أبطال في الجول - أمينة محمود.. جوكر الألعاب أول أولمبية حرمها الانسحاب من ميدالية تاريخية

الجمعة، 24 أبريل 2020 - 17:21

كتب : محمد سمير

أمينة محمود - جوكر الألعاب

ستظل دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة (ريو دي جانيرو 2016) محفورة في التاريخ المصري الأولمبي إلى الأبد، بعد تحقيق أول ميدالية مصرية من المشاركة النسائية عن طريق الثنائي سارة سمير (رفع أثقال) وهداية ملاك (تايكوندو).

الحال نفسه بالنسبة لنسخة 1972 والتي أقيمت بمدينة ميونيخ الألمانية، إذ شهدت مشاركة أمينة محمود في منافسات الوثب العالي لتصبح أول لاعبة مصرية وعربية وإفريقية تشارك في دورة الألعاب الأولمبية.

كانت أمينة محمود قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الميدالية النسائية الأولى في تاريخ مصر وإفريقيا، لكن انسحاب البعثة المصرية بالكامل بسبب أحداث الفدائيين الفلسطنيين الشهيرة باسم (عملية ميونيخ) حال دون ذلك.

لم تكن أمينة محمود لاعبة ألعاب قوى فقط بل مارست كرة اليد والسلة والطائرة والقدم وحققت ألقاب في كل منهم لتستحق عن جدارة جوكر الألعاب الرياضية.

أبطال في الجول.. سلسلة جديدة يقدمها لكم FilGoal.com خلال شهر رمضان عن عدد من أبطال الرياضات الأخرى لسرد إنجازاتهم وتاريخهم وتأثيرهم في الرياضة المصرية.

بداية بالصدفة:

ولدت أمينة محمود في 15 نوفمبر 1949 بالمنوفية، وانتقلت إلى القاهرة ودرست هناك.

تقول أمينة عن بدايتها: "كنت شقية جدا في مرحلة الطفولة، كنا نذهب إلى المدرسة مبكرا من أجل ممارسة الألعاب".

وأضافت في تصريحات سابقة لقناة الأهلي "في إحدى الأيام اختلفت مع زميلة لي فضربتها وذهبت اشتكني إلى معلمتي ناهد يحيى، والتي كانت تلعب في فريق ألعاب القوى ودائما ما كانت تتدرب حتى في المدرسة".

وتابعت "حاولت المعلمة الإمساك بي من أجل معاقبتي على ما فعلته لكنها فشلت في ذلك، كان فناء المدرسة كبيرا وكلما ركضت خلفي أكون أسرع منها وتفشل في ملاحقتي".

وكشفت أمينة "طلبت مني أستاذة ناهد الانضمام إليها لممارسة ألعاب القوى، في البداية كنت أظنها مثل رفع الأثقال لكنها شرحت لي".

ومن هنا بدأت قصة أمينة محمود مع الرياضة بعد أن استهلت تدريباتها مع معلمتها في المدرسة ثم الانتقال للتدرب في النادي اليوناني (إيسكو حاليا) وممارسة ألعاب القوى.

لفتت أمينة محمود الأنظار إليها وقام مسؤولي النادي الأهلي بضمها بسبب تميزها.

الجوكر

يطلق اسم الجوكر على الشخص متعدد المهام، واستحقت أمينة محمود ذلك اللقب عن جدارة واستحقاق.

منذ بداية احترافها ألعاب القوى عام 1960 وحتى 1966 انفردت بكافة الأرقام المصرية لجميع المنافسات.

لم تتخصص في منافسة واحدة بل تصدرت أرقام 100، 200، 400، 800، 1500 متر و100 متر حواجز ورمي الجلة ورمي الرمح والخماسي.

بعد تألق أمينة محمود، لفتت انتباه سيد أمين مدرب النادي الأهلي لكرة اليد وطالبها بالانضمام إليهم بسبب تميزها بالسرعة.

وعن كرة اليد تحكي أمينة "كان هناك في تلك الفترة لاعبة مميزة اسمها كليليا تلعب لنادي هيليوبوليس، تعتبر أبرز لاعبة في كرة اليد بمصر في ذلك التوقيت".

وأضافت "مدرب الأهلي أبلغني أنه يريد ضمي للفريق من أجل إيقافها اعتمادا على سرعتي".

وكشفت "بالفعل لعبنا أمامهم في نادي هيليوبوليس وفي أول ربع ساعة لم تنجح كليليا في الحصول على الكرة، دائما ما كنت أسبقها وأمرر لزميلاتي".

وتابعت "بعد ذلك اتجهت إلى الهجوم، أذهب لأسجل الهدف ثم أعود لمراقبة كليليا، انتهت المباراة 30-1 تقريبا لنا وسجلت منهم ما يقرب من 25 أو 26 هدفا".

الجوكر أمينة لم تتوقف عند كرة اليد فقط بل مارست كرة السلة مع النادي والمنتخب، قبل أن تلفت أنظار المدير الفني لمنتخب مصر للكرة الطائرة ويطالب بضمها رغم عدم ممارستها اللعبة مع ناديها.

شاركت أمينة محمود في العديد من البطولات في مختلف الألعاب سواء بطولات قارية أو عربية أو دورة ألعاب البحر المتوسط وغيرهم.

أول أولمبية:

في عهد أمينة محمود كانت ممارسة السيدات للرياضة والسفر أمر ليس بالسهل على المستوى العربي والإفريقي في تلك الفترة.

لكن بسبب تألق أمينة محمود وجدت مساندة ودعم من أكثر من شخصية رياضية لتشارك في أولمبياد ميونيخ رغم عدم وجود اسمها في البداية بقائمة البعثة المصرية.

شاركت أمينة محمود في أولمبياد 1972 بمدينة ميونيخ لتكتب اسمها في التاريخ المصري كأول لاعبة أولمبية.

خاضت أمينة تصفيات الوثب الطويل بدورة الألعاب الأولمبية ضمن 42 لاعبة وسجلت قفزة وصلت إلى 6 أمتار و10 سنتيمترات لتضمن التأهل إلى النهائيات.

ووفقا للأرقام فكانت ميدالية أمينة محمود مضمونة ومسألة وقت ليس أكثر لكن قام الفدائيون الفلسطينيون بما يسمى بـ (عملية ميونيخ) بعد أيام من انطلاق البطولة مما تسبب في انسحاب البعثة المصرية.

اقتحم الفدائيون الفلسطينيون القرية الأولمبية واتخذت البعثة الإسرائيلية كرهائن، وطالبت وقتها بإطلاق سراح 232 معتقلا فلسطينيا في إسرائيل بالإضافة إلى 2 من ألمانيا وآخر ياباني.

رفضت إسرائيل المطالب وخلال عملية تحرير الرهائن تم قتل 11 رياضيا إسرائيليا بالإضافة إلى 5 من الفدائيون الفلسطينين وشرطي ألماني.

اتخذت البعثة المصرية برئاسة عبد العزيز الشافعي قرارا بعودة الرياضيين والانسحاب من المنافسات خوفا على سلامة اللاعبين، بينما استمر رئيس البعثة لرفع علم مصر في طابور الختام.

كتبت أمينة اسمها كأول مصرية أولمبية، لكنها لم توفق في كتابة اسمها في المتوجين بالميداليات، وذلك بسبب انسحاب مصر من دورتي الألعاب الأولمبية 1976 بمونتريال و1980 بموسكو.

انسحبت مصر بجانب الدول الإفريقية -باستثناء السنغال وكوت ديفوار- من أولمبياد 1976 اعتراضا على رفض اللجنة الأولمبية باستبعاد نيوزلاندا لمشاركة فريق الرجبي لمباراة في جنوب إفريقيا رغم مقاطعتها بسبب سياسة التمييز العنصري، أما في 1980 فتم الانسحاب احتجاجا على الغزو السوفيتي لأفغانستان.

الإنجازات:

وعن إنجازتها في الألعاب المختلفة تقول أمينة: "اشتركت في ثلاث دورات إفريقية لكرة السلة بالجزائر ومصر وتونس وحصلت على أفضل لاعبة في إفريقيا في الثلاث منافسات الحمد لله".

وتابعت "في كرة اليد أيضا شاركت ببطولة قارية في تونس والحمد لله حصلنا على مركز أول وفي الجزائر حصلت على أفضل لاعبة".

وأضافت "أما في الطائرة لم ألعب للنادي شاركت مع منتخب مصر مباشرة، والحمد لله حصلت على مركز أول أيضا".

ولم تكن تلك هي نهاية قصة أمينة محمود مع الرياضة إذ مارست كرة القدم لمدة موسمين لكنها توقفت لأنه لم يكن هناك بطولات أو دوري لكرة القدم النسائية.

الاحتراف

كانت أمينة محمود أول لاعبة مصرية محترفة، إذ انتقلت إلى نادي الفحاحيل الكويتي.

ولعبت أمينة كرة السلة وألعاب القوى مع نادي الفحاحيل الكويتي قبل أن تكون مديرة فنية للنادي.

بعد ذلك أصبحت أمينة محمود المدير الفني لمنتخب الكويت بعد نجاح رحلتها مع نادي الفحاحيل.

وخلال فترة احترافها، دربت أمينة محمود منتخب فلسطين في دورة الألعاب الآسيوية.

التكريم

أقام النادي الأهلي حفل تكريم واعتزال للجوكر المصري أمينة محمود في 20 أغسطس 1985 في ملعب مختار التتش.

وأقيمت مباراة احتفالية بين فريق الأهلي لسيدات كرة اليد أمام منتخب مصر على هامش الاحتفال.

وحتى بعد اعتزالها لمدة 3 سنوات كانت تعود أمينة محمود من الكويت إلى الأهلي لخوض عدد من البطولات.

حصلت أمينة محمود على وسام الجمهورية من جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية الأسبق وشقة تقديرا لمجهوداتها.

كما حصلت على وسام الجمهورية أيضا في عهد محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك رئيسي مصر السابقين.

لم يتوقف تكريم أمينة محمود محليا، إذ حصلت على وسام الاستحقاق من وزير الشباب والرياضة التونسي وتم تكريمها من الاتحاد العربي كونها واحدة من الرائدات في الالعاب الرياضية على المستوى العربي.

كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا

لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغطهــــــــــنـــــــــــا

لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا

طالع أيضا

مباراة لا نمل منها - هل توفيت الكرة في لقاء البرازيل وإيطاليا 1982؟

في يوم ميلاد الأهلي.. أفضل 50 هدافا للنادي في الدوري

الأهلي - نادي الطلبة.. شعاره فوق الجميع

تقرير: زيدان يريد بوجبا الصيف المقبل

الحضري يرد على اتهامه بعمل "سبوبة" في كأس العالم

الحضري: أمر واحد ينقص صلاح ليصبح الأفضل في تاريخ مصر

التعليقات