مدرب مصر – حسن شحاتة.. "أنا صح"

الأحد، 08 سبتمبر 2019 - 14:20

كتب : فادي أشرف

مصر - شحاتة

عندما أراد صناع فيلم "طير انت" صناعة مشهد كوميدي مبني على خلاف حسن شحاتة وأحمد حسام "ميدو" الشهير في مباراة نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 2006 ضد السنغال، أظهروا أن المعلم أخطأ في التغيير الشهير الذي خرج على إثره ميدو وشارك عمرو زكي.

نعم، خطأ المعلم درب من الكوميديا، لأن العادة جرت أن حسن شحاتة على صواب، وعشرات الرهانات الناجحة، على تغييرات فنية ولاعبين وقرارات، تثبت ذلك.

FilGoal.com

يستعرض المرشحين لتدريب منتخب مصر، المميزات والعيوب، علامات الاستفهام والأسئلة التي تبحث عن إجابات.. والدور هذه المرة مع حسن شحاتة.. المعلم.

طالع أيضا - مدرب مصر – حسام البدري.. الرجل الآمن

أنا صح

لم يكن حسن شحاتة لاعبا محظوظا، بعكس مسيرته التدريبية حسبما يقول منتقديه، بل وبعض مريديه كذلك.

مباراة تجريبية بين منتخب بحري والمنتخب الوطني وضعت أعين محمد حسن حلمي رئيس الزمالك على حسن شحاتة المولود في كفر الدوار في 1947.

شحاتة ارتدى قميص الزمالك عام 1966، وبينما بدأت مسيرته الكروية في الازدهار تضرب نكسة 1967 مصر ليتوقف النشاط الكروي بشكل فعلي.

ومن هنا ذهب اللاعب الجوكر للاحتراف في الكويت، وحصد لقب أفضل لاعب في آسيا بقميص كاظمة الكويتي عام 1970، وبعد عودته إلى مصر اندلعت حرب 1973 ولم تستمر مسيرته كرويا كثيرا بعد ذلك، ولكنه في مسيرته القصيرة كرويا حصد أيضا لقب ثالث أفضل لاعب في إفريقيا 1974 من فرانس فوتبول، ولقب أفضل لاعب في كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في نفس العام في مصر، ولكن الفراعنة أنهوا البطولة في المركز الثالث.

مسيرة حسن شحاتة الكروية انتهت في 1983، لاعب ظلمته الحروب وظروف العصر، ولكنه انتقم مدربا.

يقول محمود الخطيب عن شحاتة "نقطة قوة المنتخب المصري كانت تتمثل دوما في رجوع حسن شحاتة من المراكز الأمامية لمركز خط الليبرو، ليس تقليلا أبدا من قوة حسن شحاتة هجوميا فأنا أعتبره من أعظم المهاجمين في تاريخ مصر، ولكنه يمتلك عينا ثاقبة في هذا المركز تكشف الملعب بأكمله فتساعده في توجيهنا ولعب الكرة في المكان السليم، حسن شحاتة لاعب بعقلية مدرب".

ومن هنا تبدأ الرواية الأهم في حياة شحاتة..

طالع أيضا: مدرب مصر - أن تكون حسام حسن

بدأ حسن شحاتة مشواره في التدريب بعد اعتزاله عام 1983 مع فرق الناشئين تحت 19 عاما والتي أخرجت مدافعين على طراز فريد أمثال أشرف قاسم وهشام يكن، قبل أن يصبح مساعدا لليوغوسلافي نينكوفيتش – عم ميتشو مدرب الزمالك الحالي - في موسم 1985-1986.

تجارب محلية مع المريخ والاتحاد، وأخرى عمانية مع الشرطة، قبل أن يختار أحد أصعب التخصصات في كرة القدم. تصعيد فرق الدرجة الثانية للدرجة الممتازة.

المنيا في 1998، الشرقية في 1999، منتخب السويس في 2000، قبل التجربة الأهم في مسيرة شحاتة قبل تدريب الفراعنة، منتخب الشباب في 2003.

صانع النهضة

جمع شحاتة قواما وصل لـ53 لاعبا، بعض من الفائزين ببرونزية كأس العالم للشباب 2001 مثل شريف إكرامي وأمير عزمي مجاهد بالإضافة لمهاجم ناشئي الأهلي عماد متعب ومهاجم المنصورة عمرو زكي، مع أبرز المواهب الصاعدة في منتخب الناشئين والذين برزوا في الدوري الممتاز مثل أحمد فتحي وحسني عبد ربه والقادم من الألومنيوم محمد عبد الوهاب.

صال وجال منتخب شحاتة في بوركينا فاسو حيث أقيمت كأس أمم إفريقيا للناشئين في 2003، بعد 5 أعوام من التتويج بكأس أمم إفريقيا 1998 هناك، ومنها انطلق إلى الإمارات لخوض غمار كأس العالم لهذه المرحلة السنية.

قدم المنتخب المصري أداء مشرفا في الإمارات ربما أبرز ما فيه هدف عماد متعب ضد إنجلترا، ولكن الفراعنة ودعوا على يد الأرجنتين في دور الـ16.

بين 2003 و2005، أخفق منتخب شحاتة تحت قيادة شوقي غريب وبمسمى المنتخب الأوليمبي في التأهل لأولمبياد أثينا 2004، بينما ماركو تارديللي يعيث في المنتخب الأول ويبعده رويدا رويدا عن مونديال 2006، هنا جاء القرار من لجنة مؤقتة برئاسة عصام عبد المنعم.

القرار هنا بغض النظر عن محوريته في تاريخ كرة القدم المصرية، إلا أنه كان تاريخيا لأن مصر كانت على أعتاب استضافة كأس الأمم بعد 3 نسخ لم يقدم فيهم الفراعنة أي شيء ملحوظ.

في ذلك الوقت، كان شحاتة في أوج مسيرة أسطورية مع المقاولون العرب حصل فيها على كأس مصر والسوبر المحلي، بجانب الصعود للممتاز مع فريق رابع.

ومن هنا بدأت رحلة خيارات شحاتة الصحيحة، بين تحدي نجومية ميدو الطاغية في 2006، والملحمة الكروية الممتعة في 2008، والاعتماد على نجوم من خارج الأهلي والزمالك مثل محمد حمص وأحمد عيد عبد الملك في كأس القارات 2009، وتفضيل محمد ناجي "جدو" على ميدو في 2010. عشرات القرارات الصحيحة يستطيع شحاتة بعدهم أن يقول "أنا صح".

بطل شعبي ورمز وطني للنجاح، هكذا كان حسن شحاتة في 2010.

ولكننا في 2019 وصار حسن شحاتة في الـ71 من عمره.

طالع أيضا: مدرب مصر – إيهاب جلال.. مستعدون لـ المليون سؤال

شحاتة والنجوم والكرة الجميلة.. والإعلام

يأتي حسن شحاتة مع وعد بالكرة الجميلة مع حلول تكتيكية بسيطة مثل تقديم هاني سعيد أمام ثنائي الدفاع ليصبح ليبرو مقلوب كما حدث في 2008، وحرية مطلقة لعناصر الفريق الهجومية مع حماية دفاعات الفريق عدديا.

بعد فترة دفاعية بحتة مع هيكتور كوبر، وأخرى بدأت هجومية قبل أن تضحى مملة مع خافيير أجيري، سيرحب الجمهور المصري بهجوم فعال يمنح لاعبي الفريق الهجوميين حرية الارتجال واتخاذ القرارات كلاعبي كرة قدم على الفطرة.

أمر كذلك سيمنح حرية أكبر لنجوم المنتخب الهجوميين وبالتأكيد على رأسهم محمد صلاح.

يملك شحاتة سجلا بارزا في إظهار نجومه بأفضل شكل ممكن في 86 مباراة قادها لمنتخب مصر فاز في 52 منهم، هنا نتحدث عن أمثال محمد أبو تريكة وأحمد حسن وحسني عبد ربه ومحمد زيدان وعمرو زكي وعماد متعب الذين تألقوا بقميص الفراعنة رفقة شحاتة أكثر من أي مدرب آخر.

أثبت شحاتة من قبل قدرته على صناعة جيل جديد بتطعيم الجيل الحالي ببعض اللاعبين الواعدين، ولكن هل ما حدث قبل 14 عاما يمكنه أن يتكرر؟

الزمن تغير كثيرا، الإعلام الرياضي تغير عن آخر مرة كان شحاتة فيها مدربا للمنتخب. أسهم الانتقادات عند الخسارة أو حتى الأداء السيء كانت مضاعفة والبرامج الرياضية صارت كثيرة للغاية، ولم نتحدث بعد عن وسائل التواصل الاجتماعي وكيف غيرت المعادلة بالنسبة للمدربين خصيصا. الأمر بالتأكيد سيتخطى الهجوم الخافت الذي كان يتعرض له شحاتة في كل مرة لم يضم فيها شيكابالا المتألق مع الزمالك أو عاشور قائد وسط الأهلي.

ولكن، يملك شحاتة تلك الأفضلية الخاصة برؤية الجيل الحالي من لاعبي المنتخب له كصانع لنهضة وإنجازات الكرة المصرية، ولكن ربما يضره عدم توليه أي منصب تدريبي من 2017.

تعيين للم شمل الكرة المصرية على طاولة عمرو الجنايني، شحاتة يمنحه توافقا بين كل عناصر اللعبة وحتى الإعلام الذي يولي المعلم احتراما خاصا كونه "أسطورة" لكرة الفراعنة، مع فرض الانضباط على قائمة المنتخب.

أسطورة، لدرجة أن بعض من بني جيله والأجيال الأصغر يرون أن ترشيحه لتدريب المنتخب مرة أخرى "عيب" لأنه أكبر من المنصب.

ولكن شحاتة يبدو خيارا مؤقتا لصناعة حاضر جيد بدلا من خيار طويل المدى لصناعة مستقبل مشرق.

كرة القدم المصرية تحتاج لرجل "على صواب" كمدير فني للفراعنة، فهل مازالت القرارات الصائبة في جعبة المعلم؟

اقرأ أيضا

تشكيل الزمالك المتوقع – ميتشو يفاضل بين شيكابالا وأوباما ضد بيراميدز

تشكيل بيراميدز المتوقع – عودة السعيد والشناوي ضد الزمالك

مدرب وست بروميتش: حجازي المحارب سيعود قريبا

مجلس الأهلي يقرر إنشاء لجنة للاستاد ومنع أعضائه من مواقع التواصل الاجتماعي

إلى ديسابر ولاعبي بيراميدز.. كيف تواجه "مهندس الزمالك" فرجاني ساسي

إلى ميتشو ولاعبي الزمالك.. كيف تواجه "القاتل" عبد الله السعيد

التعليقات