رحلة رونالدو للمباراة الـ1000.. "ناشئ بعقلية محترف لم يحترم أي شخص"

الأحد، 23 فبراير 2020 - 11:45

كتب : محمد يسري

كريستيانو رونالدو

ضد سبال كانت مباراة كريستيانو رونالدو رقم 1000 في عالم كرة القدم مع الأندية والمنتخبات، لكن الوصول لهذا الرقم احتاج الكثير من العمل والتدريب والمثابرة.

كريستيانو رونالدو

النادي : النصر

رحلة رونالدو للوصول للمباراة رقم 1000 بدأت مع سبورتنج لشبونة، حيث مراحل التكوين والإعداد التي أنتجت لاعبا عظيما في عالم كرة القدم.

لكن تلك الرحلة كانت لتكون مختلفة لولا: لاسزلو بولوني.

Image result for laszlo boloni

بولوني كان مدرب سبورتنج لشبونة حين كان رونالدو لاعبا في فرق الناشئين، ورغم إن اسمه لا يُذكر كثيرا إلا إنه أسهم في تطويره.

بدأت القصة حين قرر بولوني متابعة مباراة لفريق الشباب، وعلى إثرها قام بتصعيد العديد من اللاعبين لتدريب مع الفريق الأول عام 2003، وحين كان رونالدو في 16 من عمره.

كل الآتي بين علامات التنصيص ذُكر على لسان بولوني..

الانطباع الأول

"كانت مباراة لفريق تحت 16 عاما على ما أتذكر".

"رأيت العديد من اللاعبين المميزين، وقررت أن أقوم بتصعيد عددا منهم لتدرب مع الفريق الأول حين يذهب لاعبو الفريق الأول للعب مع منتخباتهم، حتى أعرفهم عن قرب، وهكذا انضم رونالدو لفريق الأول".

"عادة حين يأتي اللاعبون الشباب لغرفة خلع ملابس الفريق الأول لا يتكلمون كثيرا، يشعرون بالخوف ولا ينطقوا بشيء، لكن حين نزلنا لأرض الملعب، لعب واحدا منهم وكأنه ناضج للغاية، وفي اللحظة التي لمست قدمه أرض الملعب تغير كل شيء".

"سجل واحتفل وكان يلعب بكل شراسة. لم يحترم أي شخص".

"حين يلعب اللاعبون الصغار في هذا المستوى يشعرون بالخوف، لكن الأمر لكن بهذا الشكل مع رونالدو، فكان يلعب بكل راحة ويريد تقديم أفضل ما لديه".

"حتى في هذا العمر، رونالدو كان رونالدو".

"تكرر نفس الأمر في اليوم التالي، وهنا قلت لجهازي المعاون: لا أريد أن يعود رونالدو لفريق الشباب، رونالدو سيستمر معنا".

"كان لدينا بطولة ودية في إسبانيا، وانتهت المباراة النهائية بالتعادل لنتجه لركلات الترجيح، وقتها قررت أن رونالدو سيسدد".

"في هذه اللحظة رأيت الدهشة في أعين رونالدو، (وقال لي: هل تريدني أن أسدد؟) سدد رونالدو بالطبع سجل".

الدور الأساسي

في كأس العالم 2002، تعدى جواو بينتو على الحكم أنخيل سانشيز في مباراة البرتغال وكوريا الجنوبية، ليقرر الاتحاد الدولي إيقافه لمدة 4 أشهر. منع صانع ألعاب سبورتنج لشبونة من اللعب أسهم في إعطاء الفرصة لرونالدو.

"ما حدث سَهل من قراري باختيار رونالدو".

"حين رأيت رونالدو في المرة الأولى كان يلعب في مركز رقم 9، وكان جيد جدا في هذا المركز".

"لكنني قررت أن أغير مركزه لأنني رأيت أنه من الصعب على فتى في الـ17 من عمره أن يلعب بين قلبي دفاع وزنهم يصل لـ90 كيلوجراما. الأمر سيكون صعبا للقتال".

"لذا غيرت مركزه ودفعت به على الجناح، كجناح أيمن أو كجناح أيسر، أعطيته الحرية في الثلث الأخير من الملعب على أن يتحرك حيثما يشاء".

"لعب رونالدو كما يلعب أفضل لاعبي فريقي وأكثرهم خبرة، لم يكن كالطفل الذي يأتي ليلعب دقائق قليلة ثم يحمل شنطة ملابسه ويذهب".

"كانت لديه عقلية محترفة".

"لاعبو الفريق الأول قالوا لي: (هذا الفتى حقا رائع، إنه فعلا مميز) لقد تقبلوه جميعا".

التطور بدنيا وليس فنيا

بولوني خص بالذكر الفريق الطبي لسبورتنج لشبونة ودوره في تطوير رونالدو بدنيا.

"لقد عملوا معه لكي يجعلوه أقوى. وضعنا بضعا من الكيلوجرامات على قدمه وذراعه وعلى خصره ليتدرب بهم لمدة 6 أشهر. كما حصل على برنامجا خاصا لقوة التحمل، وكان يتدرب يومين أو ثلاثة أيام إضافية في الأسبوع".

"خططيا، كان يعلم كل شيء".

"كان لديه حس رائع في المباريات، لكن أحيانا كان يحاول أن يراوغ أو يرتكب أخطاء أو يفقد الكرة، وقتها كنت أفعل شيء واحد فقط".

"فقط كنت أصرخ وأقول: رونالدو. وبعدها كان يفعل ما أطلبه منه بالحرف".

"الأمر لم يكن متعلق بـ (عليك العودة للدفاع أو اذهب لليسار أو للعمق)، لم أكن أشرح ما أريد، وكان يعود لمركزه الصحيح أو يستعيد الكرة".

"كان لاعبا في خط الهجوم لكنه لم يكن يحب الدفاع، لكنه كان يقدم دوره الدفاعي إذا كان الفريق في حاجة له".

رونالدو الإنسان

"العديد من الناس لا يعرفون الوجه الحقيقي لرونالدو".

"يعتقدون أنه رجل استعراضي، لكنه لديه الكثير من الثقة، وليس بالشخص المغرور".

"أتذكر حين ذهب سبورتنج لشبونة لخوض مباراة في ماديرا –الجزيرة التي وُلد بها رونالدو- فقد جاء لي مع والدته وقدم لي الشكر على مساعدتي له. كان لطيفا للغاية وكانت المرة الوحيدة التي حدث معي كمدرب".

انتهت رحلة رونالدو مع سبورتنج لشبونة بعد 30 مباراة سجل فيها 5 أهداف وصنع هدفا، لتبدأ رحلة أخرى من تحطيم الأرقام القياسية.

التعليقات