أنا مارادونا: (8) قصتي مع المخدرات وكرهي لبرشلونة

الخميس، 24 أكتوبر 2019 - 13:21

كتب : أحمد مصطفى

مارادونا‎

الحلقة الثامنة - عن إصابة جعلته يبكي وبداية حياته مع المخدرات .. أسرار جديدة في حياة المجنون دييجو أرماندو مارادونا.

FilGoal.com يمنح زواره تجربة مميزة ويضع بين أيديهم سلسلة حلقات لأهم النجوم.. وبعد زلاتان إبراهيموفيتش، ثم الساحر بيرلو والقائد جيرارد.. و"الاستاذ" فيرجسون.. حان الوقت لمعرفة أسرار وخبايا أسطورة الملك رقم 10.

كل ما سيتم ذكره الآن، نُشر على لسان مارادونا في كتاب "أنا الدييجو".

تجربتي في برشلونة كانت كارثية، اكتشفت مرض الكبد، تعرضت للكسر، المدينة كانت سيئة..في الواقع أنا أميل لمدريد أكثر.

نونييز لفق لي تهمة واعتقلتني الشرطة بسببه..عرضوا عليّ شيكا على بياض، لكنني رحلت بعد فضيحة الملك..لم أعرف إلى أين سأذهب.

في يوم 24 سبتمبر 1983 حدث أمر فظيع.

القاتل جويكوتشيا

قمت بزيارة فتى صغير في المستشفى تعرض لحادث سيارة، تدمرت قدماه، لكن حين شاهدني أنار وجهه، صافحته وقبّلته وجلست معه، ثم أخبرته بأنني سأرحل سريعا لأنني سألعب مباراة مهمة أمام أتلتيك بلباو.

قبل أن أترك غرفته ناداني الطفل وأنا على الباب، وصاح قائلا "توخ الحذر دييجو..سيلحقون بك الأذى".

تحققت نبوءة الطفل..أندوني جويكوتشيا كسر ساقي.

لم أشاهد اللقطة إلا بعد يومين في التلفزيون وأنا في المستشفى، سمعت صوت الكسر، مثل كسر قطعة خشب، بكيت بشدة في الملعب.

كان شوستر قد تدخل بعنف في نفس المباراة ضد جويكوتشيا، لأنه أصاب الألماني في وقت سابق، الملعب هتف "شوستر..شوستر..شوستر"..لذا كان جويكوتشيا عصبيا، وأراد الانتقام، وكنت أنا الضحية.

كنا متقدمين 3-0 ، جويكوتشيا كان يتتبعني دائما.

قلت له "جويكو..اهدأ، فريقك متأخر بثلاثة أهداف، لا تكلف نفسك وفريقك بطاقة صفراء".

لم أكن أستفزه، أقسم أنني كنت أتحدث من قلبي..لكنه لم يستوعب، وكسر ساقي بعنف.

أجروا لي عملية صعبة، لم يخبرني أحد من النادي، علمت بأمر العملية من عامل النظافة..كنت أعتقد أنه يمكنني العودة بعد شهر واللعب أمام ريال مدريد، لكن كان هذا جنونا.

كانت أول مرة أدخل فيها غرفة عمليات وأخضع لجراحة.

مع الوقت سامحت جويكوتشيا، جمهور برشلونة وأقاربي يلقبونه بـ"القاتل"، لكن الشخص الذي لن أسامحه هو خافيير كليمنتي مدرب بلباو.

كليمنتي قال بعد المباراة أنه فخور بلاعبيه، وأنه لا يصدق بأن إصابتي خطيرة، وسيتحقق من ذلك بعد أسبوع!!.

في إيطاليا الرقابة الدفاعية تكون متقنة، أما في إسبانيا المدافعون يقتلونك بعنفهم.

6 أشهور بدون حركة، ومن ثم بدأنا مرحلة التأهيل.

خسارة اللقب

عدت للعب يوم 8 يناير 1984 أمام سيفيليا، فزنا 3-1 وسجلت هدفين.

الجمهور طلب من مينوتي إخراجي من الملعب لتحيتي، كان من أعظم الهتافات التي سمعتها في حياتي، المدرجات تهتز باسمي "مارادووو..مارادووو".

كنت أسجل، لكن الفريق يخسر، تعرضنا للهزيمة أمام الريال، فقدنا الأمل في الليجا وأنهينا الموسم في المركز الثالث، خلف بلباو والريال.

نونييز يلفق لي جريمة

أحد أسباب خلافاتي الكثيرة مع رئيس برشلونة نونييز أنه كان يمنعني من الحديث للصحافة، خاصة مع الصحفيين الذين ينتقدون سياساته.

دار بيننا هذا الحديث: أنت ممنوع من الكلام للصحافة.

لا يمكن لأحد أن يمنعني، أنا أتحدث من أجل الناس، أنت لم تشتر حياتي، لا تتصرف كالمجنون معي.

أنا الذي أحكم هنا

تواصلت الحرب بيننا، عندما نفوز كان يصمت، أما عندما نخسر، كان يخرج أمام وسائل الإعلام، ليقول عني أنني مريض بالكبد، وأسهر ليلا مع النساء، كان يسيطر على الإعلام والصحف.

ذهبت له وقلت: أريدك أن تبيعني.

أجاب: لا.

- إذا لن ألعب هنا مرة أخرى.

لم أحتمل قذارة نونييز، سافرت الى نابولي.

عدت من إيطاليا إلى إسبانيا لتسلم جائزة أفضل لاعب لاتيني.

نونييز أراد الانتقام، تعاقد مع شخص اتهمني بأنني دهسته بسيارتي وحطمت ساقيه.

الشرطة داهمت المكان الذي كنت أتسلم فيه الجائزة.

ذهبت معهم إلى القسم، وجدت الشاب الذي يتهمني، قلت له "متى صدمتك؟ احكي لهم أن نونييز هو الذي أرسلك، اعترف من فضلك بأن كل هذا كذب".

أكره برشلونة..أميل لمدريد

تجربتي في برشلونة كانت كارثية، اكتشفت مرض الكبد، تعرضت للكسر، المدينة كانت سيئة..في الواقع أنا أميل لمدريد أكثر.

كرهت برشلونة بسبب نونييز، كان السبب أيضا في رحيل شوستر وروماريو وستويتشكوف وريفالدو.

كرهت برشلونة أيضا لأن بها بدأت قصتي مع المخدرات..وصلت إليها بنية الانتصار والنجاح، لكن الأمور تعقدت.

تعاطي المخدرات في برشلونة لم يؤثر على مسيرتي كلاعب، والدليل أنني حققت المجد مع نابولي.

نونييز ادّعى بأنه باعني لأنه عرف أنني أتعاطى الكوكايين..كاذب.

الكوكايين في البداية كان أمر مسلي بالنسبة لي، الكوكايين لا يحفزك أو ينشطك، بالعكس يصيبك بالاحباط والخمول، لذا لم يضعف من عزيمتي مطلقا مع نابولي.

أنا نادم بالطبع على لجوئي للمخدرات، فكرت في بناتي والناس الذين يحبونني، لكنني لم أستطع المقاومة، هذا اختراع يتحكم في البشر، الحكومات لا تتدخل للقضاء على المخدرات، لأنها تستفيد من وجود مدمنين.

قد أكون شخصا جيدا أو سيئا، أتقبل الأحكام، لكنني سأمت من إلصاق الاتهامات بأقاربي وأصدقائي والمحيطين بي.

لم أعد أتحمل برشلونة.

فضيحة أمام الملك

مباراتي الأخيرة في 5 مايو 1984 كانت ملخصا لحقبتي مع برشلونة.

كانت مباراة أمام بلباو في نهائي كأس الملك بمدريد.

خسرنا المباراة، نشبت معركة حامية، كنت أركل الجميع، أراد الباسكيون قتلي، لحسن حظي دافع عني زملائي.

جويكوتشيا كان يريد إكمال ما بدأه معي، الجمهور أراد النزول للملعب، حدثت اشتباكات مع الشرطة.

شعرت بالإحراج بعد ذلك، الملك خوان كارلوس كان حاضرا بالملعب في مقصورة الشرف، تألمت من أجله لأنني أحب هذا الملك، كان يتحدث عني بشكل جيد.

قبل تلك الفضيحة دعاني الملك لقصره، كان من المفترض أن نجتمع 20 دقيقة، لكن الحديث طال لساعة ونصف، تحدثنا في كل شيء، كرة القدم، الأرجنتين، الطعام، المراكب..كانت العلاقة جيدة، ثم حدثت الفضيحة.

رحيل إلى المجهول

تحدث اليّ نائب رئيس برشلونة جوان جاسبارت عن تجديد العقد، منحني شيكا على بياض وقال اكتب المبلغ الذي تريده.

قلت له: شكرا أنا راحل.

لم أكن أعرف إلى أين سأذهب.

اقرأ أيضا

تشكيل الزمالك المتوقع – مصطفى محمد يقود الهجوم.. وبنشرقي أساسي أمام جينيراسيون

تعرف على تقييم صلاح أمام جينك من الصحف الإنجليزية "الأفضل بعد 3 لاعبين"

استقرار مصري في تصنيف فيفا

رسميا - الصين تستضيف مونديال الأندية بنظامه الجديد صيف 2021

بودكاست في الجول - الدوري ع الهادي (3).. التخريجة

التعليقات