روما ومورينيو.. أكبر من أخطاء تحكيمية

الثلاثاء، 09 نوفمبر 2021 - 12:44

كتب : إسلام أحمد

جوزيه مورينيو - روما

يمر روما بمرحلة انعدام توازن في الشهر الأخير، فمنذ الفوز على إمبولي بهدفين دون مقابل، لم يحقق الفريق طيلة شهر سوى انتصار وحيد ضد كالياري.

خسر من يوفنتوس وميلان وتعادل مع نابولي سلبيا، وسقط بشكل مدوٍ أمام بودوجليمت بسداسية تاريخية في دوري المؤتمر بالصف الثاني، وفي الإياب بالصف الأول تعادل بثنائية لكل فريق.

وجاءت الهزيمة من فينتسيا في الجولة 12 من الدوري الإيطالي بنتيجة 3-2 لتكون ضربة جديدة في وجه البرتغالي جوزيه مورينيو.

بعد الهزيمة الثالثة له في آخر 5 مباريات بالدوري ترك روما مركزه الرابع الذي ظل متمسكا به من الجولة الرابعة وتقهقر للمركز السادس.

عقب المباراة خرج مورينيو ليلوم التحكيم قائلا: "عليّ أن أحمي نفسي، القواعد وُضعت عن طريق من لا يعرفون القواعد، الأمر جاء كأنه صفعة كبيرة خاصة بالطريقة التي حدثت".

روما كان متقدما في الشوط الأول بنتيجة 2-1، وفي الشوط الثاني قلب أصحاب الأرض الطاولة على الذئاب فسجلوا هدفين وأهدروا هدفين.

شبكة "ذا أثليتك" أشارت إلى بعض مشاكل روما الموسم الجاري والتي ننقلها لكم بتصرف.

لم تكن تلك التصريحات الأولى من مورينيو الذي يشير فيها إلى الحُكام بعد الهزيمة.

عقب مباراة الدربي قال مورينيو: "للأسف الحكم وتقنية الفيديو ليسوا على هذا المستوى. الحكم ارتكب خطأ على الملعب، وتقنية الفيديو لم تتداركه، هذا كثير".

وعقب الخسارة من ميلان قال: "تهانينا لميلان، لا أريد أن أقول أي شيء آخر، وإلا لن أتواجد على الخط الأسبوع المقبل".

وحتى عقب التعادل مع بودود جليمت: "حقيقة المباراة هي نتيجة 2-2، ولكن كان لنا ركلتي جزاء واضحتين كالنهار. يمكنك الحديث عن أي شيء تريده ولكن النتيجة هي النتيجة. سجلوا هدفين من تسديدتين على المرمى، وسجلنا هدفين ولنا ركلتي جزاء لم يتم احتسابهما".

خسارة روما ضد فينتسيا تكررت تماما مثلما حدث في الدربي، الهدف الثالث الذي سجله ديفيد أوكيريكي جاء من كرة طولية ضربت خط الدفاع، مثلما فعل تشيرو إيموبيلي عندما سجل هدف لاتسيو الثالث.

مورينيو أوضح معاناة الفريق الهجومية أمام فينتسيا قائلا: "صنعنا عديد الفريق، وكان هناك عديد أنصاف الفرص أيضا حيث لم نستطع لعب الكرة الأخيرة، من الصعب فهم كيف سجلنا هدفين فقط".

معدل الأهداف المتوقعة لروما في مباراة فينتسيا كان 3.5، بعدما سددوا 28 كرة على الخصم من بينها 8 على المرمى سجلوا هدفين، بينما سجل فينتسيا 3 أهداف من 12 تسديدة فقط من بينها 6 على المرمى.

وبحسب إحصائيات لموقع "StatsBomb" فأن روما يتواجد في المركز الثامن في استقبال الأهداف المتوقعة، وفي المركز الـ 11 من استقبال الأهداف من هجمات اللعب المفتوح.

رقمان يوضحان أن لماذا خسر روما بنتيجة 3-2 ضد لاتسيو وفيرونا وفينتسيا.

الموسم الماضي كان روما أضعف دفاع في أندية النصف الأول من جدول الترتيب باستقبال 58 هدفا.

هجوميا تقف الأرقام في صالح روما بعض الشيء، الذئاب أكثر من سددوا على القائمين والعارضة في 9 مناسبات الموسم الحالي يليه نابولي (8).

لكن نابولي في الصدارة وروما يبعد عنه بفارق 13 نقطة بعد مرور 12 جولة، وهو ما يوضح الفارق في الإنهاء بين الفريقين.

تامي إبراهام أغلى صفقة في صيف 2021 بالدوري الإيطالي لا يبدو محظوظا رغم انطلاقته الجيدة مع الذئاب، من 9 فرص على الـ 3 خشبات يمتلك 4 منها بمفرده في روما.

ويصل معدله التهديفي المتوقع xG إلى 6.3 في حين أنه سجل 3 أهداف فقط، بينما سجل الأوزبكي إيلدور شوموردوف هدفا وحيدا فقط في الدوري الإيطالي هز به شباك فينتسيا من متابعة لكرة إبراهام.

تياجو بينتو المدير الرياضي لروما سبق له أن صرّح قائلا: "من الطبيعي ألا يسجل المهاجم سريعا في إيطاليا، الأمر يحتاج للعودة للتفكير في دوفان زاباتا (أتالانتا) وفيكتور أوسمين (نابولي) وإدين دجيكو (روما ثم إنتر)، إبراهام موهبة رائعة وكذلك شوموردوف، هما شباب ويحتاجان للوقت، مع نهاية الموسم سيدرك مشجعي روما أننا تعاقدنا مع مهاجمين رائعين".

روما بدأ لأول مرة الموسم الجاري بالثنائي أمام فينتسيا وكلاهما سجل بعدما حوّل مورينيو خطته من 4-3-3 إلى 3-5-2.

Tammy Abraham of AS Roma celebrates with teammates after scored a goal during the Serie A match between Venezia FC v AS Roma at Stadio Pier Luigi...

تواجد لورينزو بيليجريني في مركز صانع الألعاب وهو الذي يقدم واحدة من أفضل مواسمه بعدما سجل 5 أهداف –هداف الفريق في الدوري- وصنع هدفين، حتى أن الفوز الوحيد خلال الشهر الأخير تحقق بفضله بتسجيله لهدف من ركلة حرة وصناعة آخر من ركنية ضد كالياري.

ستيفان الشعراوي استعاد بعض من مستواه مرة أخرى بعدما سجل هدف الفوز القاتل في المباراة الألف لمورينيو وكذلك هز شباك ميلان في الوقت القاتل، أضاف لرصيده 6 أهداف في الموسم الحالي.

في نفس الوقت لا زال الأرميني هنريك مخيتاريان يبحث عن نسخته المثالية بعدما ساهم الموسم الماضي في 26 هدفا، ولا يزال نيكولو زانيولو يسعى لمساهمته الأولى في الموسم بعد 719 دقيقة.

في نفس التوقيت الموسم الماضي كان روما على بُعد 4 نقاط فقط من ميلان المتصدر وتراجع ترتيب الفريق عندما تعرض الثنائي جوردان فيرتو ومخيتاريان للإصابة ما جعل الذئاب يتراجعون مع باولو فونسيكا.

ما يُعاب على روما هو التركيز أكثر من الأخطاء التحكيمية، تياجو بينتو قال لشبكة سكاي سبورتس: "لا نستطيع إخفاء أنه في 11 مباراة كانت هناك مواقف حطمت روما".

لورينزو بيليجريني تحصل على بطاقة صفراء ثانية في مباراة أودينيزي أثارت الجدل وغاب بسببها عن الدربي.

قبل هدف لاتسيو الثاني بلحظات طالب لاعبو روما بركلة جزاء لصالح نيكولو زانيولو عقب تدخل من السيد هيساي، وربما كان يتعرض لوكاس ليفا للطرد أيضا.

أمام يوفنتوس كانت هناك مطالبات بإعادة ركلة الجزاء لدخول أكثر من لاعب منطقة الجزاء أثناء تنفيذ الركلة –من بينهم لاعبي روما-.

لكن أخطاء التحكيم عانى منها الجميع الموسم الحالي، لاعبو لاتسيو سجلوا ولم يوقف الحكم اللعب أثناء إصابة فيدريكيو ديماركو ظهير إنتر في لقطة هدف فيليبي أندرسون المثيرة.

البعض يرى أن ركلة الجزاء التي تحصل على يوفنتوس في الدربي ضد إنتر مشكوك بصحتها، حتى كالياري طالب بركلة جزاء ضد روما نفسه في لقطة انتهت بخطأ لروما جاء منها هدف لورينزو بيليجريني.

لكن بعيدا عن أخطاء التحكيم يعاني روما من مشكلة في عمق القائمة.

عقب الخسارة من بودو جليمت قال موقع "كالتشيو ميركاتو" الإيطالي إن مورينيو يرغب في إفراغ نصف مقاعد بدلاء روما ورحيل عدد من اللاعبين وضم عناصر جديدة ذات خبرة كبيرة وكاريزما.

وكشفت صحيفة "كورييري ديلو سبورت" الإيطالية أن جوزيه مورينيو أخبر لاعبي روما بين شوطي المباراة أمام بودو جليمت: "هناك أشخاص حولي لا يمكنها اللعب هنا في النرويج أو حتى في الدرجة الثانية الإيطالية".

فيأتي هنا السؤال، لماذا أعار روما ظهيره الأيمن أليساندرو فلورينزي إلى ميلان وهو لا يثق في الأمريكي براين رينولدز كبديل لريك كارسدورب؟

وإذا كان ماراش كومبولا الذي انضم مقابل 30 مليون يورو ليس مثاليا فلماذا انضم كريس سمولينج الذي يعاني من الإصابات مقابل 15 مليون يورو.

Roma looking to shop their veterans: Dzeko, Pedro and Smalling on way out -  RomaPress.net

مع بداية الموسم فضل مورينيو تقليل المعدل العمري للفريق والاعتماد على الشباب، فرحل دجيكو إلى إنتر وبيدرو إلى لاتسيو وكذلك الثنائي البرازيلي خوان جيسوس وبرونو بيريس.

مورينيو نفسه الذي تولى مهمة روما في مايو الماضي، رأى الثنائي يرحل عن الفريق وبعد الخسارة من فينتسيا صرّح: "لو تواجد خوان جيسوس وبرونو بيريس في الفريق لكان أفضل".

يمتلك روما مجموعة واعدة من الشباب بداية من أمادو دياوروا وجونزالو فييار وبورخا مايورال وكذلك الثنائي السابق ذكره كومبولا ورينولدز.

لكن هل يفكر الفريق في الاعتماد حقا على اللاعبين الشباب؟

الآن على مورينيو التفكير في الفريق ولاعبيه الشباب ومحاولة التركيز أكثر لتحسينهم بدلا من الأخطاء التحكيمية، وقد يكون التوقف الدولي الجاري فرصة مثالية لذلك الأمر.

التعليقات