كتب : شريف حسن | الخميس، 28 فبراير 2013 - 21:56

وماذا لو رحل البدري؟

هل الأفضل أن يرحل المدرب بعد خسارة مباراتين رغم فوزه ببطولتين؟ أم تفضل أن يبقى المدرب رغم التراجع الواضح في أداء الفريق.

أثارت خسارة الأهلي القاسية أمام الحدود ردود أفعال غاضبة بين الجماهير الحمراء ليس فقط لكونها الهزيمة الأكبر للفريق في الدوري منذ ست سنوات، ولكن لأنها تكمل سلسلة من الأداء السلبي للفريق.

نعم الأهلي منذ بداية الموسم يقدم أداء ضعيفا على المستوى الفني سواء الهجومي أو الدفاعي، ولم تعد مبررات النقص العددي للفريق كافية لإقناع جماهيره بتقبل النتائج السلبية.

ولكن ما هو الحل، هل إقالة حسام البدري في وسط الموسم هو سبيل الإنقاذ؟ أم بقاءه مع إجراء بعض تعديلات فنية على الفريق قد تفلح في العودة للطريق السليم؟

طرحت السؤال السابق على متابعيني عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر عقب المباراة من أجل إشراك قرائي في كتابة الأسطر المقبلة والوصول إلى فكرة لحل أزمة الأهلي، وخرجت بنتائج أصيغها عليكم بالتفصيل.

الرحيل الفوري

المطالبون بإقالة البدري فورا بسبب تخبط النتائج وسوء مستوى وشكل الفريق لهم وجهة نظر، ولكن دعونا نفكر فيها بشكل أكثر احترافية ومنطقية.

في الوقت الحالي، الأهلي لا يملك سيولة مالية كافية للتعاقد مع مدير فني على مستوى عال والظروف الحالية في مصر لا تسمح أصلا باستقدام مدرب أجنبي كبير.

إذا الحل سيكون استقدام مدرب محلي وهو الأمر الذي يحتاج أيضا لوقت للتأقلم بالإضافة إلى ضرورة عدم إغفال النقص الشديد في صفوف الفريق في الفترة الحالية وبالتالي فالنجاح غير مضمون.

جماهير الأهلي لن تقبل بمدرب جديد يأتي ليصارحهم بنسيان البطولة في الموسم الجاري لإعداد فريق من البداية – مثلما فعل جوزيه من قبل - أو أنه غير مسؤول عن النتائج لأنه لم يشرف على فترة الإعداد ولا الانتقالات التي أجراها النادي.

وسيدخل الأهلي في دوامة بين تغيير المدربين لن تسفر سوى عن خسارة البطولات الواحدة تلو الأخرى بسبب التخبط الفني وعدم الاستقرار في الفريق.

تجربة مورينيو وجوزيه

الرافضون لقرار الإقالة يرون أن رحيل البدري ليس حلا للأزمة بل سيزيد الأمور تعقيدا بسبب عدم إمكانية التعاقد مع مدير فني على مستوى جيد في هذه الفترة بالإضافة إلى عدم ضمان نجاح تجربته مما قد يدخل الأهلي في دوامة ودائرة مفرغة.

وهنا علينا أن نتذكر تجربتين الأولى كانت عندما أقال ريال مدريد بيرند شوستر المدير الفني الألماني رغم تتويجه بالدوري عام 2008 بسبب تراجع النتائج.

ودخل الفريق في دوامة من الهزائم والخسائر رغم امتلاكه أكبر نجوم العالم ولم ينجح في العودة لمنصات التتويج سوى عام 2012 على أيدي جوزيه مورينيو.

المفارقة هنا تأتي أن ريال مدريد تعلم الدرس من تجربة شوستر مع مورينيو حيث خسر البرتغالي في أول مبارياته في الكلاسيكو أمام برشلونة بفضيحة بنتيجة 5-0 ولم يقال من منصبه.

فإدارة ريال مدريد أدركت خطر الاستغناء عن المدرب وسط الموسم ودعمته حتى فاز على برشلونة في نهائي الكأس ثم خطف الدوري في الموسم التالي من ملعب كامب نو.

هذه التجربة أيضا، مرت على الأهلي من قبل عندما خسر مانويل جوزيه 3-0 من الإسماعيلي بالقاهرة عام 2007 قبل أن تدعمه الإدارة والجماهير ليتوج في النهاية بمعظم بطولات الموسم.

ومقابل هذه التجارب توجد نماذج أخرى لتغيير مدربين في منصف الموسم ونجحت في إصلاح مسار الفريق ولكنها نادرة وتحتاج إلى ظروف خاصة وفترات انتقال ووقت لترميم الفريق وتأقلمه على طريق المدرب الجديد.

الحل

الأهلي يعاني من ضعف واضح في قائمته وفي أغلب الخطوط وهو ما يتحمله المدير الفني بالقطع بصفته المسؤول الأول عن الفريق.

فمركز ارتكاز خط وسط الأهلي بعد إصابة غالي لا يضم سوى ثلاثة لاعبين فقط لو غاب أحدهم أصبحت أزمة للفريق وهو ما وضح بغياب حسام عاشور وشهاب أحمد أمام الحدود.

بالإضافة إلى ظهيري الجنب فشديد قناوي خاض لقاء الحدود بمسكنات بسبب معاناته من الإصابة وعدم وجود بديل له، وشريف عبد الفضيل يلعب كظهير أيمن في غير مركزه بسبب النقص الرهيب في المركز بعد رحيل أحمد فتحي وإصابة أحمد صديق.

إذا فالأهلي بحاجة إلى حلول فنية جديدة للتغلب على النقص العددي فلا يجوز اللعب بنفس الطريقة رغم غياب أكثر من 8 لاعبين أساسيين من الخطة التي رسمت لهم.

على البدري أن يغير طريقة تفكيره في اللعب وتكوين الفريق داخل الملعب ويستعين بعناصر شابة في مراكزها بدلا من الضغط على الموجودين في غير مراكزهم فيخسر من كافة النواحي.

ويجب على المدرب المصري أن ينسى "شماعة" وسائل الإعلام التي تحاول هدم الفريق لأنها حجة غير مقنعة طالما لامت جماهير الأهلي على منافسيها لاستخدامها، فمن يريد الانتصار يركز في إصلاح نقاط ضعفه وأخطاءه أفضل من لوم الآخرين.

ملحوظة أخيرة: عندما خسر جوزيه أمام الإسماعيلي في القاهرة 3-0 شجعته الجماهير الحمراء ووقفت تدعم الفريق في المدرجات في منظر مهيب كان له أثر كبير في العودة سريعا والتتويج بالبطولات.

إذا أردتم البدري أن يصبح جوزيه عاملوا البدري كما عاملتم جوزيه.

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر Sherif7assan

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات