جمال الغندور يواجه الشعب الإسباني ويدافع عن نفسه أمام اتهامات السرقة في فيلم وثائقي

الخميس، 03 يناير 2019 - 21:13

كتب : زكي السعيد

جمال الغندور - إسبانيا وكوريا 2002

بطموحات عالية ومستقبل قريب يحمل إنجازا تاريخيا محتملا، دخل جمال الغندور ومنتخب إسبانيا لمباراة 22 يونيو 2002 على ملعب جوانججو في كوريا الجنوبية.. ولكن أي منهما لن يخرج فائزا من هذه المواجهة التي ستطيح بهما سويا من كأس العالم.

الغندور ظهر في يورو 2000 بصفته الحكم غير الأوروبي الوحيد في المسابقة، كان مرشحا لإدارة نهائي كأس العالم 2002، وحياته المهنية ستشهد منعرجا حادا في تلك الأمسية التي شهدت أول وصول آسيوي على الإطلاق للمربع الذهبي لكأس العالم.

محطة "موفي ستار" الإسبانية، وبعد قرابة 17 عاما من تلك المباراة الشهيرة التي جعلت جمال الغندور شيطانا في نظر الإسبان، قررت دعوة الحكم المصري إلى إسبانيا، وإطلاق فيلم وثائقي عن كواليس المباراة المشؤومة.

إسبانيا احتاجت فقط للتغلُب على كوريا الجنوبية الضعيفة للوصول إلى نصف النهائي، خصوصا بعد أن خرجت إيطاليا من ثمن النهائي أمام المنتخب صاحب الأرض وبات طريق مفتوحا للوصول بعيدا.

الوثائقي الصادر تحت عنوان "الآخرون: الغندور العدو"، يستعرض في بدايته مشاهد للحياة اليومية للغندور بما في ذلك طقوسه الدينية، ليبدأ الغندور الدفاع عن نفسه مباشرة:

"أنا مستشار تحكيمي معتمد من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأعطي دورات تحكيمية، كما عملت في التليفزيون لفترة طويلة، أحب تحليل التحكيم، كما رأست لجنة الحكام في مصر".

"الصحافة الإسبانية هاجمتني كثيرا بسبب التحكيم، ولكن في الحقيقة، تلك المباراة واحدة من أفضل المباريات في مسيرتي. أحب إسبانيا، ولم أكن قد زرتها حتى اليوم".

فيما يستضيف الوثائقي لاعبين إسبان من الذين شاركوا في تلك المباراة أمام كوريا، والتي انتهت بفوز الآسيويين بركلات الجزاء الترجيحية بعد التعادل 0-0 خلال الوقتين الأصلي والإضافي.

جايزكا مينديتا يقول: "ما حدث كان سرقة".

فيما يتهكَم فيرناندو مورينتس: "لم يتمتع بالاحترافية، هو يقول إنها أفضل مبارياته، وأنا أتسائل بدوري كيف الحال ببقية المباريات التي أدارها؟!".

مورينتس عانى من شخصيا من قرار تحكيمي خاطئ هو الأكثر شهرة من بين عدة قرارات أخرى مثيرة للجدل، عندما ألغى التريندادي مايكل راجوناث، الذي كان حكما مساعدا ثانيا في هذه المباراة، الهدف بداعي تخطي الكرة للخط النهائي للملعب قبل أن يرسل خواكين العرضية التي جاء منها الهدف، قرار لم يكن صحيحا بالطبع.

لاحقا وفيما أتى من الوثائقي، يسترجع الغندور بداياته مع التحكيم:

"بدأت ممارسة كرة القدم في طفولتي، مركزي كان قلب دفاع، وكنت عنيفا للغاية، أصبت العديد من اللاعبين بتدخلاتي، وتحصلت على البطاقات الحمراء دوما. في إحدى المباريات الودية تعرضت لإصابة، ولذا طلبوا مني أن أتولى التحكيم، أخذت الصافرة وأدرت المباراة، وبعدها أخبروني أنني قمت بعمل مميز وأنه يتوجب علي أن أصير حكما".

"لاحقا قرأت طلبا للحكام في الجريدة، وعندما سُئلت في المقابلة عن سبب رغبتي في أن أصير حكما، أجبتهم برغبتي في الذهاب إلى كأس العالم".

الحقيقة التي يجهلها الكثيرون، ربما من بينهم الإسبان، أن تلك المباراة لم تكن الأولى التي يقودها الغندور لمنتخب إسبانيا في كأس العالم 2002، بل أشرف على تحكيم مواجهة إسبانيا وباراجواي في الدور الأول.

المباراة انتهت بفوز إسبانيا 3-1، والهدف الأخير الذي سجله فيرناندو إييرو من ركلة جزاء، احتاج إلى صافرة الغندور بالطبع:

"أذكر التدخل الذي حدث على راؤول في لقطة ضربة الجزاء، تعرّض للجذب أثناء محاولته التسجيل، وأنا أعلنت عن ركلة جزاء، كان قرارا عظيما".

الحكم المصري يحاول التدليل بتلك اللقطة على أن لا مشكلة بينه وبين الإسبان، ولكن في الواقع، ليست هذه التهمة التي وجهها إليه الإسبان، بل تهمة "التواطؤ مع الكوريين".

يعود مورينتس للظهور في الوثائقي ويقول:

"عندما قمنا بتحليل المنافس قبل المباراة، اعتقدنا أن إيطاليا منافس أقوى من كوريا وأن الفوز عليها سيكون أكثر صعوبة، ولكن من الجلي أننا كنا على خطأ".

الحكم الدولي المصري السابق يكشف حقيقة أنه لم يكن سيقود مباراة إسبانيا وكوريا في الأساس، ولكنه عُين خصيصا لهذه المباراة بعد الأخطاء التحكيمية الشرسة التي أطاحت بإيطاليا من ثمن النهائي أمام كوريا:

"أخبروني أنني سأحكّم مباراة في الدور نصف النهائي، ولكن بعد ما حدث في مباراة كوريا وإيطاليا بالدور ثمن النهائي، تم تعييني لمباراة كوريا وإسبانيا لأنها احتاجت إلى تحكيم مثالي".

الغندور يزور إسبانيا لأول مرة منذ ما حدث في مواجهة 2002:

"لست خائفا، ولكني كنت لأرفض هذه الزيارة قبل 5 سنوات على الأرجح، ليس لدي أي مشكلة الآن".

يعود الغندور لتفاصيل المباراة محاولا الدفاع عن قراراته وإظهار الجانب الصحيح فيما كان هو معنيا به، ويقول عن هدف إيفان إيلجيرا الملغي في الشوط الثاني:

"أطلقت الصافرة قبل دخول الكرة، إيلجيرا ارتكز بذراعه الأيسر على ظهر المدافع".

الوثائقي شهد ظهور لوبيز نيتو الحكم الإسباني الوحيد في كأس العالم 2002، والذي حاول إظهار الدعم لزميله في المهنة.

نيتو يتفق مع الغندور:

"نعم لقد جذبه من القميص، هذا واضح للغاية، الإعادة تؤكد صحة القرار".

قبل أن يؤكد الغندور بدوره:

"لجنة الحكام في الاتحاد الدولي أخبرتني أنني اتخذت القرار الصحيح".

ولكن الغندور لم يجد كذلك مشكلة في الاعتراف بالأخطاء التي حدثت في المباراة:

"في هدف مورينتس، من الجلي أن المباراة لم تخرج. وفي اللعبة الأخيرة من المباراة، كان من الممكن أن أترك إسبانيا تنفّذ الركلة الركنية".

"لجنة الحكام أعطتني تقييم 8,7 عن هذه المباراة".

المشرفون على إنتاج الوثائقي عرضوا بعد ذلك صور الصحافة الإسبانية التي تناولت قرارات الحكم المصري، ليأتي رد فعله غاضبا بشكل واضح:

"هذه الصور مشينة، كيف يرسمون خطوط التسلل؟! إنهم يعرضون اللقطات بتلك الطريقة ليثبتوا أنهم تعرضوا للظلم. ولكن نصحيتي أن يعرضوا اللقطات وقت خروج الكرة، هذه ليست لقطة صحيحة للحديث عن التسلل، يقولون سرقة القرن الأعظم في 100 عام، حسنا، ولكن عليكم أن تجلبوا دليلا قبل أن تتهموا شخصا أنه لص، أحترم مشاعر الناس، ولكن من المبالغ ذكر لفظ لص، أو سرقة، أو جريمة، عند الحديث عن مباراة في كرة القدم، لقد دفعت ثمن أخطاء المساعدين".

ولكنه لا يتخلى بشكل كامل عن مساعده التريندادي الذي ألغى هدف مورينتس:

"مساعدي الثاني كان أحد أفضل الحكام في البطولة حتى خطأ الهدف الثاني".

بالعودة إلى مينديتا، يوجه نجم فالنسيا السابق اتهامات صريحة لأحد الحكام المساعدين في هذه المباراة:

"لقد دفعوا له الأموال حتى يسمح بالفريق المضيف بالذهاب إلى أبعد نقطة في البطولة، لقد أعطوه سيارة".

الغندور نفى ذلك، وخصص الحديث أكثر عن نفسه:

"لم أتلق أي أموال من الكوريين، لم أتحيز في تحكيمي لأي منتخب، أنا مسلم، وأعرف كيف أفرّق بين ما هو حلال وما هو حرام".

من جانبه، يظهر كوكي كونتريراس حارس مرمى إسبانيا الاحتياطي خلال كأس العالم 2002 في هذا الوثائقي، ويذكّر الغندور أنه أخطأ بعدم إعادة ركلة جزاء خواكين سانشيز الترجيحية التي ضاعت وتسببت بخروج إسبانيا بعد تصدي الحارس الكوري لها.

والغندور يعترف:

"القوانين تشير إلى ضرورة إعادتها، لو تواجدت تقنية الفيديو حينها، لما حدثت الأخطاء".

الوثائقي ينتهي على جملة من فم الغندور: "أنا مرتاح الضمير".

اقرأ أيضا:

قائمة الأهلي - ضم كل الصفقات الجديدة للقاء بيراميدز.. ظهور كوليبالي وغياب صالح ومؤمن

ميدو يجيب لـ في الجول عن سبب عدم قيادة الوحدة في الكأس "المفاوضات في مراحل متقدمة"

بالفيديو – بتروجيت أول المتأهلين لنصف نهائي كأس مصر بثنائية ماو في إنبي

الأهلي ضد بيراميدز - معوض لـ في الجول: نهاية الأزمات تمنح التفوق للأحمر الذي سيفوز أيضا بالدوري

العين لـ في الجول: 10 ملايين يورو قيمة شرط الشحات الجزائي.. وهناك عرض من "منافس الأهلي"

التعليقات