أتالانتا.. الوصول لمرحلة الوحش

أتالانتا هي شخصية أسطورية من الأساطير اليونانية، واشتهرت بأنها كانت صيادة سريعة الركض، ولعدم رغبتها في الزواج وضعت شرطا على كل من يريد أن يتزوجها، وهو أن يسبقها في الركض، من سبقها تزوجته، ومن هزمته يُقتل.

كتب : إسلام أحمد

الأربعاء، 15 يوليه 2020 - 19:45
أتالانتا

أتالانتا هي شخصية أسطورية من الأساطير اليونانية، واشتهرت بأنها كانت صيادة سريعة الركض، ولعدم رغبتها في الزواج وضعت شرطا على كل من يريد أن يتزوجها، وهو أن يسبقها في الركض، من سبقها تزوجته، ومن هزمته يُقتل.

ووفقا للأسطورة فإن أفروديت أعطت لابن عم أتالانتا يُدعى هيبومينيز ثلاث تفاحات ذهبية.

وذهب ذاك الرجل ليسابق أتالانتا. وفي السباق ألقى بالتفاحات الذهبية أمام أتالانتا، فانحنت لتلتقط التفاحات، وهو ما أدى لخسارتها للسباق وزواجها منه.

والآن في 2020 يتفوق أتالانتا الذي يتخذ من الأسطورة اليونانية اسمه وشعاره على الجميع في السباق الهجومي وعلى مستوى الكرة الجميلة في إيطاليا في السنوات الأربعة الأخيرة.

الموسم الجاري الفريق يحطم أرقامه التي حققها سابقا بل وصل لمرحلة الوحش بالمنافسة الفعلية على لقب الدوري الإيطالي حتى لو لم يكن هو هدف الفريق الأساسي بالفعل.

--

في موسم 2015-16 آخر مواسم إدواردو ريا مع الفريق فنيا أنهى الفريق في المركز الـ 13 بجدول الترتيب في الدوري الإيطالي بفارق 7 نقاط عن مقاعد الهبوط.

في الموسم التالي والأول تحت قيادة جانيبييرو جاسبريني حقق الفريق معجزة، المركز الرابع في جدول الترتيب برصيد 72 نقطة (رقم قياسي) و21 انتصارا (رقم قياسي) متفوقا على لاتسيو وميلان وحجز مقعده في الدوري الأوروبي.

بداية بطيئة موسم 2017-18 بعد شارك الفريق لأول مرة في بطولة الدوري الأوروبي وودع أمام بوروسيا دورتموند من دور الـ 32.

عامل الخبرة مع ضغط المباريات جعل الفريق حتى فبراير متخبطا في جدول الترتيب وأنقذ ما يمكن إنقاذه من الموسم وتأهل مرة أخرى أوروبيا بعدما حصد 60 نقطة واحتل بها المركز السابع.

الموسم الماضي 2018-19 سجل الفريق 77 هدفا وهو رقم قياسي –تحطم الموسم الجاري للفريق- وحصد 69 نقطة حل بها ثالثا وضمن تأهله لدوري الأبطال على حساب ميلان بفارق نقطة واحدة ومتفوقا على إنتر بفارق الأهداف.

2019-2020 موسم للتاريخ الفريق عادل عدد انتصاراته في موسم واحد وصار قريبا من تحطيمه مع تبقي 5 مباريات، سجل اللاعبين 93 هدفا في 33 مباراة والرقم بالطبع مرشح للزيادة بالإضافة لعديد الأرقام التي لن نتنهي من سردها.

والأهم بالطبع هو الوصول لربع نهائي دوري أبطال أوروبا في المشاركة الأولى بتاريخه بأداء ونتائج مستحقة ومنتظرا لمواجهة ساخنة مع باريس سان جيرمان الفرنسي.

البداية من الأكاديمية

أكاديمية زينجونيا بدأ البعض يقارنها بأكاديمية لاماسيا التابعة لبرشلونة، فصارت تلك الأكاديمية هي منبع المواهب في الكرة الإيطالية عبر السنوات الأخيرة.

في آخر 15 عاما تخرج 303 لاعبا من الأكاديمية منهم 43 لاعبا أجنبيا.

في 2018 باع النادي 5 من نجومه الشباب مقابل 109 مليون يورو وضم الكولومبي دوفان زاباتا مقابل 12 مليون يورو كأغلى لاعب في تاريخ النادي حينها، و99 مليون للموسم الجاري.

ستيفانو بوركانسو مدير الأكاديمية يقول: "دعونا ننسى الخطط والتشكيلات - 3-5-2، 4-3-3، 4-5-1، كلها ​​مجرد أرقام هواتف إذا لم يتمكن اللاعبون من تنفيذها بشكل صحيح".

"من المهم أن نختار متى وكيف نتحدث إلى لاعبينا، إن لم يكن، فإن صوتنا يصبح ضوضاء في الخلفية".

وكل 3 أشهر يخضع اللاعبين لاختبارات فنية لمدة 40 دقيقة لتقييم مستوى تطورهم.

"نحن لا نسافر مع اللاعبين الشباب للحصول على رسومات على الوجوه أو تذوق الأيس كريم، هل تفضل أن نلعب جيدا ونخسر، أو نفوز بهدف في الدقيقة 94 بمباراة سيئة؟ إذا كانت هناك مباراة كرة قدم سنلعب للفوز دائما".

مؤخرا فأن منتخب إيطاليا الذي حصد وصافة يورو تحت 17 أمام هولندا و19 أمام البرتغال ضم 9 لاعبين من أتالانتا أكثر من أي ناد آخر.

كما تصدر الفريق لقب مجموعته في دوري البريمافيرا (الشباب) في موسمي 2016-17 و2017-18 وفي الموسم الثالث (الماضي) توج باللقب.

ولترى تأثير ذلك أيضا على الفريق الموسم الجاري هو صاحب المعدل العمري الأقل بين الأندية الـ 6 الأوائل في جدول الترتيب، بمعدل 26.8 مقابل 29.6 ليوفنتوس و28.2 لإنتر و27.7 للاتسيو على سبيل المثال.

الفريق يمتلك فقط 3 لاعبين تخطوا الـ 30 عاما وهم بالومينو ويوسيب إيليشيتيتش وأليخاندرو جوميز.

حتى على مستوى التعاقدات فأن لويس مورييل وروسلان مالينوفسكي هم الأكبر سنا بعمر 29 و27 عاما والباقي لم يتخط الـ 25 عاما.

جاسبريني والثورة

بعد تعادل أتالانتا مع مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم قال أليخاندرو جوميز لشبكة "سكاي سبورتس" الإيطالية: "لقد أخبرني جوارديولا أن مواجهتنا أشبه بالذهاب لطبيب الأسنان".

وعن الفارق بين الكرة الإيطالية والإنجليزية: "ما بإمكاني قوله الفارق في السرعة، عندما خضنا مباريات أمام أندية إنجليزية وإسبانية تفوقوا علينا في السرعة مرتين",

"الكرة الإيطالية بطيئة، حتى عندما يلعب الفريق للعب والفوز، أنهم يضغطون بقوة كبيرة، ولا يوجد فريق إيطالي يقوم بذلك".

الفريق الذي تأسس منذ أكثر من 111 عاما صار تنافسيا من خلال التمرير السريع والضغط على الخصم من مناطقه الدفاعية في ظل خطة جاسبريني التي تعتمد على 3-4-3 وفي بعض الأحيان تتحول إلى 3-4-2-1 أو 3-4-1-2 حسب الخصم.

ما يميز الفريق هو قدرته الضخمة على خلق الفرص سواء من العمق أو الأطراف بفضل الضغط العالي، وهو ما يأتي كون الفريق يعتمد على صناع لعب ومهاجمين ولاعبي وسط منتشرين بالقرب من بعضهم البعض في كافة أرجاء الملعب، فيسهل عليهم الاقتراب من مرمى الخصم بأكثر من طريقة مختلفة.

يعتمد الفريق أيضا على التمريرات الثلاثية بين لاعبيه من أجل الاقتراب من مرمى الخصم إذ يصبحون قريبين جدا من بعض.

ويستفيد الفريق بشكل أكبر من الثلاثي ماريو باشاليتش ويوسيب إيليتشيتيش وبابو جوميز بفضل جودة الثلاثي وقدرتهم على القدوم من الخلف ومباغتة الخصم في ظل وجود دوفان زاباتا أو لويس مورييل كمهاجم أساسي يشتت تفكير المدافعين.

جوميز صار لاعبا مهما في الفريق في السنوات الأخيرة مستغلا سرعته فهو يلعب في المباراة دورين، الأول كلاعب وسط ثالث أو صانع ألعاب ومن ثم يتحول لمركز الجناح الأيمن، فيقدم 2.8 فرصة محققة في المباراة بالدوري، ويسدد 2.6 كرة لكل مباراة، وهو الأكثر صناعة للأهداف الموسم الجاري برصيد 16 هدفا.

الصربي يعرف جيدا كيفية استخدام مركزه نظرا لأنه ليس سريع مثل جوميز فيعمل دائما على التمرير لفتح المساحات، فيخلق فرصتين لكل مباراة أو التسديد بمعدل 3.1 للمباراة الواحدة.

كما ستجد أن الأكثر مراوغة الموسم الماضي في الدوري الإيطالي هم إيليشيتش وزاباتا بفضل المساحات التي تتاح لهم وفقا لأداء الفريق.

في خط الوسط يظهر السويسري ريمو فريولر ومارتن دي رون، الأول يقوم بالأعمال الدفاعية بينما يظهر الهولندي أكثر من مناطق دفاع الخصم لكن بشكل متخفظ بعض الشيء لمحاولة سد الثغرات التي تظهر من خلف زملائه.

دور ثنائي الوسط الأهم يبرز في تحول خطط الفريق، إذ يعمل دي رون على سبيل المثال على اللعب في الرواق الأيمن بدلا من يانس هاتيبور مع زيادة رافائيل تولوي المدافع في خط الوسط لتغطية تقدم زميله.

يمتاز الفريق أيضا بهجومه من الأطراف الكاسح إذ ينضم إيليشيتش وجوميز إلى العمق ليفسحان الأطراف إلى روبن جوسينس يسارا أو يانس هاتيبور يمينا من أجل الزيادة الهجومية لإرسال العرضيات أو التسديدات إذا سنحت الفرصة.

جوسنيس بعد مباراة بريشيا صار المدافع الأكثر مشاركة في الأهداف هذا الموسم برصيد 17 هدفا بالتسجيل والصناعة وهاتيبور سبق له أن أمطر شباك فالنسيا في مباراة الذهاب لدوري أبطال أوروبا.

ومن قبل هاتيبور كان الإيطالي أندريا كونتي الذي انضم إلى ميلان أحد أكثر المدافعين تسجيلا للأهداف قبل 3 مواسم في الدوريات الخمس الكبرى.

فيعتمد الفريق هجوميا على الأطراف بمعدل 38% من الجهتين اليمنى واليسرى مقابل 24% من العمق.

دفاعيا طالما المدافع يستطيع الاقتراب من الكرة فليفعل ذلك، الفرق أجبر الخصوم على التراجع الهجومي بمعدل 10 تمريرات للخلف في آخر موسمين تحت قيادة جاسبريني.

كما أن تواجد ثلاثي في الخط الخلفي يتيح الفرصة لتغطية مساحات أكبر بعرض الملعب لحين عودة كل لاعب إلى مركزه.

الموسم الحالي يمتلك الفريق دكة بدلاء أفضل على مستوى صناعة الفارق، لويس مورييل صار بديلا مثاليا عقب عودة مواطنه من الإصابة.

فسجل مورييل كبديل في شباك أودينيزي وكالياري منذ عودة النشاط، وهو صاحب أفضل معدل تهديفي في أوروبا بهدف لكل 66 دقيقة.

وصنع هدف التقدم لـ أتالانتا لروسلان مالينوفسكي –البديل أيضا- في شباك يوفنتوس بعدما خرج من منطقة الجزاء نحو الأطراف لإفساح المجال للاعب آخر للتسجيل بكل سهولة.

كما ستجد أن الفريق يمتلك 3 لاعبين سجلوا أكثر من 15 هدفا في الدوري الإيطالي هذا الموسم هم مورييل وزاباتا وإيليسيتش، و4 لاعبين سجلوا هاتريك من أصل 9 لكافة لاعبي الدوري الإيطالي.

وهناك تنوعا لأهداف الفريق فسجلوا 68% من أهدافهم من لعب مفتوح مقابل 19% من كرات ثابتة، مقابل 10% الموسم الماضي على سبيل المثال.

إجمالا سجل الفريق 93 هدفا في 33 مباراة بمعدل يصل إلى 3 أهداف في المباراة، هو الفريق الوحيد في أوروبا الذي سجل 6 أهداف في 4 مباريات هذا الموسم، وأصبح الفوز بالنتائج كبيرة سهلا له.

جدد الفريق دوافعه في الفترة الأخيرة بعد عودة النشاط الرياضي ووضع هدفا لإسعاد مدينة بيرجامو وهو على الطريق الصحيح في الوقت الحالي وللموسم الرابع على التوالي.

أتالانتا يصعد السلم درجة تلو الأخرى، الفريق لم يضع في الحسبان المنافسة على لقب الدوري بل كان الهدف الحفاظ على مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا.

الموسم المقبل مع بعض التدعيمات عقب الاستفادة من عوائد دوري أبطال أوروبا وتعزيز صفوف الفريق من الممكن أن نرى الفريق ينافس فعليا على إسقاط السيدة العجوز من على عرشها المحلي بكل قوة.

أتالانتا لا يزال في السباق ولم يجد المنافسين بعد من يرمي بالتفاحات الذهبية الثلاثة، فهل يقتل أتالانتا منافسيه قريبا ويحقق لقبا لأول مرة منذ 1962-1963؟

اقرأ أيضا

تمديد العمل بقانون الخمسة تبديلات

صفقة ضخمة للاتحاد السكندري

قائمة ريال مدريد لليلة الحسم

رسميا - الإعلان عن مواعيد كأس العالم 2022

صلاح يواجه أرسنال وعينه على رقم قياسي لم يحدث منذ 54 عاما