نهائي أبطال أوروبا.. ما بين 4 سنوات غيرت الظروف والدوافع وبدلت الموقف

الأربعاء، 25 مايو 2022 - 18:34

كتب : عبد الرحمن فوزي

محمد صلاح - كريم بنزيمة - ريال مدريد - ليفربول

مرة جديدة يلتقي ريال مدريد مع ليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا في إعادة للمباراة النهائية التي جمعت بينهما في موسم 2017/2018 وانتهت بتتويج الأخير بلقبه الـ 13 في تاريخه.

مباراة هي الأهم والأكثر ترقبا في الموسم وهي عادة نهائيات دوري أبطال أوروبا البطولة الأكثر حماسا ومتعة في العالم.

وإن كان طرفا المباراة سيتكرر، لكن ظروف اللقاء قد تغيرت الآن كثيرا بالنسبة للفريقين. سواء في الدوافع أو الظروف.

الدوافع

دوافع ريال مدريد تختلف كليا عن موسم 2018، إذ أن النهائي الماضي كان بمثابة فرصة أخيرة لإنقاذ الموسم الذي كان على وشك أن يصبح صفري بعد خسارة لقبي الدوري وكأس ملك إسبانيا، كما كان فرصة لتحقيق إنجاز تاريخي بالتتويج بدوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي وهو ما لم يحققه أي ناد على مدار تاريخ البطولة وتعزيز رقمه كأكثر الأندية تحقيقا لدوري أبطال أوروبا عبر التاريخ.

في الموسم الحالي يختلف الوضع مع ريال مدريد لأن الدافع لم يعد فقط لتعزيز أرقام تاريخية أو لإنقاذ موسمه الذي يعد ناجحا بالفعل بعد تتويجه بكأس السوبر، والدوري الإسباني، ولكن هي فرصة لتحويل موسم كان يتوقع البعض فشله في البداية إلى موسم تاريخي لن ينسى في تاريخ النادي.

الموسم التاريخي ليس هو الدافع الوحيد لريال مدريد من أجل الرغبة في التتويج باللقب ولكن لإثبات مقولة “شخصية البطل” بأن الفريق يستطيع أن يكون ملك أوروبا حتى مع قرب نهاية الجيل الذهبي بالكامل الذي حقق الثلاثية وفقد بالفعل أغلب عناصره.

لاعبون مثل كريم بنزيمة ولوكا مودريتش، وتوني كروس وكاسيميرو، كانوا أحد الأعمدة الأساسية في الثلاثية السابقة ومن العناصر القليلة التي لم ترحل أو فقدت مكانها الأساسي في التشكيل، والآن هم أمام فرصة لإضافة لقب جديد قد يكون الأصعب كمشوار وكبطولة دخلها ريال مدريد وهو أحد أقل المرشحين للتتويج بها.

على الجانب الآخر، فإن ليفربول يختلف وضعه بشكل كلي، إذ أنه في المرة السابقة كان هو النادي المبتعد عن التتويج وغير المرشح لتحقيق أي شيء وحقق المفاجأة بالوصول فقط إلى النهائي وكان النادي يسعى للعودة إلى التتويج بالبطولات الكبرى وخاصة دوري أبطال أوروبا الذي غاب عنه منذ التتويج الأخير في 2005.

منذ تلك المباراة وبعد الهزيمة اختلف وضع ليفربول، الفريق عاد إلى الألقاب بالفعل، توج بدوري أبطال أوروبا في النسخة التالية على حساب توتنام قبل أن يعود الدوري الإنجليزي إلى خزائنه في 2020 بعد 30 عاما من الغياب.

في الموسم الحالي ليفربول يدخل المباراة بدافع الانتقام من هزيمة 2018 أكثر من الرغبة في تحقيق الانتصار، وهو ما انعكس على تصريحات محمد صلاح نجم الفريق عقب تأهل الفريقين إلى المباراة النهائية، والذي شدد على رغبته في الانتقام من الهزيمة الماضية. حديث أضاف دافعا إضافيا إلى لاعبي ريال مدريد وهو ما أكده فيدي فالفيردي الذي وجد في كلمات صلاح بعض التقليل من فريقه.

رغبة ليفربول لن تقتصر فقط على الانتقام من ريال مدريد بالتأكيد ولكن لتحقيق مجد شخصي بعد خسارة الدوري الإنجليزي الممتاز بسيناريو درامي هو الأكثر حزنا أمام مانشستر سيتي الذي حول تأخره في المباراة الأخيرة إلى فوز خلال خمس دقائق.

في جميع الأحوال فإن موسم ليفربول لن يعد فاشلا لأن الفريق قد تمكن بالفعل من التتويج بلقبي كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة الإنجليزية ولكن بالطبع تزيينه بدوري أبطال أوروبا سيكون خير ختام للموسم.

الظروف

في 2018 كان ريال مدريد يمتلك جيلا ذهبيا بما تحمله الكلمة من معنى بامتلاكه تشكيلا أساسيا من الأفضل في تاريخ كرة القدم مع وجود لاعب مثل كريستيانو رونالدو وحتى مع وجود تشكيل بديل كان قادرا على حسم مباريات كاملة بدون مشاركة اللاعبين الأساسيين، ومع مدرب مثل زين الدين زيدان الذي قاد الفريق بالفعل للتتويج بالعديد من الألقاب.

على جانب آخر، فإن ليفربول كان في مرحلة تكوين فريق جديد لديه نواقص عديدة مثل خط الوسط الذي تكون من جورجينو فينالدوم وجيمس ميلنر، وجوردان هندرسون وهو خط وسط ينقصه اللاعب المبتكر الذي لديه القدرة على مد المهاجمين بالتمريرات.

وحتى على مستوى الدفاع ومع تعاقد الفريق مع لاعب بحجم فيرجيل فان دايك الذي شكل إضافة كبيرة لخط الدفاع ولكن ديان لوفرين كان هو شريكه الآخر والذي لم يكن على المستوى المطلوب.

المركز الأسوأ في الفريق كان حراسة المرمى والذي كلف الفريق تقريبا خسارة اللقب بعد خطأين من لوريس كاريوس أهدى الكرة فيهما لبنزيمة بالهدف الأول وسقطت الكرة من يده في الهدف الثالث الذي سجله جاريث بيل.

مع كل تلك النواقص لم يكن ليفربول يمتلك دكة بدلاء قادرة على تغطية احتياجاته وهو ما ظهر بعد إصابة صلاح ليحل آدم لالانا بديلا له. لاعب لا نتحدث عن ضعف مستواه مقارنة بالملك المصري فقط، لكنه حتى لا يلعب في نفس مركزه.

يورجن كلوب حتى لم يلجأ إلى دكة البدلاء سوى في تبديلين طوال أوقات المباراة على الرغم من تأخره بهدفين.

الوضع حاليا اختلف كليا وربما تبدل لأن ليفربول أصبح يمتلك فريقا أكثر تكاملا في جميع الخطوط، حارس مرمى بين الأفضل في العالم وخط دفاع أكثر قوة بتواجد عناصر مثل جويل ماتيب وإبراهيما كوناتي، بجانب فان دايك مع وجود عناصر بديلة على دكة البدلاء.

في وسط الملعب أصبح ليفربول يمتلك عمقا أكبر في التشكيل خاصة على مستوى اللاعبين المبتكرين مثل تياجو ألكانتارا والذي قد تسبب إصابته مشكلة كبيرة لليفربول في حالة عدم لحاقه بالمباراة كما يشاع حاليا.

لكن على غير العادة في المواسم السابقة، فإن ليفربول بالفعل يمتلك العناصر البديلة لتعويض إصابة تياجو حتى وإن لم يكونوا على نفس المستوى مثل نابي كيتا وكورتيس جونز، وحتى هارفي إيليوت.

ثلاثي وسط ليفربول الذي سيشارك في المباراة النهائية قد يختلف عن مباراة 2018 بشكل كبير بإضافة عناصر مثل تياجو ألكانتارا أو فابينيو بجانب هيندرسون أو غيره من المتاحين.

حتى في خط الهجوم شهد تشكيل ليفربول طفرة كبيرة خصوصا على دكة البدلاء بالتعاقد مع لاعبين مثل لويس دياز وديجو جوتا، مما حول روبيرتو فيرمينو من أحد نجوم الفريق إلى لاعب بديل.

في 2018 لالانا حل بديلا لصلاح بعد إصابته مما جعل ليفربول يفقد جزءا كبيرا من قوته الهجومية ولكن حاليا غياب صلاح لم يعد كارثيا كما كان في السابق والفريق حقق الفوز بدونه خلال الجولتين الأخيرتين من الدوري الإنجليزي والوضع ينطبق حال غاب أي لاعب من خط الهجوم وليس صلاح فقط.

النقيض هو ما حدث لريال مدريد الذي تحول من فريق يمتلك تشكيلتين من النجوم إلى فريق يخشى أن يتحول غياب لاعب واحد فقط منه إلى كارثة، وهو ما تحقق بالفعل في الكلاسيكو أمام برشلونة عند غياب فيرلان ميندي وكريم بنزيمة، حينها تلقى الفريق هزيمة ثقيلة برباعية دون رد بدون إظهار أي شكل هجومي أو دفاعي خلال المباراة.

ريال مدريد لا يمتلك بديل في أي من مراكز الملعب سوى في خط الوسط حتى مع عدم وجود بديل صريح لتعويض كاسيميرو حال غيابه.

النادي الأبيض يدخل المباراة وهو يأمل في عدم وجود غيابات لعدم وجود عناصر لتعويضها، وربما القلق الوحيد حتى الآن هو إمكانية غياب دافيد ألابا للإصابة والذي يعد المركز الأقل ضررا وليس لجودة البدلاء ولكن لعدم وجود اختلاف كبير في الجودة بين الأساسي والاحتياطي.

بعد 4 مواسم الوضع انعكس الوضع وتبدلت الظروف وحتى الأوضاع ما بين ريال مدريد وليفربول، الطرف الأقوى والمرشح الأبرز للفوز لم يعد جيلا ذهبيا كجيل ريال مدريد السابق، ولكن كالعادة يبقى نهائي دوري أبطال أوروبا محتفظا بأسراره وإثارته وعدم القابلية على توقع نتيجته حتى الصافرة الأخيرة لحكم المباراة.

اقرأ أيضا

قائمة الأهلي لنهائي إفريقيا

برشلونة مهتم بضم نجم المغرب

قائد ليفربول يعلق على انتقال صلاح إلى ريال مدريد

ماني يحدد موعد حسم مصيره مع ليفربول

التعليقات