كتب : سامح الخطيب | الأحد، 15 مايو 2005 - 11:11

الرجل الذكي .. يعرف متى يرحل!

توقعت منذ منتصف الموسم الحالي ألا يستمر بول لوجين في منصبه كمدير فني لفريق أوليمبيك ليون الفرنسي ، فقد توسمت فيه الذكاء وسرعة البديهة ، فهو كمدرب مخضرم استطاع أن يفطن بحكم خبرته الطويلة في الدوري الفرنسي إلى أن دوام الحال من المحال ، وأن ليون لن يستطيع الاحتفاظ باللقب لأعوام أخرى.

وعلى الرغم من أن لوجين شخصيا أرجع قرار تركه ليون إلى رغبته العميقة في خوض تجربة جديدة وتحد جديد في مكان آخر بعيدا عن فرنسا ، إلا أن هناك أسابا أخرى وراء قراره بالرحيل عن حامل اللقب.

لوجين يعرف جيدا أن ما فعله يعد إنجازا بكل المقاييس ، لأن أيا من الأندية الفرنسية لم يحقق لقب الدوري لأربعة مواسم متتالية باستثناء سانت إتيان ومرسيليا ، وهو أمر معروف عن هذه البطولة ، فصاحب اللقب دائما يبقى غير معلن حتى اللحظات الأخيرة ، كما أن وصول ليون إلى دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا هو أيضا أحد الإنجازات التي تحسب للوجين نظرا لخلو تاريخ الفريق من أي ألقاب أوروبية.

ومهما كانت الإغراءات المادية التي عرضها ليون على مدربه التاريخي ، فقد كان على لوجين الرحيل ، فأي فريق في العالم يصل إلى قمة تألقه يجب أن يعقب ذلك سنوات ضعف ، يتقهقر فيها الفريق ويبتعد عن المقدمة ولذلك عدة أسباب.

في البداية تتهافت الفرق المنافسة محليا والفريق الأجنبية في خطف جوم الفريق البطل ، وتظل تلوح لهم بالعقود الخيالية والبطولات المختلفة التي سيظهر فيها اللاعب حتى يخضع لتلك الضغوط ويرحل عن الفريق ، وبالتالي يبدأ الفريق الذي صنع نجوما كبارا في البحث عن وجوه جديدة وتحدث عملية الإحلال والتبديل التي قد تأخذ فترة تتراوح مدتها بين الموسم والثلاثة وهو ما يرجع لمدى توافق وانسجام اللاعبين مع بعضهم البعض ومع المدرب.

أما بالنسبة للاعبين المستمرين مع الفريق منذ البداية فأكبر آفة تصيبهم هي افتقاد الحماس والرغبة في الفوز ، الذي يدخل من باب احتكار البطولة لأربعة مواسم متتالية ، فعادة عند تحقيق إنجاز تاريخي مثل الذي حققه ليون يبدأ اللاعبون في الملل لأنه لم عدد هناك ما يحققونه لأنهم أبطال بالفعل ، كما أن الإنجاز لم يعد جديدا عليهم ، وبالتالي يطل شبح التراخي واللامبالاة على آداء الفريق.

وبالفعل بدأت العروض تنهال على لاعبي ليون فالغاني ميشيل إيسين مطلوب في تشيلسي الإنجليزي ، وفلورنت مالودا لاعب خط وسط الفريق المهاجم مطلوب أيضا في مانشستر يونايتد والإنتر الإيطالي ، بالإضافة إلى قائد الفريق سيدني جوفو الذي أعلن في أبريل الماضي إنه لم يبق مع الفريق في الموسم المقبل رغم ارتباطه بعقد مع النادي حتى يونيو 2008.

وجهة نظري هذه ليست تشائما ولا تنجيم ولكنها رؤية مستقبلية لما قد يحدث لليون في الأعوام القادمة ، ولكن في النهاية تبقى خطوة لوجين بالرحيل عن الفريق خطوة سليمة مائة بالمائة ، لأن هذا المدرب المتميز قادر على تحقيق إنجازات أكبر مع أي فريق سيتولى تدريبه في الفترة المقبلة ، ويكفيه إنه ترك الدوري الفرنسي بعد أن أصبح ثالث مدرب في تاريخ الكرة الفرنسية يحرز بطولة الدوري ثلاثة مواسم متتالية بعد ألبير باتو الذي فاز باللقب أربع مرات متتالية وروبير ايربين الذي حققه أيضا ثلاث مرات.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات