هل يعكس اختيار فان دايك كالأفضل في أوروبا "عقلانية حديثة" في كرة القدم؟

الخميس، 29 أغسطس 2019 - 19:35

كتب : فادي أشرف

فيرجيل فان دايك

منذ أن بدأت جائزة أفضل لاعب في أوروبا بشكلها الجديد في 2010 لم يحصدها أي مدافع، بل إن منافسي فيرجيل فان دايك الذي فاز بها هذا العام حصداها 5 مرات من أصل 8، هنا نتحدث عن كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.

فيرجيل فان دايك

النادي : ليفربول

التوقيت يلعب دورا هاما، فمنذ 2008 تعيش كرة القدم ثنائية كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي وتنافسهما الدائم. تلك الثنائية عكست أمرا هاما، هي أن الأهداف أهم من كل شيء.

منطقيا، تبدو عبارة أن "الأهداف أهم من كل شيء" منطقية للغاية، ولكن هناك وجهة نظر أخرى تقول إن هناك لاعبين آخرين في الملعب، وأن ميسي وحده أو رونالدو وحده -دون زملاء -لن يسجلا أكثر من 40 هدفا سنويا.

طغيان النظرية الأولى الخاصة بالأهداف على نظرية الزملاء المساعدين لكل من ميسي ورونالدو ظلمت لاعبين كثر، ويسلي شنايدر وأندريس إنييستا مثالا، رغم عدالة جائزة اليويفا نسبيا حيث استطاع إنييستا اقتناصها في 2012، ولوكا مودريتش الموسم الماضي نظرا لكأس عالم رائع قدمها الكرواتي – أفضل لاعب في العالم كذلك في ذلك العام.

ولكن اختيار فان دايك يبدو تغييرا في كيفية نظرة 80 مدربا من الأندية التي شاركت في مرحلة المجموعات بالبطولات الأوروبية 2018-2019، دوري أبطال أوروبا (32 فريقا) والدوري الأوروبي (48 فريقا)، إلى جانب 55 صحفيا تم اختيارهم من قبل الاتحاد الأوروبي، واحد من كل اتحاد من أعضاء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، هنا نتحدث عن صفوة ونخبة الشخصيات الكروية في أوروبا.

فان دايك قدم موسما رائعا، توج بلقب دوري أبطال أوروبا ووصافة دوري الأمم الأوروبية، ألقابه هذا الموسم ربما أفضل من ليونيل ميسي بطل الدوري الإسباني وكريستيانو رونالدو بطل الدوري الإيطالي، ولكن ما السبب الذي يجعل فان دايك هو ثالث ثنائية رونالدو وميسي، وليس الهدافين محمد صلاح أو ساديو ماني مثلا؟

عندما ضم ليفربول فان دايك مقابل 75 مليون جنيه إسترليني، تساءل الكثيرون حول تناسب الصفقة مع السعر المدفوع فيها، ولكن منذ أن وصل فان دايك إلى آنفيلد، وصل الفريق إلى نهائي دوري الأبطال مرتين وحصد اللقب مرة، كان قريبا للغاية من الفوز بالدوري لولا مقابلته لفريق أسطوري حصد نقطة واحدة أكثر من الـ97 الذين حصدهم فريق فان دايك.

بالتأكيد، لا يمكن القول إن فان دايك وحده هو السبب في طفرة ليفربول، فهناك يورجن كلوب وساديو ماني ومحمد صلاح وروبرتو فيرمينو، ولكن هل من الممكن أن تفوز بالمباريات إن سجلت 3 أهداف واستقبلت شباكك 4 أهداف؟

فان دايك في الموسم الماضي نجح في 71% من تدخلاته الدفاعية وحقق 183 تشتيتا ناجحا، وفي المواجهات الهوائية ينجح في 77% منهم. الأهم، لم ينجح لاعب في مراوغة فان دايك الموسم الماضي. إحصائية تقال كثيرا ولكن عندما تفكر فيها مليا تبدو غير عقلانية. فان دايك هو المدافع المثالي في أوروبا الموسم الماضي، ومثاليته كانت كافية للتغلب على سحر ميسي الذي لا يمكن مضاهاته وإنتاجية رونالدو التي لا يمكن إيقافها.

فان دايك لا يحمي فقط شباك ليفربول، ولكنه أيضا مفيد جدا هجوميا حيث نجح في 189 كرة طولية للأمام في الموسم الماضي.

كل ذلك يضاف إلى تهديده الدائم للمرمى من الكرات الهوائية، لاعب متكامل.

ولكن هناك أمور لا تقاس بالأرقام، فشعور القوة والطمأنينة الذي يمنحه فان دايك لعناصر ليفربول الهجومية، ووجوده المستمر خلف أمثال أندرو روبرتسون وترينت أليكساندر أرنولد وسيطرته على أعتى المهاجمين خلال البطولة كان سببا في اختياره للجائزة.

اختيار فان دايك للجائزة يعكس عقلانية جديدة في كرة القدم، صيحة تنصر مدافعا لفريق فائز على هداف – رغم عظمته – لعب لفريق خاسر.

الأهداف رائعة خاصة إذا كانت بكثافة أهداف رونالدو، أو بجمال أهداف ميسي، ولكن الأهم في كرة القدم هو الفوز، ووجود فان دايك في ليفربول أهلهم للفوز بدوري الأبطال والاقتراب كثيرا من الدوري لولا مانشستر سيتي، وكان هاما في عودة الهولنديين لمنصات التتويج عن طريق وصافة دوري الأمم الأوروبية.

اقرأ أيضا

تذكروا هذا اليوم التاريخي.. فان دايك أفضل لاعب في أوروبا

قرعة دوري الأبطال - مجموعة نارية لـ برشلونة.. وصدام قوي بين باريس وريال مدريد

رسام برشلونة الجديد.. رسميا – دي يونج أفضل لاعب وسط في أوروبا

لأنه ميسي.. البرغوث أفضل مهاجم في دوري أبطال أوروبا

ومن غيرك يستحقها.. أليسون بيكر أفضل حارس في أوروبا

التعليقات