رنيم الوليلي.. من رغبة الاعتزال المبكر إلى تنفيذ القرار على القمة بعد تحقيق كل شيء

الخميس، 25 يونيو 2020 - 15:47

كتب : محمد سمير

رنيم الوليلي

"طموحي كان الوصول لقمة التصنيف العالمي والفوز ببطولة العالم أو أحدهما على أقل تقدير، لكن شعرت ببعض اليأس وفكرت في الاعتزال" جزء من حديث سابق لرنيم الوليلي عن رغبتها في اعتزال الاسكواش مبكرا قبل أن تتراجع وتحقق كل شيء بعد ذلك.

أعلنت رنيم الوليلي المصنفة الأولى عالميا في رياضة الاسكواش اعتزالها اللعبة بعد مسيرة دولية استمرت لأكثر من 18 عاما.

حققت رنيم الوليلي كل شيء ممكن في اللعبة بعد حصد لقب بطولة العالم على المستوى الفردي والفرق وتصدر التصنيف العالمي والتكريم من الدولة بالحصول على وسام الرياضة من الطبقة الأولى.

البداية برغبة في اعتزال مبكر

بدأت رنيم الوليلي مشوارها مع رياضة الاسكواش بسبب متابعتها لشقيقها الأكبر تميم وهو يمارس اللعبة.

تعلقت رنيم باللعبة، ونصح المدربون والديها باستمرار ممارستها اللعبة لأنها موهوبة بالفعل وسيكون له شأن كبير مستقبلا.

ظهر تفوق رنيم الرياضي منذ مراحل الناشئات بالفعل ونجحت في تحقيق عدد من الإنجازات.

حققت رنيم الوليلي لقب بطولة العالم للناشئات مرتين متتاليتين عامي 2005 و2007، وباتت أول مصرية تحقق لقب البطولة مرتين.

لم تكن تلك الإنجازات كافية لرنيم الوليلي بل كانت لديها رغبة قوية في اعتزال اللعبة مبكرا ووصفت ريم منسي -والدة رنيم الوليلي- تلك الفترة بالأصعب.

وقالت والدة رنيم: "هناك العديد من اللحظات الصعبة ربما كان الأبرز بالنسبة لي هو قرار رنيم بالإعتزال قبل أن تتم 16 عاما تقريبا لشعورها (بالزهق) فنصحتها بأن تأخذ أجازة من اللعبة وتفكر في القرار لكن لم تأخذ أكثر من ثلاثة أسابيع وعادت للتدريبات مرة أخرى ".

وأوضحت "كان القرار في البداية صعبا علينا بسبب الآمال والمجهود الموضوعة وفي النهاية ينتهي كل شئ"

من اعتزال مبكر لظلام دامس

وصفت رنيم الوليلي مسيرتها في الفترة من 2007 إلى 2011 بالظلام الدامس، حتى أن قرار الاعتزال عاد ليراودها من جديد.

وقالت رنيم عن ذلك: "طموحي في اللعبة كان الوصول لقمة التصنيف العالمي والفوز ببطولة العالم أو أحدهما على أقل تقدير، لكن شعرت ببعض اليأس وفي الحقيقة فكرت في إنهاء مسيرتي".

وأضافت رنيم "منذ 2007 وأنا بدأت حياة مختلفة تماما، انتهيت من المدرسة وانتقلت إلى الجامعة وانضممت إلى نادي هيليوبليس بالقاهرة وأنا من الاسكندرية، بدأت السفر بمفردي وشعرت باختلاف كبير وجدت نفسي في فترة (الظلام الدامس) استمريت لفترة طويلة بتلك الفترة".

وأوضحت بطلة الاسكواش "الأمر استمر لمدة 4 سنوات كاملة، الإحباط بدأ يتمكن مني شيئا فشيئا، أعتقدت أنني لن أصل لأي من أحلامي كنت أفكر كثيرا في نهاية مشواري فأصبحت أتعود على الخسارة".

وتابعت "أعتقدت أيضا أن أسرتي يعلمون أنني لن أحقق أي شيء في اللعبة، ولكن اكتشفت بعد ذلك أن اعتقادي لم يكن صحيحا".

وكشفت رنيم "كنت أسافر بلا هدف تقريبا وأعلم جيدا أنني لن أحقق شيئا لكن لا أعلم متى ستنتهي قصتي مع اللعبة".

نقطة تحول

لكن كيف انتهى ذلك؟ أوضحت رنيم "في عام 2011 وبالتحديد بطولة تدعى كارول ويمولر كانت نقطة تحول كبيرة في مسيرتي".

وكشفت رنيم "كانت تلك هي شعاع النور الذي ظهر لي خلال الظلام الدامس لتتحول مسيرتي تماما".

وتابعت بطلة الاسكواش "خضت البطولة وكنت أفوز على لاعبات أعلى مني في التصنيف".

وأضافت "عقب كل مباراة كنت اتصل بأسرتي من أجل إبلاغهم بالنتيجة وكنت أشعر من نبرة صوتهم عدم تصديق ذلك".

وواصلت رنيم مازحة "في الحقيقة كان لهم كل الحق في ذلك فأنا قد اعتدت على الخسارة من تلك اللاعبات في السنوات السابقة".

وقالت بطلة الاسكواش: "حققت لقب البطولة في النهاية وكانت بطولتي الدولية الثانية في مسيرتي ومن هنا كانت البداية".

*سابقا كانت أغلب البطولات لا تظهر نتيجها على الفور مثلما يحدث الآن وكانت تأخذ بعض الوقت فكان اللاعب يتواصل مع أسرته ليعلمهم بالنتيجة*.

الوصول للقمة

كانت مسيرة رنيم الوليلي قد تغيرت بالفعل وأصبحت منافسة قوية في عالم سيدات الاسكواش، لكن الأمر لم يكن سهلا لوجود أسطورة اللعبة الماليزية نيكول دافيد.

شهدت مسيرة رنيم الوليلي منحنيات صعود وهبوط طوال تلك الفترة لكن من يتابعها يؤمن تماما أنها قادرة على تحقيق الإنجازات.

ووصلت رنيم في أكبر إنجازاتها في ذلك التوقيت في نهاية 2014 إلى نهائي بطولة العالم وفي مباراة درامية خسرت أمام نيكول دافيد 2-3 بعدما كان لها 4 فرص للفوز باللقب.

وقالت رنيم: "أعتقد أنني لم أتعامل بصورة صحيحة ونيكول لاعبة رائعة جدا ولديها من الخبرة ما يكفي للتعامل في تلك الظروف ونجحت بالفعل في تحقيق النتيجة التي ترغب بها".

وأوضحت "لن أنكر حزني الشديد بعد الخسارة لكن دعم من حولي كان له دور كبير في استغلال ذلك كخطوة أولى نحو تحقيق حلمي، وقد كان".

لم تُكمل رنيم الوليلي عاما حتى حققت أكبر إنجازاتها وصعدت إلى قمة التصنيف العالمي للسيدات وبالتحديد في سبتمبر 2015.

كانت رنيم أول رياضية مصرية تصل إلى صدارة التصنيف العالمي لأي لعبة كما أنها أزاحت أسطورة اللعبة نيكول دافيد بعد أكثر من 9 سنوات من السيطرة على القمة وبالتحديد 112 شهرا.

وقالت رنيم عن ذلك: "بالطبع لم أصدق ما حققته لفترة طويلة، حتى أن حسابات التصنيف كانت تؤدي إلى تحقيقي ذلك قبلها بثلاثة أشهر تقريبا، لكن لم أصدق إلا عندما رأيت ذلك بنفسي".

وأضافت "حققت أحد أحلامي وطموحاتي وهو الصعود على قمة التصنيف لكن أسأت التصرف بعد ذلك".

فقدت رنيم الوليلي صدارة التصنيف العالمي بعد 4 أشهر فقط.

وكشفت رنيم "عندما وصلت إلى قمة التصنيف، لم أستوعب الأمر بشكل جيد".

وأوضحت "تعرضت لضغط هائل بسبب ذلك، وفي الحقيقة لم أنجح في التعامل معه بصورة صحيحة".

وتعترف رنيم "شعرت بعض الشيء أن وصولي لرقم 1 هو الإنجاز، وذلك لم يساعدني ولم أكن استحق الاستمرار في ذلك التوقيت".

التعلم من الدرس وتحقيق حلم جديد

تعلمت رنيم من الدرس ولم تستلم هذه المرة وقررت أن يكون خطوة جديدة نحو حلم جديد.

وقالت رنيم: "كنت أعتقد أن الوصول لقمة التصنيف هو الانجاز أو نقطة الوصول لكنه في الحقيقة هو رحلة تبدأ من هنا".

بدأت رنيم رحلة جديدة مع فريقها من أجل تحقيق طموحاتها وعادت بالفعل لكن هذه المرة أقوى.

ونجحت رنيم الوليلي منذ بداية 2016 وبعد فقدان الصدارة في أربع سنوات فقط تحقيق 14 بطولة دولية أي أكثر من نصف إجمالي بطولاتها (24 لقب).

شهدت تلك الفترة تحقيق رنيم الوليلي لحلمها الآخر وهو الفوز ببطولة العالم في أبريل 2017 بعد الوصول للنهائي للمرة الثالثة.

وأوضحت رنيم "ليس من الشرط استمرارك في القمة، لذلك يجب التركيز على ما هو بعد ذلك للاستمرار في تلك الرحلة والسير فيها، أما اعتبارها كنقطة الوصول فبالتأكيد لن تستمر طويلا".

وعادت رنيم مجددا إلى قمة الصدارة في ديسمبر 2018 لتستمر حتى الآن قبل إعلان اعتزالها.

وعن ذلك قالت رنيم: "بالطبع كنت سعيدة بتحقيق ذلك ولا يمكن أن أخفي الأمر، لكن في الحقيقة تعاملت مع فريقي أن هدفي لا يكون القمة ولكن تقديم مستوى جيد وهو ما سيؤهلني للقمة فيما بعد".

وأوضحت "أريد الاستمرار في المستوى الجيد بعد ذلك سيعود ذلك بالإيجاب على مسيرتي سواء كان في التصنيف العالمي أو الإنجازات".

الاعتزال من القمة

قررت في النهاية رنيم الوليلي كتابة أخر سطور مسيرتها في رياضة الاسكواش بعد 18 عاما كلاعبة محترفة وأعلنت اليوم الخميس اعتزال اللعبة.

ونجحت البطلة التي كانت ترغب في الاعتزال المبكر أن تحقق كل شيء ممكن في اللعبة وتصبح أحد أساطيرها بدون شك.

وحققت رنيم:

- أول مصرية تتصدر التصنيف العالمي لأي رياضة (سبتمبر 2015)

- الفوز ببطولة العالم للاسكواش عام 2017 في مدينة مانشستر الإنجليزية.

- تصدرت التصنيف العالمي للسيدات 23 شهرا

- نجحت رنيم الوليلي في خوض 513 مباراة دولية وفازت بـ 362 منهم ووصلت إلى 53 نهائي والفوز بـ 24 بطولة دولية.

- مع المنتخب المصري، نجحت رنيم الوليلي في تحقيق الـ6 ميداليات التي حصدهم الفريق في بطولات العالم.

- فازت رنيم مع منتخب مصر (بطولات الفرق) بـ 4 ألقاب لبطولة العالم للفرق وميدالية فضية ومثلها برونزية.

- دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية هي وزوجها طارق مؤمن كأول زوجين يحصدان بطولة العالم في نفس اللعبة.

- حصلت رنيم الوليلي على وسام الرياضة من الطبقة الأولى من عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية تقديرا لإنجازاتها.

*كانت تلك التصريحات من حوارات سابقة مع رنيم الوليلي لـ FilGoal.com*

التعليقات