الهادي بالرخيصة.. قلب الأسد الذي دُفن مرتين

الأربعاء، 12 فبراير 2020 - 10:46

كتب : إسلام أحمد

الهادي بالرخيصة - الترجي التونسي

لم يكن يعلم الهادي بالرخيصة أن للقبه وسط أنصار الترجي وجماهير تونس نصيبا في وفاته بعد مسيرة حافلة لم تكتمل وتوقفت عند الـ 24 من عمره.

الدم والذهب لم يعرف أي تتويج قاري إلا برأس وقدم بالرخيصة بعدما سجل هدفين في إياب نسخة 1994 من دوري الأبطال الإفريقي، وقاد الترجي للفوز بنتيجة 3-1 بعدما انتهى الذهاب بالتعادل السلبي في القاهرة.

وبعد 26 عاما يعود الفريقان للقاء جديد في كأس السوبر الإفريقي.

مواجهة سابقة في النهائي تُعيد الأذهان للاعب الترجي الذي وافته المنية على أرضية الملعب عام في الرابع من يناير 1997.

مباراة الترجي والزمالك واحدة من المباريات التي جعلت اسم اللاعب محفورا في أذهان الجميع بعدما سجل هدفان في شباك الزمالك مُتوجا باللقب القاري الأول في تاريخه.

سجل هدفا برأسية ركنية نفذها العيادي الحمروني كتب التقدم للمكشخة على الأبيض ثم عزز النتيجة بهدف ثالث من مرتدة سريعة كتبت تتويجا لم يُكتب من قبل.

لُقب بالرخيصة المولود عام 1972 بـ "قلب الأسد" وشغل مركز الظهير الأيسر منذ انضمامه للترجي بعمر الـ 16 بعد سلسلة متتابعة من السفر بين تونس وفرنسا.

خاض قلب الأسد 139 ﻣﺒﺎﺭﺍﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﺟﻲ ﺳﺠﻞ 14 ﻫﺪﻑا ﻭﻓﺎﺯ بـ 8 ألقاب محلية وقارية في الفترة بين 1991 و1996، وﻓﺎﺯ ﺑجائزة أﻓﻀﻞ ﻻ‌ﻋﺐ ﻋﺮﺑﻲ ﻓﻲ 1995 كأول تونسي يحقق هذا الإنجاز.

وخلال السنوات الست بقميص الترجي امتاز قلب الأسد بقدراته الهجومية وتسجيل الأهداف وشراسته الدفاعية وتفوقه في الكرات الهوائية وصار معشوقا لجماهير الفريق والمنتخب التونسي.

تألقه لم يتوقف عند الترجي وامتد للمنتخب التونسي الذي ارتدى قميصه لأول مرة عام 1994 ووصل لنهائي كأس الأمم الإفريقية وخسر نهائي 1996 أمام جنوب إفريقيا، لعب 26 مباراة دولية وسجل 6 أهداف دولية.

نهاية اللاعب كانت بمثابة المفاجأة إذ توفي "بلها" كما يلقبه أصدقاءه وجماهيره إثر سكتة قلبية تعرض لها خلال مباراة ودية بملعب الشاذلي زويتن بين الترجي وأولمبيك ليون الفرنسي.

استلم اللاعب الكرة على صدره في الدقائق الأخيرة وسقط قلب الأسد على أرضية الملعب والتف الجميع حوله وحاول الفريق الطبي إنقاذه بعدما "بلع لسانه" ما أدى لوفاته بالسكتة القلبية.

نعيم بالربط لاعب الترجي السابق قال في تقرير لقناة تونسية عن وفاة زميله "لم نتوقع أن سقوطه كان يعني وفاته فواصلنا اللعب، وبعدها توقفت المباراة وبدأ لاعبو ليون في البكاء عندما أدركوا الوضع رغم تدخل الطاقم الطبي الفرنسي والتونسي، كنا نقول أنه سيستفيق كالعادة".

نُقل اللاعب للأحد المستشفيات وفي التاسعة والنصف مساءً بتوقيت تونس أُعلنت وفاته بشكل رسمي.

صديقه الحميم رياض البوعزيزي لاعب النجم الساحلي السابق كان من أكثر من تأثروا برحيله "لم يكن في دنياي صديق سواه فقد كان فراقه لي نكبة صماء".

فيما عّد فخري بالناجح عامل غرفة ملابس الترجي الأكثر قربا من اللاعب خاصة قبل وفاته وتحدث عن بعض تفاصيل ما قبل المباراة الأخيرة قائلا: "كان من المفترض أن يشارك مكرم شاشية لكنه تعرض لوعكة صحية على مستوى الحنجرة وهو ما جعل المدرب يضطر إلى الدفع بالمرحوم الهادي بالرخيصة ضمن التشكيل الأساسي".

"أذكر جيدا حادثة بسيطة لكنها مهمة وهي أن المرحوم ليلة اللقاء نسى حذاءه في الفندق وهو ما جعلني أسارع بإحضارها".

وأشاد بانضباط بلها مواصلا "قبل ساعة كاملة من انطلاق موعد التمرين كان حاضر لممارسة هوايته المفضلة كرة السلة، ولعل من الطرائف التي رافقت مسيرته مع الفريق أنه كان يعشق الدراجات النارية وبحكم أن إدارة النادي كانت ترفضها فقد كان يضطر إلى إخفائها في القاعة الخاصة بكرة اليد".

"بعد وفاته سلمت جميع الأغراض الخاصة به إلى والده باستثناء غرض وحيد تمسكت به ورفضت تسليمه وهو قبعته لأتذكره به بين الحين والآخر".

طارق عبد العليم حارس الزمالك في نهائي دوري الأبطال سبق له أن تحدث عن بالرخيصة: "أظن أن المرحوم يعتبر أحد أبرز المدافعين الهدافين في العالم العربي، بالإضافة إلى ما تميّز به من روح انتصارية عالية وقد خلّد اسمه إلى الأبد عندما سجل تلك الثنائية في شباك فريقي الزمالك".

والد الهادي بالرخيصة كشف إن نجله دُفن مرتين بقرار من الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.

بلها دُفن مرتين الأولى في الجلاز، والثانية في جزيرة قرقنة مسقط رأسه.

وقال والده بشأن دفنه في قناة الحوار التونسي: "فرض بن علي بأمر مباشر من القصر الرئاسي دفنه في العاصمة احتراما لكل الجماهير التونسية التي تحبه، اشترطت مقابل ذلك نقل رفاة ابني لاحقا إلى قرقنة وتم ذلك، ودُفن بعد يومين إلى قرقنة وسط صمت رهيب تلبية لقرار العائلة ورغبة والدته دون علم أي أحد".

وفي كل عام تُحيى جماهير الترجي التونسي في الرابع من يناير ذكرى اللاعب، وفي 2019 وافق المجلس البلدي بالزهراء على تسمية الملعب البلدي باسمه باعتباره من نفس المدينة.

توفي بالرخيصة ويظل بعد مرور 23 عاما على وفاته اسمه خالدا بذكرياته العطرة وسط زملائه وجماهيره وأهدافه بعد مسيرة قصيرة مليئة بالنجاحات والألقاب.

اقرأ أيضا:

لماذا أعلن الإعلام التونسي عن حكم السوبر الإفريقي قبل الكاف

مدرب بيراميدز يعلق على انضمام أحمد الشناوي للأهلي

أتمنى أن تسامحني جماهير الزمالك على انفراد الترجي

ماذا يحدث إذا انتهت مباراة السوبر الإفريقي بالتعادل

فاروق جعفر: العرضيات سر فوز الزمالك على الترجي

التعليقات