كتب : أحمد سعيد | الخميس، 20 نوفمبر 2014 - 12:26

للمبتدئين والتقليديين .. كيف تختار مدربا في 5 خطوات؟

شحاتة

حسمت الأجزاء المتحضرة من عالم كرة القدم أمرها منذ سنين حينما يتعلق الأمر باختيار مدرب.

هناك، بالطبع، بعضهم ممن لايزال يعمل بالطرق القديمة (أندية كثيرة في إيطاليا على سبيل المثال) ولكن أغلبهم بات لديه وصفة واضحة من خمس خطوات تجعل نتيجة الاختيار أقرب للنجاح، وإن لا تمنع الفشل بنسبة تماما بطبيعة الحال.

ولكن قبل التطرق إلى هذه الخطوات الخمس، ربما تجدر الإشارة أولا إلى أكبر خطأ يقع فيه مسؤولو الكرة في الأندية والمنتخبات المصرية حينما يشرعون في هذه المهمة الصعبة.

مصري أم أجنبي؟

أتفهم هذا السؤال في بلدان أو أندية لديها تقاليد ما تتعلق بضرورة وجود مدرب وطني، ما يجعل فكرة مدير فني أجنبي حدث مستقل بذاته، ويستحق الطرح والمناقشة العامة. أما في مصر، فلدينا تاريخ من المدربين الأجانب الذين عملوا مع المنتخبات والأندية، وبالتالي فإن الانطلاق من هذا السؤال غير ذي جدوى.

إذن، ما هي الخطوات الخمس التي ينطلق منها خبراء التعاقدات الناجحة مع المديرين الفنيين؟ (ملحوظة: لا أتطرق هنا إلى المبالغ المالية المطلوبة للمدرب المرشح، لأن في حال عدم وجود ميزانية للتنفيذ، يفقد كل ما يلي معناه)

أولا: تحديد الهدف

إذا كان الهدف هو تجنب الهبوط من الدوري الممتاز، فأنت تحتاج مدربا مختلفا تماما عما إذا أردت الفوز باللقب. النوع الأول ليس "أفضل" أو "أسوأ" من الثاني، هو ببساطة مختلف.

الأول معتاد على التعامل مع لاعبين متوسطي المستوى، يستطيع انتشال فريقه من الإحباط في حال حدوث كبوة الهزائم المتكررة، خبير في استغلال اندفاع كبار البطولة، أما الثاني عليه التعامل مع ضغوط جماهيرية وإعلامية أكبر، متمكن من فك دفاعات تتكتل أمامه كل مباراة، يجيد توظيف النجوم .. هكذا.

حسن شحاتة على سبيل المثال نجح مع فرق مختلفة في دوري الدرجة الثانية المصري لأن جميعهم كان لديهم هدف "الصعود"، ولكنه لم يكمل كثيرا مع هذه الفرق في الدوري الممتاز لأن هدف "البقاء" ربما لا يناسب شخصيته أو قدراته كمدرب.

الأمر لا يختلف في المنتخبات، المدربون المهرة في التأهل إلى البطولات الكبرى والفوز بها، يختلفون تماما عن المدربين الخبراء في ادارة منتخبات التمثيل المشرف .. كما أن المنتخبات التي تتمتع بقاعدة اختيار واسعة من اللاعبين الأكفاء، تختلف عن المنتخبات المرتكزة على عدد محدود من النجوم.

ثانيا: وضع الفريق

هناك أندية دائما ما يكون هدفها الفوز باللقب، ولكن الفريق لا يساعد على تحقيق هذا الهدف. فمانشستر يونايتد على سبيل المثال دائما وأبدا سيكون هدفه الدوري الإنجليزي، ولكن هل وضع الفريق حاليا مهيأ لتحقيق الهدف؟

اختيار مدرب مانشستر يونايتد لتحقيق هدف البطولة بفريق مكون من فيل جونز، ورافايل، وأنطونيو فالنسيا يختلف تماما عن اختياره أثناء وجود ريان جيجز وبول سكولز وديفيد بيكام واديوين فان ديرسار وريو فرديناند في قمة مستواهم.

لا أظن أن هناك من سيختلف عن أن هدف منتخب مصر سيظل دائما هو التأهل إلى كل نسخ كأس الأمم الإفريقية، بل والفوز بها أيضا. ولكن هل هو فريق يلمع من كثرة نجومه فيحتاج إلى خبير خططي يجيد توظيفهم أم ينبغي البحث عن رجل ماهر في صقل المواهب وإزاحة الغبار عمن قد يصبحوا نجوما؟

ثالثا: ما هي قيمنا؟ كيف نعمل؟

يمكن لإدارة النادي أو المنتخب التوصل إلى مدرب يستطيع تحقيق الهدف، ويعلم كيفية التعامل مع وضع الفريق، ولكن العلاقة تفشل فشلا ذريعا بسبب اختلاف القيم وأسلوب العمل.

لا يمكن لمدرب عصبي، حاد اللسان، يتورط في شجار اعلامي او جماهيري كل مباراة، أن ينجح في ناد يتبنى صورة محافظة تقوم على الظهور الاعلامي الكلاسيكي وعدم الدخول في سجالات مع المنافسين.

النادي الذي يضع الحفاظ على نجومه على رأس أولوياته، لن يستطيع التعامل مع مدرب قوي الشخصية، لا يهتم كثيرا بأسماء النجوم أو الغضب الجماهيري. هل تتخيل روما في أيام قمة مجد فرانشيسكو توتي يتعاقد مع مدرب قد يطلب بيع هذا النجم الأسطوري؟ لا أظن.

رابعا: المقابلة الشخصية

نعم .. يعقد رؤساء الأندية أو المديرون الرياضيون مقابلات شخصية للمدربين المرشحين تشبه كثيرا المقابلات التي يخوضها أي شخص مرشح لأي وظيفة في شركة أو بنك. هذه المقابلات يتم فيها مناقشة كل التفاصيل المتعلقة بالمنصب، بما في ذلك بالطبع الأهداف، ووضع الفريق، والقيم وطريقة العمل.

هذه المقابلات يتم فيها الاستفسار بشكل مباشر من المدرب عن فلسفلته في التعامل مع بعض التحديات التي تواجه الفريق: ما طريقتك في تهدئة الجماهير الغاضبة؟ كيف تتعامل مع نجم غير ملتزم؟ هل لديك تحفظات على الجهاز الفني المعاون؟ إذا رأيت خطأ من الادارة، هل ستناقشه داخليا أم ستتحدث في الاعلام؟

تمثل المقابلات الشخصية أيضا فرصة لإعلام المدرب بأي طلبات استثنائية للنادي. فرغبة مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك في اللعب برأسي حربة كانت يمكن ألا تصبح مشكلة مع حسام حسن إذا كان أفصح له عن هذا الأمر في مقابلة شخصية "قبل" تعيينه، بدلا من أن يفاجئه بها في التليفزيون "بعد" أول مباراة له!

خامسا: ما هي معايير النجاح والفشل؟

إذا كنت تظن أن تحديد الهدف بوضوح (الخطوة الأولى) يعني بالضرورة أن معايير النجاح في تحقيقه واضحة، فدعني أسألك هذا السؤال: "هدف مصر كان التأهل إلى كأس الأمم الإفريقية 2015. فهل يعتبر شوقي غريب حقق الهدف إذا تأهل بعد كل هذه الحسابات عبر الفوز على تونس 2-صفر في أخر مباراة؟"

بعضهم سيجيب "نعم" حققه، لأن التأهل يظل تأهلا بغض النظر عن كيفية تحقيقه. أخرون سيردون "لا" لم يحققه، لأن التأهل بسبب لعب الجميع لمصلحتك والتعلق بقشة حتى الدقيقة الأخيرة لا يناسب مصر، لأننا طريقنا للتأهل لا ينبغي أن يمر عبر أفضل ثوالث من الأساس.

ينبغي أن يكون النادي أو المنتخب واضحا وصريحا مع المدرب في كيفية تقييم النجاح، وبالتالي كيفية قياسه على مدار الموسم أو فترة التعاقد. فالاتفاق على طرق التقييم كان سيمنع إقالة حسام حسن بعد ثلاث مباريات، أو عدم التجديد لمانويل جوزيه في فترته الأولى مع الأهلي على الرغم من فوزه بدوري أبطال إفريقيا.

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات