هدف ميسيدونا.. عندما استغل ميسي وعكة مارادونا وانقض على عرشه

السبت، 11 أبريل 2020 - 19:43

كتب : زكي السعيد

هدف ميسيدونا

"موت مارادونا".. إشاعة زائفة انتشرت في وسائل الإعلام بشهر أبريل 2007، في 3 مناسبات مختلفة.

مارادونا البالغ 48 عامًا حينها، تدهورت حالته الصحية، ونُقل إلى المستشفى مرتين لتدارك الآثار المدمّرة للكحوليات على كبده.

وبينما كان دييجو راقدا في المستشفى تحت عناية فائقة، يترقب مصيره المجهول، ويتأمل كيف تحوّل من سيد العالم إلى كهل مثير للشفقة؛ بُعِث مارادونا آخر.

في 18 أبريل 2007، تسلّم ليونيل ميسي الكرة في وسط ملعب برشلونة، ومضى ليراوغ كل من قابله من لاعبي خيتافي، تماما كما فعل مارادونا في 22 يونيو 1986 على أرض أزتيكا أمام إنجلترا.

ومع غروب عصر مارادونا بالكامل، أشرقت شمس ميسي، وحتى لا يتحداه البعض بتكرار هدف القرن الذي سجله قائد الأرجنتين الأعظم في شباك العدو السياسي والعسكري؛ فقد آثر ميسي أن يسجل هدفه الخارق مبكرا للغاية، قبل أن يبلغ العشرين.

ومن ضمن 236 تمريرة حاسمة طوال مسيرته، لم يدرك تشافي هيرنانديز أن تمريرة جانبية قصيرة في منتصف ملعبه نحو ميسي، سينتج عنها هدف خارق.

بعد أن تسلّم ميسي الكرة من تشافي في الدقيقة 29 من مباراة خيتافي في ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا؛ احتاج الأرجنتيني إلى 13 لمسة، و11 ثانية، ليقطع قرابة الستين مترا نحو شباك منافسه، متجاهلا كل من حاولوا إيقافه.

"لقد سئمت من الحديث عن هذا الهدف".. يعلّق دافيد بيلينجير مدافع خيتافي ضاحكًا عندما تلقى مكالمة من صحيفة موندو ديبورتيفو في الذكرى العاشرة للواقعة.

ويضيف بيلينجير مازحًا: "سأوبخ ميسي لأني أتلقى اتصالات الصحفيين في ذكرى الهدف من كل عام، لا أدري ماذا أقول أكثر من ذلك عن ذاك الهدف".

بيلينجير كان رابع فرد من خيتافي يُراوِغه ميسي، فقد سبقه خابي باريديس، وناتشو بيريز –الذي تمت مراوغته مرتين-، وأليكسيس روانو، وبعد أن تجاوز ميسي نظيره بيلينجير، قام بمراوغة الحارس لويس جارسيا، ثم أودع الكرة في الشباك من أعلى المدافع الأخير: دافيد كورتيس.

جماهير كامب نو عرفت على الفور أنها حضرت حادثة لم ولن تشهدها، فتهاطل التصفيق وخرجت المناديل البيضاء، وارتج الملعب بهتاف "مــــيــــســــي مــــيــــســـــي"، وكسر جوان لابورتا البروتوكول وارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة.

الطريف أن ميسي حاول في لحظةٍ ما، أن يمرر الكرة إلى صامويل إيتو، لكنه وجده مُراقَبا بلاعبيّن، فقرر التوغل، وفقا لتصريحاته بعد المباراة.

في مقاعد بدلاء خيتافي، انفجر بيرند شوستر غيظا.

اللاعب السابق لـ برشلونة، ثم ريال مدريد، ثم أتليتكو مدريد، حضر إلى كامب نو من أجل نتيجة أفضل بالتأكيد من الهزيمة 2-5، لكنه أيضا لم يتقبل هدف ميسي بروح رياضية.

"ربما أخطأنا في عدم عرقلته مبكرا، توجب علينا إيقافه في وقتٍ مبكر من الهجمة".

"تحلينا بالكثير من النُبل، ولم نقم بأي ركلة، ما العيب في إيقاف منافسك؟ ستتحصل على بطاقة صفراء فحسب".

واحدة من صدامات شوستر الكثيرة وقت لعبه في برشلونة، كانت عندما تم استبداله في الشوط الثاني لنهائي دوري أبطال أوروبا 1986، ليدخل مباشرةً إلى غرفة خلع الملابس، ثم يغادر الملعب ويتجه فورا إلى منزله، دون أن يشاهد الوقت الإضافي أو ركلات الترجيح.

ويبدو أن الصحفيين الكتالونيين انتهزوا فرصة الهزيمة الثقيلة التي تلقاها خيتافي، ليعتصروا لاعب الوسط حاد المزاج للغاية.

وعندما تجنّب شوستر الإشادة بـ ميسي، تلقى سؤالا عن رأيه في الهدف من الناحية الفنية بعيدا عن كونه مدربا لـ خيتافي.

ليرد شوستر في غضب: "أنا هنا بصفتي مدربا لـ خيتافي، لست هنا لتحليل لعبة كما لو كنت واحدا من الجمهور".

بعيدا عن قاعة المؤتمرات، كانت المنطقة الإعلامية المختلطة أكثر سخونة، عندما قال أحد الصحفيين لـ بيلينجير إنه بات جزءا من مقطع فيديو تاريخي لما تبقى من حياته.

أما باريديس، فاعترف أن شوستر وبّخهم بين الشوطين لعدم عرقلتهم ميسي، وصرّح: "كان بإمكاني أن أعرقله في تلك اللحظة (عندما راوغه ميسي)، لكني اعتقدت أنه ليس أفضل خيار لأني سأتحصل على بطاقة صفراء، ولم أفكر أبدا في أنه سيفعل ما فعله".

وعندما عرض عليه أحد الصحفيين فيديو الهدف، علّق مدافع خيتافي بدبلوماسية: "هدف عظيم، لا أستطيع قول أكثر من ذلك".

فيما علّق ناتشو عند سؤاله عن الهدف بعد عدة سنوات: "من السهل للغاية القول إنه توجب علينا عرقلته، لكن بعد فوات الأوان".

على النقيض، لم يكبح لاعبو برشلونة ألسنتهم عن الإشادة بهدف زميلهم، وأسبغوا عليه بكل كلمات الثناء.

فقال أندريس إنييستا: "هذه المباراة لم تعد نصف نهائي الكأس أمام خيتافي، بل سيذكرها الناس بصفتها مباراة هدف ميسي".

5 أسابيع فقط كانت كل ما مر منذ أن سجل ميسي 3 مرات في شباك ريال مدريد، والآن مع هدف مارادوني خارق، بات البرغوث على موضع مرتفع يمكّنه من رؤية مستقبله المشرق.

يقول زميله جيانلوكا زامبروتا بعد المباراة: "عندما أطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الأول، وأثناء توجّهنا إلى غرفة خلع الملابس، وجدت ميسي خائفا بعض الشيء، لأن الجماهير كانت تهتف باسمه".

ويعقّب الإيطالي: "إنه أجمل هدف رأيته في حياتي".

في 2019، اختار الموقع الرسمي لـ برشلونة أجمل 64 هدفا في تاريخ النادي، ودعا الجماهير إلى التصويت لأفضلهم.

وبالطبع حل هدف ميسي في خيتافي بالمركز الأول بواقع 45% من إجمالي المصوتين.

ميسي لم يكتف بالمركز الأول، بل استأثر بالمركزين الثاني والثالث كذلك، عن هدفه في شباك أتليتك بلباو في نهائي كأس إسبانيا 2015 (28%)، ثم هدفه في ريال مدريد بنصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2011 (16%).

في 7 مايو، خرج مارادونا من المستشفى، ليتلقى أخيرا السؤال المُنتظَر: ما رأيك في هدف ميسي؟

والإجابة جاءت متوقعة من دييجو: "هدفي أفضل".

في مباراة الإياب على ملعب كوليسيوم ألفونسو بيريز، حقق خيتافي معجزته الخالدة، وهزم برشلونة 4-0، وتأهل إلى نهائي كأس ملك إسبانيا لأول مرة في تاريخه.

لكن لهذه الريمونتادا حكاية أخرى، تطالعونها على FilGoal.com هذا الأسبوع.

مصادر:

صحيفة موندو ديبورتيفو

صحيفة لا بانجوارديا

صحيفة البايّس

صحيفة البايّس

كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا

لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغطهــــــــــنـــــــــــا

لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا

اقرأ أيضا:

أعظم 50 منفذا لركلات الجزاء في التاريخ

أمير مرتضى يكشف عن قرار الزمالك بشأن الفترة المقبلة

كاف يصدر قراره الرسمي بشأن نصف نهائي الأبطال والكونفدرالية

اختبار في البيت - أين أقيمت هذه البطولات؟

ثنائيات تاريخية – الطارقان وأسطورة الجبهة اليسرى البيضاء

التعليقات