كتب : شريف حسن | الخميس، 19 يونيو 2014 - 05:14

هولندا لن تصمد

نعم هولندا هي أول المتأهلين للدور الثاني لمونديال 2014، ونعم هي من ألحق الهزيمة الأكبر بالمرشح الأقوى إسبانيا، ولكنها قد تعاني بشدة في الأدوار التالية.

انبهر الجميع بالأداء الهولندي في المباراة الأولى، فمن يربح إسبانيا بطل العالم 5-1 يستحق أن ينال من الثناء الكثير على ما فعله, ولكن ماذا بعد؟

عانت هولندا كثير في الفوز على استراليا 3-2 في الجولة الثانية وهو ما فسرته استوديوهات التحليل المصرية على طريقة "لاعيبة هولندا ما احترموش الخصم" ولكن الحقيقة غير ذلك.

فكما ذكر زميلي أحمد عز الدين في مقاله السابق "هل ماتت التيكي تاكا" أن خطط كرة القدم تتطور وتختلف وفقا لفترات زمنية ومواقف محددة.

عيوب هولندا

طريقة 3-4-2-1 التي يعتمدها المنتخب الهولندي في بداية المباريات تنجح وتسيطر أمام الفريق التي تلعب 4-2-3-1 ومشتقاتها خاصة من يلعبون بطريقة التيكي تاكا.

فهولندا أمام إسبانيا كانت متحفظة في الدفاع غير مكترثة بامتلاك إسبانيا الكرة في انتظار اللحظة المناسبة لضرب الكرات الطولية خلف الدفاعات المتقدمة لضربها وإحراز الأهداف.

مستوى إسبانيا الكارثي وأداء قلبي الدفاع سيرخيو راموس وجيرارد بيكيه البطئ للغاية سهل مهمة هولندا في الوصل لمرمى كاسياس وزيادة غلة الأهداف.

ولا داعي للحديث عن سيرخيو بوستكس.. انت بتعمل ايه يا عم؟؟!!!

ولكن أمام استراليا الوضع كان مختلفا، فاستراليا اعتمدت طريقة 4-4-1-1 التي تقتل تماما 3-4-2-1 التقليدية.

فطريقة 4-4-1-1 تمنح الفريق انتشارا أفضل على الأطراف فيتواجد ثنائي في كل كرة أمام ظهير واحد في خطة هولندا، كما أن العمق أيضا يكون تحت السيطرة خاصة مع الضغط المرتفع.

لذا من تابع مباراة هولندا واستراليا وجد الفريق البرتقالي عاجزا طوال الشوط الأول عن نقل الكرات للأمام ولجأ لكرات عشوائية طويلة مقطوعة لتصل نسبة الاستحواذ الاسترالي إلى 65%.

لماذ لن تصمد؟

طريقة 3-4-2-1 ضعيفة تماما على المستوى الهجومي وتعتمد في الأساس على قدرات فردية فنية خارقة للثلاثي الهجومي.

لذا تبرز هولندا في البطولة الحالية لتألق أرين روبن وويسلي شنايدر وروبن فان بيرسي، وهو أيضا ما نجح الأهلي عندما لعب بنفس الطريقة مع مانويل جوزيه في فترات تألق الثلاثي بركات وأبو تريكة وأمامهم متعب أو فلافيو.

ولكن هذه الطريقة لا يمكن استخدامها طويلا أمام كل الفرق، ولعدة أسباب، الأولى أن أي فريق سيلعب 4-4-2 التقليدية ومشتقاتها سيملك الملعب بالكامل ويسيطر على الفريق الهولندي. للأسباب التي ذكرتها من قبل.

بالإضافة إلى ان تعرض أي من مفاتيح اللعب الهجومية (روبن – شنايدر – فان بيرسي) لإصابة أو انخفاض في المستوى خلال أي مباراة سيؤثر على الفريق بأكمله ولن يجد حلولا أخرى.

ولعل هذا السبب هو ما دفع لويس فان جال المدير الفني المخضرم لهولندا لتغيير الطريقة في الشوط الثاني امام استراليا إلى 4-3-3 للعودة عقب التأخر بالهدف الثاني.

الخلاصة

هولندا تقدم أداء جيدا في البطولة حتى الآن، ولكن يجب ألا ينخدع الكثيرون في قدراتها وطموحاتها في المنافسة على اللقب.

والتحدي الآن هو أن يتطور الفريق خططيا ليجيد بأكثر من طريقة لعب خلال المباراة من أجل التحول تكتيكيا كلما أغلقت المنافذ وأو تعطلت القدرات الفردية لروبن وفان بيرسي.

ولعل مواجهة تشيلي المقبلة على قمة المجموعة ستظهر جانب أكبر على قدرة هذه الطريقة على الصمود قبل صدامات أقوى محتملة في الأدوار الاقصائية.

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر Sherif7assan

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات