لنمنح عمرو زكي الثناء الذي يستحقه في عيد ميلاده

الأربعاء، 01 أبريل 2020 - 15:01

كتب : إسلام مجدي

عمرو زكي

"أعتقد أنه رائع، قبل أي شيء سأعرض هدفيه، دانييل أجير حصل على الكرة قبل أن يخطفها زكي، ثم عرضية من فالنسيا، وبمجهود خرافي سجل هدفا، لكن هذا لم يكن ما يثير إعجابي عن عمرو زكي". آلان شيرار.

أثناء فترة احترافه في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومع بداية خيالية مع نادي ويجان، بعض المعلقين وصفوه بألان شيرار الجديد، ليسأل جاري لينيكر نجم إنجلترا السابق ومقدم برنامج "ماتش أوف ذا داي" عبر شبكة "بي بي سي" شيرار عن رأيه ليتحدث عن زكي لأكثر من دقيقتين من الإعجاب التام.

في عيد ميلاد "البلدوزر" واحد من أفضل مهاجمي منتخب مصر سابقا، ونجم إنبي والزمالك وويجان، نمنحه الثناء احتفاء بما قدمه لنا حتى وإن كان لفترة لم تشف متعة المتابعين والمحبين.

عمرو زكي بدأ مسيرته من المريخ البورسعيدي، لم يتطلب الأمر وقتا لملاحظة قوته البدنية وسرعته الأمر الذي جعله ينضم إلى المنصور في الـ١٥ من عمره، وبسبب مستواه وقوته لعب لفرق عمرية أكبر من سنه.

في الـ١٦ من عمره تم تصعيده للفريق الأول، ثم لعب مع المنصورة في إحدى مباريات كأس مصر، ضد غزل المحلة حينها كان وائل جمعة أسطورة الأهلي ومنتخب مصر مازال لاعبا للمحلة.

استمرت رحلته مع المنصورة لعامين سجل خلالها ١٩ هدفا ليقرر محمد علي ضمه لمنتخب الشباب وبعدها بفترة قصيرة ينضم للمنتخب الأول.

"انهالت العروض علي من الأهلي والزمالك والإسماعيلي والأندية الخليجية والأوروبية أيضا، لكن في ذلك الوقت ظهر إنبي وقدم عرضا قياسيا للمنصورة".

"قدم إنبي عرضا للمنصورة بلغ مليون و500 ألف جنيه وأصبحت أغلى صفقة انتقال للاعب في عمري وقتها، وانتقلت للفريق البترولي للتدرب تحت قيادة طه بصري". – عمرو زكي.

رحلة نجاح وصعود عمرو زكي للقمة تجلت مع إنبي في حصد بطولة كأس مصر بجانب وصافة الدوري، قدم العديد من المباريات الرائعة، لم يتمكن حسن شحاتة من تجاهل ما يمكن لزكي إضافته لخط هجوم الفراعنة، رغم وجود عماد متعب وأحمد حسام ميدو وحتى حسام حسن رغم أنها كانت نهاية فترته مع اللعبة، لكن لزكي بصمته الخاصة.

زكي كان مختلفا، فقط مختلف، يطارد الكرة أينما ذهبت، يلعب من أجل الفريق لن يكل أو يمل حتى يزعج الدفاع، إن كانت الكرة في منطقة نفوذه فسيقاتل لآخر لحظة، ليس لديه أسلوب معين، بنية بدنية قوية ولمسات مهارية تظهر من حين لآخر لكن ميزته الكبرى في قدرته على مطاردة الكرة والحفاظ عليها.

بهذه الطريقة كان يمنح منتخب مصر خيارا هجوميا إضافيا يضفي تنوعا على الخلطة المتوفرة.

بالطبع نتذكر لحظته الرائعة في كأس الأمم ٢٠٠٦ حينما حل بديلا وسجل بعد عرضية من محمد أبو تريكة في الدقيقة ٨١، ليأخذ بيد المنتخب المصري إلى نهائي البطولة، وأكثر من ذلك، ركض حسن شحاتة ليقول "أنا صح" وقد كان تلك اللحظة قدمت عمرو زكي أكثر وأكثر بعد ٥ سنوات من الاجتهاد والعمل.

بعد كأس الأمم أتى فريق لوكوموتيف موسكو لضم زكي، لكن الأمور لم تسر على ما يرام.

لم يتمكن زكي من التكيف على الأجواء الباردة وكل ما كان في روسيا، ليعود بعد ٣ أشهر فقط بدون أن يسجل مشاركة واحدة.

إبان عودته حاول الأهلي استعارته لكن لوكوموتيف رفض الإعارة وفقا لتصريحات زكي، بل وطلب النادي لاعبا هاما من صفوف الأهلي لإتمام الصفقة.

قال عمرو زكي:

"تحدث معي من الأهلي محمود الخطيب "بيبو" وعدلي القيعي وكانوا يرغبون في استعارتي لعامين مع دفع 750 ألف يورو مع إعارة لاعبا من الأهلي للفريق الروسي".

"لكن أولا لوكوموتيف رفض مبدأ استعارة أحد اللاعبين فقد كان يرغب في الحصول على الأموال فقط، ولكن ظهر حل آخر بعد ذلك من جانبهم".

"فقد طلب لوكوموتيف ضم محمد أبو تريكة أو محمد عبد الله حتى يوافق على رحيلي للأهلي مع حصوله على 500 ألف يورو وكان ذلك في منتصف عام 2006".

"ولكن على الرغم من كل ما حدث فأنا أبلغت الخطيب والقيعي برغبتي في الانتقال للزمالك ولكن لوكوموتيف رفض لأن عرض الأهلي كان أقوى ماليا من الزمالك".

"أبلغت مسؤولي لوكوموتيف بأنني لن ألعب إلا للزمالك وقمت بالفعل بالتنازل عن 25 ألف يورو من أجل إتمام انتقالي للفريق الأبيض وساعدني في ذلك حينها مرتضى منصور".

"ما قيل حول قيام بعض مسؤولي الزمالك بإخراجي من مطار القاهرة من باب مختلف لضمان توقيعي لهم لم يكن صحيحا".

"كما قلت سابقا أنا من رغبت في الانتقال للزمالك وفي المطار استقبلني مسؤوليه واصطحبوني لحضور مباراة للفريق وفوجئت بجمهور الفريق يعطيني قميص النادي".

زكي انضم للزمالك في ٢٠٠٦، عامان من التألق مرة أخرى واستعادة ما كان عليه ولم يفقده قط.

عاد وتألق في نهائي كأس مصر وسجل هدفي فوز الفريق باللقب أمام إنبي، ستيف بروس كان في المدرجات يتابع زكي.

من هناك كانت بداية فصل رائع ليته استمر طويلا، وليت زكي استمر في إنجلترا معه.

واحدة من أكثر اللحظات بريقا في مسيرة زكي، حينما قورن بألان شيرار وقهر ليفربول، حينما سجل ١٠ أهداف في إنجلترا أمر يدفع البعض لكتابة عناوين مثل "يحتاج لبعض الوقت للتكيف" لكنه وقبل تألق صلاح، كان هناك زكي.

القناص الذي يعرف كيف يسجل الأهداف ويحتفظ بالكرة ويقاتل عليها ويضغط منذ بداية الكرة لدى حارس المرمى، الأمر الذي دفعه للضغط ضد دانييل أجير وتسجيل هدفا ضد ليفربول، نعم أتتذكرون تلك اللقطة الشهيرة لمقصية زكي؟ كان معها هدفا رائعا آخر.

"في أول حديث لي مع بروس أشاد بمستواي ولكنه عاب على التحكيم المصري احتسابه لأي خطأ لأي لاعب يسقط داخل الملعب جراء أي التحام وهنا كانت أول نصيحة منه لي".

"المدرب الإنجليزي أكد لي أن تلك الأخطاء لن تحتسب لي في إنجلترا وأنه علي أن أتمتع بقوة بدنية أكثر وألا أسقط مع أي التحام لأنه لن يتم احتساب أخطاء لي وذلك إن أردت النجاح". – عمرو زكي.

انضم إلى ويجان على سبيل افعارة لمدة عام، وشارك في الجولة التحضيرية ولعب أساسيا وسجل ٣ أهداف، حتى أنه شارك على حساب إيميل هيسكي وهنري كامارا.

"في أول مباراة في الموسم ضد وست هام كنت أشعر بالرهبة من الأجواء وشاركت وسجلت هدفا ورغم الهزيمة بهدفين لهدف إلا أنني حصلت على جائزة رجل المباراة".

"وبعد ذلك واجهنا تشيلسي وخسرنا مجددا لكنني مرة حصلت على جائزة أفضل لاعب في المباراة، وسارت الأمور بشكل رائع في المباريات التي تلتها مع نجاحي في تسجيل الأهداف".

"خلال أول ثلاثة أشهر كنت أحد أفضل اللاعبين الأفارقة في الدوري الإنجليزي ورًشحت لجائزة أفضل لاعب في إفريقيا مع محمد أبو تريكة وصامويل إيتو ومايكيل إيسيان". – عمرو زكي.

لعل أجمل لحظاته بعيدا عن منتخب مصر والدوري المصري والكأس، كانت مواجهة ليفربول..

"كان أقصى طموحي هو أن ألعب بليفربول في البلايستيشن وفجأة وجدت نفسي أمامهم" – عمرو زكي

من بين هز شباك وست هام وهال سيتي وسندرلاند ومانشستر سيتي وبورتسموث ونيوكاسل وبولتون ونوتس كاونتي، كانت تلك المباراة هي الأبرز لتوضح كل ما يمثله عمرو زكي في مركز المهاجم.

كانت ضمن منافسات الجولة الثامنة من الدوري الإنجليزي على ملعب أنفيلد، سجل هدفين أحدهما مقصية لا تُنسى، وخسر فريقه بنتيجة ٣-٢، لكنه كان بطل الفريق في كل المواقف.

"بعدما سجلت الهدف الشهير كان إحساس رائع للغاية كان مزيجا من الفخر والسعادة وكل شيء جميل في الوقت ذاته وبعد ذلك الهدف أصبحت حديث كل وسائل الإعلام".

"بعد نهاية المباراة كل زملائي في ويجان كانوا يقومون بتهنئتي على أدائي من بينهم أنطونيو فالنسيا لاعب مانشستر يونايتد وويلسون بالاسيوس".

"أما من مصر فاتصل بي هاتفيا سامح فهمي وزير البترول آنذاك ومدرب منتخب مصر حسن شحاتة ومحمد أبو تريكة لتهنئتي والعديد أيضا ولا أرغب في نسيان أي شخص". عمرو زكي.

رئيس ويجان وعدد من المعلقين وصفوه بخليفة آلان شيرار، حتى أنهم قالوا إنهما يمتلكان نفس طريقة اللعب.

فما كان تعليق شيرار؟ رد فعله كان كالتالي:

"أولا دعوني أريكم هدفيه، ضغط على أجير وسجل، ثم سجل من مقصية بعد عرضية رائعة من فالنسيا".

"كان يبتعد عن المرمى وسجلها بهذه الطريقة إنه مجهود خرافي".

"لكن الهدفين لم يبهراني، بل هذا ما ترونه (قام بعرض ملخص لمسات زكي في المباراة)، هو أنه جيد في الالتحامات، وفي كرة لم يكن ليحدث منها شيء فاز بركنية من أجل فريقه".

"تلك كرة طولية لم يكن عليه مطاردتها، لكن طاردها طيلة الوقت، انظروا له يركض ويزعج المدافعين ويفوز بالكرة لفريقه".

"يركض على الخط ومعه أجير ثم يسحبه ويحافظ على الكرة لفريقه حتى يحظى على الدعم، يجب أن أقول إنه تسبب في إزعاج كبير للدفاع".

"سجل ٧ أهداف في الدوري والهداف حاليا ومازال الكثير سيظهر منه، بعد ٨ مباريات فقط مازال أمامه الكثير وهو معار فقط".

مع ذلك التألق كان من الطبيعي أن يحاول ويجان ضمه بشكل نهائي، أرسل أكثر من ٥ عروض للزمالك لضمه، ووفقا لعمرو آخرها كان بـ٨ ملايين جنيه إسترليني بجانب نسبة كبيرة من قيمة إعادة بيعه مستقبلا.

"تشيلسي وليفربول ومالاجا الإسباني والعديد من الأندية الأخرى طلبوا ضمي ولكن صدمني ممدوح عباس برد غريب أمام كل تلك العروض".

"قال لي أريد 250 مليون جنيه إسترليني من أجل بيعك فقلت له هل أنا ليونيل ميسي؟ الزمالك بالفعل وصله 50 مليون جنيه وسيصل ذلك الرقم لـ1500 مليون حال بيعي لويجان". – عمرو زكي.

ازدادت المشاكل مع فكرة بيع زكي والعروض القادمة والمبالغ المطلوبة، ومعها ازداد انشغال بال زكي، ظل رئيس الزمالك متمسكا برفضه للعروض مع الكثير من الأسباب ومع ضعف ثقافة الاحتراف في ذلك الوقت، لم يكتب لتلك المفاوضات بالنجاح.

ربما تلك كانت النقطة الفارقة في مسيرة عمرو زكي، نعم تألق لبعض الوقت بعد ذلك، لكن ساءت الأمور في النهاية.

١٠ أعوام من التألق ومن عمرو زكي في الملاعب، مهاجم من طراز فريد لا نقابله كثيرا في مصر، حدث معه كل شيء بسرعة، تألق وحصد بعض الألقاب ولمس سماء الدوري الإنجليزي الممتاز بسهولة، لكنه لم يعد قط كما كان بعد رحلته في ويجان.

"في النهاية عدت إلى مصر وبعدما كنت أواجه ليفربول وتشيلسي أصبحت ألعب في الدوري المصري ووجدت صعوبات عديدة في التأقلم مجددا".

في عيد ميلاد عمرو زكي، لمنحنه الثناء الذي يستحقه، مهاجم يقاتل من أجل فرصته محطة وهداف، زاده كان القتال على كل فرصة ومساندة فريقه قدر الإمكان.

كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا

لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغطهــــــــــنـــــــــــا

لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا

اقرأ أيضا

ترتيب قادة الأهلي للموسم المقبل

الأهلي يعلن رحيل أحمد فتحي رسميا

كواليس تعثر تجديد فتحي مع الأهلي

ليفربول يريد أداما تراوري

كل ما قاله فايلر في حواره المطول

التعليقات