ستيفانو سينسي.. لاعب كونتي المفضل القادر على فعل ما يحلو له

الأربعاء، 02 أكتوبر 2019 - 15:52

كتب : محمد يسري

ستيفانو سينسي

كمدرب يبحث أنطونيو كونتي عن لاعب وسط بمواصفات معينة لتقديم نفس المهمة، أرتورو فيدال في يوفنتوس، إيمانويل جياكريني في إيطاليا، وحتى بيدرو في تشيلسي، أما في إنتر فوجد ما يريده في ستيفانو سينسي.

على سبيل الإعارة انتقل سينسي إلى إنتر قادما من ساسولو؛ ليقدم نفسه ويكون واحدا من أبرز لاعبي خط الوسط في الموسم الحالي لتأثيره الرهيب على خط وسط الأفاعي.

3 أهداف سجلها رفقة إنتر مع صناعة هدفين حتى الآن في 6 مباريات بواقع 422 دقيقة جعلته يقدم أفضل موسم له في الدوري الإيطالي على مستوى التهديف فلم يسبق له تسجيل أكثر من هدفين على مدار الموسم.

سينسي بدأ مسيرته مع أكاديمية فريق أوربانيا وهو بعمر 6 سنوات عام 2001، حيث كان يلعب شقيقه الأكبر، ليستمر معه حتى عام 2007 وينتقل إلى نادي ريميني ليلعب مع فريق الشباب حتى عام 2009 إلا أن إفلاس النادي جعله يفرط في كل لاعبيه، ليتم اكتشافه من قبل نادي تشيزينا.

3 سنوات لعبها سينسي مع الفريق في دوري الناشئين، قبل أن يخرج على سبيل الإعارة لفريق سان مارينو الذي كان ينشط في دوري الدرجة الثالثة في إيطاليا، لتبدأ رحلة التطوير الحقيقية، والتي جعلته يقدم ما يريده كونتي.

في سان مارينو لم يشارك سينسي فقط في مركز لاعب الوسط، بل لعب كارتكاز دفاعي، وصانع ألعاب صريح، وعلى الجناحين الأيمن والأيسر، تجارب جعلته يعي أبعاد الملعب بشكل أفضل ويعرف كيف يتحرك في أرجاء المستطيل الأخضر.

يقول عنه فابريزيو تاتزيولي الذي دربه في سان مارينو: "ما أذهلني في سينسي هو طريقته في التعامل مع الكرة، إنه موهوب فعلا ولديه تقنية عالية وذكاء خارق".

ويشرح مميزاته "قادر على جعل المواقف الأكثر صعوبة سهلة جدا، ويستطيع اللعب في كل المراكز، لكن قوته في التواجد بين الخطوط والتوغل (لمنطقة الجزاء) ليكون حاسما".

وحين عاد سينسي إلى تشيزينا في موسم 2015-2016، كان قد استقر في مركز لاعب الوسط ولم يحتج إلا 12 مباراة ليلفت الأنظار إليه.

ووصفه ماسيمو دراجو مدربه في تشيزينيا قائلا: "سينسي قادر على اللعب في أي مركز في خط الوسط. إنه جيد في مركز صانع الألعاب نظرا لقدرته على الاحتفاظ بالكرة، كما أنه تطور مع الوقت وأصبح يتقدم للأمام ويُسجل".

وتابع "يلعب وكأنه لاعبًا إسبانيًا، ويمكنك أن تلاحظ ذلك من الطريقة التي يجد فيها المساحات لاستلام الكرة واللعب بسلاسة. تجده في كل مكان ويعرف دائما كيف يتحرك في خطوته المقبلة".

تفسير ذلك ليس إمكانياته فحسب، بل "امتلاكه لشخصية قوية" كما قال دراجو.

صحيفة "لا جازيتا ديلو سبورت" نشرت تقريرا يفيد أن جوزيه مورينيو يراقبه ويرغب في ضمه لتشيلسي، إلا أن ساسولو سبق الجميع وظفر بخدماته في يناير 2016 مع تركه في تشيزينا حتى نهاية الموسم، ليختتم موسمه بـ4 أهداف وصناعة 5 أهداف خلال 31 مباراة في دوري الدرجة الثانية الإيطالي.

ومع ساسولو عمل سينسي تحت قيادة المدرب إيزيبيو دي فرانشيسكو، ليشارك في 16 مباراة فقط في موسمه الأول في الدوري الإيطالي ويسجل هدفا واحدا، وفي الموسم الثاني لم تتغير الأمور كثيرا بعد رحيل دي فرانشيسكو، فشارك في 17 مباراة وسجل هدفين.

وبحلول موسم 2018-2019 جاءت انطلاقة سينسي، بعدما تولي روبيرتو دي زيربي تدريب الفريق.

بطرق 4-3-3 أو 3-5-2 والتي يعتمد عليها كونتي، لعب دي زيربي مع ساسولو، ولم يكن لسينسي مركزا ثابتا في أرض ملعب، فتارة يلعب كارتكاز دفاعي وتارة أخرى يلعب في وسط الملعب "Box-to-Box".

اعتماد دي زيربي على سينسي في أكثر من مركز كان لأنه "يفعل ما يحلو له" بحسب وصف المدرب الإيطالي.

سينسي سابقا صرح وقال: "أستطيع اللعب في أي مركز، لكني أفضّل اللعب في مركز (الريجستا) أو صانع الألعاب المتأخر".

لكن يبدو وأن سينسي لم يكن قادرا على فهم متطلبات المركز جيدا قبل دي زيربي.

فبعد فترة من العمل معه، قال: "أشعر بالراحة في وسط الملعب، إنها منطقة خاصة من الناحية التكتيكية لأن يجب علينا أن نفهم تحركات الخصوم، ويجب ألا أخسر الكرة، ولذلك كنت محظوظا بالعمل مع دي زيربي لأن بفضله وطريقة تفكيره تمكنت من اكتشاف ما كنت أبحث عنه".

التطور الحقيقي الذي شهده مع دي زيربي جعله ينضم لإنتر على سبيل الإعارة، لتبدأ رحلة العمل مع كونتي.

بنموذج واحد يلعب كونتي مع كل الفرق التي دربها: 3-5-2.

ثلاثي دفاعي لديه القدرة على إرسال كرات طولية لمهاجم طويل القامة يستحوذ عليها ويمهدها للجناح أو المهاجم الثاني، مع ثلاثي في وسط الملعب وظهيري جنب لتوسيع الملعب.

ولعمل زيادة في المنطقة الجزاء، يطلب كونتي من أحد ثلاثي الوسط التقدم للأمام واستغلال عدم الرقابة وتسجيل الأهداف.

تتكرر هذه اللعبة مع كل فرق كونتي، بداية نجومية فيدال كانت لهذه الخدعة مع يوفنتوس، وجاكيريني استعاد جزء من بريقه مع إيطاليا في يورو 2016 بسبب هذا التحرك بعدما حوله كونتي من جناح للاعب وسط ثالث. شاهد هدفه في بلجيكا، لعبة تثبت فكرة كونتي.

الصورة توضح لك أكثر. كرة طولية من ليوناردو بونوتشي إلى جياكريني المتمركز خلف بيلي بين أنصاف المساحات في دفاع بلجيكا.

وحتى بيدرو مع تشيلسي كان يعود للعب بجوار نيمانيا ماتيتش ونجولو كانتي أحيانا على أن يتقدم مع دييجو كوستا وإدين هازارد.

هنا كان يتمركز بيدرو ضد ساوثامبتون في مباراة الدور الأول لموسم 2016-2017.

وهكذا كانت خريطته الحرارية. في وسط ملعب تشيلسي كانت أكثر أماكن استلام بيدرو الكرة.

وبنفس الأفكار، يظهر سينسي في طريقة كونتي مع إنتر في الموسم الحالي.

بعدما تحول من "ريسجتا" إلى لاعب وسط ثالث، في فترة الإعداد أعلن سينسي عن نفسه بقوة وأنه قادر على تطبيق ما يريده كونتي من لاعب الوسط، ، بهدفه الرائع في توتنام.

وكأن سينسي يدور في فلك، والكرة تدور في فلك آخر؛ ليلتقي الثنائي في منطقة الجزاء.

سينسي يتمركز في أنصاف المساحات في دفاع توتنام.

سينسي يتحرك نحو منطقة الجزاء رغم إن الكرة لم تلعب له.

تُنفذ لعبة 1-3؛ لينفرد بالمرمى، وهدف.

فالدخول لمنطقة الجزاء أصبح سمة سينسي مع كونتي، ليس فقط لاستلام التمريرات الأرضية ولكن حتى للتسجيل من الرأسيات مثلما سجل هدف الانتصار على أودينيزي.

العرضيات المبكرة "Early-cross" التي يعتمد عليها كونتي أيضا في الوصول للمرمى، لا تلعب للمتمركز في منطقة الجزاء وإنما تُرسل للمتوغل داخل الصندوق، ورغم قصر قامة سينسي إلا أنه نفذ الفكرة ببراعة.

هنا وبمجرد نقل الكرة لأنطونيو كاندريفا في أقصى الصورة، بدأ سينسي في الاقتراب من منطقة الجزاء.

ومع استعداد كاندريفا لإرسال العرضية، ركض سينسي بسرعة لمنطقة الجزاء، مع قيام روميلو لوكاكو بعملية تمويه ورفع يده لتشتيت انتباه مدافع أودينيزي.

ليقوم كاندريفا بفتح باطن قدمه ليرسل العرضية في المساحة الموجودة خلف المدافع الذي يتولى رقابة لوكاكو، والتي سيركض فيها سينسي.

ورغم هذه الوضعية، إلا أن سينسي يعرف كيف يحول هذه الكرة برأسه في الشباك بدقة.

كما أن سينسي لا يُسجل فقط بعد دخوله لمنطقة الجزاء، وإنما يُسدد من تسديدات بعيدة المدة مثلما سجل في ليتشي وسامبدوريا.

كان هذا الشق خاص بتحليل كيفية تسجيله للأهداف، فماذا عن تحركاته في وسط الملعب؟

هنا يتسلم سينسي الكرة بين الخطوط، ويعيد تدويرها، لا يهم إن كانت التمريرة إيجابية أم لا، لكن المهم أن يحافظ لإنتر على الاستحواذ حتى إيجاد فرصة لعمل لتمرير بين الخطوط، لذلك ليس عجيبا أن يخلق سينسي 2.2 فرصة للتسجيل في المباراة الواحدة مع معدل تمريرات يصل لـ49 تمريرة، بدقة 87%.

كما أن مهارة سينسي تساعده في الدوران بالمدافع والتخلص منه.

وإن لم يجد سينسي فرصة للتمرير القصير، لا مانع من تمريرة طولية لنقل اللعب في الجانب الآخر. يمتلك 3.7 كرة طولية صحيحة في المباراة الواحدة.

أو قد يكون الحل في تمريرة سحرية تكسر خطوط المنافس.

كما أن تحركاته في أنصاف المساحات على حدود منطقة الجزاء، واللعب كمهاجم ثان، تضيف عمقا لإنتر، وتجعل المهاجم الثاني خلف لوكاكو ينتقل للعب على الجناح دون خسارة الزيادة العددية.

تألق سينسي مع إنتر طبيعي، فهو يحب أن يتحكم في رتم فريقه في وسط الملعب مع التقدم للأمام لتسجيل الأهداف، وهذا ما يبحث عنه كونتي دائما؛ لذلك يكمل الثنائي بعضهما البعض.

اقرأ ايضا:

حلم إفريقيا – حوار في الجول.. مدرب اتحاد الجزائر: هدفي التأهل لربع النهائي رغم الأزمة الكبيرة

حلم إفريقيا - اتحاد الجزائر.. نُقسم سنبقى

خبر في الجول – تفاصيل مفاوضات ودية الأهلي وريال مدريد

مدرب حراس الأهلي: الشناوي الأفضل في مسيرتي وجاهز لـ أوروبا.. الكرة هنا "أسخن" من إيطاليا

لماذا يكره الكبار مواجهة مختار

التعليقات