كتب : شريف حسن | الأحد، 02 نوفمبر 2014 - 13:20

متعب دروجبا

على إحدى جدران الاتحاد الإفريقي لكرة القدم توجد صورة كبيرة يتوسطها عماد متعب مهاجم الأهلي والمنتخب المصري وهو مبتسما يحمل كأس الأمم الإفريقية.

ففي صفحة ما في كتب تاريخ الكرة الإفريقية سيذكر اسم متعب الذي توج بكأس الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية كما فاز بدوري أبطال إفريقيا للأندية أربع مرات.

هذه الإنجازات داخل القارة تضع اسم متعب بجانب العديد من أساطير الكرة الإفريقية مثل ديديه دروجبا الذي لم يتوج مطلقا بكأس الأمم ولكن الفيل الإيفواري احتل الملاعب الأوروبية وسيطر على جائزة أفضل لاعب إفريقي لسنوات بدون منافس.

عفوا توقف للحظة، بالطبع لا أقصد مقارنة متعب بدروجبا فالفارق بينهما فنيا يقاس بالسنين الضوئية ولكن بلغة الأرقام والاحصائات قد تقترب المسافات.

كيف عاد دروجبا لتشيلسي؟

"دروجبا لاعب عظيم، إنه يمتلك روح الانتصار، وأحتاج إلى مثل هذه النوعية في فريقي حتى لو لم يكن في قمة مستواه البدني" جوزيه مورينيو المدير الفني لتشيلسي.

كثيرون استغربوا قرار مورينيو بإعادة دروجبا لتشيلسي بعدما رحل عن الفريق والدوري الإنجليزي ككل واتجه إلى تركيا لمدة موسمين.

فالبعض كان يرى أن لاعب تجاوز الـ35 لا يمكن ان يصبح مفيدا لفريقه في دوري قوي بدنيا مثل الدوري الإنجليزي، ولكن البرتغالي الاستثنائي كان له رأيا آخر.

ففي موسم انتقالات ضم خلاله مورينيو دييجو كوستا - المهاجم الأكثر تكاملا في العالم الآن - أصر البرتغالي على اصطحاب رفيق النجاحات دروجبا لهدف محدد اتضح للجميع فيما بعد.

دروجبا سجل في مرمى مانشستر يونايتد كما تألق في الكأس وسجل مجددا اللاعب يبدو في حالة جيدة فمازال القناص المرعب للمدافعين والقاتل أمام المرمى.

لماذا؟

يقول مورينيو "في السن 36 لا يمكنك أن تكون مهما في الـ90 دقيقة خلال 50 مباراة يخوضهم الفريق، ولكن الأهم أن تكون حاضرا وقتما يحتاج الفريق إليك".

فمورينيو لا يدفع بدروجبا في كل المباريات فهو لا يحتاجه خلالها أصلا وقد يبقيه خارج القائمة، ولكنه يعده للمباريات الكبيرة التي لا تحتاج الكثير من الركض ولكنها بحاجة لقناص خبير يرعب المدافعين ويعرف كيف يحول الفرص لأهداف.

هذه التجربة لم تكن الأولى ولكن مورينيو نفسه كررها الموسم الماضي مع صامويل إيتو، وفعلها أليكس فيرجسون مع ريان جيجز في آخر موسمين له، كما يواصلها فرانشيسكو توتي بتواجد بشكل أكبر مع روما.

عودة متعب

ظهر عماد متعب بشكل مبشر في أول مبارياته أساسيا مع الأهلي منذ سنوات بل وسجل ثلاثة أهداف "هاتريك" في مرمى دمنهور.

متعب رغم كل تحفظاتي على مستواه الفني وكثرة إصاباته إلا أنه مازال يمتلك حاسة الهداف القادر على تحويل الفرص بسهولة إلى أهداف.

وهو ما يجعله الخيار الأقرب للانضمام للمنتخب في الفترة المقبلة خاصة بعد إصابة عمرو جمال مهاجم مصر الأساسي في الفترة الحالية.

فلعل الكثيرون لا يعرفون أن متعب هو ثاني أفضل هداف لمنتخب مصر في السنوات العشر الأخيرة برصيد 34 هدفا خلفا لمحمد أبو تريكة بـ38 هدفا.

ولكن هل يفهم متعب والأهلي والمنتخب درس دروجبا؟

كرة القدم باتت لعبة بدنية في الأساس تعتمد على القوة والالتحامات والركض والسرعات وهي عوامل كثيرة فقدها متعب في السنوات الأخيرة إما بسبب كثرة الإصابات أو تقدم العمر.

على جهاز الأهلي والمنتخب والجماهير ومتعب نفسه أن يفهموا أن متعب لن يعود كما كان في 2005 أن وجوده لا يعني أنه الفتي الأول المنقذ دائما.

ولكنه يجب أن يؤهل نفسيا وجماهيريا ليصبح اللاعب الخبير الذي يدخل في فترات محددة لحسم أمور معينة سواء بخبرته في التحركات وإشغال المدافعين أو في حسم فرصة في مباراة تحتاج هدف وحيد.

"العبرة لم تعد بدقائق تواجدك في الملعب أو وجود أسمك في القائمة الأساسية للمبارة، العبرة بتأثيرك على الفريق وقتما يطلب منك ذلك" أليكس فيرجسون المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد في نصيحته لريان جيجز.

ناقشني |

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات