كتب : محمد يسري | الخميس، 21 مارس 2019 - 11:02

بين لوبيتيجي وسولاري وبيريز.. قراءة في موسم ريال مدريد

فلورنتينو بيريز - ريال مدريد - زيدان

موسم عاني فيها ريال مدريد من تخبط بين قرارات خائطة وأخرى متسرعة، والآن يحاول فلورنتينو بيريز تصحيح أخطاءه لكي يعود الفريق للطريق الصحيح.

ما بين جولين لوبيتيجي وسانتياجو سولاري حتى عودة زين الدين زيدان لتدريب الفريق مرة أخرى افتقد ريال مدريد لعوامل النجاح.

عقب رحيل زيدان بكامل إرداته بعد تحقيق دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي بحث الجميع عن خليفته، ليقع الاختيار على لوبيتيجي مدرب إسبانيا في ذلك التوقيت، ورغم سعادته البعض بهذا القرار لمعرفة لوبيتيجي بأغلب عناصر ريال مدريد لتدريبهم في منتخب إسبانيا أو منتخب الشباب لم تسر الأمور كما يُرام.

لوبيتيجي بدأ فترته مع ريال مدريد وهو يعاني من الضغوط التي جعلته لا يثق في نفسه. قرار خاطئ بالتفاوض مع الفريق الملكي دون علم الاتحاد الإسباني كلفه منصبه كمديرا فنيا للمنتخب وربما يكون قد كلفه لقب كأس العالم نفسه؛ لأن إسبانيا كانت مرشحة وبقوة لتحقيق اللقب.

إقالة لوبيتيجي قبل حوالي 30 ساعة من أولى مباريات إسبانيا في كأس العالم جعلته يخسر كثيرا. وزادت من حجم تحدياته في ريال مدريد.

لم يصبح لوبيتيجي مطالبا بأن يسير في نفس طريق زيدان وحسب؛ بل أصبح يريد أن يثبت خطأ الاتحاد الإسباني.

والقاعدة هُنا بسيطة: مزيد من الضغوط = مزيد من الفشل.

ما زاد الطين بلة هو ما قد يُسمى بضعف شخصية لوبيتيجي في سوق الانتقالات الصيفية.

صحيح أن ريال مدريد يمتلك مجموعة قيمة من اللاعبين، لكن قوام الفريق كان لحاجة للتدعيم؛ حتى في حالة استمرار كريستيانو رونالدو. فكيف سيكون الحال برحيله؟

الصحافة الإسبانية طرحت أسماء مثل: تياجو ألكانتارا ورودريجو مورينو نجمي بايرن ميونيخ وفالنسيا. الثنائي لمع مع لوبيتيجي في منتخب إسبانيا وبمقدورهم تطبيق أفكاره في ريال مدريد، لكن الإدارة لم تتعاقد مع أيا منهما.

حتى مع دق جرس الإنذار بخسارة مباراة أتليتكو مدريد في السوبر الأوروبي لم يضغط لوبيتيجي على الإدارة لضم لاعبين جُدد وكذلك لم تتحرك الإدارة لتدعيم الفريق واكتفوا الطرفين بضم ماريانو دياز في الأيام الأخيرة من فترة الانتقالات.

دياز العائد لـ ريال مدريد بعد موسم مع ليون مهاجم جيد لكنه تقليدي ويجيد اللعب في منطقة الجزاء فقط لا غير، يُسجل الأهداف لكن لا يُسهم في صناعتها مثل كريم بنزيمة أو رودريجو.

أي إن دياز ليس بالخيار الأمثل لـ لوبيتيجي؛ والدليل إنه لم يشارك إلا في مباراة واحدة فقط بشكل أساسي.

مشاكل لوبيتيجي استمرت أيضا مع بداية الموسم وتحديدا في غرفة خلع الملابس.

لم ينقلب اللاعبون على لوبيتيجي لكنه لم يسيطر عليهم بالشكل المطلوب؛ والنتيجة كانت عشوائية تكتيكة من اللاعبين وعدم التزام بالتعليمات وتنفيذ المطلوب في الملعب بدقة، بالإضافة لأسلوب لعب لوبيتيجي الذي أرهق الفريق كثيرا من كثرة التمريرات بعرض الملعب>

وهو الأسلوب المختلف عن أسلوب زيدان الذي يُفضل اللعب مباشر على مرمى الخصم.

ورغم انتصارات ريال مدريد في بداية الموسم المحلي إلا أن الأداء لم يكن بالشكل المطلوب. الأهداف تأتي بالصدفة أحيانا وأحيانا أخرى يتحصل الفريق على نقاط المباريات بعد احتساب ركلات جزاء - شرعية - مثل ما حدث في مباراة جيرونا والتي تفوق فيها الفريق الكتالوني بالطول والعرض حتى تقدم ريال مدريد في النتيجة.

في تلك الفترة لم يحاول لوبيتيجي تطوير الأداء، ومع أول سقوط بعد التعادل مع أتليتك بلباو؛ بدا وكأنه استسلم لفكرة السقوط.

بعد فوز بشق الأنفس على إسبانيول بهدف جاء بعد قرار من حكم الفيديو المساعد دخل ريال مدريد في داومة لم يخرج منها إلا بعد رحيل لوبيتيجي.

خسارة من إشبيلية بثلاثية دون رد خارج سانتياجو بيرنابيو ثم تعادل سلبي مع أتليتكو مدريد تلاها خسارة من سسكا موسكو في روسيا في دوري أبطال ثم خسارة من ألافيس خارج البيرنابيو ثم خسارة من ليفانتي في البيرنابيو!

كل هذه النتائج جاءت قبل الضربة القاضية: الخسارة من برشلونة 5-1 في الكامب نو.

لذا الانفصال وإقالة لوبيتيجي كان النتيجة الطبيعية بعد 14 مباراة فقط والتعاقد مع سولاري الذي كان يعمل لـ ريال مدريد كاستيا.

قد يكون لوبيتيجي ظُلم من قبل بيريز بسبب عدم جلب أسماء كبيرة أو بسبب توقيت الإعلان التعاقد معه لكن لوبيتيجي أيضا ظَلم نفسه بسبب الاستسلام للضغوط وتغيير التشكيل وحتى بالاستخدام الخاطئ للاعبين.

إيسكو على سبيل المثال توهج في الثلث الأخير مع لوبيتيجي في إسبانيا، لكنه لم يستخدمه في نفس المركز في ريال مدريد واعتمد عليه في وسط الملعب.

مارسيلو كان يتقدم للهجوم بشكل غير مبرر ويترك خلفه مساحات كبيرة للمدافع الذي يلعب بجوار سيرخيو راموس؛ لأن راموس كان يتقدم للهجوم أيضا!

تعويض لوبيتيجي بـ سولاري لم يكن القرار الأفضل بكل تأكيد. لكن سولاري كان أذكى بكثير من لوبيتيجي رغم خبرة المدرب الإسباني الأكبر.

سولاري أعاد ترتيب الأوراق. الأطراف لن تتقدم للهجوم بشكل مبالغ فيه، كذلك راموس، مع إضافة لوكاس فاسكيز في الجانب الأيمن من الملعب للمزيد من التوازن بسبب قدرات الجناح الإسباني الدفاعية.

نتائج ترتيب الأوراق جاءت بنتائج رائعة لـ ريال مدريد قياسا بما كان يقدمه مع لوبيتيجي إذ استمر الفريق لـ 6 مباريات دون خسارة في الدوري الإسباني.

سولاري لم يحسن النتائج فقط بل أعطى الفرصة للعديد من اللاعبين الصغار في الفريق: ماركوس يورنتي، فيدي فالفيردي، فينيسيوس جونيور، سيرخيو ريجيلون.

لكن الأمور لم تكن وردية مع سولاري الذي دخل في صدام مع إيسكو ومارسيلو واستبعدهما من التشكيل الأساسي للفريق ولم يكتف بذلك وحسب إذ كشفت التقارير الصحفية عن أنه أخبر إيسكو بعدم مشاركته مع الفريق طوال تواجده على رأس القيادة الفنية للفريق.

ومع ذلك تعاطفت الجماهير مع قرار استبعاد الثنائي الذي أسهم في تحقيق دوري الأبطال 3 مرات متتالية.

إلا أن "أسبوع أسود" أطاح بـ سولاري من ريال مدريد بعد الخسارة ضد برشلونة في إياب نصف نهائي الكأس بثلاثية دون رد - في مباراة قدم فيها الفريق الملكي أداء قد يكون من أفضل ما قدم هذا الموسم بعدما تسابق لاعبوه في إضاعة الفرص - ثم خسر بعدها بأيام من برشلونة أيضا بهدف دون رد في الدوري، قبل أن يتلقى ضربة قوية من أياكس ويخسر في البيرنابيو 4-1 ويودع الأبطال من ربع النهائي رغم إنه فاز ذهابا 2-1.

18 انتصارا وتعادلين و8 هزائم مع سولاري بعد 6 انتصارات و6 هزائم وتعادلين مع لوبيتيجي تجعل سولاري لا يتحمل بشكل كلي موسم ريال مدريد الكارثي خصوصا أنه جاء كمدرب مؤقت من الفريق الثاني ولا يمتلك من الخبرات ما يؤهله لتدريب ريال مدريد -على الأقل في الوقت الحالي- لكنه ومع ذلك أنقذ الفريق من دوامة لوبيتيجي.

وسط كل الأمور الكارثية التي تحدث للفريق اختار بيريز اللجوء لمن يثق به كثيرا: زين الدين زيدان.

بيريز - وعلى غير عادته - لم يكابر؛ وهاتف زيدان ليعود لتدريب الفريق وكأنه يُكفر عن ذنبه في الصيف الماضي بعدم التعاقد مع لاعبين واتخاذ قرارات خاطئة مثل توقيت إعلان التعاقد مع لوبيتيجي.

عودة زيدان في التوقيت الحالي وقبل نهاية الموسم بأقل من شهرين جاءت للملمة الأوراق وتحديد من سيرحل ومن سيبقى.

الآن كل الأمور تشير إلى أن ريال مدريد يخطط لمشروع جديد بقيادة وسيطرة فردية لـ زيدان بعد الضمانات التي حصل عليها من بيريز بحسب ما أشارت الصحافة الإسبانية.

فهل يحقق زيدان نجاحات مثل الولاية الأولى أم تستمر تلك السيناريوهات التي تعرقل مسيرة الفريق؟

اقرأ أيضا:

اتحاد الكرة يعلن تحمله تكاليف علاج عامر عامر

أحمد علي: اسألوا الونش.. لم أمثل للحصول على ركلة جزاء

رئيس الزمالك يعلن "حكام أجانب لمبارياتنا لنهاية الموسم"

اتحاد الكرة يحدد موعد توقف الدوري

مصدر من الزمالك يكشف لـ في الجول إصابة النقاز

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات