كريستيان أم جاريث؟ الإجابة لن تتحدد في ملعب جولف

الإثنين، 25 فبراير 2019 - 23:49

كتب : زكي السعيد

جاريث بيل - كريستيان بيل

كلما سمعت اسم "بيل"، فمَن الشخص الأول الذي يتبادر إلى ذهنك؟ كريستيان أم جاريث؟

كريستيان بيل (45 عاما) ممثل مولود في ويلز، كان مرشحا في الليلة الماضية لنيل جائزة "أوسكار" كأفضل ممثل عن فيلم "Vice" الذي جسّد فيه شخصية ديك تشيني نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ما بين 2001 و2009.

الممثل الفائز سابقا بجائزة الأوسكار عن دوره في فيلم "The Fighter" عام 2011، فشَل في تكرار الإنجاز واكتفى بالترشح هذا العام، مع فوز رامي مالك بالجائزة.

بيل يشتهر بتحولاته المتطرفة في الوزن والهيئة الخارجية لتجسيد شخصياته، إذ خسر ما يقرب من 30 كيلوجراما لأجل فيلم "The Machinist" عام 2004، وفور انتهاء التصوير، عكف بيل على كسب الوزن بشكل سريع والعمل على كتلته العضلية؛ لتصوير "Batman Begins" الجزء الأول من سلسلة "Dark Night"، واكتسب أكثر من 45 كيلوجرامات في ظرف عام من عملية إنزال الوزن العنيفة التي خضع لها!

في إحدى المقابلات الخفيفة، سُئل كريستيان بيل عن تشابه الأسماء الذي يجمعه بـ جاريث بيل لاعب كرة القدم الويلزي، على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بينهما.

بيل –الممثل- ضحك واعترف أن الأمر يسبب له مشكلة: "عندما أهاتف مطعما لحجز طاولة وأسجلها باسم "السيد بيل"، فيسألني الموظف "بيل الشهير؟"، أخبره: "لا، بيل الآخر".

أيهما أكثر شهرة؟ رجل الشاشة أم نفاثة العشب الأخضر؟ الإجابة تتوقف على الاهتمامات الشخصية لكل فرد، إن كنت مهتما بالسينما، فـ كريستيان هو "بيل" الخاص بك، وإن كنت عاشقا لكرة القدم، فلا وجود سوى لـ جاريث في هذه المعادلة.

ومع حقيقة تشابه الاسم ومكان المولد، تبرز حقيقة أخرى: بيل اللاعب ليس بارعا أبدا في التأقلم والتكيُف كما هو الحال مع بيل الممثل.

جناح ريال مدريد يقضي عامه الخامس في العاصمة الإسبانية، ومسألة تأقلمه مع الأجواء المحيطة صارت موضوعا يكثر تناوله في الصحافة هذه الأيام.

البداية مع عدم استخدامه الإسبانية في محادثاته الصحفية خلال كل هذه السنوات، حاوَل ذات مرة في لقاء مع قناة ريال مدريد الرسمية، وظهر متوترا ومتلعثما، ليقرر الهرولة إلى الإنجليزية سريعا، أو الـ "Comfort Zone" في صياغة أخرى.

مايكل جوميز أستاذ اللغة الإسبانية الذي أشرف على تدريس القشتالية لـ بيل، تحدث قبل عامين للقناة السادسة الإسبانية، وأفاد أن مستوى بيل في الإسبانية أعلى مما يظهر في وسائل الإعلام.

واعترف جوميز أن تلميذه بيل يعاني من خوف التحدث بالإسبانية في العلن، خشية أن يخطئ!

"أزمة اللغة" هذه عادت لتطفو على السطح في الأسابيع الماضية عندما ذكر مارسيلو أن تواصله مع بيل في غرفة خلع الملابس يكون دائما في أضيف الحدود وبلغة الإشارة فقط وينحصر في بضع كلمات. (طالع التفاصيل)

لاحقا سلط تيبو كورتوا الضوء على انعزال بيل عن المجموعة، وعدم حضوره عشاء اللاعبين لأنه "ينام مبكرا" على الطريقة البريطانية في بلد يظل أغلب سكانه مستيقظين حتى الساعات الأولى من الصباح. (طالع التفاصيل)

في المباراة الماضية أمام ليفانتي على ملعب سيوتات دي فالنسيا بالدوري الإسباني، بدأ بيل المباراة من على دكة البدلاء لمرة جديدة، وعندما اقترب دخوله، تحوّل الويلزي للتمرد.

سانتياجو سولاري مدرب ريال مدريد أمَر الثلاثي: بيل، ماركو أسينسيو، فيديريكو فالفيردي، بالقيام بعمليات الإحماء، وبديله الأول كان أصغرهم: فالفيردي.

الدفع بـ فالفيردي أثناء التعادل 1-1، أثار غضب بيل وفقا لصحيفة "ماركا"، فكان رد فعله أن توقّف عن الإحماء، وأخبَر بينتوس المعد البدني أنه سيذهب لشرب المياه.

ذهب ولم يعد، بيل اتجه نحو مقاعد البدلاء وجلَس متجاهلا إكمال الإحماء في إشارة سخط بسبب عدم الدفع به كأول استبدال، وضعٌ استمر قرابة الخمس دقائق كاملة دون بوادر عودة للإحماء.

المفاجئ أن المدرب سولاري لم يتخذ موقفا عدائيا من هذا التصرف، واستدعى بيل وأقحمه الملعب في الدقيقة 74، ولم تمض لحظات وتحصّل ريال مدريد على ركلة جزاء، نفّذها بيل بنجاح.

في الاحتفال بهدف الانتصار، عاد بيل ليصنع مشهدا جدليا، ودفع ذراع زميله لوكاس فاسكيز الذي حاول الاحتفال معه، في إشارة واضحة إلى عدم رضاه عن وضعه في الفريق.

صحيفة "ماركا" ذكرت أن غضب بيل لم يكن لأسباب رياضية فقط، بل أنه لا يشعر بالراحة وسط زملائه، خصوصا مع تصريحات مارسيلو، وكشْف كورتوا عن اللقب الذي يطلقونه عليه في غرفة خلع الملابس: "رجل الجولف".

بيل مدمن لرياضة الجولف، مدمن لممارستها ولمشاهدتها.

في 2017، ذكرت صحيفة "إل كونفيديثيال" الإسبانية أن ممارسة الجولف لساعات طويلة سبب في آلام الظهر التي لحقت حينها بـ بيل.

اهتمام بيل بالجولف لا يتوقف، حتى قبل دقائق من مباراة ليفانتي مساء الأحد.

كاميرات "التشيرنجيتو" التقطته أثناء دخوله ملعب سيوتات دي فالنسيا، وهو يشاهد فعاليات مسابقة الجولف المقامة هذه الأيام في المكسيك بكثير من الاهتمام.

صحيفة "سبورت" الكتالونية المنتمية لـ برشلونة، تحيّنت الفرصة وعنونت: "بيل كان غاضبا في مباراة ليفانتي بسبب عدم قدرته متابعة مسابقة الجولف"، مقتبسة مقولة جوسيب بدريرول مقدّمع برنامج "خوجونيس" الذي بَث اللقطة.

في الأيام القليلة المقبلة، يخوض ريال مدريد 3 مباريات في 3 منافسات مختلفة، ومن المستبعد أن يبدأ بيل هذه المباريات الثلاث، بل سيشاهد على الأرجح مراهقا برازيليا يأخذ مكانه في اللحظات الحاسمة.

وحتى يكون "جاريث" بيل قادرا على إنقاذ مسيرته مع ريال مدريد، فعليه أن يبدأ في التأقلم مع المجتمع الإسباني، وأن يستلهم بعض النصائح من مواطنه البريطاني الآخر الذي يحمل نفس الاسم، ليس لتغيير بنيته الجسدية بالضرورة، بل لأن يكون أكثر مرونة.

اقرأ أيضا:

القيعي يعرض خطابا من الأهلي لـ اتحاد الكرة.. "نرفض استبدال لقاء الدوري بالكأس ضد بيراميدز"

مؤمن يعلن فسخ تعاقده مع نادي أحد بالتراضي

صلاح يتحدث عن حلم الطفولة الذي حققه ورسالة للاعبين الشباب

عبد الحفيظ لـ في الجول: منحنا اللاعبين راحة من التدريبات غدا الثلاثاء

بالفيديو – زيدان يحكي قصة أغلى هدف في مسيرته: لم أسجله

التعليقات