محمود علاء.. روح لا تعرف اليأس أو الخوف

"لم أشعر باليأس أو الخوف قط، فقط المسؤولية هي ما تحركني ذلك الشعور بداخلي دائما أنني مسؤول عن دفاع الفريق".

كتب : إسلام مجدي

الأحد، 23 يونيو 2019 - 15:41
محمود علاء - مصر - تنزانيا

"لم أشعر باليأس أو الخوف قط، فقط المسؤولية هي ما تحركني ذلك الشعور بداخلي دائما أنني مسؤول عن دفاع الفريق".

تراه خلال المباراة يصرخ في زملائه في غضب شديد، عاقد الحاجبين ينظر في إصرار، وبالتأكيد الهدف الأسمى هو إبعاد الكرة عن مرمى فريقه. لا يهم لون القميص تلك الصفة دائمة.

العديد من الانتقادات التي لازمته، تارة "سريع ومتميز" لكن لا يصلح للقطبين، وتارة مدافع هداف لكنه سيء في الدفاع، الأمر الذي يقترن بعدد من المدافعين ويدفعنا دوما للتساؤل، هل تسجيل الأهداف بالنسبة للمدافع ميزة إضافية أم نقمة تجعل أي خطأ أو هدف ضد فريقه يقترن به حتى وإن لم يكن مذنبا؟

قد يخطر في بال البعض أنه يترك مركزه من أجل التسجيل، متناسيا أن مناطق تسجيل المدافع للأهداف محدودة للغاية، ما بين الكرات الثابتة التي يتدخل خلاها في الركنية أو الأخطاء على حافة منطقة الجزاء، أو ركلات الترجيح، ما يعني أن تقييم مركزه نفسه ووعيه يجب أن يكون مقترنا بمهامه الدفاعية.

سيرخيو راموس لاعب ريال مدريد وبالطبع ليس مقارنة أو حتى تشبيه لكن الموقف نفسه متشابه بعض الشيء، يمتلك إمكانيات المدافع المثالية، الطول الجيد والقوة للتسجيل من أضيق المساحات بالرأس، نفس الأمر فعله نيمانيا فيديتش مع مانشستر يونايتد وكارليس بويول مع برشلونة، وبالطبع مع تحفظ الخصوم تكون الكرات الثابتة دوما هي الطريق للمرمى، فلا مانع من اكتساب مدافعي الفريق ميزة إضافية.

لا يوجد أفضل من أحمد عيد عبد الملك أسطورة حرس الحدود ليتحدث عنه وكتب عبر حسابه الرسمي قائلا :"محمود علاء لديه ثقة كبيرة للغاية منذ بدايته، بدأ مع جيل البطولات في حرس الحدود وشارك وهو في الـ19 من عمره واكتسب الكثير من الخبرات ويعرف جيدا المنتخب الوطني لأنه ليس بغريب عليه".

"أهم ما يميزه هي روحه وإصراره، بجانب قدرته على بداية الهجمة بشكل صحيح".

مكتشف محمود علاء كان نجم الكرة المصرية السابق، عبد الحميد بسيوني، الذي تابعه وأعجب بمستواه كثيرا.

الحدود كان يشارك في الكونفدرالية خلال عام 2010، وسافر لخوض مواجهة بقيادة طارق العشري مدرب الفريق وأبو طالب العيسوي المدرب العام، ليقود بسيوني تدريب المستبعدين.

خلال ذلك المران وجد بسيوني نقصا في العدد ليقرر ضم عدد من اللاعبين الشباب، منهما الثنائي محمود علاء ومؤمن إبراهيم وكان معجبا بهما كثيرا.

قال بسيوني لـFilGoal.com في وقت سابق : "تدربنا، ثم توجهنا إلي حلوان لخوض مباراة ودية أمام التصنيع علي ما أتذكر، وقتها تألق علاء بشكل غير طبيعي، وعندما عاد الفريق تحدثت مع العشري، وقلت له علي المباراة الودية وظهورمحمود علاء ومؤمن إبراهيم القوي".

"أكدت له أنني أبقيت على الثنائي فقط مع الفريق الأول، وعاد البقية للناشئين، وبالفعل تدربوا مع العشري الذي أعجب بعلاء وتفاجأت به بعد عشرة أيام فقط يقول أنه سيبدأ كأساسي أمام المصري في الدوري ببورسعيد".

"العشري قال لي وقتها، محمود علاء يملك شخصية قوية وبإمكانه خوض اللقاء، ومنذ تلك اللحظة، محمود يلعب بشكل أساسي، وعندما توليت مسئولية الفريق الفنية، أشركته بشكل كأساسي طوال الوقت،ومنها انضم للمنتخبات وظهر بشكل جيد للغاية".

لعب علاء في حرس الحدود لمدة 7 سنوات، عامين مع الناشئين ومنذ سن الـ19 تم تصعيده للفريق الأول ليستمر 5 أعوام بعد أن كان الحدود قد صال وجال في فترته الذهبية واتجه للمشاركة في الكونفدرالية لعامين على التوالي.

حينما كان عبد الحميد بسيوني يرصد موهبة محمود علاء قال عنه " سريع مهاري، يستطيع إحراز الأهداف. يبدأ الهجمة أعلى مستوى، سواء على اليمين أو اليسار لأنه يجيد اللعب بالقدمين بشكل جيد. لديه أيضا رؤية جيدة للملعب، ويوجه اللاعبين ويقوم بالاستلام بشكل سليم وسريع".

مع مشاركته مع حرس الحدود، انضم للمنتخب الأول بقيادة بوب برادلي والأوليمبي بقيادة هاني رمزي، ليشكل ثنائي دفاعي مع أحمد حجازي، وشاركا سويا، لم يتواجد ضمن كتيبة كأس الأمم الإفريقية تحت 23 عاما عام 2011، لكن في العام التالي خلال أولمبياد لندن كان موجودا.

محمود علاء لعب 18 دقيقة عام 2012 مع منتخب مصر الأول ضد لبنان في انتصار الأول بنتيجة 4-1، قبل أن يغيب لاتجاهه للمنتخب الأوليمبي للمشاركة في الأولمبياد.

بدأ علاء مواجهة البرازيل في خط مكون من إسلام رمضان وحجازي وأحمد فتحي، وخسر الفراعنة بنتيجة 3-2، ثم شارك مجددا ضد نيوزيلندا بجانب حجازي وتعادل المنتخب بنتيجة 1-1، ولم يشارك في المباراة الثالثة ضد بيلاروس بسبب تراكم البطاقات.

فضل هاني رمزي استمرار سعد سمير في مركز المدافع بجانب حجازي ضد اليابان في ربع النهائي، لكنه تعرض للطرد في الدقيقة 41. ليشرك هاني رمزي علاء في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع بدلا من شهاب الدين أحمد لتأمين الدفاع.

بعد المشاركة الأوليمبية غاب علاء عن المنتخب الأول حتى شارك ضد عمان في ودية عام 2012 لعب خلالها 58 دقيقة ثم غاب عن المشاركة تماما حتى عامنا الحالي.

كانت لدى علاء رحلة أخرى في الملاعب بعيدا عن المنتخب، في ظل الظروف التي عاصرها منتخب مصر، ما بين الفشل في التأهل لكأس الأمم، بجانب الضربة القوية للغاية بالخسارة بنتيجة 6-1 من غانا والفشل في التأهل لكأس العالم، ذلك بجانب الأوضاع غير المستقرة في الفترة من 2011 إلى 2013 سياسيا أثر ذلك على الكرة المصرية ونجومها.

علاء في عمر الـ24 انضم إلى وادي دجلة في خطوة مفاجئة، نظرا لأن القطبين كانا مهتمين بضمه، لكنه انضم في النهاية لدجلة.

كان مدافعا جيدا سريعا يجيد تسجيل الأهداف، طور نفسه من خلال عزيمته وروحه.

قال علاء لـFilGoal.com في وقت سابق :"كنت أجيد تسجيل الأهداف من البداية عملت على تطوير تلك النقطة كإضافة إلى أدواري الرئيسية، وليس بدلا منها".

"لم أشعر قط بالخوف حتى وأنا ناشئ صغير لم يحدث قط".

"طورت نفسي بنفسي، ثم جاء أحمد حسام ميدو الذي كان له دور كبير في دجلة وسادني".

في موسمه الأخير مع الحدود سجل هدفين في 35 مباراة، كما خرج فريقه بشباك نظيفة في 16 مباراة منها.

البداية لم تكن جيدة قبل وصول كارتيرون مع دجلة، مشاركة لبضع دقائق في 4 جولات من أصل 12 في الدوري.

قال علاء لـFilGoal.com في وقت سابق :"عندما جاء كارتيرون كانت الأمور صعبة للغاية لكنه تعامل معنا نفسيا وفنيا بطريقة رائعة وأعاد لنا ثقتنا في أنفسنا".

"بعد الفوز على الداخلية في أول مباراة له قال لنا نحن مازلنا في بداية الدوري وسنقوم ببناء طموح جديد لأنفسنا حتى نهاية الموسم".

"ومن هنا كانت البداية فقد انتصرنا على الإسماعيلي في ملعبه وتعادلنا مع اتحاد الشرطة وفزنا على الاتحاد السكندري والتعادل مع الزمالك ثم التغلب على طلائع الجيش، كل ذلك حول الأمور للأفضل".

ثم بعد ذلك؟ تواصلت مشاركاته حتى نهاية الموسم، وسجل 5 أهداف في 24 مباراة بالدوري، كما أنه في وجوده خرج دجلة بشباك نظيفة في 12 مواجهة.

مع استمراره في التألق وتقديم مستوى جيد مع دجلة، ارتبط اسمه بالانضمام لأحد القطبين، لكن الانتقادات كانت :"محمود علاء لاعب سريع ومميز لكنه لا يصلح للعب للقطبين، لأن لاعب القطبين يجب أن يمتلك سمات شخصية معينة".

في موسم 2016-2017 وبعد أن تولى ميدو تدريب دجلة، طور كثيرا من القدرات الهجومية لمحمود علاء، بجانب قدراته الدفاعية.

"الأمر طبيعي مع تطور محمود علاء منذ تنصيبي كمدرب لدجلة وهو لاعب ذكي وممتاز للغاية".

"هو لاعب نجح في تطوير أداءه وأصبح قائدا".

أما محمود علاء فقال :"ميدو هو كلمة السر في مشواري الكروي، وساندني بقوة وكان له عظيم الفضل في تطور أدائي".

الصيف كان ساخنا، تقارير حول رحيله، اللاعب كان عاقدا العزم على اللعب لمنتخب مصر، خاصة وأنه كان متألقا مع دجلة، وكان يقول دائما، عازم على الانضمام للمنتخب من بوابة دجلة.

لكن هنا جاء الزمالك وفي موسم 2017-2018 أصبح لاعبا للفارس الأبيض، حجز مكانا أساسيا في البداية وشارك 13 مباراة سجل 3 أهداف وخرج الفريق بمشاركته في الدوري بشباك نظيفة في 4 مباريات.

قال عبد الحميد بسيوني لـFilGoal.com "أتوقع نجاح محمود علاء مع الزمالك، فكما قلت سابقا هو لاعب يملك شخصية قوية، لا يخشى المنافسة، وأتوقع أنه سيلعب بشكل أساسي فور وصوله، لأن إمكانياته تؤهله لأن يتواجد في أي مكان، وأكبر دليل على ذلك، أنه يكون رائعا في كل مباريات دجلة الكبيرة".

تقطعت مشاركاته للإصابة بعض الشيء في موسمه الأول مع الزمالك لكن رغم ذلك سجل 5 أهداف في 26 مباراة بالدوري وصنع هدفا آخر.

الموسم الذي تلاه، يمكن تلقيبه بـ"الانفجار الكبير" 14 هدفا في 25 مباراة بالدوري وصناعة هدفا، منها هاتريك ضد طلائع الجيش وهدفين ضد مصر للمقاصة.

أصبح لا غنى عن علاء في دفاع الزمالك، لا غنى عن روحه القتالية في الدفاع وقدراته الهجومية.

كريستيان جروس كان من المدربين الذين أضافوا له، إذ أن المدرب السويسري عمد إلى زيادة عدد التدريبات للمدافعين خاصة في الكرات الثابتة، مرارا وتكرار كلما انتهى التدريب عمد إلى اصطحاب المدافعين من أجل حِمل إضافي.

رغم التألق الكبير لعلاء مع الزمالك لم يكن يدخل ضمن حسابات خافيير أجيري.

" بالنسبة لي القرار يعد وجهة نظر فنية للمدرب وأنا احترمها للغاية. قرار استبعادي أتعامل معه بشكل إيجابي دائما وليس سلبيا. أنا عنيد واستبعادي حافز لي لتقديم الأفضل. إذا لم أتواجد اليوم في المنتخب، سأتواجد غدا، وإذا لم أتواجد، سأتواجد بعد غد".

هكذا رد علاء، قرر التركيز أكثر، جل ما يفعله طيلة مسيرته هو الاستمرار والتركيز، لا يعرف أبدا طريقا لليأس.

"طموحي بلا حدود. الخطوة رقم 1 بالنسبة لي حاليا هي الانضمام للمنتخب. من الزمالك والمنتخب أقدر على الاحتراف الخارجي. داخل مصر، لن ألعب أو حتى أفكر في اللعب لأي فريق إلا الزمالك".

في عمر الـ28 عاما وبعد غياب دام ما يقرب من 7 أعوام، عاد علاء أخيرا لمنتخب مصر، بعد مشاركتين لدقائق قليلا تواجد على مقاعد البدلاء ضد النيجر في مارس، ثم خاض ودية نيجيريا قبل إصابته وخروجه.

ثم انضم علاء للقائمة النهائية لمنتخب مصر في كأس الأمم 2019، حقق جزء من طموحه والرقم 1 في قائمته، وشارك كأساسي ضد زيمبابوي في افتتاحية البطولة ليفوز بجائزة رجل المباراة.

ثنائية دفاعية للمنتخب لم تحدث منذ مايو 2012، ومع ذلك أظهرا تناغما كبيرا بجانب تواجد طارق حامد كصمام أمام أمامهما.

المصادر (تصريحات سابقة للاعب مع قناة أون سبورت - حوارات سابقة للاعب مع موقع FilGoal.com)

اقرأ أيضا

في الجول يكشف – هل فكرت اللجنة المنظمة لكأس إفريقيا في إلغاء Fan ID؟

بالفيديو - نيجيريا تلتهم السنونو

عبد الحفيظ لـ في الجول: اجتماع الأحد مع لاسارتي يحسم 3 ملفات هامة

قبل مواجهة مصر – الكونغو الديمقراطية تمنح أجيري سببا للتفاؤل وأسبابا للحذر

بالفيديو – أوغندا هي الدبة الباندا

إنفانتينو: دائما أشعر بسعادة عند التواجد في إفريقيا.. حفل الافتتاح كان مبهرا