زين الدين زيدان وكسر قاعدة مارادونا

الثلاثاء، 23 يونيو 2020 - 12:42

كتب : فادي أشرف

زين الدين زيدان

"ليس كل لاعب كبير يمكنه أن يكون مدربا كبيرا"، لا شك أنك سمعت تلك العبارة بطرق مختلفة إلى أن تحولت إلى "كليشيه" مهم في قواعد "عرف كرة القدم" غير المكتوبة.

الأمر في الحقيقة تمت دراسته سواء بشكل أكاديمي أو بشكل عملي.

سيان بيلوك، وهي باحثة حاصلة على درجة الدكتوراة في علم النفس الرياضي، وتدرس حاليا في جامعة شيكاجو، تقول في تدوينة لها بعنوان "اللاعبون الأفضل قلما يكونون المدربون الأفضل" إن إحدى الدراسات تؤكد أن خيار اتجاه التدريب بعد الاعتزال بالنسبة للاعبين الأفضل هو الخيار الأسوأ.

ملخص تلك الدراسة حسب بيلوك هو أنه مع تأدية اللاعب لرياضته بشكل أفضل تقل قدرته على شرح ما يفعله بشكل كبير فبالتالي لا يصبح مدربا جيدا بنفس درجة إجادته للعبة.

تلك الدراسة اعتمدت على أحد أساطير رياضة الجولف في الثلاثينيات، الأمريكي رالف جولدال، والذي اكتسح اللعبة في أوائل ومنتصف تلك الحقبة حتى ألف كتابا تعليميا بعنوان "حسن طريقتك للعب الجولف" عام 1939، بعدها لم يفز بأي بطولة.

التطبيق العملي يشرحه لنا مدرب أسترالي غير مشهور يدعى جيمس جالانيس يعمل كمدير العمليات في مركز تعليمي للمدربين يدعى "Universal Soccer Academy" حيث يقول إن اللاعبين الأقل مهارة يقضون وقتا أطول في "التفكير" في تحسين أدواتهم داخل الملعب، في الوقت الذي يعتمد فيه اللاعبون المهرة - أو لاعبي الطراز الأول إن جاز التعبير – على مهارتهم وقدراتهم البدنية ولا يقضون الوقت الكافي للـ"تفكير" في طرق ممارسة اللعبة أو الخطط أو ما شابه ذلك.

قاعدة مارادونا

World Cup 2010: Argentina Coach Diego Maradona Wants To Put Jersey ...

يمكننا أن نطلق على الأمر "قاعدة مارادونا"، هل هناك من هو أعظم من دييجو في لعب كرة القدم؟ الإجابة غالبا لا، ولكنه كمدرب قاد الأرجنتين لواحدة من أسوأ كؤوس العالم التي لعبتها في 2010 قبل أن يدرب لفترة في الخليج العربي ثم في الدرجات الدنيا في المكسيك، والأرجنتين.

لكل قاعدة شواذ بالتأكيد، يوهان كرويف كان لاعبا عظيما ومدربا أسطوريا وضع حجر الأساس لمشروع برشلونة بشكله الحالي.

ولكن إن تحدثنا عن الألفية الجديدة، فالمدربون الذين يحكمون الحقبة الحالية هم بيب جوارديولا ودييجو سيميوني الذين كلاعبي كرة لم يقتربوا من مكانة زيدان اللاعب، ولاعبون هواة سابقون مثل جوزيه مورينيو بجانب بعض المدربين الذين لم يتركوا بصمة تذكر كلاعبين مثل يورجن كلوب.

ومع كل هؤلاء، يأتي مدرب يراه قطاع عريض أحد أفضل من لمسوا كرة القدم في التاريخ، وبعد أن اعتزل اللعب، صار أحد أهم المدربين في القرن الحالي، زين الدين زيدان، الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ48.

Zidane returns to Real Madrid: five Champions Leagues won - AS.com

مسيرة زيدان تشرح لنا أنه من المدربين القلائل الذين كانوا من لاعبي الطراز الأول وحصلوا على دوري أبطال أوروبا في الألفية الحالية، ليس مرة أو مرتين، ولكن 3 مرات، متتالية.

الاستثناء لهذه القاعدة، يؤكد النظرية هو "أستاذ" زيدان، كارلو أنشيلوتي.

في حوار سابق مع "ماركا" قال أنشيلوتي في تفسيره لنجاح زيدان "عندما تبدأ كمدرب تصبح الكاريزما هامة جدا. حقيقة أنك تحصل على احترام زائد لما فعلته في الماضي، هذا ما حدث مع زيدان. بعد ذلك، كل يوم يصبح امتحانا، اللاعبون ينظرون لك ويسمعونك ولكن إن فقدوا هذا الاحترام سيكرهك اللاعبون وستسوء الأمور".

إذا يا كارلو، الكاريزما أم المعرفة هي الأهم؟

يقول أنشيلوتي: "بالنسبة لي، المهم هو كيفية التواصل مع اللاعبين".

الأمر نفسه أكده زيدان في تصريحات تعود لفبراير الماضي حيث قال لمجلة "GQ Espana" في إطار قصة صحفية بعنوان "زيدان في المرآة" .

يقول زيدان: "أعتقد أني أعلم متى أتحدث مع اللاعبين وأعتقد أني أعلم ما يريدون، وفي أي لحظات يحتاجون فيها وجودي. أحيانا، وجودي بجانبهم يبدو كافيا. ليس عليك أن تقول كلاما كثيرا حول مشاكل معينة. التواصل الجيد هو أن تعلم متى تصمت. أنا أعلم كيف أفعل ذلك".

التعامل من نجوم بحجم وشخصية كريستيانو رونالدو – الذي قدم أفضل نسخة له مع زيزو - قد يكون صعبا، ولكن صاروخ ماديرا نفسه يقول "تواصل زيدان معنا رائع. لا تسألني لماذا ولكن لدينا تواصل أفضل معه، زيدان يمنح المران طاقة إيجابية واقترب كثيرا من اللاعبين".

Fans claim Zinedine Zidane was carried by Cristiano Ronaldo after ...

أحد أعظم منظري كرة القدم وأنجح مدربيها، كارلوس بيانكي، وضع من قبل 10 قواعد لتكون مدربا ناجحا جميعها تتعلق بالسلوك خارج الملعب.

باختصار، قال بيانكي إن أمور مثل الاهتمام بالمجموعة قبل الأفراد واحترام اللاعبين بهدف جني الاحترام منهم والبساطة والدقة والتواضع ونكران الذات والحصول على ثقة اللاعبين وبثها فيهم مرة أخرى هي مفاتيح النجاح كمدرب.

على الأغلب لن تتاح لنا الفرصة لمعايشة زيدان خارج الملعب، ولكن يمكن استخراج تلك الخصال من أداء زيدان اللاعب، الأمر كان بسيطا ودقيقا بشكل مبهر مع زيزو، كما أنه كان يؤدي بشكل ثابت ومستمر في الملعب معظم فترات لعبه، مع لمحات من التواضع ونكران الذات يمكن استنباطها من عدم شكوى أي منافس أو زميل له من غروره أو ما شابه.

ربما قبل سنوات كان الحكم على تجربة زيدان المدرب يبدو أمرا غير ناضج وسط اتهامات دائمة بمساندة الحظ له في فوزه التاريخي بدوري الأبطال الحادي عشر بعد 14 عاما من حسمه للتاسعة بهدفه التاريخي في باير ليفركوزن، ولكن زيدان رد على من يتهمونه بكونه محظوظا فقط بلقبي دوري أبطال جديدين، ولقب دوري إسباني، ولقبي سوبر أوروبي ولقبي كأس عالم للأندية موزعين على فترتيه مع ريال مدريد.

اقرأ أيضا

حوار في الجول – الدرع يتحدث

تصريحات مقلقة من جوارديولا عن أجويرو

تطور هام في صفقة انتقال طاهر للأهلي

عبد الحفيظ: اتجاه لعودة ثنائي الأهلي المعار

أول فريق يستأنف التدريبات في مصر

التعليقات