كتب : سامح الخطيب | الإثنين، 31 يناير 2005 - 12:25

بعد "اليد" .. دعونا نتشاءم!

تابعت بشغف مباريات المنتخب المصري لكرة اليد في مونديال تونس 2005 ، وتحمست في بداية البطولة للمنتخب المصري ، ربما أكثر من اللازم ، أن يحقق الفريق مركزا متقدما في البطولة ، مثل مونديال اليابان عام 1997 الذي حقق فيه المنتخب المركز السادس.

وكنت أخادع نفسي ، ولا أستمع إلى تعليقات بعض الأصدقاء التي تدعو إلى الإحباط ، بسبب اقتناعهم وإصرارهم على أن هذا المنتخب منهزم قبل أن يسافر إلى تونس ، وكانت حجتهم الدائمة هي غياب العديد من نجوم هذه اللعبة عن الفريق سواء للإصابة أو بسبب اعتزالهم اللعب الدولي ، بالإضافة إلى سوء نتائجه مؤخرا على المستوى الدولي.

وأصررت على موقفي ، ليس فقط لأن تاريخ منتخبنا مشرف في هذه اللعبة ، من مونديال مصر 1999 الذي حصلنا فيه على المركز السابع ، ومونديال فرنسا2001 الذي وصلنا فيه إلى رابع العالم ، ولكن لأن هناك أسبابا دفعتني إلى ذلك.

فأنا مقتنع تماما بأن غياب لاعب أو اثنين أو حتي عشرة عن المنتخب ليس هو السبب في الإخفاق ، فكرة اليد لعبة جماعية ، ومفهومي عن اللعبة الجماعية هو وجود عدد من اللاعبين داخل الملعب يؤدي كل منهم دوره سواء في الهجوم أو الدفاع ، وعند غياب لاعب أي لاعب يكون دائما هناك البديل.

ودعونا نترك نغمة البديل الجاهز ومستوى البديل لأن هذا بصراحة "كلام فارغ: لا يجب أن ينطبق على بلد بها أكثر من 70 مليون مواطن ويقدر عدد ممارسي كرة اليد فيها بالآلاف.

من ناحية أخرى ، كانت الظروف جميعها في صف المنتخب المصري في هذه البطولة ، بداية من إقامتها في بلد ليس بغريب عنا هو تونس ، ثم أن القرعة خدمت مصر بشكل كبير بوجود منتخبين ضعيفين نسبيا معنا في المجموعة هما قطر والبرازيل ، لأن مستواهما معروف في لعبة كرة اليد ، وبالتالي ، تنحصر المنافسة على قمة المجموعة تلقائيا بين المصريين مع كل من ألمانيا ويوجوسلافيا والنرويج ، مع الوضع في الاعتبار أن منتخب ألمانيا الذي خسرنا أمامه أولى مبارياتنا في المونديال يمر هو الآخر بنفس ظروفنا من حيث تجديد دمائه بمجموعة من الشباب وغياب عدد من عمالقته.

المهم ، نأتي لنقطة أخرى ، وهي وجود الدكتور حسن مصطفي الآن على رأس الاتحاد الدولي لكرة اليد ، فلا ننكر أننا عانينا في بعض البطولات وبعض المباريات في الماضي من مستوى التحكيم الذي يجامل أحيانا القوى الكبرى في هذه اللعبة ، وخاصة في حالة وصولنا إلى الأدوار النهائية ، ولكن كنت أظن أن هذه المشكلة ستحل تماما بسبب وجود حسن مصطفي في منصبه هذا ، بحكم أن علاقاته الجيدة مع مختلف أعضاء ومسئولي لجان الاتحاد الدولي ، ولكن التحكيم لم يكن ضدنا في هذه البطولة على الإطلاق.

ويبقى المسمار الأخير في نعش المنتخب الذي لم يشرفنا في مونديال 2005 حيث قدم أمام النرويج مباراة في غاية الرعونة والسلبية ، وشعرت وأنا أتابعها إن اللاعبين أنفسهم لا يدركون أهمية المهمة التي نزلوا إلى الملعب من أجلها ، بل ربما استمعوا إلى كلام بعض النقاد الذين أوهموهم بأن التعادل قد يصعد بنا إلى الدور الثاني ، ويبدو أنهم لعبوا فعلا على هذا الأساس ، فانتظرتهم الخسارة ، لأن الدرس الذي لا تتعلمه الكرة المصرية أبدا في مختلف اللعبات الجماعية يقول إنك لو لعبت على الفوز فقد تخسر أو تنهزم ، ولكن إذا لعبت على التعادل فأنت خاسر لا محالة.

والآن ، وبعد أن انفض "المولد" ، وانتهى الدور الأول للمونديال التونسي ، ولم يبق من ممثلي العرب سوى تونس صاحبة الأرض التي لا أتوقع لها أكثر من الدور الثاني ، يبقى سؤال مهم هو : هل مونديال تونس 2005 هو بداية النهاية لمنتخبنا؟ أم أن النهاية بدأت بالفعل منذ حصولنا على المركز الرابع عشر في مونديال البرتغال 2003 ، ثم المركز الثاني عشر والأخير في أوليمبياد سيدني 2004؟!

الحقيقة أن الرياضة المصرية في غنى عن مزيد من الانتكاسات خصوصا في الألعاب الجماعية التي لها الفضل الأكبر في إصابة عدد لا بأس به من أبناء الشعب المصري بضغط الدم والأزمات القلبية.

ولا ننسى في إطار الحديث عن اللعبات الجماعية الإشارة ، ليس إلى كرة القدم ، ولكن إلى فضيحة فريق كرة السلة بنادي الزمالك واستعراض "البلطجة" المصرية الذي قدمه اللاعبون في بطولة دبي الودية الدولية والتي حرم على أثرها هذا الفريق من المشاركة في البطولات العربية لموسم واحد بالإضافة إلى حرمان خمسة من لاعبيه من المشاركة مع المنتخب لمدة عام.

دعوني أتشاءم من فضلكم ، خاصة وأنه لم يعد أمامنا إلا بضعة أسابيع على مباراة مصر وليبيا في تصفيات مونديال ألمانيا 2006 لكرة القدم ، وعندها أخشى أن ننشر سويا نعي الرياضة الجماعية في مصر ، وأغلب الظن أنه سيكون "نعيا بالألوان" ، حتى يليق بتاريخنا وحضارتنا التي لا نمل من التفاخر بها دون تحقيق أي إنجاز يذكر.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات