"تصديات" الليجا – ضعوا أوبلاك حيث يستحق.. واحلموا بانتفاضة أسينسيو

الجمعة، 19 يونيو 2020 - 18:15

كتب : زكي السعيد

يان أوبلاك - أتليتكو مدريد

تمريرات تمريرات، والكثير من التمريرات، هكذا تُلعَب كرة القدم في إسبانيا، ولهذا وقع اختياري على تمريرات الليجا كعنوان لسلسلة حصاد جولة الدوري الإسباني.

لكن في الجولة 29 قررنا إجراء تعديل جذري على العنوان، وأبدلناه بـ تصديات الليجا، فلولا تلك التصديات الخارقة لما وصل يان أوبلاك إلى رقمه القياسي.

لن يفوز أبدا بكأس العالم أو باليورو، وقد تنتهي مسيرته دون أن يشارك في بطولة كبرى من الأساس، يلعب في نادٍ كبير، لكنه ليس كبيرا للغاية حتى يضعه على منصات التتويج بشكل دوري.

أوبلاك وخلال مواجهة أوساسونا في ملعب السادار، كتب التاريخ، وبات أسرع حارس على الإطلاق يحفظ نظافة شباكه في 100 مباراة بالدوري الإسباني.

وحتى ندرك أسطورية الإنجاز، فاعرِفوا أن أوبلاك وصل إلى ذاك الرقم خلال 182 فقط، أي أنه حافظ على نظافة شباكه في 55% من المباريات التي خاضها مع أتليتكو مدريد في الليجا!

والرقم السابق ظل صامدا قرابة النصف قرن، وحامله كان ميجيل رينا –والد بيبي رينا- الذي حققه رفقة أتليتكو مدريد أيضا خلال السبعينيات في ظرف 225 مباراة!

وبالتالي، فقد احتاج أوبلاك إلى 43 مباراة أقل من سلفه حتى يحطم رقمه التاريخي الذي كان فيكتور فالديس قريبا للغاية من تحطيمه في السابق، لكنه حقق نظافة شباكه المئوية في مباراته رقم 230، بفارق 5 مباريات عن رينا "الأب".

ولطالما تميّز أتليتكو مدريد بالمهاجمين العظماء خلال العقد الأخير، فـ فيرناندو توريس خلّف دييجو فورلان الذي رافقه سيرخيو أجويرو، ثم عوضهما باقتدار راداميل فالكاو، ولم يشعرنا بغيابه دييجو كوستا، وهناك ختم دافيد فيا مسيرته الأوروبية، وبين جدرانه انفجر أنطوان جريزمان.

لكن أبدا لم يلتفت أحدا للكيفية التي عوّض بها أتليتكو حراس مرماه.

فبعد رحيل دافيد دي خيا إلى مانشستر يونايتد ليحمل تركة إدوين فان دير سار الثقيلة جدا، راهنت إدارة الروخيبلانكوس على حارس بلجيكي شاب يبلغ 19 عاما، فكانت نتيجة الرهان أن أوصلهم هذا الحارس إلى نهائي دوري الأبطال للمرة الثانية في تاريخهم، وأجلسهم على عرش الليجا لأول مرة في 18 عاما، وغيرها من الإنجازات العديدة التي كتب بها تيبو كورتوا اسمه في سماء كرة القدم بطوله الفارع وكفيه العريضين.

وعندما تسبب كورتوا في الإطاحة بـ تشيلسي من دوري أبطال أوروبا 2014 بتصدياته الحاسمة، أدرك البلوز الفجوة الكبيرة بين حارسهم المخضرم بيتر تشيك، وابنهم المعار الذي اشتد عوده ورماهم بأسهمه، فآثروا استرجاعه، وتركوا أتليتكو مدريد في تحدٍ جديد.

في ذلك الصيف -2014-، اشترى أتليتكو ميجيل آنخل مويا من خيتافي، واحد من مخضرمي الليجا، يتميز مستواه بالاستقرار، وبدايته كانت رائعة بالفوز على ريال مدريد في كأس السوبر الإسباني.

ليستمر مويا حارسا أساسيا في كتيبة دييجو سيميوني، ويجد الشاب الآخر الذي حضر في نفس الصيف نفسه مجبرا على ملازمة دكة البدلاء حتى إصابة مويا المتألق في شهر مارس.

وبالصدفة، أدرك سيميوني ومساعده الأمين مانو بورجوس –الحارس السابق لـ أتليتكو-، أنهما امتلكا على دكة البدلاء حارسا خارقا طوال أشهر الموسم، أدركا ذلك تحديدا في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال أمام ريال مدريد عندما تكفل أوبلاك بمواجهة بطل أوروبا وحده تقريبا.

في 2020، لم يكف أوبلاك أبدا عن الإبهار، تصدياته الخارقة لا تعد ولا تحصى، وقد يكون لـ مارك أندري تير شتيجن، وتيبو كورتوا، جمهورهما العريض بحكم الانتماء لـ برشلونة وريال مدريد، إلا أن جمهور أوبلاك يجب أن يكون كل عشاق كرة القدم.

ولو حق لـ بنفيكا الافتخار بموهبة واحدة من بين عشرات المواهب التي صدروها لغزو أوروبا، فعليهم بـ يان أوبلاك الذي يجعل مرماه ضئيلا للغاية في نظر المهاجمين.

5-0 كانت النتيجة النهائية لمواجهة أتليتكو وسرقسطة، الفريق العاصمي الذي لم يكن قد فاز في الليجا منذ 23 فبراير، حقق أكبر انتصاراته هذا الموسم، إذ لم يكن قد فاز بأكثر من فارق هدفين على أي طرف بمختلف المنافسات.

جواو فيليكس بصم على ثنائيته الأولى في مسيرته مع الأتليتي، ويانيك كاراسكو سجل أول أهدافه في فترته الثانية مع الفريق، وماركوس يورينتي وألفارو موراتا ذكّرا جماهيرهما بليلة أنفيلد الأسطورية.

الفوز العريض أعاد أتليتكو إلى المركز الرابع لأول مرة منذ الجولة 25.

ماذا قال زيدان لـ أسينسيو؟

بين شوطي ريال مدريد وفالنسيا، كان الجدال على أشده بسبب هدف الخفافيش الملغي، هل تداخَل ماكسي جوميز أم لا، لم يلمس الكرة بالطبع، لكنه منع رافا فاران من إبعادها، هذه كانت حُجة المدريديين، أما حُجة مشجعي فالنسيا –وبرشلونة-، فكانت واضحة: لو سجل ريال مدريد هذا الهدف لما تم إلغائه.

على أي حال، ما حدث في الشوط الثاني، هدّأ كثيرا من حدة هذا الجدال، فـ ماركو أسينسيو الذي تعرض لقطع في الرباط الصليبي يوم 24 يوليو 2019، احتاج إلى ابتسامة وهمسة من زين الدين زيدان، بالإضافة إلى 40 ثانية على أرض الملعب، وانطلاقة شجاعة من فيرلان ميندي، حتى يسجل هدف ريال مدريد الثاني.

وعندما سحب أسينسيو البساط من جدلية هدف رودريجو مورينو الملغي، قرر كريم بنزيمة سحب البساط من تحت أقدام الجميع، وسجل الهدف الأجمل في مسيرته، وأدهش مدربه زيزو –الذي لا يندهش إلى مع الأهداف الخارقة-.

فوز ريال مدريد قلّص الفارق مع برشلونة نقطتين مجددا، بينما تقهقر فالنسيا إلى المركز الثامن، وتقلصّت فرصه في اللحاق بالمربع الذهبي المشتعل.

برشلونة عصر ما قبل الكورونا تحت صافرات أجيري

مستوى برشلونة أمام ريال مايوركا عقب استئناف النشاط أعطى انطباعا أن كيكي سيتيين قضى أيام الحجر الصحي في كثير من العمل حتى يطوّر أداء الفريق بهذا الشكل الثوري والكاسح.

لكن مستوى برشلونة أمام ليجانيس، أعاد الأمور إلى نصابها، فهذا تحديدا نفس برشلونة الذي عرفناه قبل فيروس كورونا.

طوال الشوط الأول، لم ينجح برشلونة في اختراق دفاعات ليجانيس العتيدة، واحتاج إلى تسديدة ماكرة من المراهق أنسو فاتي ليحفظ ماء وجهه قبل الدخول مباشرةً إلى غرفة خلع الملابس.

في المقابل، دخل ليجانيس المباراة دون أفضل 3 هدافين يملكهم: أوسكار رودريجيز للإيقاف، مارتن براثوايت لأن برشلونة خطفه في فبراير، يوسف النصيري لأن إشبيلية فعّل شرطه الجزائي في يناير.

لكن الفريق المدريدي لعب بكثير من الشجاعة، تحت الصافرات الزائفة من المدرب خافيير أجيري الذي طرده الحكم لمحاكاة صافرته.

برشلونة واصل صدارته للدوري الإسباني برصيد 64 نقطة، فيما تقهقر ليجانيس إلى المركز الأخير لأول مرة منذ الجولة 15، وازدادت فرصه في البقاء بالدوري صعوبةً.

رحلة البحث عن تقنية الفيديو

"أتفهم أن الخطأ البشري وارد، لكن عندما تتواجد تقنية الفيديو، لا يمكن أن تكون تلك اللقطة بطاقة حمراء".. _أبيلارد فيرنانديز مدرب إسبانيول.

كان إسبانيول مسيطرا على مباراته أمام مضيفه خيتافي في كوليسيوم ألفونسو بيريز، حتى قرر الحكم خوسيه مونويرا مونتيرو إشهار بطاقة حمراء في وجه بيرناردو إسبينوسا لاعب الفريق الكتالوني بسبب "ضربة بالمرفق" مزعومة.

الإعادة أوضحت أن العقاب كان أقصى بكثير مما حدث فعليا في اللقطة.

رغم الجدل التحكيمي، حصد إسبانيول 4 نقاط منذ استئناف النشاط، وغادر المركز الأخير في رحلة تجنب ما لم يحدث يعيشه منذ 26 عاما: القسم الثاني.

أما خيتافي فواصل نزيف النقاط بعد الخسارة أمام غرناطة، وفوّت فرصة الانفراد بالمركز الرابع مع تعثر ريال سوسيداد أمام ديبورتيفو ألافيس.

احتفالات لا قيمة لها

كان ريال بيتيس متأخرا بهدف دون رد حتى الدقيقة 85 أمام جاره غرناطة في دربي أندلسي جديد، لكن سيناريو مجنون جعل النتيجة 2-1 لصالحه بحلول الدقيقة 88.

وبينما اشتعلت مدرجات بيتيس باحتفلاته لاعبيه البدلاء، خطف البديل روبيرتو سولدادو نقطة قاتلة لـ غرناطة في الوقت بدل الضائع.

2-2 كانت نتيجة المباراة المثيرة والتي شهدت تسديد لاعبي بيتيس 19 كرة واستحواذهم على الكرة بنسبة 80% وتحصلهم على 11 ركلة ركنية، دون أن يخرجوا فائزين.

وفي سيناريو مشابه، إلى أقصى الشمال، لُعب دربي الباسك بين إيبار وأتليتك بلباو.

بلباو تقدّم، ثم تعادل إيبار، ثم تقدّم إيبار أخيرا بهدف مستحق في الدقيقة 78، وعندما اعتقد رجال خوسيه لويس منديليبار أن النقاط الثلاث في جعبتهم، خطف البديل أسيير فياليبري هدفا غريبا "بركبته" وفرض التعادل على الجارين.

غرناطة تاسع وبلباو عاشر، أما بيتيس فيظل في المراكز الرابع عشر، وإيبار في المركز السادس عشر بفارق 3 نقاط عن أول مراكز الهابطين.

ليفانتي العادِل

لا يتمتع فالنسيا وإشبيلية بعلاقة ود كبيرة، لكن مصيرهما تشابه لأسبوعين متتاليين، على يد ليفانتي.

في الجولة الفائتة فقد فالنسيا نقطتين في الـ+98 بسبب تعادل ليفانتي القاتل من ركلة جزاء.

وفي هذه الجولة، خطف ليفانتي نقطة جديدة من إشبيلية بهدف في الـ87، لكنه عكسي بقدم دييجو كارلوس بعد خطأ قاتل من الحارس توماس فاسليك.

الحارس التشيكي ورغم تسببه في فقدان إشبيلية لنقطتين ثمينتين، لكنه كان سببا مباشرا في حصوله على نقطة من الأساس بتصديه الخارق في اللحظات التالية لهدف ليفانتي، والذي كان تصدي الجولة دون منازع.

إشبيلية ظل ثالثا، لكن الفارق مع الرابع أتليتكو تقلّص إلى نقطتين، فيما يظل ليفانتي في مناطق الأمان بالمركز 11.

طالع أيضا

الزمالك يتمم اتفاقه مع صفقته الأجنبية الأولى

كل ما تريد معرفته عن صفقة الزمالك الجديدة

كيف سحق ريال مدريد خفافيش فالنسيا

تحقيق في الجول - سيدات اليد وحلم تمثيل مصر

سموحة يستنكر مطالبة أندية بإلغاء الدوري

التعليقات