تنزانيا.. دولة واحدة ومنتخبان مختلفان بقيادة هداف الزمالك

الثلاثاء، 04 يونيو 2019 - 12:58

كتب : رامي جمال

تنزانيا أمام زنجبار

في عام 1961 حصلت تنجانيقا على استقلالها من الاحتلال الإنجليزي وبعد عامين لحقت بها مجموعة الجزر الواقعة في المحيط الهندي أو التي تعرف باسم زنجبار.

وبعد استقلال زنجبار بعام وبالتحديد في 1964 اتحدت الدولتان تحت اسم تنزانيا.

الدولة الناشئة بالكثير من الآمال المنشودة للنجاح أصبحت وجهة سياحية رائعة في العالم، لكن على مستوى كرة القدم لم يكن الأمر كذلك.

تلك الدولة الصغيرة القاطنة في شرق إفريقيا لم تستطع التأهل مطلقا لكأس أمم إفريقيا سوى مرة واحدة فقط وكان ذلك في البطولة التي أقيمت في نيجيريا عام 1980.

اقرأ عن رحلاتنا السابقة في إفريقيا من هنا

وفي ذلك الوقت ودع المنتخب التنزاني البطولة من الدور الأول في مجموعة ضمت نيجيريا وكوت ديفوار ومصر بهزيمتين وتعادل وحيد مع الأفيال.

ومنذ ذلك الحين لم يظهر المنتخب التنزاني في أي بطولة كبرى مطلقا.

من اليمين لليسار علم تنجانيقا ثم تنزانيا ثم زنجبار

إلى هنا وكل شيء يسير بشكل عادي لكن ما لا تعرفه أنه رغم ذلك الاتحاد فإن لتنجانيقا دوري خاص بها والأمر مثله ينطبق على زنجبار.

لكن لا يمكن لمنتخب زنجبار أن يخوض منافسات دولية بل ينضم لاعبوه للمنتخب الموحد تحت اسم تنزانيا.

أما في المسابقات القارية التي ليست معترف بها من قبل الفيفا فإن كل دولة لها منتخبها الخاص بها، بل والتقيا في العديد من المباريات في بطولة كأس شرق ووسط إفريقيا.

حتى أن لكل منتخب لقب خاص به، تنزانيا لقبها هو "نجوم تايفا" أي النجوم الوطنية، وزنجبار لقبها "أبطال زنجبار".

وفي عام 2002 حدث ما لم يكن متوقعا، الاتحاد الزنجباري لكرة القدم طلب الانفصال عن نظيره التنجانيقي والسبب يعود إلى تهميش الاتحاد الزنجباري في بعض الأمور الهامة الخاصة بتكوين المنتخبات.

وبناء عليه تم استدعاء المدرب المساعد لمنتخب تنزانيا ليترك مهمته ويعود إلى زنجبار بالإضافة لثلاثة لاعبين آخرين كانوا في صفوف المنتخب.

كل ذلك مع حرمان الفرق الزنجبارية من منافسة نظيرتها التنجانيقية على لعب الدورة النهائية لتحديد المتأهل للبطولات الإفريقية للأندية.

سبب آخر يعود إلى طلب الانفصال وهو أن الفيفا يعتبر اتحاد زنجبار تابعا لتنزانيا ما يجعله غير معترف به دوليا وبالتالي لا يحصل على دعم مادي من الاتحاد الدولي تستطيع الدولة من خلاله الإنفاق على المسابقة المحلية التي لا توجد بها أي رعاة.

وحتى ذلك الوقت لم يكن يوجد أي رعاة للدوري الزنجباري لرفض الحكومة عروض رعاية من شركات المنتجات الكحولية لتعارضها مع الدين الإسلامي.

لم ينجح الأمر وفي النهاية استمر الوضع على ما هو عليه إلى أن جاء اليوم التاريخي الـ17 من مارس 2017، الاتحاد الإفريقي يعطي الاتحاد الزنجباري عضوية مستقلة له رسميا.

بالتالي أصبح من حق زنجبار تكوين منتخبا خاصا بها ينافس في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا وكأس العالم.

وقال السكرتير العام للاتحاد التنزاني في ذلك الوقت سيليستين مويسجوا: "من حق كل لاعب تقرير مصيره سواء باللعب لتنزانيا أو زنجبار الأمر متروك لهم فليس من الممكن أن يلعبا للمنتخبين الآن".

لكن مهلا السعادة لم تدم طويلا واستمرت فقط لأربعة أشهر، قبل أن يقرر الاتحاد الإفريقي سحب رخصة زنجبار لأنه لا يمكن أن يتواجد اتحادين لبلد واحد في عضوية الكاف.

وقال الرئيس الجديد للكاف أحمد أحمد في ذلك الوقت: "لقد تم قبول عضويتهم دون النظر بشكل صحيح للقوانين الواضحة تماما".

وأضاف "لا يمكن للكاف قبول اتحادين مختلفين لبلد واحد".

وقال مدرب منتخب زنجبار سليمان حيميدي في ذلك الوقت تعليقا على القرار: "نحن نستحق عضوية مستقلة وكاملة لنا، ستكون فرصة عظيمة لنا لنظهر للعالم ما نستطيع تقديمه".

وتابع "القرار جعلنا نشعر بالحزن، الآن ليس لدينا سوى كأس شرق ووسط إفريقيا لنُظهر فيها قيمتنا وموهبتنا، هذه فرصتنا الوحيدة لجذب انتباه أي شخص لنا".

ومنذ ذلك الوقت يتنافس المنتخبان في كأس شرق ووسط إفريقيا وفي المسابقات الرسمية يلعبان جنبا إلى جنب في منتخب تنزانيا وهو ما سنراه في كأس أمم إفريقيا حيث سنرى اللاعبين الزنجباريين في صفوف منتخب تنزانيا.

تأهل من عنق الزجاجة

وقع منتخب تنزانيا في المجموعة الـ12 في التصفيات المؤهلة لأمم إفريقيا بجوار كل من أوغندا وليسوتو وكاب فيردي.

في المباراة الأولى تعادل المنتخب التنزاني في العاصمة دار السلام أمام جماهيره مع ليسوتو، بداية لم تكن موفقة.

وفي أغسطس من عام 2018 أعلن الاتحاد التنزاني توصله لاتفاق مع الأسطورة النيجيرية إيمانويل أمونيكي لتدريب الفريق.

قرار سيصبح تاريخيا في أقل من عام.

بداية أمونيكي كانت متزنة للغاية إذ خطف تعادلا صعبا من أوغندا المتوهجة في السنوات الأخيرة في ملعبها وخرج بتعادل سلبي.

لكن البداية الجيدة لم تدم طويلا وتلقى هزيمة ثقيلة من كاب فيردي في الجولة الثالثة بثلاثية دون رد.

وبدا أن تنزانيا فقدت فرصة المنافسة على التأهل لأمم إفريقيا.

لكن رد أمونيكي جاء سريعا وفاز المنتخب التنزاني على كاب فيردي في الجولة الرابعة بهدفين دون رد.

وقبل الجولة الخامسة كان منتخب أوغندا يحلق بعيدا بالصدارة ويضمن تأهله لأمم إفريقيا أما الصراع على البطاقة الثانية كان مثيرا.

والترتيب كان كالتالي:

أوغندا 10 نقاط

تنزانيا 5 نقاط

كاب فيردي 4 نقاط

ليسوتو نقطتان

فوز تنزانيا على ليسوتو الضعيفة في الجولة الخامسة بعد انتصار أوغندا على كاب فيردي سيؤكد تأهل فريق المدرب أمونيكي رسميا لأمم إفريقيا.

لكن سقط نجوم تايفا بهدف دون رد وأصبحت بطاقة التأهل من الصعب خطفها إذ أن تنزانيا ستواجه أوغندا في الجولة الأخيرة.

ورغم ذلك انتصر المنتخب التنزاني بثلاثية دون رد وحجز بطاقة تأهله لأمم إفريقيا للمرة الثانية في تاريخه والأولى بعد غياب دام 39 عاما.

انتصار ثلاثي جاء على حساب فريق لم يستقبل أي هدف في التصفيات حتى الجولة الأخيرة.

وسجل منتخب تنزانيا خلال مشواره بالتصفيات ستة أهداف واستقبل خمسة.

صانع المعجزة

اسم إيمانويل أمونيكي لن يكون غريبا على المصريين أبدا بعدما سبق وأن لعب في الدوري مع الزمالك من 1991 إلى 1994 وحصد معه الدوري ودوري أبطال إفريقيا والسوبر الإفريقي قبل رحيله إلى أوروبا.

مسيرة أمونيكي التدريبية بدأت كمساعد في صفوف الحزم السعودي في عام 2008 قبل أن يصبح مدربا بعد ذلك بعام.

أما انطلاقته في مقعد الرجل الأول جاءت عن طريق الفريق الذي بدأ مسيرته فيه جوليوس بيرجر النيجيري أو الذي يعرف الآن باسم بريدج والذي ينافس في الدرجات الأدنى من الكرة النيجيرية.

ولم يلبث أمونيكي مع بيرجر سوى عام وحيد، ليرحل إلى فريق نيجيري آخر وهو أوشن يونايتد لكنه لم يحقق معه النجاح خلال عامين ليرحل عنه في 2011.

النجاح الأبرز في مسيرة أمونيكي كان مع منتخب نيجيريا تحت 17 عاما الذي قاده لمعانقة الذهب والتتويج بكأس العالم للناشئين تحت 17 عاما في عام 2015 وذلك بعدما ظفر باللقب ذاته في 2013 ولكن كمساعد.

ومن نيحيريا إلى الدوري السوداني عن طريق فريق الخرطوم وحصد أمونيكي معه المركز الخامس في موسم 2017-2018، ذلك قبل أن يصبح محاضرا في كأس العالم 2018 في روسيا.

تولى أمونيكي قيادة تنزانيا في عام 2018 وخلال ثمانية أشهر فقط قادهم للتأهل التاريخي لأمم إفريقيا.

وحينما وقع على عقود تدريبه لنجوم تايفا قال: "أنا مستعد لتلك المهمة الكبيرة، تنزانيا ليست منتخبا كبيرا في كرة القدم في إفريقيا لكنني أتمنى تحويل ذلك الفريق إلى فريق جيد".

أمل المركز الثالث

القرعة لم تكن رحيمة بالمنتخب التنزاني إذ أنه وقع في المجموعة الثالثة بجوار السنغال والجزائر وكينيا.

وسيلعب الفريق مباراتين أمام السنغال ثم كينيا في ملعب الدفاع الجوي، قبل أن يواجه الجزائر في الجولة الثالثة في استاد السلام.

لذا فإن المنتخب التنزاني ربما يحدث مفاجأة أو على أقل تقدير سيحاول حجز المركز الثالث ليتخطى كينيا في ذلك السباق.

وعن احتمالية ملاقاة منتخب بلاده نيجيريا في البطولة والقرعة الصعبة قال: "أنا رجل محترف ولا يهمني إن كنت سألعب أمام أولادي أو والدي، أنا أريد الفوز".

وتابع "لا يمكن أن نخاف من أي شخص وإلا فإننا لا نستحق أن نكون بين الـ24 فريقا في البطولة".

وواصل "سنعمل بقوة ونتحسن ونتعلم من أخطائنا ونقدم أفضل شيء لدينا".

كما أنه علق على تواجده في مصر مرة ثانية وقال: "مصر هي بلدي الثاني، هم يحبونني هنا ويتذكرون ما فعلته مع الزمالك وأنا كذلك أحبهم".

وأضاف "لذا أنا فقط عائد إلى منزلي وأعتقد أن الملايين من المصريين شجعونا لتخطي أوغندا والتأهل لأمم إفريقيا وأثق أنهم سيدعموننا في البطولة كذلك".

لاعبون في الدوري المصري وساماتا

أحد أهم نجوم منتخب تنزانيا يعرفه المصريون جيدا وهو مبوانا ساماتا لاعب مازيبمي الكونغولي السابق الذي واجه الأهلي والزمالك من قبل في دوري أبطال إفريقيا.

يلعب ساماتا صاحب الـ26 عاما حاليا في جنك البلجيكي وهو هداف منتخب بلاده في التصفيات بهدفين.

وسبق له التتويج بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا ممن يلعبون داخل القارة في عام 2015.

وضمن القائمة الأولية التي أعلنها أمونيكي والتي ضمت 39 لاعبا شهدت تواجد العديد من لاعبي الدوري المصري وهم يحيى زايدي مهاجم الإسماعيلي الذي شارك في أربع مباريات مع الفريق.

بالإضافة لشيزا رمضان لاعب خط وسط إنبي والذي لعب ثلاث مباريات.

كما شهدت القائمة ضم لاعب يبلغ من العمر 15 عاما فقط وهو كيلفن بيوس.

وبرر أمونيكي ضم ذلك العدد الضخم من اللاعبين بالإضافة لكيلفن قائلا: "أنا أعد فريقا لخوض أمم إفريقيا وتصفيات كأس أمم إفريقيا للمحليين وسأختار فريقي على هذا الأساس".

وأتم "أما عن ضم كيلفن فأعتقد إنني أريد بناء فريق للمستقبل وعلينا أن نفكر في اللاعبين الشباب وكيف سندفع بهم للاندماج في النظام الخاص بنا".

اختر التشكيل المثالي لكأس الأمم الإفريقية تاريخيًا

اقرأ أيضا:

تأسيس أمم إفريقيا.. العدوان الثلاثي هددها والسودان يحتضن أحلام عبد العزيز سالم

لتخطي أحزانه في مدريد.. رسميا – لوبيتيجي مدربا جديدا لـ إشبيلية

رئيس الزمالك: رأسية بوطيب في مرمى الحدود ستجلب الدوري لنا.. ما حدث اليوم بسبب جروس

ما هي سيناريوهات تتويج الأهلي والزمالك بلقب الدوري

رسميا نهاية الصراع.. بتروجت يهبط والاتحاد ينجو والمصري يضمن المركز الرابع

التعليقات