رودريجو ووهم "أول لاعب من مواليد القرن الـ21"

البرازيلي المولود في الألفية الجديدة لم يحتج لأكثر من 94 ثانية من أجل التسجيل في أوساسونا، وعندها أصبح أول لاعب من مواليد القرن الـ21 يسجل للميرنجي.

كتب : لؤي هشام

الجمعة، 27 سبتمبر 2019 - 00:40
رودريجو - ريال مدريد

كانت الساعة تشير إلى العاشرة والنصف مساء حينما أرسل كاسيميرو تمريرة طولية صوب ذلك الفتى الصغير.. اللاعب الذي بدت ملامحه طفولية بوضوح تحكم في الكرة كما وكأنه لاعبا متمرسا يحفظ جنبات الملعب جيدا و.... جوووول، لقد أسكنها في الشباك.

94 ثانية فقط كانت قد مرت من عمر مسيرته مع الفريق الأول لريال مدريد.

والبرازيلي المولود في الألفية الجديدة لم يحتج لأكثر من ذلك من أجل التسجيل في أوساسونا.. عندها أصبح أول لاعب من مواليد القرن الـ21 يسجل للميرنجي.

"أحببت الهدف بالتأكيد ولكنني أحببت أكثر تحكم رودريجو في الكرة، والطريقة التي سجل بها" هكذا تحدث المدرب زين الدين زيدان عن لاعبه رودريجو جوس صاحب الـ18 عاما، بعد الفوز على أوساسونا بهدفين نظيفين ضمن الجولة السادسة من الدوري الإسباني.

ربما أثارت الكلمات السابقة حماسك وداعبت تطلعاتك نحو إمكانيات اللاعب البرازيلي ولكن الحقيقة أنه رغم تقديم رودريجو لمسة رائعة في ظهوره الأول ربما يتداعى كل ذلك سريعا مع كلمة لا يلتفت إليها البعض كثيرا: الوهم.

أو لنقل وهم "أول لاعب من مواليد القرن الـ21".. وهم الأرقام القياسية.

في البدء لا يبدو الأمر وهما بقدر اقترابه من الأمل والحماس، ومع ذلك يمكن أن تتحول تلك الكلمات إلى وهم حقيقي، فكم من لاعب حطمته التوقعات الكبيرة والمبالغة في الاحتفاء.

أما عن الأمثلة فحدث ولا حرج. بويان كريكتش حطم مع برشلونة عدة أرقام قياسية قبل أن تتحطم مسيرته لاحقا. جيرارد ديولوفيو تنبئ له الكثير بمستوى باهر ولكن رحلته مع برشلونة انتهت سريعا قبل أن تبدأ.

وروبينيو أتى إلى ريال مدريد مع قدر كبير من التوقعات ثم انهار مشواره سريعا.

وإن كنت ترغب في مثال أقرب فلتنظر إلى الرجل الذي شارك رودريجو بدلا منه.

فينيسيوس جونيور انفجر في البكاء بعد تسجيله أول أهداف الموسم قبل أن يضيف مواطنه الثاني، والسبب كان الضغوط الكبيرة التي تعرض لها وصافرات الاستهجان التي نالها مع إهداره لعدد كبير من الفرص وغيابه عن التسجيل في 16 مباراة.

ولعلم زيدان بما قد يواجهه لاعبوه مستقبلا قال: "سعيد من أجلهم، أحببت تحكم رودريجو في الكرة والطريقة التي سجل بها فينيسيوس كان مهما للغاية، سعيد للغاية فأحيانا ننسى أنهما يبلغان 18 عاما".

ولكن الحياة أيضا لا تحمل جانبا واحدا، وما يعتبره البعض وهما حينذاك قد يتحول إلى أمل.

إيكر كاسياس كان في حصة رسم عندما جاء ريال مدريد ليتعاقد معه، وراؤول خشى خورخي فالدانو الدفع به في سن 17 عاما قبل أن يخبره الفتى بشجاعة "إن كنت ترغب في الفوز فأشركني في اللقاء".

وكما تحمل الحياة عدة جوانب فإنها تحمل عدة فرص أيضا.

مارتين أوديجارد كان في سن الـ16 عاما عندما ضمه ريال مدريد ليواجه الخفوت بعدها قبل أن يظهر تألقه مجددا مع ريال سوسيداد في سن الـ20.

خايمي ماتا وخورخي مولينا يقودان هجوم خيتافي الآن وهما في عمر الـ37 عاما، ولم يصلا إلى اللعب في الدرجة الأولى سوى في سن 29 عاما، أما أريتز أدوريز فلم ينفجر تهديفيا إلا بعد تخطيه سن الـ30.

الأهم أن تدرك جيدا ما أنت قادر على فعله ورؤيته، وأن تملك القدرة على القتال والمقاومة، مثل سانتي كازورلا الذي أخبروه أنه سيكون محظوظا إن استطاع المشي مجددا بعد 10 عمليات جراحية.

وها هو قد قاوم ويلعب الآن مع فياريال، بل ودخل تشكيل الأفضل بالليجا الموسم الماضي، وفي يوم الثلاثاء تلقى تحية حارة من جماهير كامب نو بعدما هز شباك برشلونة ليرد "هذا ما سأحمله معي عندما اعتزل".

الأهم ألا تدع سراب الوهم يُعمي عينيك عن هدفك.

** نُقل بتصرف من مقال للصحافي سيد لو على صحيفة "جارديان" البريطانية.

اقرأ أيضا:

غياب معلول وصالح وظهور أزارو وديانج في قائمة الأهلي أمام كانو سبورت

تنس طاولة – هنا جودة لـ في الجول: فخورة بما حققته أمام فرح المميزة.. وأتحدى صلاح

تنس طاولة – فرح عبد العزيز تحكي لـ في الجول كيف خسرت من الطفلة هنا

ميدو يكشف عرضا ندم على رفضه: لم أقبل ميلان بسبب إنزاجي وشيفتشينكو

أزمة لـ الزمالك.. جينراسيون السنغالي يرفض اللعب في برج العرب حتى الآن