ستيفن جيرارد التدريبي في رينجرز الأسكتلندي أكد "الأمر قد لا يكون خاصا بليفربول، لكن ليفربول يؤمن تلك الطريقة، وهو أقوى من يطبقها".

هذا لا يعني أن ليفربول لا يطمح للفوز في مسابقات الشباب، ولكن ذلك الفوز يجب ألا يؤثر على تطور اللاعبين. لهذا السبب لم يشارك جونز أو هوفر في مباراة مانشستر سيتي النهائية رغم أن وجودهم كان سيمنع وصول المباراة لركلات الترجيح وحسم الريدز للمباراة في الوقت الأصلي، ولكن النادي ارتأى أن استمرار وجودهم في تدريبات الفريق الأول أهم لتطورهما.

نظريا، تحدث وقائع مثل إشراك لاعب على حساب آخر أفضل منه في الوقت الحالي، لكن النادي يرى أن اللاعب الأول سيكون أفضل في المستقبل، أو ترك لاعب لا يؤد بالشكل المطلوب في الملعب بدلا من استبداله لتقليل فرص الفريق في الفوز، وبالتالي يعمل الفريق على مستوى أصعب للفوز وتخطي ذلك التحدي، في محاولة لتنمية مهارات حل المشاكل.

"ربما هذا ما يحتاجه اللاعب للتطور. من الممكن أن نعرض مستوى الفريق لمشاكل لجعل اللاعبين يتطورون على المستوى الفردي في بحثهم الطبيعي عن الفوز"، هكذا يشرح تيم جينكينز مساعد مدرب فريق تحت 23 عاما بالنادي، ولكنه استدرك "مازلنا نفوز ولدينا فرق تنافسية للغاية، ولكن الأهم هو تطوير اللاعبين وليس الفوز بالكؤوس".

بجانب كونه مساعدا لمدرب فريق تحت 23 عاما، يقود جينكينز فريق تحليل الأداء لفرق الشباب، وبالطبع المهمة مختلفة عن الفريق الأول، "عملنا ينصب على الأداء الفردي وليس أداء الفريق. نتابع كل لاعب على حدة على مدار فترة طويلة ونعمل مع اللاعبين على إصلاح العيوب وتنمية المزايا".

العمل الفردي لا يعني التدرب الفردي، حيث يشدد جينكينز أن التطور الفردي يحدث من خلال التدريبات الجماعية.

بعيدا عن الفنيات، بدأ ليفربول في استغلال أساطيره من خلال الأكاديمية، والتعامل مع اللاعبين أصحاب نفس المركز والحديث معهم بشكل مطول. ستجد روبي فاولر أو مايكل أوين في جلسات مع المهاجمين، وستيف مكمانامان مع الأجنحة، وكذا الأمر لأمثال ستيفن جيرارد وسير كيني دالجليش.

كذلك، أتت فكرة "مجموعة الموهوبين" بثمارها. فكرة مساعد كلوب الحالي بيبين ليندرز، عندما كان مسؤولا عن تطوير الشباب في 2015، بجمع المواهب من الفرق السنية الأكبر معا، ويتدربون معا، ثم يدخلون معا للتدرب رفقة الفريق الأول في ميلوود.

الفكرة طبقها كلوب بحذافيرها، ورغم أنها فقدت رونقها في ظل اعتماد كلوب الدائم على الشباب في إكمال عدد اللاعبين في المران في فترة التوقف الدولي، إلا أنها بطريقتيها نجحت.

ليفربول بين عصري بريندان رودجرز ويورجن كلوب منح 18 شابا من الأكاديمية الظهور الأول مع الفريق الأول، أكثر من أي فريق من الستة الكبار في إنجلترا.

نموذج ناجح آخر هو الإعارات سواء داخل إنجلترا أو خارجها، وهو ما تم تطبيقه مع هاري ويلسون المتألق مع بورنموث، أو كذلك ريان كينت الذي تم بيعه في النهاية إلى رينجرز وهو أمر لا يكرهه مسؤولو أكاديمية ليفربول، فهم لا يمانعون في إخراج اللاعبين للبيع النهائي بسعر جيد لأن في النهاية، لن يصل كل لاعبي الأكاديمية للفريق الأول.

النماذج التي وضعها مدير الأكاديمية إنجلثورب لا تتوقف عن اللاعبين، فهو يفخر بوصول أحد مدربيه، ليندرز، لمنصب مساعد كلوب، وكذلك نجاح جيرارد وبيل في رينجرز، مهمة أكاديمية ليفربول ليست فقط إخراج اللاعبين، بل المدربين كذلك.

يبدو أن السنوات المقبلة سنوات ليفربول، ويبدو أنها ستكون سنوات طوال على منافسيه.

طالع أيضا

الأهلي يعلن اقتراب لاعبيه الإثنين من العودة للتدريبات الجماعية

اتحاد الكرة: سلبية مسحتي بيراميدز ومصر المقاصة

مواعيد مباريات الجمعة

لماذا يريد برشلونة ويوفنتوس إبرام صفقة تبادلية قبل 30 يونيو؟

تقرير: المغرب سيطلب تأخير استئناف بطولتي إفريقيا للأندية

رسالة من صلاح بعد تتويج ليفربول بالدوري

التعليقات