هازارد في ريال مدريد.. الحياة تعطي فرصا ثانية للهروب من الظل

الأحد، 07 يونيو 2020 - 16:26

كتب : أمير عبد الحليم

هازارد في ظل رونالدو

مثل أي صفقة باهظة الثمن تأتي بعد محاولات ومفاوضات طويلة وشد جذب يستمر لسنوات، لم يكن المتوقع أن يبهرنا إدين هازارد في أول مواسمه مع ريال مدريد.

ظل هازارد لسنوات يحلم بريال مدريد ويتحدث عن رغبته في اللعب تحت قيادة زين الدين زيدان، حتى تحقق له ما أراد قبل بداية الموسم المتوقف.

لكن هل كان هازارد هو اللاعب الذي طالما حلم به ريال مدريد؟

قبل رحيل كريستيانو رونالدو، عاش كل لاعبي الفريق في ظل الدون، فالفريق يدور حول فلك النجم البرتغالي.

وبعد رحيل رونالدو، لم يكن سهلا الخروج سريعا من هذا الظل لكنه كان ظلا وهميا لأن الفريق لم يجد ذلك النجم الذي يحمله حتى في أسوأ أيامه.

حاول ريال مدريد أولا مع فينسيوس جونيور، لكن ماذا تتوقع من مراهق يلعب لأول مرة خارج البرازيل مع ريال مدريد!

وأدت كل الطرق إلى هازارد خاصة مع عودة زيدان.

الخروج من ظل رونالدو

عندما أراد نيمار الخروج من ظل ليونيل ميسي في برشلونة رحل إلى باريس سان جيرمان ليكون النجم الأول، لكن هازارد عاش مشكلة مختلفة تماما.

دخل هازارد بانتقاله إلى ريال مدريد في ظل لاعب رحل دون رجعة.

لم يكن على هازارد أن يتحدى التطلعات الكبيرة من صفقة انضمامه لريال مدريد فقط، بل أيضا الخروج من ظل رونالدو الذي دخل فيه دون رغبته.

لاتزال تحلم جماهير ريال مدريد بالمهاجم الذي يسجل 50 هدفا في الموسم، ومدربه بالنجم الذي يبني عليه خطته.

مشكلة واجهها جوزيه مورينيو بعد تدريب رونالدو في ريال مدريد، ثم العودة لتشيلسي، وقال عنها هازارد: "مورينيو يريد مني تسجيل 30 أو 40 هدفا كل موسم مثل ميسي ورونالدو، لكن في الحقيقة أنا لست من هذه النوعية من اللاعبين، على الجميع أن يدركوا بأنني هازارد وليس رونالدو أو ميسي، علي أن أتحسن أكثر أمام المرمى وأعمل بجد لكي أحسن مستواي من موسم إلى آخر".

يبدو أن هازارد موعود دائما بالظلم بسبب رونالدو.

واعترف البلجيكي بعد وصوله لمدريد "ارتداء هذا القميص بعد رونالدو ليس سهلا، إنه قميص تاريخي".

لكن رونالدو لم يبدأ يوما مع ريال مدريد موسم الإعداد بزيادة 5 كيلوجرامات في الوزن!

لم تنته مشاكل هازارد البدنية حتى بعدما تخلص من الوزن الزائد، فرونالدو أيضا لم يتخلف عن بداية موسم ريال مدريد من قبل بسبب إصابة مثلما حدث مع الجناح البلجيكي.

لم يخرج رونالدو من الملعب إلا نادرا، فيما أكمل هازارد 90 دقيقة في الملعب خلال 5 مباريات فقط.

انتظر هازارد لأكتوبر حتى يسجل أول أهدافه مع ريال مدريد.

ولكن هل التسجيل مقياس الحكم الوحيد على هازارد؟

لم يضع زيدان لاعبه الجديد قريبا من منطقة الجزاء كما كان مع تشيلسي أو حتى مثل رونالدو مع ريال مدريد.

لعب هازارد على الجانب الأيسر، وكان نقل الفريق للأمام وصناعة الفرص الدور الأبرز له في الملعب مع ريال مدريد مع مساندة الظهير في الأدوار الدفاعية.

شاهد الخريطة الحرارية لتحركات هازارد ضد ريال سوسيداد:

hazard

والسبب أن هازارد يمتلك جودة مختلفة عن باقي مهاجمي ريال مدريد، فهو الوحيد القادر على الاحتفاظ بالكرة لأطول فترة ممكنة.

ولدى هازارد الكثير من الحلول الذكية لضرب التكتلات الدفاعية للمنافسين، وهو شيء لن تجده في فينسيوس وجاريث بيل.

ولذلك ليس غريبا أن تعرف أن هازارد سدد 12 كرة فقط على المرمى خلال 10 مباريات مع مدريد، فيما صنع 14 فرصة للتسجيل.

ومعدل تسديدات هازارد مع ريال مدريد هو الأقل له طوال مسيرته.

بدأت العجلة في الدوران وقدم هازارد أفضل مبارياته مع ريال مدريد ضد باريس سان جيرمان في سنتياجو برنابيو، حتى تعرضت لعرقلة.

أصبحت عجلة هازارد خارج نطاق العمل حتى فبراير بسبب الإصابة قبل أن يعود أخيرا ضد سيلتا فيجو، لكن بعد ستة أيام فقط عاد إلى غرفة العلاج بعد تعرضه لكسر في الكاحل خلال خسارة ريال مدريد المفاجئة 1-0 من ليفانتي.

وبشكل لا يصدق، غاب هازارد عن ريال مدريد في أول مواسمه خلال عدد مباريات أكثر مما غاب عنه طوال مسيرته لمدة 7 سنوات في تشيلسي.

وأصبح لا مفر من الجراحة ليطول الغياب.

فرصة ثانية

غاب هازارد عن أفضل فترات الموسم في ريال مدريد بالتتويج بالسوبر الإسباني في جدة ثم الفوز بكلاسيكو الليجا في سنتياجو برنابيو، لكن توقف الكرة في العالم بسبب فيروس كورونا أنقذ موسمه الأول من الانتهاء مبكرا.

وينتظره بعد العودة صراع مع المتصدر برشلونة خلال الجولات الـ11 المتبقية من الليجا، سيكون بمثابة المنقذ خلالهم.

حيث يواجه ريال مدريد مشاكل كبيرة في الهجوم هذا الموسم، وسجل 49 هدفا فقط في الدوري أقل من برشلونة بـ14 هدفا لدرجة أن كريم بنزيمة سجل هدفين فقط في 11 مباراة قبل إيقاف اللعب في مارس، وسيرخيو راموس هو ثاني هدافي الفريق.

ووجود ريال مدريد في المنافسة حتى الآن سببه الأول السجل الدفاعي الجيد للفريق حيث استقبل 19 هدفا فقط، وليس قوته الهجومية.

يقول هازارد: "موسمي الأول مع ريال مدريد سيء، كان موسما للتأقلم وسيكون الحكم علي في موسمي الثاني، ويجب علي أن أكون في شكل جيد العام المقبل".

ولأن الحياة أحيانا تعطي فرصا ثانية، على هازارد إثبات أحقيته بفرصة ثانية لتغيير وصف موسمه بـ "السيء".

فرصة لو أضاعها قد يبقى في الظل لسنوات.

طالع أيضا

كلوب: لن نهتم بما يقول الناس لو احتفلنا باللقب في الموسم المقبل

بونوتشي: انتقالي لميلان كان قرارا سيئا

رئيس الأرجنتين: فلننتظر ونشاهد ميسي

ميدو ينتقد إقحام أبناء لاعبين سابقين في "حرب" كروية

مرتضى يعقب على "ضم حسام عاشور"

فاروق جعفر يكشف قيمة عقد نجله في الزمالك

التعليقات