كتب : سامح الخطيب | الأحد، 26 ديسمبر 2004 - 16:37

"خليجي 17" .. والتجربة القطرية

استمتعت كثيرا بمشاهدة نهائي دورة كأس الخليج الـ17 لكرة القدم بين منتخبي قطر وعمان ، وعلى الرغم من اقتناعي التام بحق المنتخب العماني في الفوز باللقب ، فإنني لم أدع فوز "العنابي" باللقب عن طريق ضربات الترجيح يفسد علي سعادتي بمستوى الكرة التي شاهدتها على مدار مباريات البطولة.

حقا لقد كان النهائي ممتعا وسريعا ومليئا باللمسات الفنية الجيدة ، والأجمل من ذلك هي روح المنافسة لدى الفريقين والتي استمرت حتى الثواني الأخيرة من اللقاء ، بل وحتى أثناء ضربات الترجيح.

والحقيقة أن ما أفسد بالفعل فرحتي بالمشاهدة هو أنني في هذا الوقت نفسه تذكرت الحال الذي وصلت إليه الكرة المصرية ، وبالذات المنتخب المصري ، فقد تخيلت لاعبينا المحترفين والمحليين في مواجهة أى من المنتخبين المتنافسين على اللقب ، وعلى الفور أدركت مدى الفارق الكبير الذي اتسع عاما بعد عام بيننا وبين الكرة الخليجية.

قد تتفقون معي في أن أيا من الفريقين ، قطر وعمان ، قادر وبكل جدارة على الفوز على المنتخب المصري الذي تراجع سنوات وسنوات بفضل سياسة التخبط واللا وعى في إدارة الكرة المصرية.

فالحق يقال إن الخليجيين استطاعوا تطوير أنفسهم في سنوات قليلة بالمساعدات الأجنبية والتي لا تتمثل فقط في المدربين الأكفاء ، ولكن لنأخذ مثلا التجربة القطرية ، حيث ضم الدوري القطري خلال السنتين الماضيتين العديد من لاعبي العالم من إسبانيا وفرنسا وهولندا والبرازيل وغيرهم ، وذلك بهدف توفير احتكاك قوى وإكساب اللاعبين خبرة دولية رويدا رويدا.

واستكمالا للحديث عن المنتخب القطري ، الذي أكن له كل الاحترام لأنه استطاع "لملمة" نفسه في بضعة أسابيع عقب الخروج من الدور الأول لنهائيات كأس الأمم الآسيوية والإستغناء عن "المتحذلق" الفرنسي فيليب تروسييه ، فإن الفريق لم ييأس ولم يركن إلى ظروفه العثرة بل حقق لقبا غاليا غاب عنه طوال 14 عاما بفضل عزيمة لاعبيه وإصرارهم على تقديم أنفسهم كأبناء لقطر وليسوا أبناء لتروسييه.

وعند الحديث عن الكرة الخليجية ، وتحديدا نهائي "خليجي 17" ، لا يفوتني التعبير عن خالص اعتزازي بالمنتخب العماني الذي رفض في هذه البطولة دور "الكومبارس" الذي تتحين باقي الفرق الفرصة للإجهاز عليه ، واقتنص دور البطولة بنجاح مثيرا الرعب في قلب كل من قابله في الدور الأول والثاني.

وإذا كان الكثيرون يرجعون الفضل في هذا التطور السريع للكرة العمانية إلى التشيكي ميلان ماتشالا الذي قاد "الأحمر" خلال العامين الماضيين فعل هذا يثبت وجهة نظري بأن الاستقرار وراء معظم الإنجازات ، وإن كنت أضيف على ذلك أن ماتشالا لم يكن ينزل يلعب بنفسه ولكنهم العمانيون هم الذين تطوروا وأصبحوا قادرين على التأقلم مع الكرة العالمية.

شيء آخر أريد أن أنفضه عن صدري قبل أن أنهي حديثي عن كأس الخليج ، وهو أنني لم أر أي بطولة عربية من قبل تحظى بمثل هذا الاهتمام الإعلامي والتنظيمي ، ولعل البعض يعرف أن قطر خصصت قناة تليفزيونية لبث مباريات البطولة والألعاب المصاحبة لها بخلاف الناقل الرسمي وهي قناة "الجزيرة" الرياضية ، بالإضافة إلى بثها لإذاعة خاصة بمباريات البطولة ، وموقع إنترنت رسمي للبطولة ، فبالله عليكم ، أين هذا كله من البطولات العربية والأفريقية التي تشارك فيها منتخبات وفرق أعرق وأكبر من التي رأيناها خلال الأسبوعين الماضيين؟!

كلمة أخيرة تريد أن تنطلق من على لساني لتقول : "يا ليتنا ننسى التاريخ والجغرافيا واللي كان ومضى ، ونفكر بس في : إحنا حققنا إيه على أرض الواقع ، من إيطاليا 1990 لحد صفر 2010".

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات