مدرب مصر – الذي شاهد وميضًا يصعد إلى السماء.. من هو باتريس بوميل المرشح لقيادة الفراعنة

الخميس، 16 يونيو 2022 - 12:49

كتب : زكي السعيد محمود عزت

باتريس بوميل

"التدريب يجري في حمضي النووي منذ أن كان عمري 3 سنوات".

تواصل الاتحاد المصري لكرة القدم مع الفرنسي باتريس بوميل لجس نبضه بشأن إمكانية قيادة الفراعنة، والإجابة جاءت بالموافقة من المدرب الفرنسي.

فمن هو بوميل وكيف خرج من ظِلٍ ظَل كامنًا فيه طوال 13 عامًا.

وُلد بوميل في مدينة أرليز بجنوب فرنسا يوم 24 أبريل 1978، لكن وُلد من جديد عندما اختبر جنون قارة إفريقيا وتنقّل بين أطرفاها في النصف الثاني من حياته.

بوميل الذي رحل في شهر أبريل عن تدريب منتخب كوت ديفوار بعد نهاية عقده، اشتهر بصفته الذراع الأيمن لـ هيرفي رينار خلال مغامرته الإفريقية الهائلة.

شارك بوميل في نهائيات كأس الأمم الإفريقية 7 مرات، منها 6 كمساعد لـ رينار، ومرة كرجل أول كانت خلال النسخة الأخيرة قبل أشهر على أرض الكاميرون.

ليكون بوميل قد عمل كمساعدٍ لـ رينار طوال 13 عامًا مع منتخبات أنجولا وزامبيا وكوت ديفوار والمغرب.

بوميل كان منجذبًا لعالم التدريب منذ نعومة أظافره، فوالده كان لاعبًا مغمورًا، وبوميل أظهر اهتمامًا كبيرًا بكرة القدم.

يقول المدرب الفرنسي صاحب الـ44 عامًا: "بدلًا من أن أجمع ملصقات ألبوم بانيني، كنت أفتح مذكرتي وأدوّن فيه ما يفعله المدربون".

لاحقًا انضم بوميل إلى ناشئي فريق نيم أوليمبيك، ووصف إلى الفريق الرديف كلاعب وسط، لكنه كان يعرف أن ركل الكرة ليس أفضل ما يميزه، وإنما تحريك راكليها.

في السابعة عشر من عمره، تولى بوميل تدريب فريق أشبال نيم تحت 9 سنوات في أول مهمة تدريبية.

ودرس بوميل التربية الرياضية في الجامعة، وشغل منصب المدرب أثناء تواجده كلاعب في فريق جراو دو روا عام 2005.

خطوته الأولى الحقيقية كانت بانضمامه إلى الجهاز الفني لـ نيم أوليمبيك، لكن اللحظة "التي غيرت حياته" على حد وصفه وفقًا له، فكانت مقابلته هيرفي رينار بالصدفة في مقر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم.

يقول بوميل: "نمتلك شخصية وفلسفة متشابهة. ودور كل شخص كان محددًا بشكل جيد. عندما تكون مساعدًا، عليك تقبل البقاء في الظل".

منذ تلك اللحظة لم يفترق الرجلان، وارتحلا لغزو قارة إفريقيا، فقادا زامبيا لتحقيق إنجاز تاريخي هائل في 2012 بالتتويج بكأس الأمم الإفريقية للمرة الوحيدة في تاريخها.

أهمية اللقب أنه تحقق في مدينة ليبرافيل الجابونية التي شهدت نفسها سقوط طائرة الجيل الذهبي لـ زامبيا قبلها بعقدين من الزمان.

يتذكر بوميل ما حدث في اليوم السابق للمباراة النهائية أمام كوت ديفوار:

"نحن في قارة حيث المعتقدات الروحانية مهمة. في اليوم السابق للنهائي وجدنا نفسنا على الشاطئ الذي وقعت فيه الحادثة. أدينا الصلوات والترانيم الزامبية، وضعنا الأزهار على المياه وتركناها تطفو، وفجأة وجدنا وميضًا يخرج من الماء ويصعد إلى السماء، تم امتصاص كل الأزهار، شعرنا بالذهول، وفي اليوم التالي شعرنا أن إخوتنا القدامى قد منحونا القوة".

"القارة الأفريقية هي أرض كرة القدم، هذه الأجواء التي تسود زامبيا في أيام المباريات، حيث تمتلىء الملاعب بالجماهير بالألوان الزاهية، الدفء البشري الذي ينبعث، فرحة الناس والأصالة أغوتني بالتأكيد".

"هم يحبون بلدهم قبل كل شيء، ولكن أيضًا يحبون إفريقيا ككل، عندما نتحرك عبر إفريقيا، يتم الترحيب بنا ولا يوجد أبدًا استقبال عدائي بفضل كرة القدم".

"إن حب كرة القدم في إفريقيا شيء لا يضاهى، الجميع يلعب كرة القدم في كل مكان في الشوارع أو حتى على الشاطئ، ومتاحة للجميع وفي جميع الأوقات، نمر عبر قرية حيث نرى الأطفال يلعبون كرة القدم ويرقصون إنها ثقافة وبالتالي علينا قبولها والاستمتاع بها".

"في زامبيا يتم تنظيم المباريات في وقت مبكر جدًا من الصباح أينما ذهبت في البلد كله، تلعب كرة القدم في الصباح والظهر والليل إنه أمر لا يصدق".

"بالنسبة للاعبين، كان باري كوبا حارس مرمى المنتخب الزامبي يتلو الفاتحة من القرآن كما يستمع البعض إلى الإنجيل، هناك احترام كبير الجميع يقبل اختلاف الآخر، قد لا يكون هذا هو الحال دائمًا في أوروبا، أعتقد أنه من المحرمات بعض الشيء".

نهائي 2012 لن يكون ذلك اللقاء الأخير مع كوت ديفوار، فالمسارات ستتقاطع لاحقًا، وما سلبوه من كوت ديفوار سيعيدونه إليها.

في 2015، فاز بوميل كمساعد لـ رينار بكأس الأمم الإفريقية مجددًا، على المقعد الفني لـ كوت ديفوار هذه المرة.

قبل أن يرتحلا سويًا إلى الشمال ويتوليا تدريب المغرب ويقودانه لنهائيات كأس العالم بعد غياب 20 عامًا.

يتذكر بوميل المباراة التاريخية أمام البرتغال التي خسرها المغرب بصعوبة بالغة: "خلال النشيد الوطني قبل مباراة البرتغال، تحركت مشاعري بسبب رؤية 50 ألف مغربي في المدرجات يغنون. كما تذكرت طفولتي في فرنسا وشعرت أنني أعيش حلمًا".

لحظة الفراق

بعد نهاية المغامرة المغربية، ذهب رينار إلى بوميل وقرر تغيير حياته مجددًا: "أنا ذاهب إلى السعودية، ولكن بدونك، لقد حان الوقت لتشق طريقك بنفسك".

لم يكن بوميل قد تولى تدريب أي طرف بصفته رجل أول قبل ذلك إلا لفترة قصيرة مع زامبيا عام 2014، وعاد بعدها لمعاونة رينار في تدريب كوت ديفوار.

لكن الفراق هذه المرة كان حتميًا ونهائيًا، فقد صنع رينار مع بوميل ما فعله كلود لوروا مع رينار نفسه، إذ كان مساعدًا له في تدريب غانا عام 2008 قبل أن يرث عنه لقب "المشعوذ الأبيض".

أزمة المغرب

الفرصة جاءت لـ بوميل بالبقاء في المغرب وتولي تدريب المنتخب الأولمبي.

راتبه بلغ وقتها 55 مليون درهم مغربي شهريًا، لكنه فشل في الوصول إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية تحت 23 المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية.

لتشن عليه الصحافة المغربية حربًا وتطلق عليه اسم "بومال" ومنحته لقب "أغنى عاطل في المغرب".

ومع عدم وجود شرط جزائي في عقد المدرب، واجه الاتحاد المغربي أزمة كبيرة في الانفصال عن بوميل.

حتى نجح في يناير 2020 وبواسطة مفوض قضائي إثبات عدم حضور بوميل لمباشرة عمله مما يخل ببنود العقد، وبالتالي تم فسخ العقد من طرف واحد.

العودة لـ كوت ديفوار

رفقة كوت ديفوار قدّم بوميل مباريات ممتعة، لكنه افتقد لحسم اللقطة الأخيرة.

خسر أمام الكاميرون في آخر جولة بدور المجموعات بتصفيات كأس العالم، وفتح النار بعدها على الاتحاد الدولي لكرة القدم.

"من المخزي أن منتخبات قوية مثل كوت ديفوار لن تذهب إلى المونديال".

"أنا متواجد في قارة إفريقيا منذ 2008 وشاركت في العديد من تصفيات كأس العالم. أود أن أقول لـ فيفا أن تأهل 5 منتخبات إفريقية فقط من أصل 54 هو كارثة".

"من المؤسف أن تجد لاعبين فخر لأنديتهم الأوروبية والآن لن يلعبوا كأس العالم".

لكنه عاد وأمتع جماهير الأفيال في كأس الأمم الإفريقية بفوز ثلاثي مدوٍ على الجزائر أطاح بحامل اللقب خارج البطولة.

قبل أن يسقط مجددًا في دور الـ16 أمام منتخب مصر بركلات الجزاء الترجيحية بعد التعادل السلبي بالوقتين الأصلي والإضافي.

يقول بوميل بعد اللقاء: "فزت بكأس الأمم الإفريقية مرتين بركلات الجزاء التريجيحة، وخسرتها مرتين بركلات الجزاء الترجيحية، كل شيء متوازن في الحياة".

مع عدم التأهل لكأس العالم، وعدم تحقيق إنجاز يُذكَر في كأس الأمم الإفريقية، فضّل الاتحاد الإيفواري عدم تجديد عقد بوميل، ليرحل بعد توقف مارس الدولي الماضي.

بوميل الذي حصل على لقب الفارس من معلمه رينارد، مهووس بارتداء القميص الأبيض على طريقة أستاذه، يلقي خطابات نارية في غرفة تغيير الملابس، ويعيش في البلدات التي يدرّب فيها بعكس بعض المدربين الأجانب، فهو شغوف بالتدريب لأقصى درجة، لأنه يجري في حمضه النووي.

اقرأ أيضا:

الإعلان عن جدول الدوري الإنجليزي

مواجهات نارية مبكرة لـ ليفربول في الدوري الإنجليزي

مدرب كوت ديفوار السابق يوافق على تدريب مصر

عرض مدرب توتنام السابق على الأهلي

الكشف عن مهمة عمرو محب بعد رحيل موسيماني

التعليقات