قصة كفاح ضد العبودية أدت إلى سيطرة البرازيل على العالم

في القرن الـ16 زحف البرتغاليون إلى البرازيل بكثرة وجلبوا معهم العديد من العبيد الأفارقة وبالتحديد من أنجولا وموزمبيق وبدأ الصراع بين الطرفين.

كتب : رامي جمال

الجمعة، 27 سبتمبر 2019 - 20:23
جينجا البرازيل - رسمة شروق عز الدين

في القرن الـ16 زحف البرتغاليون إلى البرازيل بكثرة وجلبوا معهم العديد من العبيد الأفارقة وبالتحديد من أنجولا وموزمبيق وبدأ الصراع بين الطرفين.

من أجل الهروب من العبودية والدفاع عن النفس أتقن الأفارقة فن يُعرف باسم الكابويرا وهو فن يجمع بين عناصر الرقص والحركات البهلوانية السريعة، وبدأ ذلك الفن ينتشر كثيرا في منطقة باهيا حيث يتواجد العديد من الأفارقة.

الهدف من الكابويرا هو خداع الخصم بتلك المراوغات السريعة لإلحاق الأذى به وعدم التعرض في المقابل للأذى منه.

نتيجة لذلك جرم القانون البرازيلي الكابويرا واعتبر ممارستها جريمة يعاقب صاحبها عليها.

في نهاية القرن الـ19 ألغت البرازيل العبودية رسميا وفي الوقت ذاته ظل فن الكابويرا مُحرما رغم توارث الأجيال له على مدار ثلاثة قرون.

لذا جاءت فكرة استخدام أحد تكنيكات الكابويرا والتي تُدعى جينجا في اللعبة الجديدة القادمة إلى البرازيل.. كرة القدم.

توصف الجينجا بإنها هي التي "تمنح اللاعبين البرازيليين سرعتهم وإيقاعهم في المباريات وتمكنهم من اللعب بشكل جميل، هي الروح المتأصلة في الحمض النووي للبرازيليين".

تكنيك الجينجا يعتمد على جعل قدم واحدة ثابتة على الأرض وإحداث المراوغة بالقدم الأخرى لخداع الخصم.

الجينجا كانت تعتمد على الركض والمراوغة والسيطرة على الكرة بجميع أجزاء القدم مع القيام بحركات مفاجئة أو الالتفاف حول المدافع.

وبالفعل أتقن البرازيليون الأفارقة تلك المهارة بشدة ومنهم بدأت تنتقل إلى باقي الأعراق المختلفة في البلد.

استخدام الجينجا كان لا يعرض صاحبه لأي عقوبة على عكس الكابويرا.

كارثة الماراكانا

عين الاتحاد البرازيلي فيسنتي فيولا مديرا فنيا للبرازيل قبل انطلاق كأس العالم وضم معه صاحب الـ17 عاما بيليه ومعه جارينشا وزيتو وماريو زاجالو ومازولا وكلهم كانوا نجوم أنديتهم في ذلك الوقت.

رفض فيولا اللجوء لأسلوب الجينجا واعتمد على التكتيك الأوروبي في البطولة وبدأوا البطولة بفوز غير مقنع على النمسا بثلاثية دون رد ثم تعادلوا سلبيا مع إنجلترا وفازوا على الاتحاد السوفييتي بهدفين دون رد في ختام دور المجموعات.

المباراة الأخيرة بالتحديد كانت هي بداية النهضة والعودة إلى الجينجا بالظهور الدولي الأول لبيليه وجارينشا سويا.

غير المنتخب البرازيلي من طريقة اللعب فاعتمد على 4-2-4 بدلا من 2-3-5 و3-4-3 بعدما كان يعتمد عليهما في السابق.

في فيلم "بيليه مولد أسطورة" يشار إلى أن فيولا غير أسلوب لعبه خلال مشوار البطولة وبالتحديد قبل مواجهة السويد في النهائي وطلب من اللاعبين اللجوء إلى الجينجا بعدما شعر بعدم راحتهم في أسلوب اللعب التكتيكي والتقيد بتعليمات محددة.

وفي المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة قال جورجي رينور المدير الفني للسويد: "لو سجلنا هدفا مبكرا سنفوز على البرازيل".

وبالفعل كان له ما أراد في الدقيقة الرابعة لكن ذلك اليوم شمسه أشرقت من أجل الجوهرة بيليه.

ملك السويد في الملعب والجمهور السويدي يهتف بشدة فكأس العالم يقترب ولكن كل شيء تحول لانبهار خلال الدقائق التالية.

أدرك فافا التعادل للبرازيل وسجل هدف التقدم في 32، ذلك قبل أن يظهر بيليه ويقهر كل الصعاب التي مر بها ليسجل أحد أجمل أهداف المونديال في ذلك الوقت ويبهر الحاضرين.

تسلم رائع للكرة بالصدر ومرور بالكرة من أعلى رأس المدافع السويدي داخل منطقة الجزاء ثم التسديد بيمناه بكل قوة لتسكن الشباك وسط تصفيق الحاضرين لما رأوه من إبداع.

وقال أحد أفضل راقصي الجينجا عبر التاريخ رونالدينيو: "الجينجا تتدفق مع الإيقاع إنها تأتي مع حركات مختلفة لذا يمكن تطويرها دائما والجميع لديه طريقة مختلفة للرقص والتحرك مع الموسيقى لذا كل شخص يمكن أن يطور الجينجا الخاصة به".

أخيرا.. ربما علينا أن نطلق على البرازيليين راقصي الجينجا وليس راقصي السامبا ولكن قبل كل شيء عليهم حل أزمة الهوية.

مصادر

فيلم بيليه A birth of a legend

http://bit.ly/2njDBD2

https://win.gs/2nUeRBO

طالع أيضا

بيان رسمي من الزمالك بخصوص لقاء جينيراسيون فوت

الاتحاد البوتسواني يعلن مواجهة مصر وديا في أكتوبر

ثلاثي يقترب من التواجد في قائمة منتخب مصر

أول لقاء مؤجل في الدوري المصري

مقترح لإقامة مباراة ودية بين الأهلي وريال مدريد في إسبانيا