كتب : سامح الخطيب | الإثنين، 04 أكتوبر 2004 - 15:57

ريال مدريد .. وأمراض الشيخوخة!

ما يحدث لفريق ريال مدريد الإسباني هذا الموسم لم يكن يتوقعه أحد على الإطلاق ، إلا أنني في الواقع ألتمس كل العذر للمارد المدريدي الذى يحمل فى جعبته 28 لقب للدورى المحلى وتسعة ألقاب لدورى الأبطال الأوروبى و17 لقبا لكأس إسبانيا وخمسة ألقاب لكأس السوبر الإسباني ، بالإضافة إلى كأس السوبر الأوروبى وكأس الأنتركونتيننتال مرة واحدة.

وقد لا يتفق معى الكثيرون فى رأيي ، حيث يرى معظم متابعى الكرة الإسبانية أن هذا الفريق ذهب بلا عودة ، وأن سقوطه نتيجة غرور نجومه العالميين أو تقاعسهم عن تقديم أفضل ما عندهم فى الملعب نتيجة لهثهم وراء الإعلانات التى تدر عليهم ملايين الدولارت ، ولكنى أرى الموضوع من زاوية أخرى.

ما يحدث لفريق مثل ريال مدريد أمر طبيعى جدا ، فهذا الفريق - رغم ما يضمه من أسماء وما يملكه من إمكانيات مادية وشعبية طاغية - فإنه يضم بين صفوفه سبعة لاعبين أساسيين وصلوا لسن الثلاثين ، بل وتخطوها ، وهو زين الدين زيدان (32) ، لويس فيجو (32) ، روبرتو كارلوس (31 ) ، ميشيل سالجادو (30) ، إيفان هليجييرا (30) ، ألبرت ساليدس (30) ، وديفيد بيكام (30) .

وإذا حللنا هذه الأعمار سنصل إلى أن أكثر من 70 % من لاعبى الفريق قد ودعوا أفضل فترات عطائهم فى الملاعب ، ولا أحد ينكر أن هؤلاء اللاعبين قد اكتسبوا خبرات كبيرة من خلال لعبهم سابقا لأفضل أندية أوروبا ومشاركتهم فى منتخبات بلادهم ، ولكن كل هذا لا يجب أن يصرف انتباهنا عن حقيقة لا مفر مها وهى أن الزمن يمر كما أن لكل وقت رجاله ، بمعنى أنه لا يمكن أن يظل البطل بطلا طوال الوقت ولا النجم متألقا على الدوام وهو ما يحدث للاعبى الريال حاليا.

وعلى سبيل المثال لا الحصر ، لدينا لاعب مثل لويس فيجو ، فعندما خطفه ريال مدريد من برشلونة كان فى قمة عطائه وأعطى الفريق الكثير والكثير ولكن مستواه حاليا فى هبوط مستمر وهو ما دفع إدارة النادى إلى عدم تجديد عقده الذى ينتهى فى يناير المقبل ، كذلك الفرنسى زين الدين زيدان الذى وفد إلى مدريد قبل ثلاثة أعوام قادما من اليوفنتوس بعد فترة إحباط طويلة فى إيطاليا فقد قدم أفضل ما عنده خلال المواسم القليلة الماضية وفاز مع الفريق بجميع الألقاب المحلية والأوروبية ما عدا كأس ملك إسبانيا وهو ما يصل بنا لنتيجة واحدة وهى أن هذا الفريق بات فى حاجة لتجديد شبابه.

نعم ، لقد وصل ريال مدريد إلى مرحلة يجب عليه فيها أن يستعيد شبابه عن طريق ناشئيه الذى اصيبوا بالإحباط نتيجة سياسة رئيس النادى فى استقدام الأسماء الكبيرة اللامعة "سابقة التجهيز" وقيامه بإعارة ناشئي النادى إلى اندية الدرجة الثانية أو أندية أخرى صغيرة خارج اسبانيا حتى يضمنوا عدم وقوف أى من هؤلاء اللاعبين فى طريق الفريق مثل ما حدث ما فرناندو موريينتس فى الموسم الماضى حين أخرج المارد المدريدى من دور الثمانية لدورى أبطال أوروبا خلال فترة إعارته لنادى موناكو الفرنسى.

ولعلى ما زلت أذكر طريقة وصول الحارس المتميز إيكار كاسياس إلى التشكيلة الاساسية للفريق حين اصيب الحارس الاساسى للريال فى إحدى مباريات دورى أبطال أوروبا واضطر الجهاز الفنى للاستعانة به كبديل أثبت كفاءة وجدارة استحق عليها أحترام الجميع آنذاك.

ولا أبالغ إذا قلت أنني متفائل بقدرة ريال مدريد هذا الموسم على استعادة شيء من توازنه خلال المراحل القادمة من الدورى بالإضافة إلى وصوله لمراحل متقدمة فى دورى الأبطال الأوروبى وذلك بفضل لاعبيه الشباب أمثال راؤول برافو (23) الذى اثبت كفاءة عالية خلال مشاركته مع منتخب اسبانيا فى كأس الأمم الأوروبية الأخيرة فى البرتغال وجوناثان وودجيت (24) ومايكل اوين (25 ) وفرانشسكو بافون (24) وغيرهم.

باختصار لقد بلغ الريال مرحلة الشيخوخة الكروية والتى تأتى مبكرا عن الشيخوخة العادية التى نعرفها فى حياتنا الطبيعية ويجب عليه تجديد دمائه والخروج من عباءة الأسماء الكبيرة الجذابة والاعتماد على اللاعبين الذين يتمنون إثبات ذاتهم فى ناد مثل "نادى القرن الأوروبى" ، والمهارة هنا فى ألا تأخذ هذه المرحلة فترة طويلة لأنها قد تستغرق فى بعض الأحيان مواسم طويلة ، وفى أحيان أخرى عدة مباريات.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات