سيميوني وساري.. صدام محاولات التجديد

الأربعاء، 18 سبتمبر 2019 - 17:27

كتب : إسلام مجدي

سيميوني وساري

المواجهة بين النقيضين، هكذا يراها البعض، أتليتكو مدريد بقيادة دييجو سيميوني وأسلوبه الدفاعي المعتمد بشكل كبير على العرضيات، في مباراة أولى من نوعها ضد ماوريسيو ساري، لكنها ليست أول مرة مع يوفنتوس.

نظام اللعب الذي يلعب به ساري عرف بـ"Sarriball"، في المقابل تغير أتليتكو مدريد كثيرا عما كان عليه في الموسم الماضي حينما واجه يوفنتوس، لذا مواجهة يوم الأربعاء في دوري الأبطال ستحمل طابعا خاصا للغاية.

لماذا؟ ساري سيتواجد على مقاعد بدلاء يوفنتوس لإدارة المباراة فنيا للمرة الثانية بسبب إصابته بالتهاب رئوي جعله يغيب عن المباريات.

لنرصد سويا نقاط القوة والضعف الفنية التي ظهرت على يوفنتوس وأتليتكو مدريد في المباريات القليلة التي خاضها الفريقان في الدوريين الإيطالي والإسباني على الترتيب.

دييجو سيميوني

خلال مواجهة خيتافي في الدوري الإسباني غير سيميوني خطته بعض الشيء من 4-4-2 المعتادة إلى 4-3-1-2، ولمدة طويلة من الوقت، كان أنطوان جريزمان نجم الفريق يحصل على دور حر في الملعب، ووسط الملعب اعتاد على اللعب بشكل يسمح للفريق بالثبات والتحرك في المرتدات.

كانت أول مباراة في الدوري الإسباني هذا الموسم ضد خيتافي شاهدا على أول تغيير جذري في الخطة باللعب بـ4-3-1-2، بالاعتماد على خط وسط "ماسة"، توماس بارتي كان يتواجد كمحور ارتكاز أمام خط الدفاع، وكوكي وساؤول أمامه، ثم توماس ليمار كان صانع لعب أسفل ثنائي الهجوم جواو فيليكس وألفارو موراتا.

سمح ذلك لأتليتكو بأن يسحب خط وسط خيتافي، وفككه كلما حاول الاشتباك في وسط الملعب مع ماسة سيميوني.

بمجرد ضغط لاعب واحد في خط وسط خيتافي على أتليتكو، كنت تجد مساحة للاعب وسط في الروخيبلانكوس ليتحرك ويستغل الموقف، خاصة في بدايات الهجمات.

وحينما يتحكم أتليتكو في الكرة يتحول الأمر تماما، خيتافي يظل في وسط ملعبه، أتليتكو يغير طريقته لثلاثي وسط هجومي ينتشر بعرض الملعب، وتلك مخاطرة لأن ليمار كان وحيدا في المنتصف لكنه في المقابل عليه أن يستغل ذلك لأن هذا دوره كان السماح لأتليتكو باللعب على الأطراف وإجبار خيتافي على تفكيك خطوطه بنفسه.

دور جواو فيليكس

أصبح فيليكس بالنسبة لأتليتكو هو جريزمان الجديد، الفريق في بداية الموسم أصبح يدافع من المقدمة وليس من منتصف ملعبه، ومنح البرتغالي دور لاعب الفريق الفرنسي السابق.

في الشوط الثاني ضد خيتافي على سبيل المثال لا الحصر ركض لأكثر من 60 ياردة وراوغ ببراعة وحصل على ركلة جزاء.

تمريراته في تلك المباراة كانت 15 مرة فقط قبل إصابته بعد 60 دقيقة، في كل أنحاء الملعب، سمح ذلك له بمساعدة الفريق لإيجاد طرق لصناعة الهجمات من العمق.

بسبب الغيابات اضطر سيميوني للعودة إلى طريقته القديمة، 4-2-2-2، ثنائية كوكي وساؤول في وسط الملعب، فيتولو على الجناح الأيمن وتوماس ليمار على الجناح الأيسر وثنائية جواو فيليكس ودييجو كوستا كان ذلك ضد ريال سوسيداد في المباراة الماضية.

أولى نقاط الضعف الواضحة لدى الفريق الإسباني كانت حينما فضل سيميوني ألا يلعب بمحور ارتكاز وقتها وجد مارتن أوديجارد صانع ألعاب سوسيداد المساحة الكافية لخلق المزيد من المشاكل لأتليتكو.

في غياب توماس بارتي وماركوس يورنتي عانى أتليتكو لأنه لم يمتلك اللاعب الذي يزعج أوديجارد.

أوديجارد كان يتحرك بين خطوط أتليتكو بكل أريحية وهو الأمر الذي حدث ضد إيبار، واللاعب النرويجي استهدف تلك المنطقة ولعب عليها طيلة اللقاء.

في كرة الهدف الأول بدا واضحا أنه انتفع من ذلك الأمر لأن ثلاثي الدفاع تم تشتيته بواسطة خط الهجوم.

العجز عن بناء الهجمات

ضد سوسيداد بدا الفريق عاجزا عن بناء الهجمات، وعلى ما يبدو أن سيميوني لم يتوصل بعد لشكل نهائي لطريقته المثالية، خاصة في طريقة تعويض الغيابات.

أتليتكو عانى ضد سوسيداد وطريقته التي اعتمدت على الضغط العالي، وأكمل 300 تمريرة أقل بـ18% من المتوسط الذي حققه الفريق في المباريات التي سبقتها.

وكلما حاولت كتيبة سيميوني الخروج بالكرة سواء عن طريق خوسيه خيمينيز أو ستيفان سافيتش إلى وسط الملعب، كان يجد ضغطا من 3 أو 4 لاعبين بسرعة كبيرة، ليجبر لاعبي الوسط على إعادة الكرة إلى الدفاع مرة أخرى.

مباراتي خيتافي وسوسيداد كانتا أفضل مثالين هذا الموسم على نقاط قوة وضعف أتليكو هذا الموسم، خاصة وأن الأخيرة كانت على بعد أيام قليلة من مواجهة يوفنتوس، ومازالت الشكوك تحوم حول قدرة الثنائي موراتا وبارتي على المشاركة، وخاصة لاعب الوسط الغاني الذي قد يشكل نقلة كبيرة لخط وسط سيميوني وطريقته.

ماوريسيو ساري

"أرغب في رؤية أسلوبي في الملعب بنسبة 70% ورؤية ما يمكن للاعبي أن يفعلونه بنسبة 30%". ماوريسيو ساري.

"في إيطاليا نعلم جيدا أننا أقوى فريق، في أوروبا الوضع مختلف، نعمل لجعل فريقا قويا لأن بقية الفرق في القارة تفعل المثل".

"حاليا نعمل على خلق هوية قوية لطريقة لعبنا وبعد ذلك سنحاول الفوز بهذه الهوية".

الكثير من التقارير في إيطاليا قالت إن ساري قد يكون مجبرا على اللعب بطريقة 4-4-2 ضد أتليتكو مدريد بسبب الإصابات التي ضربت فريقه.

أقوى اختبار حدث لقوة يوفنتوس كان في الجولة الثانية حينما واجه نابولي ومدربه كارلو أنشيلوتي.

يوفنتوس بدأ تلك المباراة بطريقة 4-4-2.

البيانكونيري سيطر على المباراة بأداء متميز للغاية لمدة 60 دقيقة، وبدا في مستوى مختلف تماما عن منافسه نابولي وبرز ذلك في النتيجة.

أسلوب ضغط يوفنتوس كان رائعا والدفاع كان جيدا، نابولي كان يعتمد على دفاع رجل لرجل وفي المقابل يوفنتوس دفع الثنائي سامي خضيرة وبلايز ماتويدي للركض خلف ظهيري نابولي.

نابولي كان يدافع بطريقة 4-4-2، ويوفنتوس كان له أفضلية رقمية في وسط الملعب، حينما كان يبني الهجمة من الخلفة، نابولي كان يركز فقط على إيقاف ميراليم بيانتش، في حين أن خضيرة وماتويدي كانا يتواجدان بدون رقابة كافية خلف الخطوط.

يوفينتوس كان يسعى لجذب ظهيري نابولي لفتح المساحات ونجحت تلك الفكرة كثيرا.

كاد يوفنتوس أن يتقدم بنتيجة 3-0 قبل نهاية الشوط الأول إن نجح خضيرة في تحويل الفرصة التي سنحت له بعد استغلال نقطة ضعف نابولي التي خلقها الفريق، تلك كانت الخطة الواضحة ليوفنتوس منذ بداية الموسم، خلق نقطة ضعف في دفاعات المنافس واللعب عليها.

تغييرات دفاعية

غير ساري في وقت قصير حتى الآن الكثير في يوفنتوس، لكن التغيير الذي ظهر أكثر كان في النظام الدفاعي للفريق.

أولوية يوفنتوس هي تغطية المساحات والتمركز عوضا عن رقابة الخصم نفسه، ويدافعون بشكل جماعي عوضا عن الدفاع بشكل فردي.

نظام دفاع يوفنتوس ضد نابولي كان بطريقة 4-4-2، رونالدو كان يتواجد في المقدمة بجانب جونزالو إيجوايين، وماتويدي يتحرك كلاعب وسط يساري.

هدف نظام يوفنتوس هو الحفاظ على تكتل الخصم وإجبار نابولي على اللعب على الأطراف، ففي الشوط الأول ضد نابولي عانى الفريق لإيجاد أي ثغرات بين خطوط البيانكونيري.

الأمر حدث ضد بارما، وضد خصوم يوفنتوس حتى الآن.

"دور جورجينيو"

هكذا وصفت بعض الصحف دور ميراليم بيانتش مع ساري في يوفنتوس، اللاعب الذي يربط المرحلة الأولى من بناء اللعب مع الخط الهجومي.

ترى بيانش خلال المباراة يتواجد في أعمق مناطق الملعب بالنسبة لخط وسط يوفنتوس، وعادة يتواجد كمدافع ثالث، ويعتمد عليه كموزع الكرات الرئيسي في الفريق.

أظهر ذلك بدوره في مباراة بارما، حينما أكمل 97 تمريرة، والعامل الرئيسي في نسبة استحواذ يوفنتوس التي بلغت 61%.

يوفنتوس اختلف كثيرا عما كان عليه مع ماسيمليانو أليجري، وسيميوني يحاول أن يغير بدوره الكثير في أتليتكو، بكل تأكيد ستكون مواجهة بين مدرستين مختلفتين وكل منها لها نقاط قوتها وضعفها، فلمن تكون الغلبة؟

طالع أيضا

شابي: صلاح وآخرون سيجلسون على العرش بعد ميسي ورونالدو

الإسماعيلي.. قتل الإحباط

كلوب يرد بغضب على أسئلة صحفيين

أسامة عرابي: الزمالك لديه نقاط قوة كثيرة قبل السوبر

طالع تقييم صحف إنجلترا لصلاح أمام نابولي

إحالة النني لمجلس تأديب في الاتحاد التركي

التعليقات