كتب : أحمد سعيد | الأربعاء، 09 يوليه 2014 - 01:14

لماذا "7" بدلا من "3"؟

البرازيل

طالما اعتقدت أن الفوز بنتيجة 3-1 هي النتيجة المثلى لمباراة كرة قدم قوية تتسم بالتنافس والندية.

فنتيجة 3-1 بها فارق هدفين، وهو فارق يؤكد تفوق المنتصر بخلاف الفوز بمجرد هدف الذي قد يعطي إحساسا بأن النصر جاء بقدر من الحظ، وأيضا لا يصل الفارق فيها إلى ثلاثة أهداف فتتحول إلى نتيجة ثقيلة على الخاسر.

هي أيضا أفضل من 2-صفر لأن الأخيرة تتكرر كثيرا، وأفضل من 4-2 التي تعد نقطة البداية لعنوان "مهرجان أهداف" الذي يحبه المصريون، فيتحول الاهتمام عن الانتصار نفسه إلى تعداد ومقارنة الأهداف بعضها ببعض.

في الأحوال العادية، فإن نصف نهائي كأس العالم بين ألمانيا والبرازيل هو الحدث المناسب لتحقيق 3-1 مثالية، وهي النتيجة التي توقعتها شخصيا قبل المباراة لصالح الألمان، الذين أراهم من قبل انطلاق المونديال المرشح الأول للقب (رغم أمنياتي اليائسة بمفاجأة تحققها فرنسا).

ولكن لماذا جاء فوز ألمانيا بنتيجة 7-1 أكثر ملائمة للحدث؟ أو كي أكون أكثر دقة: لماذا جاءت خسارة البرازيل 7-1 أكثر تعبيرا دقيقا عن هذه المرحلة في تاريخ السامبا؟

الرقم 7 رقم له دلالات كثيرة في الأديان، والتاريخ، والأدب، والموسيقى، والأساطير الشعبية.. ولا أظن أن عددا حظى باهتمام وبحث بقدر هذا الرقم السحري.

رقم 7 عند المصريين القدماء كان يرمز إلى اكتمال دورة الحياة، والعودة إلى نقطة البداية.

أظن أن الوقت حان للبرازيل كي تبدأ بمدير فني شاب.

مدرب شاب، مختلف، يستطيع أن يستعيد سحر الكرة البرازيلية، ويقدم لجمهورها من مناجم المواهب وجوها تستحق أن تحمل لقب "مهاجم برازيلي" بدلا من فريد وهالك وحارس مرمى يلعب على الأقل أساسيا في ناديه.

رقم 7 هو الحظ متمثلا في الزهر (المكعب نفسه + 6 وجوه)، والبرازيل اعتمدت عليه كثيرا، إما في أداء لاعب، أو خطأ خصم، أو بقوة دفع الجمهور. أين برازيل 94 التي كانت تهيمن على المستطيل الأخضر بغض النظر عن المنافس والتي كانت تخلق خمس فرص للتهديف مقابل كل هدف يحرمها منه الحظ؟

وربما احتاج البرازيليون أيضا لـ7 اهداف في شباكهم من داخل منطقة الجزاء، منها اثنين أو ثلاثة بعد تمريرات قصيرة سريعة في الصندوق، كي يدركوا أن العالم تغير في غير مصلحتهم، وأن ما كانت تتميز به البرازيل انتقل إلى خصومهم الاوروبيين. فملوك التمرير القصير والمرواغة تلقوا سبعة أهداف من ملوك اللعب المباشر والاداء الجاف.

يقولون فلان يمتلك 7 أرواح تعبيرا عن قدراته على تخطي مواقف صعبة والعودة من حيث اعتبره الأخرون ميتا. واستهلك البرازيليون كل الأرواح السبعة المتاحة قبل لقاء ألمانيا: تخطوا كرواتيا بصعوبة شديدة في الافتتاح، تعادلوا مع المكسيك سلبيا، ثم عبروا تشيلسي بركلات الترجيح، قبل الفوز بفارق هدف يتيم على كولومبيا .. كان صعبا استدعاء أرواح جديدة أمام الألمان.

لو كانت انتهت المباراة بنتيجة 3-1 لألمانيا، ربما لم يكن سينتبه البرازيليون إلى كل هذه الأمور، فهي في النهاية النتيجة المثلى التي تعبر عن مباراة قوية بها ندية وتنافسية .. ولكن البرازيل تحتاج أكثر من هذا، تحتاج 7 لطمات على الوجه كي لا تستكين للأمر الواقع وتبحث عن رونالدو ودونجا جديدين.

--

أحمد سعيد على تويتر

asaied

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات