كتب : محمود ضياء | الخميس، 09 يونيو 2022 - 02:18

موسيماني في الأهلي.. المبالغة فوق الجميع

موسيماني في الأهلي.. المبالغة فوق الجميع

هل تعرفون قصة الدب الذي قتل صاحبه؟

رجل يعيش في صحراء وجد دبا ضخما (وفي رواية أخرى دبا صغيرا ورباه) مقيدا ويصرخ من الألم ففك وثاقه ونام تحت شجرة بعد ذلك فجاء الدب وجلس بجواره ليجد ذبابة تطلق أزيزها حول وجه الرجل فخاف أن تقلق منامه فحاول أن يضربها بقبضة يده (وفي رواية أخرى ضربها بحجر كبير) فطارت الذبابة فبدلا من أن يقتل الذبابة هشم وجه صاحبه ومات.

الدب هنا ليس جماهير الأهلي أو الإدارة ولا حتى موسيماني فكل بطل من أبطال حكايتنا دبا في رواية أحدهم وصاحب في رواية الآخر -وربما في بعض الوقت ليست بهذه البراءة- والنهاية أن الصاحب قريب من الموت في كل الروايات.

Al Ahly explain reason behind appointing Pitso Mosimane

مر أعرابي على قوم فهاجموا موسيماني

في البداية يجب أن تعرف أن هذا الجزء من المقال هو الأطول مهما حاولت اختصاره فالتصريحات حول موسيماني ومنه قد تحتاج لسلسلة من المقالات لمناقشتها وهنا سأختار الأبرز.

الهجوم على موسيماني لم يبدأ مع اهتزاز المستوى أو حتى مع تصريحاته التي قد تستحق النقد -وسنتناول هنا كل شيء- وإنما قبل أن تطأ قدمه النادي الأهلي.

"ماذا قدم موسيماني ليصبح مدربا للأهلي؟"

"موصلش بينا الدرجة نجيب مدرب من جنوب إفريقيا ونقول عليه أجنبي"

"صنداونز فريق قوي قبل موسيماني"

"المدرب المصري خيار أفضل"

"ألم يكن أولاد الأهلي أولى بهذا المنصب؟"

سهام النقد ضد موسيماني بدأت قبل أن يقود الأهلي في أي مباراة، وبدأ البعض -أو الأغلبية- في انتظار سقوطه وهو شيء تحليله مضيعة للوقت.

وصل موسيماني إلى الأهلي بعد أن فاز بالفعل بلقب الدوري وكان الهدف من مباريات الدوري المتبقية التجربة قبل خوض نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا.

فاز الأهلي بلقب دوري أبطال إفريقيا بعد غياب سبع سنوات وعلى حساب الزمالك غريمه المباشر تاريخيا وصعد لنهائي الكأس وفاز بالبطولة بعد ذلك ليحقق الأهلي الثلاثية للمرة الأولى منذ 2006.

Mosimane – Writing history, yet again | Total CAF Champions League 2021/22  | CAFOnline.com

"موسيماني فاز بالثلاثية بالحظ"

"الزمالك كان أفضل بمراحل من الأهلي وتسديدة طائشة حسمت اللقب"

الشيء الذي كان معتادا في الفترة الأخيرة من القمة كان استحواذ الأهلي على الكرة، سواء فاز أو خسر فاستحواذ الأحمر كان العلامة الأبرز في كل قمة.

ربما غياب هذا الأمر عن نهائي القرن كان سببا في هذا الحديث -ونحن هنا لا نتحدث عن جماهير الزمالك بالطبع-، ولكن من يتحدث عن ذلك تغافل نقطة هامة جدا وهي كونه نهائي وليس أي نهائي بل "نهائي القرن".

مواجهة منافسك المباشر في مباراة نهائية قارية بعد سبع سنوات من تحقيق آخر بطولة وعدد لا بأس به من جيل الأهلي الحالي خسر بالفعل آخر نهائيين في البطولة.

"النهائيات تُكسب ولا تُلعب" قد يكون مقولة يستخدمها البعض عندما ينطبق الأمر على نهائي أوروبي أو حتى نهائي إفريقي أو محلي في وقت سابق.

الإرهاق والتشتت الذهني والاكتفاء المؤقت بعد الفوز بلقب كبير، كلها عوامل كان طبيعيا بعدها أن نرى أداء الأهلي ليس بالشكل الأمثل في مواجهتي الكأس أمام الاتحاد وطلائع الجيش وفي النهاية حقق الأهلي المطلوب وفاز باللقب.

Al Ahly win Egypt Cup to complete memorable treble – Panafricanfootball

"الشناوي أنقذ الأهلي"

هذا ما فعله الشناوي بالفعل أمام طلائع الجيش ليفوز باللقب، ولكن هل نسينا أن الشناوي هو أحد أفراد فريق الأهلي؟ حارس المرمى الذي دوره أن يتصدى للكرات؟ فعل ذلك بامتياز واقتنص للأحمر اللقب.

عاد بعدها الأهلي لمنافسات الدوري مع دوري أبطال إفريقيا للموسم الجديد وتخللها كأس العالم للأندية التي حقق فيها المركز الثالث للمرة الثانية في تاريخ النادي.

"الأهلي ظهر بوجه جبان أمام بايرن ميونخ"

أجد الأمر أقرب للكوميديا منه للواقع، بايرن ميونخ؟ الفريق الأقوى في العالم وقتها؟ الفائز على برشلونة بثمانية أهداف؟

في نفس الوقت، ستجد البعض يجد مبررات لأندية بحجم تشيلسي وبرشلونة وحتى أندية الوسط في الدوريات الكبرى على الدفاع أمام الفرق الكبرى على غرار ليفربول ومانشستر سيتي وقتها.

الأهلي اسم كبير وسيظل كبير ولكن هذا على نطاق القارة الإفريقية وليس عندما يتعلق الأمر بعمالقة العالم أو حتى أندية الوسط فالفارق كبير، بل كبير جدا.

Al Ahly Receive Bronze Medals

"الأهلي صعد من دور المجموعات بالعافية"

لم يظهر الأهلي بالشكل المطلوب في بعض مباريات دور المجموعات وقتها بالفعل وانتفض في النهاية بفوز خارج القواعد على فيتا كلوب ليحسم تأهله.

شيء اعتاد الأهلي المرور به بالمناسبة في أغلب نسخ دوري أبطال إفريقيا التي فاز بها، ومع عادة اللاعب المصري في استسهال الأمور بعض الشيء فحقق الأهلي الهدف في النهاية بالصعود.

الأمر ذاته تكرر في النسخة الأخيرة من دور المجموعات ولكن الأهلي ظهر بشكل أقل حتى من القليل الذي اعتاد الظهور به قبل ذلك وهو ناقوس من نواقيس الخطر للمدرب مع الأهلي.

"الأهلي فاز بأسهل نهائي لدوري أبطال إفريقيا في التاريخ، هذا ليس إنجازا"

نهائي نسخة 2021 كان الأسهل في تاريخ الأهلي ربما، ولكن أين الانتقاد لموسيماني أو لـ الأهلي في ذلك؟

هل حدد الأهلي منافسه في النهائي؟ الأهلي تخطى صنداونز -الفريق الأقوى من ناحية لعب كرة القدم والفنيات مقارنة بالقارة كلها- ثم فاز على الترجي ذهابا وإيابا ولم يجد إلا كايزر تشيفز في النهائي ليفوز عليه.

Mosimane: We Made a Promise to Win the Tenth Title and We Delivered

"موسيماني سبب خسارة الأهلي لـ الدوري"

بداية الشرخ الأكبر في علاقة موسيماني بالأهلي بشكل عام كان خسارة لقب الدوري الموسم الماضي.

لقب اعتادت عليه جماهير الأحمر وكان أداء الأهلي في عديد المباريات لا يليق بسيطرته الإفريقية وهو ما أثار غضب بعضا من جماهير الأهلي والإعلام في نفس الوقت الذي بدأ يطالب بعضا منه بإقالة المدرب.

هل أخطأ موسيماني في خسارة الدوري؟ بالطبع، لا يمكن قول غير ذلك ولكن رحيل مدرب لخسارة لقب -أو لقبين بعد ذلك باعتبار خسارة السوبر- أمام تحقيق لقبين دوري أبطال إفريقيا والكأس وبرونزية كأس العالم لم يكن منطقيا وهو ما لم يحدث.

"موسيماني أضاع على الأهلي فوزا تاريخيا أمام الزمالك"

صدق أو لا تصدق، مدرب فائز على الغريم التقليدي بخمسة أهداف ويكون هو صاحب النصيب الأكبر من الانتقادات وليس المدرب الخاسر.

موسيماني قرر إخراج لاعبيه المهمين بعد زيادة عدد التدخلات الخطيرة بعد الهدف الخامس، وسواء اتفقت أو اختلفت معه فالنتيجة كانت 5-3 لصالح الأهلي.

Al Ahly Coach Believes Their South American Opponents Were Fresher And  Stronger

"موسيماني أهدر على الأهلي فرصة الصعود لنهائي كأس العالم للأندية"

يحق لأي أهلاوي سواء كان ضمن المشجعين أو الإعلاميين أو إدارة النادي أن يرى الأحمر بطلا لكأس العالم للأندية فالحلم دائما مشروع ولكن أن يتحول الحلم إلى واجب وأن يتم تقييم المدرب على أساسه فهذا أحد الأحجار التي قد يقتل بها الدب صاحبه.

الأهلي دخل البطولة وسط مخاوف الكثيرين من الهزيمة الثقيلة أمام فريق خسر منه الأحمر بخمسة أهداف من قبل مع غيابات للاعبي الأهلي المشاركين في أمم إفريقيا أو للإصابات.

غاب محمد الشناوي، وبدر بانون، وأكرم توفيق، وحمدي فتحي، وعمرو السولية، ومحمد شريف، وأيمن أشرف، وبيرسي تاو من القوام الأساسي مع بعض البدلاء مثل محمود متولي وحسام حسن وصلاح محسن مع عودة أليو ديانج وعلي معلول من بطولة إفريقيا.

تخطى الأهلي مونتيري وخسر أمام بالميراس مع عودة لاعبيه المرهقين بالفعل من الوصول مع منتخب مصر لنهائي أمم إفريقيا.

وفي النهاية حقق الأهلي الميدالية البرونزية للمرة الثانية على التوالي وحقق فوزا كبيرا على الهلال السعودي الذي كان يراه البعض المرشح الأبرز للفوز وبأداء مميز.

الأهلي ظهر الطرف الأفضل من الدقيقة الأولى وحالتي الطرد كان لهما دورا في النتيجة الكبيرة وليس الفوز.

"موسيماني أخطأ أمام الرجاء ولا يليق بالأهلي"

الأهلي خرج فائزا أمام الرجاء بنتيجة غير مطمئنة ذهابا وسط سلسلة من الفرص المهدرة.

هل أخطأ موسيماني في تغييراته؟ في رأيي نعم، ولكن قبل هذه التغييرات كان يجب أن يحسم لاعبو الأهلي المباراة وبفارق مريح قبل مواجهة الإياب.

لا يعني هذا أن انتقاد موسيماني خاطئ، ولكن المبالغة في انتقاده دون توجيه بعضا من سهام النقد للاعبي الأهلي الذين أهدروا هذه الفرص هو الخطأ.

الأهلي تأخر بعد خمس دقائق من مباراة الإياب ونجح في العودة في النتيجة بعد ضربة جزاء مهدرة وتأهل لنصف النهائي.

الأهلي تراجع للدفاع بشكل مبالغ فيه ربما في الشوط الثاني قبل أن يخرج للاعتماد على المرتدات -التي أهدرها لاعبوه بعد ذلك- ولكن هل تراجع الأهلي خارج ملعبه بالشيء الجديد؟

Mohamed Abdelmonem: Al Ahly players thrive under pressure

الأهلي في عصره الذهبي والزمالك ومنتخب مصر أيضا اعتاد التراجع خارج ملعبه وكان الخروج بنتيجة التعادل بمثابة الفوز، وفي بعض أندية أوروبا أيضا التي أصبح الكثير يراها معيارا للحكم -وإن كنت أختلف في ذلك-

"نتعادل بره وهنكسب في القاهرة مع الجمهور-الذي نسينا وجوده مع طول غيابه-" "يا سلام لو نخطف جول بره حتى لو اتغلبنا 2-1" كلها عبارات سمعتها مئات المرات عن مباريات مختلفة في أدوار مختلفة وظروف مختلفة.

لست ضد الانتقاد فيما يخص التراجع بالمناسبة، ولكن ضد المبالغة في الانتقاد. المدرب قرر أن يلعب بالطريقة التي يجدها مناسبة، يمكنك أن تراها خاطئة وتنتقدها ولكن لذلك حد خصوصا أنه حقق الهدف المطلوب.

"موسيماني أضاع شخصية الأهلي بعد عدم الفوز على وفاق سطيف في الجزائر"

هل يمكن أن نتذكر عدد الفرق التي فازت في مباراة ذهاب بأربعة أهداف ودخلت مباراة الإياب بنفس تركيزها؟

لا أتحدث هنا عن تاريخ الأهلي، بل تاريخ كرة القدم. كم يمكن أن تكون النسبة؟

من الطبيعي بالنسبة لأي لاعب -والنسبة تزداد مع اللاعب المصري- أن ينخفض معدل التركيز مع فارق النتيجة وخصوصا مع التقدم بهدف جديد في أول ثلاث دقائق وفي النهاية الأهلي لم يخسر حتى أمام وفاق سطيف.

المبالغة هنا لم تكن فقط عند كارهي موسيماني بل عند محبيه أيضا.

لا يوجد مدرب فوق النقد، لا يوجد شخص فوق النقد في عالمنا الحاضر في العموم. طالما أنه أخطأ فلابد أن يواجه النقد طالما كان منطقيا دون دخول الأهواء أو المبالغة فيه.

بين جمهور أو إعلام بالغ في نقد موسيماني، إليكم دب - ليس بريئا في كل المواقف- من الدواب التي قد تقتل صاحبها.

موسيماني دب آخر وله صاحب

Mosimane lauds Kaizer Chiefs' Hunt, throws shade at Mamelodi Sundowns  coaches | Goal.com

لا يعني هذا الكم الكبير من التصريحات أن موسيماني كان الطرف المظلوم في كل الأوقات.

"أقسم لكم أن الأهلي سيكون أفضل في الموسم المقبل، بعدما فهمت الدوري المصري والتعامل مع هذه المسابقة سيكون بذكاء أكبر"

موسيماني بعد خسارة لقب الدوري الموسم الماضي - 28 أغسطس 2021

بدأ الأهلي الموسم المحلي بقوة وحقق ستة انتصارات متتالية منها الفوز بخمسة أهداف على الزمالك وأربعة أهداف أمام الإسماعيلي وسموحة وتعادل بعدها أمام فيوتشر.

ظهر الأهلي بشكل مميز بعدها في كأس العالم للأندية وحقق انتصارين على مصر للمقاصة وفاركو بأربعة أهداف وثلاثية على بيراميدز وانقلبت الأمور بعد ذلك.

خمس مباريات على التوالي ظهر الأهلي فيها بمستوى سيئ، بين خسارة أمام المصري ثم ثلاثة تعادلات وأخيرا فوز في الدقائق الأخيرة على إنبي.

التحول في التعامل مع اللاعبين والإعلام

تشكيل الأهلي أمام الدفاع الجوي.. محمد شريف وحسام حسن يقودان الهجوم - بطولات

"هل يجب أن أدفع بحسام حسن بدلا من محمد شريف الذي يسجل باستمرار؟"

موسيماني في المؤتمر الصحفي بعد مباراة المريخ - 5 مارس 2022

"هل أنت جاد؟ هل المشكلة في مباراة الرجاء كانت في عدم مشاركة حسام حسن؟ وهل تضمن إذا شارك أنه سيسجل"

"يجب أن نساند هؤلاء اللاعبين ونثق فيهم قبل المباراة بدلا من أن يسألني أحد لماذا لم يشارك حسام حسن، فهو شارك من قبل ولم يسجل"

موسيماني في المؤتمر الصحفي بعد مواجهة الرجاء - 17 إبريل 2022

كنت أرى في الموسم الماضي أن موسيماني يجب أن يواجه الإعلام بطريقة أكثر حزما لكي تهدأ بعض الانتقادات ولكن الأمر انقلب ضده تماما هذا الموسم.

بداية من الانفعال الزائد عن الحد أمام الأسئلة ثم التحول من المطالبة بالثقة في اللاعبين إلى انتقادهم علانية والحديث عن حسام حسن هنا على سبيل المثال لا الحصر.

"لست ساحرا ودوري كمدرب هو تعليم اللاعبين كيفية التحرك والتمرير وخلق المساحات والباقي لا أستطيع التحكم فيه"

"أحيانا يقول الناس إن بيتسو لا يلعب أكثر كرة جذابة فأنت لا تستطيع اللعب بشكل جميل دائما، فسوف تخسر. أفضل الفوز بالمباريات عن لعب كرة قدم جميلة".

موسيماني في حوار صحفي 2 يونيو 2022

إهدار الفرص في مباراة، اثنتين، خمس قد يكون نتيجته توجيه النقد للاعبين ولكن استمراره لهذا العدد الكبير من المباريات وبشكل متتالي يجب أن يكون المدرب أحد المسؤولين عن ذلك.

سواء بالتدريب المتكرر أو بخلق روح المنافسة -التي هي غائبة بالفعل- أو بأي سبب يراه المدرب صحيحا ولكنها مشكلة متكررة بوضوح يجب أن يكون للمدرب دورا في حلها.

غياب المنافسة بين اللاعب الأساسي والبديل مشكلة واضحة في الأهلي وهو ما قد يسبب بعض المشاكل في التدوير، مع الاتفاق على كون عدد ليس بالقليل من لاعبي الأهلي البدلاء أقل من مستوى النادي.

التهميش لبعض عناصر الفريق قد يكون مقبولا إذا كان اللاعب متواجدا قبل قدوم موسيماني، ولكن ماذا عن حسام حسن وميكيسيوني؟ مهاجم تم التعاقد معه أثناء وجود موسيماني -بعيدا عن الرأي في مستواه- وواحد من الأجانب الذين دائما من المفترض أن يصنعوا الفارق. علامة استفهام كبيرة.

"تفضيل الفوز بالمباريات على الكرة الجميلة في كل الأوقات سيجعل حصر التقييم على النتائج وعندما تغيب فستجد سهام النقد تنطلق نحوك من كل اتجاه.

التحديات أمام بيرسي تاو كبيرة، البعض يتحدث عن أنه لا يستغل كل الفرص المتاحة ولكنهم ينسون أنه يصنع فرصه بنفسه في أوقات كثيرة أو يصنعها لزملائه ويسجل أيضا الأهداف. لا يسجل بنفس القدر الذي نريده وهذا هو التحدي ولكنه لاعب كرة قدم جيد"

"المهاجمون في الفريق لا يسجلون الكثير من الأهداف، حسام حسن يطالب الجميع بوجوده ولكنه لا يسجل ويطالبون بمنحه المزيد من الوقت وكذلك محمد شريف سجل عديد الأهداف الموسم الماضي ولكنه لا يفعل ذلك هذا الموسم"

موسيماني في حوار صحفي - 7 يونيو 2022

موسيماني هنا لكي يبعد الانتقادات عن بيرسي تاو، وجهها نحو حسام حسن ومحمد شريف، لاعبان في فريقه بالفعل وهو بنفسه الذي طلب الثقة في الفريق واللاعبين قبل فترة قصيرة.

مدرب الأهلي بالغ في ردوده على الإعلام وانفعلاته الزائدة وهجومه علانية على لاعبيه.

موسيماني مستباح من الجميع وسط تقييم غير منطقي

Pitso Mosimane suffers his first defeat in Egypt as coach of Al Ahly

هل أثار عدم تناول تصريح "جماهير الأهلي تطالب بالفوز بكل شيء وهذا لا يمكن أن يحدث" استغرابك؟

الأهلي مطالب بالفعل بالفوز في كل شيء، جماهيره دائما متطلبة بكل قوة، وخسارة أي لقب أو مباراة أو حتى الفوز دون تقديم أداء جيد يجعل الفريق والمدرب عرضة للانتقاد.

كل هذه أمور لا تمثل مشكلة حين يتم توجيهها بالشكل الصحيح، يجب أن تعمل بكل قوة للفوز بكل شيء، ولكن هل يوجد فريق يفوز بكل شيء؟

لن أوجه الأمر للمقارنة بأي فريق في أوروبا أو أي مرحلة في تاريخ الأهلي لأنني لا أحب المقارنات التي تكون فيها الظروف مختلفة -وإن كنا سنتناول ذلك في جزء قادم-.

الأهلي مطالب بالفوز بكل شيء نعم ولكنه لن يفوز على طول الخط، لابد أن يأتي وقت للخسارة فهذه طبيعة كرة القدم ويجب أن يتقبلها الجمهور والفريق نفسه لكي يستطيع النهوض والفوز من جديد، لكي يجدد دوافعه على الأقل.

لم يتوقف الأمر عند المطالبة بالفوز، بل الفوز وبأداء جيد وإذا لم يتحقق ذلك فسهام النقد تتوجه للمدرب فما بالك وقت الخسارة؟

كل ما فات يعطيك فكرة عن مدى الانتقاد الكبير الذي يتعرض له موسيماني وجزء كبير من أسبابه هو كونه مستباحا من الجميع.

"ما رأيته بشكل شخصي هو الكثير من السلبية وليس من كل مسؤولي الأهلي والإعلام وأساطيره لكن هناك بعض السلبية من بعض وسائل الإعلام واللاعبين السابقين والمقدمين والمشجعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي"

مويرا ثلاجالي زوجة ووكيل أعمال بيتسو موسيماني في حوار تلفزيوني - 8 يونيو 2022

لا يتلقى موسيماني الدعم الكافي من المسؤولين في الأهلي بل وقد يصل الأمر لمهاجمته من مسؤولين داخل النادي علانية.

الإعلامي أحمد شوبير - والمقرب من الأهلي- تحدث عن أن محمود الخطيب رئيس النادي هو الداعم الأكبر لموسيماني ولتجديده وقتها وسط وجود توجه قبل التجديد لرحيل موسيماني.

وهو أمر -إن صح- فهو عامل رئيسي في انهيار الثقة لدى المدرب في قدراته وإدارة النادي ومؤشر خطر جديد لما يحدث داخل الأهلي.

أحد أبرز العوامل في كون موسيماني مستباحا -على سبيل المثال لا الحصر- هو إعلان الأهلي لعقد اجتماع مع المدرب، والمشكلة هنا ليست في عقد الاجتماع من عدمه وإنما في الإعلان.

يمكنك أن تجتمع مع المدرب كل يوم سواء كان منصبة في خطر أم لا ولكن إعلان ذلك في وسائل الإعلام يفتح الباب أمام التكهنات والإشاعات وخلافه.

وهذا لم يحدث من قبل، لم يحدث حتى مع مارتن لاسارتي الذي خسر بنتيجة هي الأكبر في تاريخ الأهلي في دوري أبطال إفريقيا.

المدرب دائما ما يتسلح بلاعبيه، تاريخه، جماهيره، إدارة النادي في مواجهة الانتقادات والأخيرة تظل الأهم في وجود الثقة من عدمها بين المدرب والجميع أو بين المدرب ونفسه حتى وهو ما يعاني منه موسيماني بوضوح في الأهلي.

سواء كان الهدف منها مصلحة الأهلي أو أي هدف آخر فهو دب آخر يقتل صاحبه.

جنون المقارنات

تويتر \ KingFut.com على تويتر:

اعتادت جماهير الكرة في السنوات الأخيرة المقارنات، نقارن بين كل الأشياء والأشخاص حتى وإن اختلفت الظروف.

موسيماني يقارن بجوزيه، الجيل الحالي يقارن بالجيل الذهبي، أداء الأهلي مع موسيماني بأداءه مع فايلر.

لست بصدد الإسهاب في الحديث عن مدرب قرر طواعية الرحيل عن الأهلي، فايلر بدأ بقوة مع الأهلي وانهار الأداء بعد الكورونا وفي مباريات كثيرة كان محمد الشناوي -الذي أنقذ موسيماني في وقت سابق- يساهم في عدم تلقي الأهلي للهدف الأول قبل أن يسجل ويفوز.

فايلر نفسه الذي خسر أمام الزمالك مرتين بعد أن فاز في الأولى بأداء مبهر-قلص خلالها الزمالك الفارق بسبب الإصابات-.

محمد الشناوي الذي كان منقذا لموسيماني تارة، لم يتحدث عنه البعض تارة أخرى في وقت مختلف.

الظروف (تدخلات عنيفة على لاعبي الأهلي) لم يتم وضعها في الاعتبار لموسيماني، وتواجدت لمدرب آخر قرر طواعية عدم وجود أي قلب دفاع على مقاعد البدلاء.

انتقدت فايلر وقتها على عدم وجود قلب دفاع في البدلاء وكذلك مع موسيماني في عدم الدفع ببدلاء مختلفين خلال مباراة الزمالك ولكنهما حققا الهدف في النهاية فلكل أمر حد يجب أن يتوقف عنده.

جيل الأهلي الذهبي لعب بعض المباريات بشكل سيئ ودافع جوزيه بمبالغة خارج قواعده وحقق أهدافه في النهاية.

ليس الهدف هو إيجاد العيوب في الجيل الذهبي أو مانويل جوزيه المدرب الأعظم في تاريخ الأهلي ولكن لتوضيح أن لكل فريق ومدرب فترات هبوط وصعود يجب أن نتقبلها -طالما لم تزدد عن الحد- لكي تستمر الثقة وينطلق الفريق مجددا للنجاح.

مقارنة الجيل الذهبي بالجيل الحالي أجدها عبثية، فالجيل الحالي مع كل الاحترام له ولإنجازاته ولكن قدراته الفنية أقل بوضوح من الجيل الذهبي، فترة انتعاشة الأهلي وقتها مختلفة والمنافس المباشر كان بعيدا عن الصورة وفي نفس الوقت كانت بعض الفرق الصغيرة أكثر قوة من الوقت الحالي وزادت عدد المباريات في الدوري ودوري أبطال إفريقيا. مقارنة لا تجوز من كل الجوانب لمجرد أنه نفس الفريق وفاز ببطولة إفريقيا أو برونزية في كأس العالم للأندية.

أخطاء موسيماني

Al Ahly coach Mosimane says Sundowns had more time to prepare for crunch  Champions League clash

الخطأ الأول ذكرناه بالفعل في تصريحات موسيماني حول الفرص المهدرة وغياب المنافسة في الفريق والتهميش.

مبالغة موسيماني في قراءة الخصوم والاعتماد على كيفية إيقاف نقط قوتهم دون أن يركز على فرض أسلوب الأهلي على المنافس.

أمر نجح بامتياز في مباريات دوري أبطال إفريقيا وكان نتيجته ثلاثة نهائيات متتالية وفوز بلقبين و12 مباراة متتالية في الأدوار الإقصائية قبل الهزيمة من الوداد.

ولكنه لم يكن بنفس النجاح في مباريات الدوري الذي خسره الأهلي في الموسم الماضي وعانى من اهتزاز واضح الموسم الحالي.

بذكر الأسلوب، تغيرت طريقة لعب الأهلي أكثر من مرة مع موسيماني خلال هذا الموسم بين ما أثبت نجاحه في بداية الموسم وتم تغييره بعد ذلك وبين ما لم يكن مجديا واستمر ظهوره دون فائدة.

لا يوجد نمط معين للعب الأهلي مع موسيماني وهو ما ازداد بوضوح في الفترة الأخيرة حتى نقطة الكرات الثابتة أصبح استغلالها أقل.

العودة للدفاع بشكل مبالغ فيه رغم عدم ضمان النتيجة كلف الأهلي خسارة النقاط في أكثر من مباراة ورغم ذلك استمر حدوثه ليكلف الأهلي المزيد.

كثرة تصريحات موسيماني الصحفية -وإن كان أغلبها ليس بالأمر الجديد- وتوقيتاتها ليس في صالحه.

خطأ أخير ربما قد يراه البعض ثانويا، ولكن تأخر موسيماني في العودة للقاهرة بعد نهائي إفريقيا ليس بالأمر الصحيح.

حتى وإن كانت المواجهة أمام أحد فرق الدرجات الدنيا في الكأس ولكن ما بعد خسارة نهائي إفريقيا فالاستعداد يجب أن يكون بشكل أكبر لقادم المباريات.

هل من حل؟

Al Ahly president dates coach Pitso Mosimane in crucial meetings

هل وقفت على أسباب المشكلة في البداية؟

انعدام الثقة هي المشكلة الأكبر، الثقة بين موسيماني وإدارة الأهلي في المقام الأول، وبينه وبين طاقمه ولاعبيه بالتبعية، وبينه وبين الإعلام.

كل هذا انعكس على أداء الأهلي وعلى ما يقدمه موسيماني داخل الملعب وخارجه في التعامل مع الإعلام واللاعبين.

الثقة التي زُرعت لدى موسيماني في فوزه بالألقاب مع الأهلي، تم انتزاعها بعد ذلك مع كونه غير محمي من السهام التي انطلقت نحوه من كل اتجاه.

هذا لا يعفي موسيماني من المسئولية والخطأ بالطبع كما ذكرنا والجزء الأكبر فيه كان بسبب غياب الثقة التي من الصعب -إن لم يكن من المستحيل- زرعها مجددا.

غياب المرونة من الطرفين أيضا في التعامل، سواء في تعامل موسيماني مع طلبات الإدارة في بعض الأوقات أو داخل وخارج الملعب مع اللاعبين أحد أسباب انهيار العلاقة.

كثرت الدببة واختلفت الأصحاب ولكن الصاحب الأكبر الذي على وشك أن يُقتل هو مشروع موسيماني مع الأهلي.

لا أعلم متى سيرحل موسيماني عن الأهلي، هل هو الآن أم انتظار التعثر أمام الزمالك إن حدث أم نهاية الموسم ولكن في النهاية الأهلي سيكون قد خسر موسيماني ثاني أكثر مدرب ناجح في تاريخه الحديث وموسيماني سيخسر تواجده في النادي الأكبر في إفريقيا.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات